منتدى رواية عشق

منتدى رواية عشق (https://r-eshq.com/vb/index.php)
-   ۩ القُــرآن الكرِيــم ۩ (https://r-eshq.com/vb/forumdisplay.php?f=77)
-   -   التوحيد في سورة المزمل (https://r-eshq.com/vb/showthread.php?t=119922)

رحيل 05-25-2021 04:29 PM

التوحيد في سورة المزمل
 
التوحيد في سورة المزمل












د. أمين الدميري




قال الإمام الطبري: قوله: ﴿ يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ ﴾ [المزمل: 1]: وصفه بأنه متزمل النبوة والرسالة؛ أي: زُمِّلْت هذا الأمر فقم به.. ويقول الإمام القرطبي: (وفي أصل المزمل قولان: أحداهما: المتحمل؛ يقال زمل الشيء: إذا حمله ومنه الزاملة، "بعير يستظهر به الرجل: يحمل متاعه وطعامه عليه؛ مختار الصحاح"، الثاني: أن المزمل هو المتلفف؛ يقال: تزمل وتدثر بثوبه: إذا تغطَّى، وقوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ ﴾ خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم، وفيه ثلاثة أقوال:




أولها: ﴿ يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ ﴾ بالنبوة والملتزم للرسالة، زمل هذا الأمر؛ أي حمله، ثم فتر.








ثانيها: ﴿ يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ ﴾ بالقرآن.







ثالثها: المزمل بثيابه.







قلت: ومعنى التحمل أقرب للسياق؛ لأنه سبحانه أمره بقيام الليل: ﴿ قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا ﴾ [المزمل: 2] لماذا؟ ﴿ إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا ﴾ [المزمل: 5]؛ فقيام الليل هو الذي سيعينك على تحمل هذا القول الثقيل، لذا فإن من ثمرات قيام الليل: القيام والاهتمام بمعالي الأمور، وتحمل أمانة قيام الدين ودولة الإسلام وحكم القرآن، ولقيام الليل فوائد كثيرة؛ منها:



1-إشراق الوجه: لقوله تعالى: ﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ ﴾ [عبس: 38]، قال ابن عباس: من قيام الليل: لما روي في الحديث: " مَن كثُرت صلاته بالليل حسُن وجهه بالنهار"؛ (ذكره القرطبي، تفسير سورة التكوير).







2-النشاط في أداء الفرائض؛ لأن قيام الليل - وهو سنة مستحبة - يعين على أداء الفرائض بلا تثاقل، بخلاف من يؤدي الفرائض فقط، كما قال علماء الأصول: إن أداء المندوبات يسهل أداء المفروضات، فضلًا عن أنها تجبرها!







3-تسهيل القيام بأعباء الدعوة، وهو المستفاد من مطلع السورة، وتحمل المشاق: ﴿ إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا ﴾ [المزمل: 6]، فقيام الليل تدريب على تحمل المشاق والتكاليف الصعبة؛ فيجعلها سهلة.







♦ ﴿ قُمِ اللَّيْلَ ﴾، فقام عليه الصلاة والسلام والصحابة عامًا كاملًا؛ كما ورد في صحيح مسلم عن زرارة بن أبي أوفى أن سعد بن هشام بن عامر أراد أن يغزو في سبيل الله - الحديث - وفيه: فقلت لعائشة: أنبئيني عن قيام رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقالت: ألست تقرأ: ﴿ يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّل ﴾، قلت: بلى، قالت فإن الله عز وجل افترض قيام الليل في أول هذه السورة، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه حولًا، وأمسك الله عز وجل خاتمتها اثني عشر شهرًا في السماء، حتى أنزل الله عز وجل في آخر السورة التخفيف، فصار قيام الليل تطوعًا بعد فريضة)، والتخفيف هو قوله تعالى: ﴿ إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ ﴾ [المزمل: 20].







♦ وقوله: ﴿ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا ﴾ [المزمل: 4]؛ يقول القرطبي: (لا تعجل بقراءة القرآن، بل اقرأه على مهل، وبيان مع تدبر المعاني.. والترتيل: التنضيد والتنسيق وحسن النظام، وقيل: تدبر في لطائف خطابه، وطالب نفسك بالقيام بأحكامه، وقلبك بفهم معانيه، وسرك بالإقبال عليه).







وذكر ابن كثير في تفسير الآية ما أخرجه البخاري عن أنس: أنه سئل عن قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: كانت مدًّا، ثم قرأ (بسم الله الرحمن الرحيم) يمد بسم الله، ويمد الرحمن، ويمد الرحيم)، وذكر عن ابن مسعود أنه قال: لا تنثروه نثر الدقل (التمر الرديء)، ولا تهذوه هذَّ الشعر، قفوا عند عجائبه وحركوا به القلوب، ولا يكن همُّ أحدكم بآخر السورة.







وقوله: ﴿ وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا ﴾ [المزمل: 8]؛ قال الإمام الطبري: أخلص إليه إخلاصًا، وأخلص إليه المسألة والدعاء، وأخلص له العبادة والدعوة، والتبتل: الانقطاع للعبادة لا بمعنى - الرهبنة النصرانية - ولكن أن تكون حياتك كلها عبادة، والجهاد أفضل عبادة فلا يعدله كثير صيام ولا صلاة، وهو رهبانية هذه الأمة، فالتبتل إلى الله يكون بالجهاد في سبيله!

محمد المقاول 05-25-2021 08:01 PM

عاشت الايادي على مجهودك الكبير
بارك الله فيك
احترامي مع التقدير

عبد الحليم 05-25-2021 09:50 PM

سلمت يداك على الطرح الراقي
جزاك الله خيرا وبارك الله فيك
لك اعجابي وتقديري

الدكتور على حسن 05-25-2021 10:48 PM

كل الشكر وكل التقدير
لحضرتك
سلمت يداك على روعة طرحك
الاكثر من رائـــع
وسلم لنا ذوقك الراقى
على روعة الاختيــار
أسال الله عز وجل
لك سعادة دائمة لا تنتهــى
لك ولحضورك الجميل
كل الشكر وكل التقدير
تحياتى وتقديرى وإحترامى
الدكتـــور علـــى

ضامية الشوق 05-26-2021 10:08 AM

جزاك الله خيرا

شيخة الزين 05-26-2021 10:29 AM

بارك الله فيك ...
وجزاك خير ...
دمت بحفظ الله ورعايته...


الساعة الآن 06:26 PM

Powered by vBulletin Hosting By R-ESHQ
HêĽм √ 3.1 BY: ! RESHQ ! © 2010
new notificatio by R-ESHQ
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2025 DragonByte Technologies Ltd.
تنويه : المشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس بالضرورة تمثل رأي أدارة الموقع