تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ,, محبة ام تعلق ,,,,,


بنت الشام
10-23-2020, 07:40 AM
بسم الله الرحمن الرحيم




فِي حَياتِنَا نَمُرُّ عَلَى مَحَطّاتٍ عَدِيدَة

وفِي تِلكَ المَحَطّات
نَلْتَقِي بِأُنَاسٍ ..

نَتَقَارَبُ مَعَهُمْ ..

مِنَ المُمْكِنِ أنْ يَكُونُوا أزْوَاجَاً .. أولادَاً .. أبْنَاءً ..
أَخَواتَاً .. صَدِيقَات ..

فَــ نُحُبُّهُم .. نَشْتَاقُهُم .. نَسْكُبُ لَهُم المَحَبّةَ شَلالاً ..
نُقَدّمُ لَهُم قُلُوبُنَا لِيَسْتَقُوا مِنَهَا قَبْلَ كُؤُوسِنَا ..
نَفْدِيْهِم بِأرَواحِنَا وبِأوقَاتِنَا وبِمَا نَسْتَطِيع ..

وخَاصّةً مَنْ أحْبَبنَاهُم فِي الله ..



وفَجْأةً !!

وفِي قِمّةِ التَقَارُبِ والأُلفَة .. !
تَأتِي الصّدْمَة !!

قَاسِيةً !.. مُوجِعَةً !.. قَاتِلَة !..
:
نَجِدْهُم .. يَتَبَاعَدُون .. يَتَهَرّبُون .. يُعْرِضُونَ عَنّا ..
ونَتَسَاءَلُ : لِمَاذَا ؟
نَحْنُ لَمْ نَفْعَلُ لَهُم شَيئَاً يُؤذِيْهِم ..
لَمْ نَنْأى عَنْهُم ..
لَمْ نَرْفُضُ لَهُم طَلَبَاً إلا مَاعَجَزْنَا عَنْه !

فَلِمَاذَا ؟!



الزَّوجَةُ قَدْ يُقَالُ لَهَا: رُبّمَا زَوجُكِ يُريدُ الزّواجُ بِغَيرِكِ ..
رُبَّمَا أصْحَابُهُ شَوّشُوا أفْكَارَه ..
رُبّمَا عَينٌ .. أوحَسَدٌ .. أو ..

إذاً !
حَاوِلِي التّغْيِيرَ فِي حَيَاتِكِ .. فِي شَكْلَكِ .. فِي تَعَامُلَكِ ..
ولَكِنْ .. لا فَائِدَة !

:

الأُمُّ مَعَ وَلَدِهَا .. تَوَقُّعَاتٌ مُشَابِهَة .. مَعِ اخْتِلافِ الحَلّ !

:

الأُخْتُ والصّدِيْقَة مَعَ مَنْ تُحِبّ وأيَضَاً مَعَ اخْتِلافِ الحُلُول !

:

وأيَضَاً لا فَائِدَة !

:

نُفَكّرُ دَائِمَاً فِي حَلٍّ لِلعَرَضِ ونَنْسَى المَرَضِ الأصْلِي !
نَـــعَــم ..

هُنَاكَ مَرَضٌ خَفِيٌّ وَ.. خَطِير !

:

إنَّهُ تَجَاوُزِ حَدِّ المَحَبّةِ المَشْرُوعَةِ إلى حَدِّ ..

الـتَّـعَـلُّــق !!


وهُنَا حَقِيقَةٌ رُبّما لا يَعْرِفُهَا الكَثِيرُ .. الكَثِير ..
فَـ ( مَـــــنْ تَعَــلّــقَ شَـيْـئـاً وُكِــلَ إلِـيْـه ) حَدَيثٌ صَحِيح

والتَّعَلّقُ هُنَا : تَعَلّقُ القَلْبِ بِغَيرِ الله ..
لأنَّ تَوحِيدَ الأُلُوْهِيّةِ مَعْنَاهَا شِدّةُ التّعَلُّقُ مَعَ شِدَّةِ التَعْظِيم ..

:

ومَنْ وَكَلَهُ اللهُ إِلَى شَيءٍ مَخْلُوقَاً أو غَيرَهُ .. فِإنّهُ خَاسِر .. خَاسِر !

:



وهَذَا جَزَاءٌ لِتَعَلُّقِنَا بِغَيرِهِ .. وَهْيَ فِتْنَةٌ واخْتِبَارٌ مِنَ الله ..
والفِتْنَةُ: هِيَ مَا ابْتَلاكَ اللهُ بِهِ لِيَكْشِفَ مَا بِقَلْبِكَ مِنْ عَيب ..


