بنت الشام
08-31-2020, 01:58 PM
... ثــلاث ... ضــــد ... ثــلاث ...
بسم الله الرحمن الرحيم
اللَّهُم َّ إني أعوذ بك من علم لا ينفع ومن قلب لا يخشع وصلاة لا ترفع ودعاء لا يسمع ونفس لا تشبع أعوذ بك من شر هؤلاء الأربع وأعوذ بك أن أضل أو أُضل أو أزل أو أُزل أو أظلم أو أُظلم أو أجهل أو يجهل عليَّ *.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ... وبعد : .
اسعد الله أوقاتكم بالخير والمسرة إخواني و أعزائي ثلاث مهلكات وثلاث منجيات . فالثلاث المهلكات :.
1- شح مطاع : . الشح المطاع وهو أشد وأقبح البخل و تقصير الإنسان على نفسه وعلى من يعول أو من تكون له حاجة عنده وحقيقته الحرص على منع الخير من الموارد والمصادر الحياتية التي لا تخرج منه إلا بشق الأنفس هذا الشح المطاع المهلك . قال تعالى :. * وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْرٌ وَأُحْضِرَتِ الأَنْفُسُ الشُّحَّ وَإِنْ تُحْسِنُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا * . {النساء:128}. قال سيدنا ومولانا المصطفي صلوات الله عليه وعلى آله وسلم :. شر ما في الرجل شح هالع أو جبن خالع *. و الشح أقبح البخل الذميم الذي لا يكون في المؤمن قال سيدنا و مولانا محمد المصطفى صلوات الله عليه وعلى آله وسلم :. خصلتان لا تجتمعان في مؤمن البخل وسؤ الخلق .
الشح الممقوت هو عكس الإنفاق بطيب خاطر ومحبةً في أعمال الخير والبر لوجه الله كما قال تعالى:.* وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ*{الحشر:9} .
و قال تعالى:.* فَاتَّقُوا اللهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنْفِقُوا خَيْرًا لِأَنْفُسِكُمْ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ*{التغابن:16}.
و قال صلوات الله عليه وعلى آله وسلم اتقوا الشح فإن الشح أهلك من كان قبلكم *. الله يقينا وإياكم البخل وإلي أعظم منه الشح والعياذ بالله .
2-وهوىً متبع:. من نهى النفس عن الهوى فمصيره إلى الجنة بإذن الله تعالى كما قال الله عز وجل في محكم كتابه العزيز :. وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الهَوَى * فَإِنَّ الجَنَّةَ هِيَ المَأْوَى{النَّازعات:41} .
من أرد الدر الآخرة فليسعي إليها بنهي النفس عن الهوى ويتبع ما أمر الله ورسوله صلوات الله عليه وعلى آله واجتناب ما نهى عنه الله ورسوله صلوات الله عليه وعلى آله.
وأما من اتبع هواه أضله عن سواء السبيل وقاده إلى معصية الله سبحانه وتعالى ومعصية رسوله عليه وعلى أله أفضل الصلاة والتسليم .
و من قاده هواه إلى طاعته شيطانه الذي يزين له كل قبيح أورده إلى الجحيم والعياذ بالله ويكون بذلك قد ظلم وأضل نفسه بغير هدى قال الله تعالى :. فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنَ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللهِ إِنَّ اللهَ لَا يَهْدِي القَوْمَ الظَّالِمِينَ . {القصص:50}.
و قال تعالى :. وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ القَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا فَاقْصُصِ القَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ. {الأعراف:176}.
و قال تعالى :. وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالغَدَاةِ وَالعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا. {الكهف:28}.
و قال تعالى :. فَلَا يَصُدَّنَّكَ عَنْهَا مَنْ لَا يُؤْمِنُ بِهَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَتَرْدَى{طه:16}.
و قال تعالى :. أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا. {الفرقان:43} .
و قال تعالى :. أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ. {الجاثية:23} .
فالمخرج هو إتباع ما أمر به الله جل جلاله و رسوله النبي الأمي سيدنا محمد المصطفى صلوات الله عليه وعلى آله و إتباع الصراط المستقيم.
قال تعالى : . اهْدِنَا الصِّرَاطَ المُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ المَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ * {الفاتحة:7} .
