منتدى رواية عشق - ثنائي الشام ثُنائية: القادِمَةْ.. خَلْفَ صُخورِ العِشْق (2)

https://www.3b8-y.com/vb/images/smil...re-d7v10y5.png

ثنائي الشام ثُنائية: القادِمَةْ.. خَلْفَ صُخورِ العِشْق (2)
الأديب والشاعر محمد عبد الحفيظ القصاب
والكاتبة سليدا
الجزء (2)

س=وهذا القلبُ مُشمَّعٌ بِروحِكَ.. واسْمُكَ موشومٌ على جَسَدِي ..
الغُبَار! أَتَيْتُكَ خارجَ سجنِ الصَّخر ..
وخلفَ الربوعِ الخضراء ..أتسلَّل في السواقي والأنهار ...

م=لا تفكري بالكلمات.. اخلقِي عالمًا لا يراهُ إلا أنتِ ..
يا حبيبتي القادمة.. بلا زمن.. تعالَي فالوقتُ يذهبُ هباءً ..
سأخرجُ من سجني بعيدًا عن الفصول ..
أقفُ بانتظاركِ عندما تسكنُ أنفاسُ الدقائق ..
أرسمُ جذورَ جسدكِ كي تنمو ملامحُكِ أمامي..

س=ارسمني كيف شئتَ فلا زلتُ طفلتكَ المدلَّلة..
تحملُ لكَ بداخلها ذكرى وصور..
يتراقص لها الحرفُ والقلم..
علّمني كلماتٍ تتمسَّكُ بخلايا الهواء ..
كي لا تذهبَ مع الصَّدى..

م=استرخِي واجْمعِي مشاعرَكِ.. اطلقيها كالرَّصاصةِ نحوي...
صدري ينتظرُ ارتدادَ الموت.... كي يحيا...
ينتظر منك أن تخترقي كل الأضلاع ..
والصدى عدوُّ الكلماتِ يذهبُ بها نحو السفوحِ البكماء ..
وتموت في قبر الصوت...

س=ما أبقاني على قيدِ التراب!.. سوى صوتِ أنفاسِكَ
المقاوِمَةِ للموت..سمعتُها في بطنِ الجبل ..
عندما ولدْتُ من صخرةٍ سقطتْ من مِحْبَرَتِكَ!..

م=أن تَصِلي للقلب....لقلبي المحروق..لا يعرفُ أبدًا رمادَ الأشياء..
تهربُ منهُ النبضاتُ كلَّما أيقظَ الكلمة! ..
ياليتها تنام في محبرةِ الجبل..
عندما تحترقُ الحروف..
هيا أنعشِي هذا القلبَ المَيْتَ..ولو بصلاةٍ بلا دمعة!

س=وصليت ألف صلاة ...أدعوه.. فيها أن يربطَ قلبينا معًا ..
هل الموت لا يستحق الاستجابة؟ ..
أم أنتَ لم تحيَ بعدَ الآن؟!

م=يموت مع كلِّ قلبٍ ماتَ في وطني..
اِحْيِي قلبَ ابْنِ وطنِك ..
ربَّما يستجيبُ اللهُ سبحانَهُ.. لقلبِ أحدِهِم..
ماتَ وآخرُ كلمةٍ كانت ...عشقي...وطني!

س=ما باليد الحيلة ان حوَّلوا وطني الى مقبرة..
فحال بيني وبين الحياة...فكيف أصلُ إليكَ ...
عبر أيّ كلمة !..من أي محبرةٍ ستنزفُ ولادتي ..
أنا القادمة .. علّمني أيّ الحروفِ أُمْسكها..
أيُّ طريقٍ لا يمرُّ عبرَ موتِكَ..حبيبي!

م=اضغطي المعاني حتى تكون قنبلةً في وجهِ الورق ..
يا تلميذةَ سيّدِ الفناء.. تجمَّعي في بطنِ ذاكَ الجبل ..
وانْفجري بركانًا يدمِّرُ حلمي الميِّت ..
بلدي في أبجديةِ الخسوف ....
وطني مقبرةٌ تنتظرُ أنْ أحيا؟؟؟

=========================

مع تحيات ثنائي الشام
م=محمد عبد الحفيظ القصاب
س=سليدا

26/09/2021