منتدى رواية عشق

منتدى رواية عشق (https://r-eshq.com/vb/index.php)
-   ۩ الرّسُول والصَّحابة الكِرام ۩ (https://r-eshq.com/vb/forumdisplay.php?f=4)
-   -   شرح باب إكرام أهل بيت رسول الله (https://r-eshq.com/vb/showthread.php?t=119223)

رحيل 05-16-2021 01:39 PM

شرح باب إكرام أهل بيت رسول الله
 
شرح باب إكرام أهل بيت رسول الله


سماحة الشيخ محمد بن صالح العثيمين

باب إكرام أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وبيان فضلهم:
قال الله تعالى: ï´؟ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ï´¾ [الأحزاب: 33].
وقال تعالى: ï´؟ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ ï´¾ [الحج: 32].

قال سَماحة العلَّامةِ الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله -:
قال المؤلِّف رحمه الله: باب إكرام أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وبيان فضلهم.

وأهل بيت الرسول صلى الله عليه وسلم ينقسمون إلى قسمين:
قسم كفار، فهؤلاء ليسوا من أهل بيته وإن كانوا أقاربَ له في النَّسَب، لكنهم ليسوا من أهل بيته؛ لأن الله قال لنوح عليه الصلاة والسلام حين قال: ï´؟ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي ï´¾ [هود: 45]، وكان ابنه كافرًا، قال: ï´؟ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ ï´¾ [هود: 46].

فالكفار من أقارب رسول الله صلى الله عليه وسلم ليسوا من أهل بيته، وإن كانوا أقارب له نسبًا.

لكن أهل بيته هم المؤمنون من قرابته صلى الله عليه وسلم، ومنهم أيضًا زوجاته، فإن زوجاته رضى الله عنهن من آل بيته، كما قال الله تعالى في سياق نساء أمهات المؤمنين: ï´؟ يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا * وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ï´¾ [الأحزاب: 32، 33].

وهذا نص صريح واضح جدًّا بأن زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم من آل بيته، خلافًا الذين قالوا: إن زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم ليسوا من أهل بيته، فزوجاتُه من أهل بيته بلا شك.

ولأهل بيت الرسول صلى الله عليه وسلم المؤمنين حقَّانِ: حقُّ الإيمان، وحق القرابة من الرسول صلى الله عليه وسلم.

وزوجات الرسول صلى الله عليه وسلم أمهاتُ المؤمنين، كما قال تعالى في كتابه: ï´؟ النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ ï´¾ [الأحزاب: 6].

فأزواج الرسول صلى الله عليه وسلم أمهاتٌ للمؤمنين، وهذا بالإجماع، فمن قال: إن عائشة رضي الله عنها ليست أمًّا لي، فليس من المؤمنين؛ لأن الله قال: ï´؟ النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ ï´¾، فمن قال: إن عائشة رضي الله عنها ليست أمًّا للمؤمنين؛ فهو ليس بمؤمن؛ لا مؤمن بالقرآن ولا بالرسول صلى الله عليه وسلم.

وعجبًا لهؤلاء! يَقدَحون في عائشة ويسُبُّونها ويبغضونها وهي أحَبُّ زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، لا يحبُّ أحدًا من نسائه مثل ما يحبُّها، كما صح ذلك عنه في البخاري أنه قيل: يا رسول الله، من أحبُّ الناسِ إليك؟ قال: ((عائشة))، قالوا: فمِن الرجال؟ قال: ((أبوها)) أبو بكر رضي الله عنه.

وهؤلاء القوم يَكرهون عائشة ويسُبُّونها ويلعنونَها، وهي أقرب نساء الرسول إليه، فكيف يقال: إن هؤلاء يحبُّون الرسول؟ وكيف يقال: إن هؤلاء يحبُّون آل الرسول؟ ولكنها دعاوى كاذبة لا أساس لها من الصحة.

فالواجب علينا احترامُ آل بيت الرسول صلى الله عليه وسلم من قرابته المؤمنين، ومن زوجاته أمهات المؤمنين، كلُّهم آلُ بيته ولهم حقٌّ.

ثم ذكَرَ المؤلِّف الآيةَ التي سقناها الآن ï´؟ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ï´¾ [الأحزاب: 33] نقاء وطهارة؛ [ï´؟ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ ï´¾؛ أي: النجس المعنوي،] ï´؟ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ï´¾ بعد إزالة النجاسة. والتطهير: تخلية وتحلية، وقوله: ï´؟ تَطْهِيرًا ï´¾ هذا مصدر مؤكِّد لما سبق، يدل على أنها طهارة كاملة.

ولهذا من رمى واحدة من نساء الرسول صلى الله عليه وسلم بالزنا - والعياذ بالله - فإنه كافر، حتى لو كانت غير عائشة.

عائشة الذي يرميها بما برَّأها الله منه كافرٌ مكذِّب لله، يحلُّ دمُه وماله، وأما الذي يرمي سواها بالزنا، فالصحيح من أقوال أهل العلم أنه كافر أيضًا؛ لأن هذا أعظم قدح برسول الله صلى الله عليه وسلم، أن يكون فراشه ممن يزنين والعياذ بالله، وقد قال الله تعالى: ï´؟ الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ ï´¾ [النور: 26].


فمن رمى واحدة من زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم بالزنا، فقد جعل النبيَّ صلى الله عليه وسلم - وحاشاه من ذلك - جعله خبيثًا - نعوذ بالله - لأن الله يقول: ï´؟ الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ ï´¾، وبهذا يُعرَف أن المسألة خطيرة وعظيمة، وأن الواجب علينا أن نُكِنَّ المحبة الصادقة لجميع آل بيت الرسول صلى الله عليه وسلم؛ نسائه كلِّهن، والمؤمنين من قرابته.

المصدر: «شرح رياض الصالحين» (3/ 222- 225)

خالد الشاعر 05-16-2021 02:07 PM

جزاكى الله كل خير
وجعله الباري في موازين حسناتكِ

دُمتى بحفظ الباري


نور القمر 05-16-2021 02:31 PM

بااقة ..من أرق عبارات الشكر
لهذا العطاءالمتميز والإنتقاء الراقي
بـ إنتظار جديدك وعذب أطرٌوحاتك
تحيتي وتقديري

محمد المقاول 05-16-2021 04:00 PM

شكرا على مجهودك الكبير
بارك الله فيك
تحياتي ومروري

شيخة الزين 05-16-2021 04:35 PM

يعطيك العافيه على الطرح القيم
جعله الله في موازين حسناتك

بنت الشام 05-16-2021 04:48 PM

اسأل الله العظيم
أن يرزقك الفردوس الأعلى من الجنان.
وأن يثيبك البارئ خير الثواب .
"


الساعة الآن 07:22 AM

Powered by vBulletin Hosting By R-ESHQ
HêĽм √ 3.1 BY: ! RESHQ ! © 2010
new notificatio by R-ESHQ
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2025 DragonByte Technologies Ltd.
تنويه : المشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس بالضرورة تمثل رأي أدارة الموقع