تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : المسلم بين الخوف والرجاء


روح انثى
11-01-2020, 12:57 PM
http://img0.liveinternet.ru/images/attach/c/0/118/120/118120608_3684840.png

المسلم بين الخوف والرجاء
حدود الخوف:
إن فضيلة الخوف دلت عليها الآيات الكريمة، كما أكدها الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بسلوكه.
بل إن الله تعالى أمرنا بالخوف منه، وأوجبه علينا، وجعله شرطًا في الإيمان فقال: ﴿ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾[1].
ووصف المؤمنين فقال: ﴿ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا ﴾[2].
وقال تعالى: ﴿ جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ ﴾[3].
وقال تعالى: ﴿ وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ ﴾[4].
فالخوف من الله تعالى صفة منبثقة عن الإيمان بالله تعالى. فهو أمر مستقر في قلب المؤمن.
ولكن هذا الخوف لا ينبغي أن يصل إلى درجة:
تبعث في نفسه القنوط واليأس من رحمة الله.
أو تبعثه على العبادة إلى الحد الذي يضر بنفسه.
وهو ما نهى عنه الإسلام.
فضيلة الرجاء:
لا ينبغي للمؤمن أن ييئس من رحمة الله تعالى، فإن ذلك أمر محرم منهي عنه.
قال تعالى: ﴿ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾[5].
وقد حضَّ النبي الكريم صلى الله عليه وسلم على حسن الظن بالله تعالى:
عن جابر بن عبدالله قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، قبل موته بثلاثة أيام، يقول: «لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله عزَّ وجلَّ»[6].
وعن أبي هريرة قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «يقول الله تعالى: أنا عند ظن عبدي بي»[7].
القصد في العمل:
وحتى لا يندفع المسلم بعامل الخوف إلى الإضرار بنفسه بالعبادة، فقد نهى صلى الله عليه وسلم عن ذلك، وقد رأينا في الفصل السابق قصة الرهط الذين جاؤوا يسألون عن عبادة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لن ينجي أحدًا منكم عمله» قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: ولا أنا، إلا أن يتغمدني الله برحمة. سددوا وقاربوا، واغدوا وروحوا، وشيء من الدلجة، والقصد القصد تبلغوا»[8].
وعن عائشة: أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها وعندها امرأة، قال: «من هذه» قالت: فلانة، تذكر من صلاتها، قال: «مه، عليكم بما تطيقون، فو الله لا يمل الله حتى تملوا»[9].
وعن أنس قال: دخل النبي صلى الله عليه وسلم، فإذا حبل ممدود بين الساريتين، فقال: «ما هذا الحبل؟» قالوا: هذا حبل لزينب، فإذا فترت تعلقت، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «لا، حلوه، ليصلِّ أحدكم نشاطه، فإذا فتر فليقعد»[10].
وكان صلى الله عليه وسلم يحض على العمل الدائم وإن قلَّ، وقد وردت في ذلك أحاديث كثيرة. منها قوله صلى الله عليه وسلم: «أحب الأعمال إلى الله تعالى أدومها وإن قل»[11].
وبهذا الأسلوب من التوسط يعالج النبي صلى الله عليه وسلم أمر هذا الجانب.
حدود الرجاء:
إن الخوف والرجاء ينبغي أن يسيرا في خطين متوازيين في نفس الإنسان المسلم، جنبًا إلى جنب، بحيث لا يطغى أحدهما على الآخر.
وقد أشارت الآيات الكريمة إلى ذلك:
قال تعالى: ﴿ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا ﴾[12].
وقال تعالى: ﴿ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا ﴾[13].
فالرجاء هو العلاج الواقي من الوقوع في القنوط واليأس، الذين جعلهما الله من سمات الكافرين والضالين.
وقال تعالى: ﴿ إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ ﴾[14].
وقال تعالى: ﴿ قَالَ وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ ﴾[15].
وإذا كانت هذه مكانة «الرجاء» فكيف نحدد معالمه؟.
قال الإمام الغزالي رحمه الله تعالى:
«الرجاء هو ارتياح القلب لانتظار ما هو محبوب عنده، ولكن ذلك المحبوب المتوقع لا بد وأن يكون له سبب.
فإن كان انتظاره لأجل حصول أكثر أسبابه فاسم «الرجاء» صادق عليه.
وإن كان ذلك انتظارًا مع انخرام أسبابه فاسم «الغرور» و«الحمق» عليه أصدق من اسم الرجاء.
وإن لم تكن الأسباب معلومة الوجود، ولا معلومة الانتفاء، فاسم «التمني» أصدق على انتظاره، لأنه انتظاره من غير سبب»[16]
«فكل من طلب أرضًا طيبة، وألقى فيها بذرًا جيدًا، غير عفن ولا مسوِّس، ثم أمده بما يحتاج إليه، وهو سوق الماء إليه في أوقاته، ثم نفى الشوك عن الأرض والحشيش، وكل ما يمنع نبات البذر أو يفسده، ثم جلس منتظرًا من فضل الله تعالى دفع الصواعق، والآفات المفسدة إلى أن يتم الزرع ويبلغ غايته، سمى انتظاره رجاء.
وإن بث البذر في أرض صلبة سبخة مرتفعة، لا ينصب إليها الماء، ولم يشتغل بتعهد البذر أصلًا، ثم انتظر الحصاد منه، سمي انتظاره: حمقًا وغرورًا، لا رجاء.
وإن بث البذر في أرض طيبة، ولكن لا ماء لها، وأخذ ينتظر مياه الأمطار، حيث لا تغلب الأمطار ولا تمنع، سمي انتظاره تمنيًا لا رجاء.
فينبغي أن يقاس رجاءُ العبد المغفرةَ برجاء صاحب الزرع»[17]
الهوامش
[1] سورة آل عمران، الآية (175).
[2] سورة السجدة، الآية (16).
[3] سورة البينة، الآية (8).
[4] سورة الرحمن، الآية (46).
[5] سورة الزمر، الآية (53).
[6] أخرجه مسلم (2877).
[7] متفق عليه (خ 7405، م 2675).
[8] متفق عليه (خ 6463، م 2816).
[9] متفق عليه (خ 43، م 785).
[10] متفق عليه (خ 1150، م 784).
[11] متفق عليه (خ 5861، م 782، 783).
[12] سورة الأنبياء، الآية (90).
[13] سورة السجدة، الآية (16).
[14] سورة يوسف، الآية (87).
[15] سورة الحجر، الآية (56).
[16] المهذب من إحياء علوم الدين (2/ 304).
[17] المهذب من إحياء علوم الدين (2/ 305).



