الأمير
10-11-2020, 10:45 AM
ومع قصة من بطولات الصحابة -رضوان الله تعالى عليهم-، وما أصابهم من الأذى، وما حصل لهم من الشهادة في سبيل الله، وصبر النبي -صلى الله عليه وسلم- على هذا المصاب العظيم هو والمسلمون معه، وذلك في هذه القصة التي حصلت في غزوة الرجيع.
وقد رواها أبو هريرة -رضي الله عنه- قال: "بعث النبي -صلى الله عليه وسلم- سرية عيناً، وأمّر عليهم عاصم بن ثابت، وهو جد عاصم بن عمر بن الخطاب، فانطلقوا حتى كانوا بين عسفان ومكة ذُكروا لحيٍ من هذيل يُقال لهم: بنو لحيان، فتبعوهم بقريبٍ من مائة رامٍ، واقتصوا آثارهم، حتى أتوا منزلاً نزلوه، فوجدوا فيه نوى تمرٍ تزودوه من المدينة، فقالوا: هذا تمر يثرب، فتبعوا آثارهم، حتى لحقوهم، فلما انتهى عاصم وأصحابه لجئوا إلى فدفد، وجاء القوم، فأحاطوا بهم، فقالوا: لكم العهد والميثاق إن نزلتم إلينا ألا نقتل منكم رجلاً؟
فقال عاصم: أما أنا فلا أنزل في ذمة كافر، فقاتلوهم حتى قتلوا عاصماً في سبعة نفرٍ بالنبل، وبقي خبيب، وزيد، ورجلٌ آخر، فأعطوهم العهد والميثاق، فلما أعطوهم العهد والميثاق نزلوا إليهم، فلما استمكنوا منهم حلو أوتار قسيهم، فربطوهم بها.
فقال الرجل الثالث -أي المسلم الذي كان معهما-: هذا أول الغدر، فأبى أن يصحبهم، فجروه على أن يصحبهم، فلم يفعل فقتلوه.
وانطلقوا بـ "خبيب وزيد" حتى باعوهما بـ "مكة"، فاشترى خبيباً بنو الحارث بن عامر بن نوفل، وكان خبيب هو الذي قتل الحارث يوم بدر، فمكث عندهم أسيراً، حتى إذا أجمعوا قتله، استعار موسى من بعض بنات الحارث ليستحد بها، فأعارته، قال: فغفلت عن صبيٍ لها فدرج إليه حتى أتاه، فوضعه على فخذه، فلما رأته فزعتُ منه وفي يده الموسى، فقال: أتخشين أن أقتله، ما كنت لأفعل ذلك إن شاء الله؟
وكانت تقول: ما رأيت أسيراً قط خيراً من خبيب، لقد رأيته يأكل من قطف عنب وما بـ "مكة" يومئذٍ ثمرة، وإنه لموثقٌ في الحديد، وما كان إلا رزقٌ رزقه الله.
فخرجوا به إلى الحرم ليقتلوه، فقال: دعوني أصلي ركعتين، ثم انصرف إليهم، فقال: "لولا أن تروا أن ما بي جزعٌ من الموت لزدت".
فكان أول من سن الركعتين عند القتل هو، ثم قال: "اللهم أحصهم عددا". ولست أبالي حين أقتل مسلماً *** على أي شقٍ كان لله مصرعي
وذلك في ذات الإله وإن يشأ *** يبارك على أوصال شلوٍ ممزع
ثم قام إليه عقبة بن الحارث فقتله، وبعثت قريشٌ إلى عاصم ليأتوا بشيءٍ من جسده يعرفونه، وكان عاصم قد قتل عظيماً من عظمائهم يوم بدر، فبعث الله عليه مثل الظلة من الدبر، فحمته من رسلهم، فلم يقدروا منه على شيء [القصة رواها البخاري: 3045].
هذه القصة هي غزوة الرجيع.
وقد رواها أبو هريرة -رضي الله عنه- قال: "بعث النبي -صلى الله عليه وسلم- سرية عيناً، وأمّر عليهم عاصم بن ثابت، وهو جد عاصم بن عمر بن الخطاب، فانطلقوا حتى كانوا بين عسفان ومكة ذُكروا لحيٍ من هذيل يُقال لهم: بنو لحيان، فتبعوهم بقريبٍ من مائة رامٍ، واقتصوا آثارهم، حتى أتوا منزلاً نزلوه، فوجدوا فيه نوى تمرٍ تزودوه من المدينة، فقالوا: هذا تمر يثرب، فتبعوا آثارهم، حتى لحقوهم، فلما انتهى عاصم وأصحابه لجئوا إلى فدفد، وجاء القوم، فأحاطوا بهم، فقالوا: لكم العهد والميثاق إن نزلتم إلينا ألا نقتل منكم رجلاً؟
فقال عاصم: أما أنا فلا أنزل في ذمة كافر، فقاتلوهم حتى قتلوا عاصماً في سبعة نفرٍ بالنبل، وبقي خبيب، وزيد، ورجلٌ آخر، فأعطوهم العهد والميثاق، فلما أعطوهم العهد والميثاق نزلوا إليهم، فلما استمكنوا منهم حلو أوتار قسيهم، فربطوهم بها.
فقال الرجل الثالث -أي المسلم الذي كان معهما-: هذا أول الغدر، فأبى أن يصحبهم، فجروه على أن يصحبهم، فلم يفعل فقتلوه.
وانطلقوا بـ "خبيب وزيد" حتى باعوهما بـ "مكة"، فاشترى خبيباً بنو الحارث بن عامر بن نوفل، وكان خبيب هو الذي قتل الحارث يوم بدر، فمكث عندهم أسيراً، حتى إذا أجمعوا قتله، استعار موسى من بعض بنات الحارث ليستحد بها، فأعارته، قال: فغفلت عن صبيٍ لها فدرج إليه حتى أتاه، فوضعه على فخذه، فلما رأته فزعتُ منه وفي يده الموسى، فقال: أتخشين أن أقتله، ما كنت لأفعل ذلك إن شاء الله؟
وكانت تقول: ما رأيت أسيراً قط خيراً من خبيب، لقد رأيته يأكل من قطف عنب وما بـ "مكة" يومئذٍ ثمرة، وإنه لموثقٌ في الحديد، وما كان إلا رزقٌ رزقه الله.
فخرجوا به إلى الحرم ليقتلوه، فقال: دعوني أصلي ركعتين، ثم انصرف إليهم، فقال: "لولا أن تروا أن ما بي جزعٌ من الموت لزدت".
فكان أول من سن الركعتين عند القتل هو، ثم قال: "اللهم أحصهم عددا". ولست أبالي حين أقتل مسلماً *** على أي شقٍ كان لله مصرعي
وذلك في ذات الإله وإن يشأ *** يبارك على أوصال شلوٍ ممزع
ثم قام إليه عقبة بن الحارث فقتله، وبعثت قريشٌ إلى عاصم ليأتوا بشيءٍ من جسده يعرفونه، وكان عاصم قد قتل عظيماً من عظمائهم يوم بدر، فبعث الله عليه مثل الظلة من الدبر، فحمته من رسلهم، فلم يقدروا منه على شيء [القصة رواها البخاري: 3045].
هذه القصة هي غزوة الرجيع.