![]() |
الفَخْرُ لَا يُحِبُّهُ اللهُ تَعَالَى، لِمَاذَا الْمَبْلَغُ الكَبِيرُ فِي الأَعْرَاسِ
قال أحد الصالحين:
بَلَغَنِي أَنَّهُ فِي هَذَا البَلَدِ النَّاسُ عِنْدَمَا يُزَوِّجُونَ بَنِيهِم وَبَنَاتِهِم يَصْرِفُونَ مَالًا كَثِيرًا بِاسْمِ العُرْسِ، اللهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى قَالَ (إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ ۖ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا) 27 سورة الإسراء، تَنَاهَوا فِيمَا بَيْنَكُم، تَوَاصَوْا فِيمَا بَيْنَكُم، قُولُوا هَذَا الأَمْرُ لِنَتْرُكْهُ. الْمَهْرُ، الإِنْسَانُ هُوَ وَشَأْنُهُ فِي الْمَهْرِ، أَمَّا هَذِهِ الزَّوَائِدُ الَّتِي تُبَذَّرُ فَقَطْ هَذَا حَرَامٌ، ثُمَّ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا تَضُرُّنَا، هَؤُلَاءِ الشَّبَابُ إِذَا لَمْ نُسَهِّلْ عَلَيْهِم قَدْ يَلْجَأُونَ إِلَى كَافِرَاتٍ، وَهَؤُلَاءِ الكافرات بَعْدَمَا تَزُولُ الْمَوَدَّةُ وَالأُلْفَةُ بَيْنَ رِجَالِهِنَّ وَبَيْنَهُنَّ وَيَكُونُ هُنَاكَ حَصَلَ تَوَالُدٌ، هَؤُلَاءِ الأَوْلَادُ قَدْ تَأْخُذُهُم هَذِهِ الأُمُّ لَمَّا تَنْفِرُ مِنْ زَوْجِهَا الْمُسْلِمِ، هَؤُلَاءِ الأَوْلَادُ تُرَبِّيهِم عَلَى طَرِيقَةِ أَخْوَالِهِم الكُفَّارِ، ثُمَّ هَذَا الأَبُ يَكُونُ فِي كَمَدٍ مَقْهُورًا دَائِمًا مَغْمُومَ البَالِ. وَاحِدٌ تَزَوَّجَ فَرَنْسِيَّةً أَوْ أَلْمَانِيَّةً، وَلَدَ مِنْهَا بِنْتَيْنِ ثُمَّ صَارَ بَيْنَهُمَا نُفُورٌ، بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا نُفُورٌ، مَاذَا فَعَلَتْ؟ احْتَالَتْ حَتَّى تَمَكَّنَتْ مِنْ أَخْذِ البِنْتَيْنِ وَهَرَبَتْ بِهِمَا إِلَى أَوْرُوبَا، وَالأَبُ صَارَ يَتَمَزَّقُ قَلْبُهُ، هَذَا سَبَبُهُ تَأْثِيرُ تَكْبِيرِ الكُلْفَةِ بِاسْمِ العُرْسِ، أَمَّا بِاسْمِ الْمَهْرِ، فَالْمِهر إِنْ كَانَ قَلِيلًا وَإِنْ كَانَ كَثِيرًا لَا يُعَارِضُ دِينَ اللهِ، لَا يُعَارِضُ، أَمَّا هَذِهِ الأَشْيَاءُ الَّتِي لَا يُرَادُ بِهَا إِلَّا الفَخْرَ، اللهُ تَعَالَى حَرَّمَ الفَخْرَ. الإِنْسَانُ يَجُوزُ لَهُ أَنْ يَتَنَعَّمَ بِمَالِهِ، يَلْبَسُ الثَّوْبَ الجَمِيلَ لِيَفْرَحَ بِنَفْسِهِ وَلِيَظْهَرَ أَمَامَ النَّاسِ بِمَظْهَرٍ أَنِيقٍ، يَجُوزُ، كَذَلِكَ إِذَا الإِنْسَانُ رَكِبَ سَيَّارَةً فَخْمَةً لَا بِنِيَّةِ التَّفَاضُلِ عَلَى النَّاسِ، لَا، بَلْ بِنِيَّةِ أَنْ يَفْرَحَ بِحَالِهِ، يَجُوزُ، أَمَّا الفَخْرُ، اللهُ تَعَالَى يَكْرَهُهُ. سَيِّدُنَا مُحَمَّدٌ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَالَ (إِنَّهُ كَانَ فِيمَا مَنْ مَضَى قَبْلَكُم أَيْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ رَجُلٌ كَانَ مُعْجَبًا بِلِبَاسِهِ، بِبُرْدَيْهِ أَيْ بِلِبَاسِهِ، وَبِشَعَرِه، صَارَ يَمْشِي مُتَبَخْتِرًا، اللهُ تَعَالَى أَمَرَ الأَرْضَ أَنْ تَبْلَعَهُ فَبَلَعَتْهُ)، اللهُ تَعَالَى يُظْهِرُ فِي بَعْضِ النَّاسِ نِقْمَتَهُ فِي الدُّنْيَا، أَمَّا الأَغْلَبُ يُؤَخِّرُ لَهُم إِلَى الآخِرَةِ. فِي بعضِ البِلادِ حَصَلَتْ عَجِيبَةٌ أَنَّ أُنَاسًا مِنَ الفُقَرَاءِ جَاءُوا عِنْدَ الحَصَادِ، عِنْدَمَا يُدْرَسُ الحَبُّ إِلَى الضَّيْعَةِ، طَلَبُوا الزَّكَاةَ وَهُم مُسْتَحِقُّونَ، أَهْلُ القَرْيَةِ خُبَثَاءُ، قَالُوا لَهُم تَأْتُونَنَا غَدًا، وَفِي نِيَّتِهِم أَنْ يَحُطُّوهَا فِي مَخَازِنِ الحَبِّ، ثُمَّ فِي هَذَا اللَّيْلِ هَؤُلَاءِ الفُقَرَاءُ لَمَّا يَأْتُونَ فِي الوَقْتِ الَّذِي هُم يَظُنُّونَ أَنَّهُم يَجِدُونَ فِيهِ الحَبَّ هُنَا، لَا يَجِدُونَهُ، يَجِدُونَ أَرْضًا فَارِغَةً، اللهُ تَعَالَى أَمَرَ الأَرْضَ بِأَنْ تَنْشَقَّ، بَلَعَتْ هَذَا الحَبَّ كُلَّهُ، مَا بَقِيَ لِأَهْلِ البَلْدَةِ شَىْءٌ، كُلُّ حَبِّهِمُ الَّتِي دَرَسُوهَا وَحَطُّوهَا فِي الْمَخَازِنِ بَلَعَتْهَا الأَرْضُ أَكَلَتْهَا الأَرْضُ، أَحْيَانًا يُظْهِرُ اللهُ تَعَالَى نِقْمَتَهُ حَتَّى يَكُونَ عِبْرَةً لِبَعْضِ البَشَرِ، لَكِنَّهُ فِي الغَالِبِ لَا يُظْهِرُ اللهُ تَعَالَى فِي الدُّنْيَا نِقْمَتَهُ، يُؤَخِّرُ نِقْمَتَهُ إِلَى الآخِرَةِ، الفَخْرُ لَا يُحِبُّهُ اللهُ تَعَالَى، لِمَاذَا هَذَا الْمَبْلَغُ الكَبِيرُ (أَيْ فِي الأَعْرَاسِ)؟! مِنْ أَجْلِ الفَخْرِ، فُلَانٌ عَمِلَ جَهَازَ ابْنَتِهِ بِمَبْلَغِ كَذَا، عَمِلَ لَهَا كَذَا، عَمِلَ لَهَا كَذَا، لِيُقَالَ عَنْهُ هَذَا يَعْصِي رَبَّهُ وَيَحْرِمُ الفُقَرَاءَ الْمُحْتَاجِينَ الْمُسْلِمِينَ، أَهْلَ الضَّرُورَاتِ، يَحْرِمُ أُولَئِكَ مِنْ مُسَاعَدَتِهِ فِي هَذَا الْمَالِ الَّذِي هُوَ فَائِضٌ عَنْهُ لَا يَحْتَاجُهُ لِكِفَايَتِهِ لِأَكْلِهِ وَشُرْبِهِ وَمَسْكَنِهِ وَلِبَاسِهِ، لَا يَحْتَاجُهُ، شَىْءٌ زَائِدٌ، اللهُ تَعَالَى أَنْعَمَ عَلَيْهِ، فَوْقَ هَذَا يَصْرِفُ هَذَا الْمَالَ فِيمَا حَرَّمَ اللهُ لِلْفَخْرِ وَالرِّيَاءِ. |
جزاكى الله خير الجزاء ونفع بكِ على الطرح القيم وجعله في ميزان حسناتكِ وألبسكِ لباس التقوى والغفران وجعلكِ ممن يظلهم الله في يوم لا ظل إلا ظله وعمر الله قلبكِ بالأيمان |
جزاك الله خيرا
جعله في ميزان حسناتك انتظر ابداعك القادم |
جزاك الله خيـر
بارك الله في جهودك وأسال الله لك التوفيق دائما وأن يجمعنا على الود والإخاء والمحبة وأن يثبت الله أجرك |
*،
سلمت آناملك آلمتألقه لروعة طرحهآ.. ودي لك ولروحك |
جزاك الله خير الجزاء ونفع بك :kf1:
|
الساعة الآن 12:31 AM |
Powered by vBulletin Hosting By
R-ESHQ
HêĽм √ 3.1 BY: ! RESHQ ! © 2010
new notificatio by R-ESHQ
User Alert System provided by
Advanced User Tagging (Lite) -
vBulletin Mods & Addons Copyright © 2025 DragonByte Technologies Ltd.
تنويه : المشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس بالضرورة تمثل رأي أدارة الموقع