بنت الشام
10-22-2020, 04:19 PM
- الجمل : جاء في مسند الإمام أحمد بسند صحيح ، وفي مستدرك الحاكم عن عبد الله بن جعفر أن النبى صلى الله عليه وسلم دخل حائطا- حديقة - لبعض الأنصار فإذا فيه جمل ، فلما رأى النبي صلى الله عليه وسلم ذرفت في عيناه ، فمسح النبي سنامه ، وفي رواية مسح ذفراه - والذفرى بالألف المقصورة ، هو الموضع الذي يعرق منه البعير عند أذنه - فسكن ، قال النبي لصاحب الجمل " إنه شكا إلى أنك تجيعه وتدئبه " أي تتعبه في العمل .
ورواه أحمد بإسناد جيد عن أنس ، ورواه أحمد والحاكم والبيهقى بسند صحيح من طريق يعلى بن مرة الثقفي ، كما روى مثله عن طريق جابر بسند ضعيف .
وروى الطبرانى عن جابر أن الجمل رغا على هامة النبي في غزوة ذات الرقاع وقال " إن هذا الجمل يستعديني على صاحبه " أي يشكو لي صاحبه ، وروى الطبرانى في كتاب الدعوات عن زيد بن ثابت أن النبي صلى الله عليه وسلم كان في غزاة، فجاء أعرابي ومعه جمل ، وجاء رجل كأنه حرسى، فقال للنبي صلى الله عليه وسلم : إن هذا الأعرابي سرق بعيري هذا، فرغا البعير وحن ساعة . فأنصت النبى، فلما فرغ قال للحرسي "انصرف فإن البعير يشهد عليك أنك كاذب " ورواها أيضا عن عكرمة بسند ضعيف ، كما روى ابن ماجه آن بعيرا رغا ثلاث مرات على هامة النبي ، وكان النبي يؤمن في كل منها ، ولما سئل عن ذلك قال "إن البعير كان يدعو له " .
من هذا يعلم أن الحديث لم يخرج في الصحيحين : البخاري ومسلم ، وحكم بعضهم بصحة رواية أحمد وغيره ، كما حكموا على الروايات للحادثة بالضعف في حوادث متشابهة ، ومهما يكن من شيء فليس في هذه الروايات أن الجمل كلم النبي صلى الله عليه وسلم باللغة التي يفهمها الناس ، وكل ما كان من الجمل هو الرغاء أي صوته العادي ، وقد عرف النبي صلى الله عليه وسلم منه بفراسته أو بالإلهام من الله أنه يشكو وصدق على ذلك صاحب الجمل وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الجمل الآخر كان يدعو له .
وليس هناك ما يمنع عقلا ولا شرعا أن يلهم الله نبيه معرفة لغة الجمل ومقصده من رغائه ، فقد ثبت أن داود وسليمان عليهما السلام كانا يعرفان منطق الطير، قال تعالى {وورث سليمان داود وقال يا أيها الناس علمنا منطق الطير} النمل : 16 ، وقال {قالت نملة يا
الإعلانات
أيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون * فتبسم ضاحكا من قولها} النمل : 18 ، 19 ، وفى شأن الهدهد قال الله {فقال أحطت بما لم تحط به وجئتك من سبأ بنبأ يقين } إلى أن قال {قال سننظر أصدقت أم كنت من الكاذبين } النمل : 22 ، 27 .
ورواه أحمد بإسناد جيد عن أنس ، ورواه أحمد والحاكم والبيهقى بسند صحيح من طريق يعلى بن مرة الثقفي ، كما روى مثله عن طريق جابر بسند ضعيف .
وروى الطبرانى عن جابر أن الجمل رغا على هامة النبي في غزوة ذات الرقاع وقال " إن هذا الجمل يستعديني على صاحبه " أي يشكو لي صاحبه ، وروى الطبرانى في كتاب الدعوات عن زيد بن ثابت أن النبي صلى الله عليه وسلم كان في غزاة، فجاء أعرابي ومعه جمل ، وجاء رجل كأنه حرسى، فقال للنبي صلى الله عليه وسلم : إن هذا الأعرابي سرق بعيري هذا، فرغا البعير وحن ساعة . فأنصت النبى، فلما فرغ قال للحرسي "انصرف فإن البعير يشهد عليك أنك كاذب " ورواها أيضا عن عكرمة بسند ضعيف ، كما روى ابن ماجه آن بعيرا رغا ثلاث مرات على هامة النبي ، وكان النبي يؤمن في كل منها ، ولما سئل عن ذلك قال "إن البعير كان يدعو له " .
من هذا يعلم أن الحديث لم يخرج في الصحيحين : البخاري ومسلم ، وحكم بعضهم بصحة رواية أحمد وغيره ، كما حكموا على الروايات للحادثة بالضعف في حوادث متشابهة ، ومهما يكن من شيء فليس في هذه الروايات أن الجمل كلم النبي صلى الله عليه وسلم باللغة التي يفهمها الناس ، وكل ما كان من الجمل هو الرغاء أي صوته العادي ، وقد عرف النبي صلى الله عليه وسلم منه بفراسته أو بالإلهام من الله أنه يشكو وصدق على ذلك صاحب الجمل وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الجمل الآخر كان يدعو له .
وليس هناك ما يمنع عقلا ولا شرعا أن يلهم الله نبيه معرفة لغة الجمل ومقصده من رغائه ، فقد ثبت أن داود وسليمان عليهما السلام كانا يعرفان منطق الطير، قال تعالى {وورث سليمان داود وقال يا أيها الناس علمنا منطق الطير} النمل : 16 ، وقال {قالت نملة يا
الإعلانات
أيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون * فتبسم ضاحكا من قولها} النمل : 18 ، 19 ، وفى شأن الهدهد قال الله {فقال أحطت بما لم تحط به وجئتك من سبأ بنبأ يقين } إلى أن قال {قال سننظر أصدقت أم كنت من الكاذبين } النمل : 22 ، 27 .