و قال تعالى :. قُلْ كُلٌّ مُتَرَبِّصٌ فَتَرَبَّصُوا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحَابُ الصِّرَاطِ السَّوِيِّ وَمَنِ اهْتَدَى{طه:135}.
و قال تعالى :. وَإِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالآَخِرَةِ عَنِ الصِّرَاطِ لَنَاكِبُونَ {المؤمنون:74}.
و قال تعالى :. وَلَوْ نَشَاءُ لَطَمَسْنَا عَلَى أَعْيُنِهِمْ فَاسْتَبَقُوا الصِّرَاطَ فَأَنَّى يُبْصِرُونَ {يس:66}.
و قال تعالى :. وَهَدَيْنَاهُمَا الصِّرَاطَ المُسْتَقِيمَ {الصَّفات:118} .
الله يجعلنا وإياكم من المهتدين بهدي الله تعالى وهدي رسوله ونبيه محمد الأمين صلوات الله عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين .
3- إعجاب المرء بنفسه :. إذا أعجب المرء بنفسه أهلكته وأدخلته متاهات صعب النجاة منها إذا ترك الحبل على الغارب لها في تلك الحالة تكون النفس طموحة للشهوات واللهو والعبث والطمع وحب الذات وقد تقود إلى أبشع المحرمات والعياذ بالله لفقدان السيطرة عليها وتكون هي المسيطرة بدلاً ما تكون هو مسيطر عليها ويصعب إرجاعها إلى الطريق الصحيح قال تعالى : . . إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ . {يوسف:53} . فالمُعْجَب بنفسه يرى أنه في خير العمل لا يرى أحد يجاريه ولا أحسن منه وأنه الوحيد الذي يفهم الأمور وهو المستحق للإهتمام وغيره لا يستحق إلى أن تدفعه نفسه إلى الكبر الحسد والحرص وهذه من خصال الشيطان لعنه الله . قال المصطفى صلوات الله عليه وعلى آله : . ثلاث من كان فيه خصلة منها كان فيه خصلة من الشيطان ومن كان فيه خصلتان منها ففيه خصلتان من الشيطان ومن كانت فيه الثلاث الخصال فهو شيطان والعياذ بالله .
قال تعالى :. وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ العَذَابِ أَنْ يُعَمَّرَ وَاللهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ {البقرة:96}.
وقال تعالى :. وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ {الفلق:5} .
و قال تعالى :. فَادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَلَبِئْسَ مَثْوَى المُتَكَبِّرِينَ . {النحل:29}.
و قال تعالى :. قِيلَ ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى المُتَكَبِّرِينَ . {الزُّمر:72}.
و قال تعالى :. ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى المُتَكَبِّرِينَ . {غافر:76}.
الإنسان العاقل الفاهم الذي يسيطر على نفسه ويكبح جماحها ويدبرها لفعل الخير ويمنعها عن الشر يؤدبها بآداب الدين الحنيف تقوم بواجبها و تعرف مالها وما عليها تفرق بين الحلال والحرام طائعة غير طامحة حتى تكون نفس راضية مرضيه, لا نفس خبيثة يزين لها الشيطان أعمله القبيحة ويشجعها على ما حرم الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه العزيز وما حذر منه رسوله الكريم صلوات الله عليه وعلى آله في سنته الشريفة .
قال تعالى : . قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلَا تَقْرَبُوا الفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلَّا بِالحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ . {الأنعام:151} .
وقال تعالى :. وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ . {القيامة:2}.
وقال تعالى :. يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ المُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي * {الفجر:30}. هذا مصير من رزقه الله النفس الطيبة المطمئنة.
وقال سيدنا و مولانا محمد المصطفى صلوات الله عليه وعلى آله وسلم :.
ولا وحدة أشد من العجب *.
وقال صلوات الله عليه وعلى آله وسلم :. لو لم تذنبون لخشيت عليكم ما هو أشد من ذلك قيل يا رسول الله وما هو قال العجب *.
فالحذر الحذر أنصح نفسي وأنصحكم إخواني وأعزائي من مرض العجب بالنفس جار الله من هذا المرض .
فالثلاث المنجيات :.
1- خشية الله في السر والعلانية :. نعم خشية الله سبحانه وتعالى لا تكون إلا في السر والعلانية باطن وظاهر في السراء والضراء لا يشوبها شيء , ولا يخفى ذلك عليه سبحانه وتعالى حيث قال تعالى :. * يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ * {الحاقَّة:18} .