http://img0.liveinternet.ru/images/attach/c/0/118/120/118120608_3684840.png

الأمير
11-01-2020, 01:01 PM
مُزْنٌ يَهْطُل وشَلآلٌ يَتَدَفَقْ
بَطِرُوحَآتِكْ الْرَآئِعَةْ الْجَمِيلَةَ
بِإخْتِيَآرْ يَفُوقْ الْوَصْفْ والْتَعْبِيِرْ
فَإلَى الأَمَآمْ بِإنْتِظآرِ جَدِيِدِكْ بِشَوقْ
وفَقِكْ الْلَه تَعَآلَى
http://katka5212.bloglap.hu/kepek/201204/_1.png

جاسر
11-01-2020, 01:03 PM
طرح رائع
يعطيك العافية على هذا الابداع
سلمت يمناك ولاعدمنا جديدك المميز

ڞــمۭــۃ ۛ ּڂۡــڣــﯟڦ ❥
11-01-2020, 01:07 PM
,,~

جَزآگ اللهُ خَيرَ آلجَزآءْ..،
جَعَلَ يومَگ نُوراً وَسُروراً
وَجَبآلاُ مِنِ آلحَسنآتْ تُعآنِقُهآ بُحوراً..
جَعَلَهُا آلله في مُوآزيَنَ آعمآلَگ
دَآمَ لَنآعَطآئُگ..
دُمْت بــِطآعَة الله ..~

,,~

خالد الشاعر
11-01-2020, 01:49 PM
الله يجزاكى كل خير على مجهودكِ
ويجعل الأجر الاوفر بميزان حسناتكِ

بنت الشام
11-01-2020, 02:19 PM
يعطيك العافيه علي الطرح ) ...

نور القمر
11-01-2020, 03:13 PM
دَام عَطَائِك الْرَّائِع ..
وَلَا حَرَّمْنَا أَنْتَقَائكْ الْمُمَيِّز وَالْمُخْتلِف دَائِمَا
,’
وَقَوافِل الجُوريِ تَحتَفيِ بِك

دره العشق
11-01-2020, 10:15 PM
بارك الله فيك على الموضوع القيم والمميز
وفي انتظار جديدك الأروع والمميز
لك مني أجمل التحيات
وكل التوفيق لك يا رب..

ملكة المنتدى
11-03-2020, 01:39 AM
جزاك الله خير

هالة
11-03-2020, 05:13 AM
إنتقاء ثري بالذائقه
سلمت ودام رقي ذوقك
بإنتظار القادم بشوق
كل الود لروحك

شيخة رواية
11-03-2020, 06:27 AM
:f15:
موضوع في قمة الخيااال
طرحت فابدعت
دمت ودام عطائك
ودائما بأنتظار جديدك الشيق
:f15:

الدكتور على حسن
11-03-2020, 04:38 PM
التحية والتقدير
لحضرتك
على روعة ما تم تقديمـه لنــا
ربنا يبارك فيكم ويسعدكم يارب
ويجعل ما بذلتوه من جهـد
فى ميزان حسناتكـــم
لكم كل تحياتى وتقديرى
الدكتــــور علـــى
:f15::f15::f15:

شيخة المزايين
11-03-2020, 09:04 PM
جزاك الله خير
جعله الله بميزان حسناتك

ابوصالح S
11-05-2020, 03:29 PM
جزاك الله خير
وجعله فى ميزان حسناتك
وانار دربك بالايمان
ويعطيك العافيه على طرحك
دمت بحفظ الله ورعآيته

روحي تبيك
11-05-2020, 06:27 PM
جزاك الله خير وجعله في ميزان حسناتك
ولا حرمك الأجر يارب
وأنار الله قلبك بنورالإيمان
أحترآمي لــ/سموك

Şøķåŕą
05-15-2022, 06:57 AM
سلمت الأيادي ..
ويعطيك العافية لـ جمال الآنتقاء
لروحك جنائن الورد .

Şøķåŕą
11-23-2024, 04:23 PM
شكراً لك
بإنتظار الجديد القادم
دمت بكل خير