حتّى نُحاوِلُ إصْلاح فَسَادِ هذِهِ القُلوب

وكَمْ هِيَ عُيُوبُنَا ؟! .. نَسْألُ اللهَ أنْ يَغْفِرَ لَنَا ..




ولَوْ فَقِهْنَا هَذَا الأَمْرِ لَعَلِمْنَا أنّ هَذَا حَدَثَ مِنْ غِيرَةِ اللهِ عَلَى قَلْبِ عَبْده !
لأنَّ اللهَ يُكَدِّرُ عَلَى العَبْدِ الدُّنْيَا وَأَهْلَهَا لِيَعُودَ بِقَلْبِ عَبْدِهِ إليه

" تَأَمّلْت .. فِإذَا اللهُ سُبْحَانَهُ يَغَارُ عَلَى قَلْبِ المُؤمِن

أنْ يَجْعَلَ لَهُ شَيئَاً يَأنَسُ بِه ،

فَهْوَ يُكَدِّرُ عَلَيْهِ الدُّنْيَا وَأهَلَهَا لِيَكُونَ أُنْسُهُ .. بِاللهِ وَحْدَه ! " ابنُ الجَوزِيّ.


فَالسِّرُ هُنَا : هُوَ أنّ اللهَ صَرَفَ عَنّا قَلْبَ مَنْ نُحِبّ بَعْدَ أنْ تَجَاوَزَتْ مَحَبّتُنَا لَهُ حَدّهَا ..
لنعودَ إليهِ ونَتَعلّق بهِ وَحدَه سبحانه
لأنَّ القُلُوبَ بِيَدِهِ سُبْحَانَه [ وَحْدَه ]

ومَنْ يتعلّقْ بشَيءٍ غيرَ الله ؛ أذاقَهُ الله مُــرّ التّعلّقِ بِغِيرِه !




ولَوْ تَأَمّلْنَا .. لَعَلِمْنَا أنّ مَاأصَابَنَا رَحْمَةً بِنَا ولَيسَ نِقْمَة !
ولِنَعْلَمَ أنّ هَذَا مِنْ أفْعَالِ اللهِ فِي خَلْقِه .. وتِرْبِيَتِهِ لِعِبَادِه ..
لأنَّهُ يُعَامِلُ عِبَادَهُ بِمَا قَامَ فِي قُلُوبِهِم !
إذأً هَلْ مَعْنَى ذَلِكَ أنْ لا أُظْهِرُ مَشَاعِرِي لِمَنْ أُحِبّ ؟

لاَاا .. لَيْسَ هَذَا هُوَ المَقْصُود !
ولَكِن .. المَقْصُودُ اتّبَاعُ السُنَّةِ فِي هَذَا الأمْر ..


وَهُوَ إنْ أحْبَبْنَا أَحَداً فِي اللهِ بِصِدْقٍ .. فَـلْـنُخْبِرْه ..





ودَائِمَاً نُرَاجِعُ أَنْفُسَنَا فِي مَحَبّتِنَا .. لأنَّ الشّيْطَانَ لَنْ يَدَعَنَا ..

وسَيَدْخُلُ عَلَينَا مِنْ كُلِّ مَدْخَلٍ لِيُبْعِدَ هَذِهِ المَحَبَّةِ عَنْ مَا قَامَتْ لِأجْلِه ..
لأنّ المَحَبَّةَ فِي اللهِ ( وَهْيَ نَادِرَةٌ اليَوم ) بَابٌ عَظِيمٌ لِلوُصُولِ إِلَى الجَنّة ..

أَلَيْسَ المُتَحَابُونَ فِي اللهِ عَلَى مَنَابِرَ مِنْ نُور؟
وَلِأنّ العَمَلَ فِي الشّرْعِ إِذَا رُتِّبَ عَلَيْه أَجْرٌ عَظِيْم ..
فَالعَمَلُ يَكُونُ إذَاً عَظِيمَا ..

والأُخُوّةُ عَمَلٌ صَعْبٌ - لَكِنّهُ لَيْسَ مُسْتَحِيلاً - يَحْتَاجُ إلَى تَجْرِيْدِهِ للهِ وَحْدَه ..



فَهَلْ فِعَلاً نَرَى أنْ مَحَبّتَنَا هَذِهِ تُؤَهِّلُنَا لِهَذِهِ المَكَانَة ؟
هَذَا فِعْلاً يَحْتَاجُ إلى جُهْدِ وَصِدْق !


