منتدى رواية عشق

منتدى رواية عشق (https://r-eshq.com/vb/index.php)
-   ۩ قِصص القُرآن الكرِيم ۩ (https://r-eshq.com/vb/forumdisplay.php?f=123)
-   -   قصة عن التوكل على الله (https://r-eshq.com/vb/showthread.php?t=146121)

نور القمر 12-08-2021 02:14 PM

قصة عن التوكل على الله
 


ذات يوم ، أوحى رب العالمين لسيدنا إبراهيم عليه السلام ، وقد أمره سبحانه وتعالى ، أن يذهب مع زوجته هاجر ، وابنهما سيدنا إسماعيل عليه السلام ، وأن يقصدوا مكة ، وكانت تبعد عنهم كثيرًا ، إلى جانب أنها لم تكن قد نبضت فيها الحياة من قبل ، فما كانت إلا واد ، لا بشر فيه ، ولا ماء ، ولا كلأ .

ورغم كل ما سبق ، إلا أن سيدنا إبراهيم ، أصر على تنفيذ أوامر ربه ، فشدوا الرحال من فلسطين إلى مكة ، وابنهما لا زال رضيعًا ، طال الطريق ، وشق عليهم ، إلى أن وصلوا إلى مكان موحش ، في صحراء جرداء ، شمسها حارقة ، فهم سيدنا إبراهيم ليترك زوجته ، ورضيعها ، عليهم جميعًا السلام ، حتى يعود إلى فلسطين مرة أخرى .

هلعت السيدة هاجر ، وأخذت تتوسل إليه ألا يتركهما في ذلك المكان ، الذي لا يوجد به أي أحد ، ولا أي شيء من مظاهر الحياة ، فكيف يتركهما هكذا ، العجيب في الأمر ، أن سيدنا إبراهيم لم يلتفت إليها ، ولم يحرك ساكنًا ، ولم ينطق حرفًا ، وهم في سيره ، أخذت تناديه ، وتترجاه ، ولكن بلا جدوى ، فيئست ، فنادت عليه ، وقالت : ” هل أمرك ربنا بهذا ؟ ” ، رد مجيبًا : ” نعم ” ، فتنهدت ، وقالت : ” لن يضيعنا ربنا ” .

ظلت السيدة هاجر ، تشعر بالخوف ، والرهبة الشديدة ، فالصحراء مليئة بالأخطار ، وما كان منها إلا أن تضم رضيعها إليها ، وتدعو ربها بأن يحفظهما ، وزوجها من كل شر ، وأن يعيده إليهما سالمًا غانمًا ، ولكنها كانت تفكر ، كيف يأكلون ، ويشربون ؟ لا أثر لأي شيء ، مما جعلها تذرف دموعها دون توقف ، فلقد تربت في أبهى القصور ، ولكن انظر إلى ما ألم بها الآن .

رغم لذلك كانت تصبر ، وتحمد الله ، وتتوكل عليه ، وتسلم إليه جل أمورها ، وكانت تتيقن برحمة الله بهم ، كما كان سيدنا إبراهيم يمضي ، والحسرة والحزن الشديد ينغص عليه أوقاته ، ويترعرع في ثنايا قلبه ، ولكنه أمر الله ، فكان يوكل أمره كله له ، ويرضى بقضاءه .

لم يكن مع السيدة هاجر إلا قليل من الكلأ ، والماء ، ولكنهم سرعان ما نفذوا ، رغم محاولتها الشديدة على أن يمكثوا معها أطول وقت ، ولكن الجو كان شديد الحرارة ، فماذا تصنع ؟ أخذ رضيعها يصرخ ، ويصرخ من العطش ، والجوع الشديد ، وهي حائرة ، فما كان بها إلا أنها تسعى بين الجبلين الذين كانا بصددهما ، وكان إسماعيل يضرب الأرض بقدميه من شدة الصراخ ، وهي تتقطع ، وتتحسر ، فتذهب ، وتجيء ، وتتوسل إلى ربها .

كانت كلما صعدت إلى جبل ، تلاحظ سرابًا من المياه على الجبل الآخر ، فتسرع إليه ، فلا تجد شيئًا ، فخارت قواها من فرط سعيها ، فاستكانت ، وخضعت لأمر ربها ، وقلبه يفيض بالحسرة على صغيرها ، الذي أوشك أن يفارق الحياة ، فأخذت تدعو الله ، وتسلم إليه أمرها ، وفجأة ، انبجست عين من الماء ، تحت أقدام رضيعها ، فحمدت ربها ، وأسرعت ، لتشرب صغيرها ، وشربت حتى ارتوت .

وكانت عين زمزم ، التي يتسابق الناس جميعًا ، لينهلون من ماءها ، ويرتشفون من عبقها ، فكانت حياة جديدة ، للبشر ، والطيور ، وعاد إبراهيم ، وبنى القواعد مع ولده ، وأصبح البيت الحرام ، الذي يفد إليه الناس من كل أرجاء العالم ، فما أعظمك يا الله !

بنت الشام 12-08-2021 02:15 PM

يعطيك العافية على الطرح القيم
مودتي

мя Зάмояч 12-08-2021 02:41 PM

جزاك الله خيـر
بارك الله في جهودك
وأسال الله لك التوفيق دائما
وأن يجمعنا على الود والإخاء والمحبة
وأن يثبت الله أجرك

اميرة الصمت 12-08-2021 03:51 PM

جزاك الله كل خير
جعلها في موازين حسناتك
سلمت اناملك على الإنتقاء
دمت بسعادة بحجم السماء
لقلبك طوق الياسمين

عبد الحليم 12-08-2021 04:00 PM

طرح يفوق الجمال
كعادتك إبداع في صفحآتك
يعطيك العافيه يارب
وبإنتظار المزيد من هذا الفيض
لقلبك السعادة والفرح
ودي..

Şøķåŕą 12-08-2021 04:05 PM

تميز في الانتقاء
سلم لنا روعه طرحك
نترقب المزيد من جديدك الرائع
دمت ودام لنا عطائك
لكـ خالص احترامي


الساعة الآن 08:07 AM

Powered by vBulletin Hosting By R-ESHQ
HêĽм √ 3.1 BY: ! RESHQ ! © 2010
new notificatio by R-ESHQ
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2025 DragonByte Technologies Ltd.
تنويه : المشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس بالضرورة تمثل رأي أدارة الموقع