وقال تعالى :. * كُتِبَ عَلَيْكُمُ القِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ * {البقرة:216} .
وقال تعالى :. * فِي الدُّنْيَا وَالآَخِرَةِ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ اليَتَامَى قُلْ إِصْلَاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ وَاللهُ يَعْلَمُ المُفْسِدَ مِنَ المُصْلِحِ وَلَوْ شَاءَ اللهُ لَأَعْنَتَكُمْ إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ* {البقرة:220}.
وقال تعالى :. * قُلْ إِنْ تُخْفُوا مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللهُ وَيَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَاللهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ*{آل عمران:29}.
وقال تعالى :. * هَا أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ حَاجَجْتُمْ فِيمَا لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ فَلِمَ تُحَاجُّونَ فِيمَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَاللهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ* {آل عمران:66} .
وقال تعالى :. * أُولَئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ قَوْلًا بَلِيغًا* {النساء:63} .
وقال تعالى :. * مَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا البَلَاغُ وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ*{المائدة:99}.
وقال تعالى :. * وَهُوَ اللهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ * {الأنعام:3} .
وقال تعالى :. * وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي البَرِّ وَالبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ* {الأنعام:59} .
وقال تعالى :. * وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ لِيُقْضَى أَجَلٌ مُسَمًّى ثُمَّ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ ثُمَّ يُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ* {الأنعام:60} .
وقال تعالى :. * لَوْ كَانَ عَرَضًا قَرِيبًا وَسَفَرًا قَاصِدًا لَاتَّبَعُوكَ وَلَكِنْ بَعُدَتْ عَلَيْهِمُ الشُّقَّةُ وَسَيَحْلِفُونَ بِاللهِ لَوِ اسْتَطَعْنَا لَخَرَجْنَا مَعَكُمْ يُهْلِكُونَ أَنْفُسَهُمْ وَاللهُ يَعْلَمُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ * {التوبة:42}.
وقال تعالى :. * أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يَعْلَمُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ وَأَنَّ اللهَ عَلَّامُ الغُيُوبِ * {التوبة:78}.
وقال تعالى :. * أَلَا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ لِيَسْتَخْفُوا مِنْهُ أَلَا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيَابَهُمْ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ * {هود:5}.
وقال تعالى :. * وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ * {هود:6} .
وقال تعالى :. * اللهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثَى وَمَا تَغِيضُ الأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَارٍ * {الرعد:8}.
وقال تعالى :. * وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ] {النحل:19}.
وقال تعالى :. * أَلَّا يَسْجُدُوا للهِ الَّذِي يُخْرِجُ الخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ* {النمل:25} .
وقال تعالى :. * وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ* {النمل:74} .
وقال تعالى :. * اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الفَحْشَاءِ وَالمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللهِ أَكْبَرُ وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ * {العنكبوت:45} .
وقال تعالى :. * إِنَّ اللهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ* {لقمان:34} .
وقال تعالى :. * يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ الرَّحِيمُ الغَفُورُ * {سبأ:2}.
وقال تعالى :. * يَعْلَمُ خَائِنَةَ الأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ* {غافر:19}.
وقال تعالى :. * قُلْ أَتُعَلِّمُونَ اللهَ بِدِينِكُمْ وَاللهُ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَاللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ* {الحجرات:16}.
وقال تعالى :. * إِلَّا مَا شَاءَ اللهُ إِنَّهُ يَعْلَمُ الجَهْرَ وَمَا يَخْفَى * {الأعلى:7}. * أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللهَ يَرَى * {العلق:14} . إذاً خشية الله فوق كل شيء في السر والعلن في السراء والضراء ومن خاف الله وخشي الله من ذنبه أمِنَ بإذن الله تعالى لأن الله سوف يوفيه حسابه على ما انطوت عليه نيته في سره وجهره والله ليس بظلام لل**** قال تعالى :. *مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ* {فصِّلت:46}.
وقال تعالى :. *مَا يُبَدَّلُ القَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ*{ق:29}.
سبحانه جلت قدرته ما أرحمه بعباده الصالحين الله يجعلنا وإياكم من عباده الصالحين الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ...
2- القصد في الفقر والغنى :.