لِنَقِفَ وَقْفَةَ صِدْقٍ مَعَ أَنْفُسِنَا :

لِنَقِفَ وَقْفَةَ صِدْقٍ مَعَ أَنْفُسِنَا :

نَحْنُ نَحْتَاجُ إِلَى مُرَاجَعَةٍ جَادّةٍ لِكُلِّ مَحَبّةٍ عَقَدْنَاهَا فِي اللهِ ونَسَبْنَاهَا إِليه !
وَبَعْدَ هَذَا .. إنْ كَانَتْ لله ..

فَلَا نُبَالِغَ فِي إظْهَارِ عَوَاطِفَنَا بِلَا دَاعٍ لِمَنْ نُحِبّ ..
خَوْفَاً عَلَى قُلُوبِنَا .. وَ .. قُلُوبِ مَنْ نُحِبّ ..

نَعَمْ .. نُحِبُّهُم .. نَدْعُو لَهَمْ بِظَهْرِ الغَيْبِ .. نُشَارِكَهُمْ فِي السَّرَاءِ والضرَّاء ..
وَدَائِمَاً .. دَائِمَاً .. نَدْعُو اللهَ أنْ يَحْفَظَ قُلُوبَنَا .. وقُلُوبَهُم ..

وأنْ يَجْعَلَ مَحَبّتَنَا خَالِصَةً لِوَجْهِهِ ..
ونُرَاجِعَ مَا آلتْ إِليْهِ هَذِهِ المَحَبَّةِ بَيْنَ آنٍ وَآن ..





وَحَتَى لَوْ كَانَت المَحَبَّةُ لِزَوجٍ أَوْ وَلَدٍ ..
نَحْذَرُ مِنْ شِدّةِ التَّعَلّقِ .. حَتَى لايَتَجَاوزَ الحَدّ ..

ونتيَقّنْ أنّنا لو تعلّقت قُلُوبُنا بِغيرِ الله ..
فإنّ الله يَكشِفُ عُيوبُهُم لنَا لنترُكَ التّعلّقَ بِهِم
فلندعهم مستورين إذاً .. بسترِ الله عليهم
فقد تتحوّلُ قلوبُنا عندها من محبّتهم إلى .. كراهيتهم !

:

تَأمَّلِي فِي الآيَة :
[ قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيْرَتُكُمْ
وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَونَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنَ تَرْضَونَهَا
أَحَبَّ إِلَيكُمْ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ ..]

ثُمّ يَأتِي الوَعِيدُ الشّدِيْد :

[ فَتَرَبَصُوا حَتَى يَأْتِيَ اللهُ بِأَمْرِهِ ]


:

وبِهَذَا نَفْهَمُ أنّهُ إنْ تَجَاوَزَت المَحَبّةُ لِأيّ أَحَدٍ حَدّهَا .. تَأتِي الفِتْنَةُ والابْتِلَاء ..

فِإذَا كُشِفَ لَكَ عَيْبٌ فِي قَلْبِكَ فَأصْلِحْه ..
حَتَى تَصْلُحَ لِمُجَاوَرَةِ اللهِ فِي جَنَّتِه ..

إذَاً ..


لِنَعُودَ ونَرْجِعُ إلَى الله ..

تَائِبِين .. مُتَضَرِّعِين .. مُعْتَرِفِينَ بِتَقْصِيرِنَا .. وذَنْبِنَا ..


فَلَـيْتَ الذَّي بَينِي وبَينَكَ عَامِرٌ ..... وَبَينِي وَبَينَ العَالمِينَ خَرَابُ

:


نَسْأَلُ اللهَ أَنْ يُعَرِّفَنَا بِهِ وَيُبَصِّرَنَا بِعُيُوبِنَا .. وَيَرُدَّنَا إِلِيهِ رَدَّاً جَمِيْلاً ..

الّلهُمّ آمِين ..

:



وَقْفَةٌ نَحْتَاجُهَا ..
عَلّهَا تُصْلِحُ مَاقَدْ مَضَى ! وَمَاهُوَ آت

:

و رُبّمَـــا ..

صفَـعَـتـنَـا الـحَـقِـيـقَـة ها هُنا !
وَ قَدْ نَحْتَاجُ تِلكَ الصَّفْعَةِ .. بَعْضَ الأحْيَان.. لِــ نَسْتَفِيق !

و رُبَّـــمَـــا ..
صَدَمَتْنا هَذِهِ الحَقِيقَة ..
ولكنّ هَذَا الكَلامُ الذّي ذَكَرْتُهُ هُنَا .. هُوَ كَلامٌ مُوَثّق..


