![]() |
الضوء والانكسار
ينطلق السهم الذهبي عائدا، يمتطى صهوة طريقه الإسفلتي الممتد، يجتاز الحد الفاصل بين إغفاءة فلول أشعة الشمس الهاربة، وأفول وشيك للشمس خلف أفق غير معلوم مداه. في زي عملها المتناغم، تبدو بقوامها المتناسق، شعرها الذهبي المسترسل على كتفيها، خلف وجهها المائل إلى الاستطالة.. تكسوه مسحة طفيفة من المساحيق، تزيّنه عينان عسليتان.. تعلوان أنفا دقيقا، وفما مبتسما. من مقدمة العربة، ترسل سهام عينيها.. توزعها صوب ساكني المقاعد البادين لها. تدفع قدميها في الممر. تنبّه ـ رغم التحذيرات المعلنة ـ على عدم التدخين. تسرى في البدن رهبة.. تتكرر ـ رغم تمرسها ـ مع بداية كل رحلة. تطوف بالبال أشياء عدة، تكاد تجرها بعيدا.. تدنيها من صورة فارسها، تداعب خيالها المتشوق. تستفيق.. تتوقف.. تتخير من تبدأ معه الحوار. تفك متاريس الكلام بحوار دافئ.. يتواصل.. يزيد من دفئه اندفاع صدرها بوجهها نحو محدثها بعفوية.. يعضده عبق أنثوي متسلل. تضيق المساحات بين الوجوه، وتتسع. تسقط فواصل، وتعلو أسوار تحكم حدود الحوار. في رقة، تلح في عرض قائمة أصناف المشروبات والشطائر. في خفة تنتشل وجهها.. تتنقل.. تتوغل بين الصفوف العرضية، المقطوعة بالممر حتى تصل إلى المؤخرة الشاغرة. تعود، مدوّنة ما طلب منها. ترمق في إطلالات مشعة سريعة وجوها لم يصل إليها وهج لحظات اقترابها الخاطفة تتحسس عيناها جسدها على مهل. تغيب في باطن العربة، ثم تلوح صاعدة تحتضن (السرفيس) *** يصير السهم ككتلة ضوء تخترق الظلام الدامس، تغازل أضواء متباعدة.. متناثرة.. متضائلة فيما حول الطريق. تلقى بجسدها على مقعد إلى جوار القائد. تلتقط مسامعها همسا حالما بـفيلم يدور بتلفاز العربة. يطبق جفناها على صورة فارسها.. تكاد تسكرها لذة لحظات التداني. يباغتها دخان سيجارة.. يتسلل إلى أنفها، ولا توليه انتباها. تهزها يد القائد ؛ لتواجهها نظرته القامعة المستفسرة. تنتفض واقفة. تسرع. تتسمر في مكان انبعاث الزفرات. يغرز الرجل عينيه في عينيها مبتسما.. تشع نظرته المستغرقة بخليط من إعجاب مطارد، وتوسل. ترفع الشعر عن جبينها، تعالج به أثر فرط النظرات المفترسة. تحرك سباتها نحو المؤخرة الشاغرة، تهمس بصوت خفيض: ـ إن كان لابد من التدخين.. فليكن بالمؤخرة، ولتحاذر. وتعود.. تمسح الصفوف بعينيها الهاربتين. تداعب يدها خصلات شعرها المنسدلة، ترفعها. تشد قامتها مع صدرها المكتنز. تشعل الإيماءات، والنظرات المتناثرة حولها مكامنها المحتبسة. يسدل الصمت ستائره، فتحتويها أريحية المقعد. يشف ذهنها المتوقد. تندلع في جوانحها الأسرار والحكايات.. تتبدى.. تتكشف.. يفرد لها الخيال بساطه، فتستسلم لغفوة.. ترتحل فيها، تعانقها أحلام عطشى. تتناثر بقع الضوء المتماهية. تتوه في محيطها المتسع. تلاحقها أطياف. تدنيها آمال. تتقلب على فراش من خواء.. تلملم أجزاء الحلم. تتلاشى منها. تأتيها. تعود للاندحار والتلاشي. *** يلوح مدخل المدينة المبهر الأضواء. يصير بريق السهم باهتا، يذوب ضوءه في محيط الضوء الباهر. تبرز مرة أخرى من أحشاء العربة، في ملابسها الشخصية. يتدلى شعرها ملموما، مربوطا خلف ظهرها. تكسو وجهها نظرة محايدة. يعلوها كدر ككدر ما بعد الصحو. تتوغل بين المقاعد. تقوم بالتحصيل.. ثم تعود.. تلازم مقعدها الأمامي متيقظة، بينما يلج السهم ميدان ربوضه. |
طررح يفوق آلجمآل ,
كعآدتك إبدآع في صفحآتك , يعطيك آلعآفيـه يَ رب , وبِ إنتظآر المزيد من هذآ الفيض , لقلبك السعآده والفـرح .. ودي |
يعطيك العآافيه على الطرح الرائع
ماننحرم منك ومن مواضيعك بإنتظآار جديدك القادم لك اعطر تحية |
يعطيك العآافيه على الطرح الرائع
ماننحرم منك ومن مواضيعك بإنتظآار جديدك القادم لك اعطر تحية |
يسلموا الايادي
ودي |
أسجل إعجابي بطرحكِ
الرائع واختياركِ الجميل دمتي ودام إبداعكِ وعطـــاؤكِ المتميز وبانتظار جديدكِ |
الساعة الآن 04:15 PM |
Powered by vBulletin Hosting By
R-ESHQ
HêĽм √ 3.1 BY: ! RESHQ ! © 2010
new notificatio by R-ESHQ
User Alert System provided by
Advanced User Tagging (Lite) -
vBulletin Mods & Addons Copyright © 2025 DragonByte Technologies Ltd.
تنويه : المشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس بالضرورة تمثل رأي أدارة الموقع