منتدى رواية عشق - قضية فقهية.. حكم من يصوم ولا يصلي؟

الصلاة عماد الدين من أقامها فقد أقام الدين ..

وهى أقوال وأفعال مفتتحة بالتكبير مختتمة بالتسليم بنية ،
وهى واجبة بالقرآن والسنة وإجماع الأمة ،

فمنكرها والمستهزئ بها كافر ومرتد عن الـــــــدين ،
قال تعالى :

« وأقيموا الصلاة واءتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين «
البقرة الاية 43
والأحاديث فى ذلك كثيرة جدا ،

والصوم شرعا هو: الإمساك عن شهوتى
البطن والفرج من طلوع الفجر إلى غروب الشمس بنية .

وهو من فروض الإسلام الخمسة

أما عن محل السؤال

فنقول : هناك فرق بين إجزاء العبادة ،
أو العمل ، وبين قبول الله تبارك وتعالى لها ،

أو له ، فقد تكون العبادة صحيحة لا تجب إعادتها ؛
لأنها مستوفية الأركان والشروط وهذا هو الإجزاء ،
ومع ذلك تكون غير مقبولة عند الله تعالى ،
كمن يصلى ريــاء ، او فى ثياب مسروقة
ولا يستطيع أى عالم مهما أوتى من علم أن
يجزم بأن عمل أى إنسان قبل عند الله تبارك
وتعالى ؛ لأن القبول عند الله تبارك وتعالى
يتوقف على الإخلاص ، وهذا سر بين العبد وربه
لا يطلع عليه أحد إلا الذى يعلم خائنة الأعين

وما تخفى صدور العالمين ، لكن توجد قرائن

يطمئن بها المسلم على أن عبادته قبلت عند الله

بمشيئة الله وحده ، من تلك القرائن ،

ومن أهمها أن يكون حال المسلم بعد العبادة افضل

وأحسن من حاله قبلها ؛ لأنه بذلك تكون العبادة
قد تحقق المقصد والغاية منها ، فالذى يصوم
إن كان ممسكا عن المفطرات ، من طعام وشراب وشهوة ،
فصومه صحيح غير باطل ولو ارتكب
بعض المعاصى ، كالكذب وترك الصلاة ،

لكن مع صحة الصوم هل يكون مقبولا يؤجر عليه ؟
لقد صرحت الأحاديث الصحيحة بحرمان
هذا الصائم من قبول صومه مثل قوله
صلى الله عليه وسلم فيما رواه عنه أبو هُرَيْرَةَ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ،
قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :

« مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالعَمَلَ بِهِ ،
فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ فِى أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ »
رواه الجماعة إلا مسلما .
بالمثل من يصوم ولا يصلى ،

صومه صحيح لا تجب إعادته لتركه الصلاة ،
أما قبوله ، فالحديث يدل على عدمه وعلى

فرض قبوله وأخذ الثواب عليه ، فإن عقاب

ترك الصلاة عقاب شديد ، ويظهر ذلك فى الميزان
يوم القيامة إن لم يكن عفو من الله ، فلنضع أمام
أعيننا وفى قلوبنا قول الله سبحانه وتعالى :

« فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره »
ومن يعمل مثقالذرة شرا يره «

الزلزلة : ٧ – ٨
وقوله ســـــبحانه :
« من عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها
وما ربك بظلام للعبيد «

فصلت : ٤٦

وصدق الله العظيم

لكم خالص تحياتى وتقديرى
و
رمضـــان كريــــــــــــــم
الدكتـــور علــــــــــــــى