:
فِإنْ عَبَرْتِ هُنَا يا غالية ..ويا غالي
وصَافَحَتْ .. عَينَاكِ سُطُورِي ..


وَ صُدِمْتِ !

فَــ عُــــذْرَاً !!
ولَكِنْ لا تَنْسَي قَبلَ رَحِيلِكِ .. أنْ تَقُولِي :
الّلهُمّ أرِنِي الحَقّ حَقَّاً وارزُقْنِي اتّبَاعَه ..
وأرِنِي البَاطِلَ بَاطِلاً وارْزُقْنِي اجْتَنَابَه ..

شيخة رواية
10-23-2020, 07:44 AM
طرح مفيد وذو اهمية
ومنه تؤخذ الفائدة
بالاضافة الى الاستمتاع بالقراءة
واكتساب ثقافة اخرى
سلم الله صاحبه
وسلمت يمناك على النقل الرائع
وسلم البنان
خالص المودة لسموك

الأمير
10-23-2020, 07:46 AM
مُزْنٌ يَهْطُل وشَلآلٌ يَتَدَفَقْ
بَطِرُوحَآتِكْ الْرَآئِعَةْ الْجَمِيلَةَ
بِإخْتِيَآرْ يَفُوقْ الْوَصْفْ والْتَعْبِيِرْ
فَإلَى الأَمَآمْ بِإنْتِظآرِ جَدِيِدِكْ بِشَوقْ
وفَقِكْ الْلَه تَعَآلَى
http://katka5212.bloglap.hu/kepek/201204/_1.png

بنت الشام
10-23-2020, 07:48 AM
كلك زوء اخي
منور الموضوع

شيخة الزين
10-23-2020, 01:02 PM
أَثابَك الْلَّه خَيْر الْثَّوَاب ,,
وَلَا حَرَمَك,,اجْر مَاقَدَّمَت وَاجْر مِن اسْتَفَاد مِنْهَا
دُمْت بِحِفْظ الْلَّه وَتَوْفِيْقِه,,

بنت الشام
10-23-2020, 01:54 PM
طرح مفيد وذو اهمية
ومنه تؤخذ الفائدة
بالاضافة الى الاستمتاع بالقراءة
واكتساب ثقافة اخرى
سلم الله صاحبه
وسلمت يمناك على النقل الرائع
وسلم البنان
خالص المودة لسموك

منورين

بنت الشام
10-23-2020, 01:54 PM
يسلمو ع المرور

ڞــمۭــۃ ۛ ּڂۡــڣــﯟڦ ❥
10-23-2020, 10:46 PM
,,~

جَزآگ اللهُ خَيرَ آلجَزآءْ..،
جَعَلَ يومَگ نُوراً وَسُروراً
وَجَبآلاُ مِنِ آلحَسنآتْ تُعآنِقُهآ بُحوراً..
جَعَلَهُا آلله في مُوآزيَنَ آعمآلَگ
دَآمَ لَنآعَطآئُگ..
دُمْت بــِطآعَة الله ..~

,,~

رُّوحي بروحهُ
10-24-2020, 12:10 AM
جزاك الله كل خير


..

ابوصالح S
10-24-2020, 01:08 AM
الله يجزاك الجنه
جعله في موازين حسناتك يارب
تقبلو اطللتي البسيطه في طرحك القيم

بنت الشام
10-24-2020, 05:00 AM
بشكركن الحضور الجميل

لا عدمنا طلتكن

حكاية حب
10-24-2020, 01:18 PM
جزاك ربي خير الجزاء
ونفع الله (https://hwazen.com/vb/t361.html) بك وسدد خطاك
وجعلك من أهل جنات النعيم

بنت الشام
10-24-2020, 01:31 PM
جزاك الله كل خير


..



منورين

بنت الشام
10-24-2020, 01:31 PM
بشكركن الحضور الجميل

خالد الشاعر
10-25-2020, 10:15 AM
الله يجزاكى كل خير على مجهودكِ
ويجعل الأجر الاوفر بميزان حسناتكِ

بنت الشام
10-25-2020, 12:12 PM
منورين

يسلمو

روحي تبيك
10-27-2020, 06:01 AM
جزاك الله خير وجعله في ميزان حسناتك
ولا حرمك الأجر يارب
وأنار الله قلبك بنورالإيمان
أحترآمي لــ/سموك

Şøķåŕą
09-05-2022, 12:16 PM
_



جزاك الله كل خير ..
وَبارك الله فيك ولا حرمك الأجر
لك من الشكر أجزله.

Şøķåŕą
11-23-2024, 03:27 PM
شكراً لك
بإنتظار الجديد القادم
دمت بكل خير