إذا أنعم الله على الإنسان بنعم كثيرة أو قليلة و رزقه الله حسن التدبير فتلك نعمت جليلة !!! يحمد الله وشكره عليها ويثني عليه بما هو حقه و يستحقه لأن في التدبير الموازنة والاعتدال في معيشة الإنسان لا ضرر ولا ضرار ولا إسراف ولا تقتير وهذا هو المطلوب من المؤمن الصالح لصون النعم التي أنعم الله بها عليه فبالشكر تدوم النعم الله يجعلنا وإياكم من عباده الشاكرين الذاكرين المنفقين المحسنين غير مسرفين ولا من المقترين إنه سميع عليم .
قال تعالى :.* وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا * {الفرقان:67} .
وقال تعالى :. * لَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِنْ طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ مَا لَمْ تَمَسُّوهُنَّ أَوْ تَفْرِضُوا لَهُنَّ فَرِيضَةً وَمَتِّعُوهُنَّ عَلَى المُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى المُقْتِرِ قَدَرُهُ مَتَاعًا بِالمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى المُحْسِنِينَ * {البقرة:236}.
وقال سيدنا و مولانا محمد المصطفى صلوات الله عليه وعلى آله وسلم :.
التدبير نصف المعيشة .
وقال صلوات الله عليه وعلى آله وسلم :.
من أحب أن يكون أغنى الناس فليكن بما في يد الله أوثق مما في يده *.
وقال صلوات الله عليه وعلى آله وسلم :. ومن قدر رزقه الله * .
وقال صلوات الله عليه وعلى آله :. ولا عقل كالتدبير *.
وقال صلوات الله عليه وعلى آله :. ما عال من اقتصد * .
وقال صلوات الله عليه وعلى آله :. ولا فقر أشد من الجهل *.
وقال صلوات الله عليه وعلى آله :. كاد الفقر أن يكون كفراً *.
وقال صلوات الله عليه وعلى آله :. الرفق في العيشة خير من بعض التجارة *
3-العدل في الغضب والرضا :. العدل هو أن لا يحيد العبد المؤمن الصالح عن العدل لا يمين ور شمال لا بقلبه ولا بجميع جوارحه سواءً في الغضب أو الرضا هذا للعامة لمن أراد النجاة من الهلاك قال الله عز وجل في محكم كتابه العزيز:. *وَضَرَبَ اللهُ مَثَلًا رَجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ لَا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلَاهُ أَيْنَمَا يُوَجِّهْهُ لَا يَأْتِ بِخَيْرٍ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَنْ يَأْمُرُ بِالعَدْلِ وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ* {النحل:76}.
و قال تعالى :.*وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ المُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللهَ يُحِبُّ المُقْسِطِينَ* {الحجرات:9}.
و قال تعالى :. إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي القُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الفَحْشَاءِ وَالمُنْكَرِ وَالبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ {النحل:90} .
وخاصةً لمن يتولى الحكم بين الناس في الأحكام الشرعية والفصل بينهم في القضايا كما قال تعالى:.* إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالعَدْلِ إِنَّ اللهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا * {النساء:58}.
قال سيدنا ومولانا محمد المصطفى صلوات الله عليه وعلى آله :.
إن الله بقسطه وعدله جعل الروح والفرج في اليقين والرضا وجعل الهم والحزن في الشك والسخط * .
و قال صلوات الله عليه وعلى آله :.
ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد الذي يمسك نفسه عند الغضب *
الله ينجينا وإياكم من الهلاك وموجباته و يثبتنا وإياكم على الرضا بالعدل والحق و من الصادقين والمحسنين ولا يجعلنا وإياكم من الشاكين ولا الساخطين بحق سيدنا ومولانا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
بسم الله الرحمن الرحيم
اللَّهُم َّ إني أعوذ بك من علم لا ينفع ومن قلب لا يخشع وصلاة لا ترفع ودعاء لا يسمع ونفس لا تشبع أعوذ بك من شر هؤلاء الأربع وأعوذ بك أن أضل أو أُضل أو أزل أو أُزل أو أظلم أو أُظلم أو أجهل أو يجهل عليَّ *.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ... وبعد : .
اسعد الله أوقاتكم بالخير والمسرة إخواني و أعزائي ثلاث مهلكات وثلاث منجيات . فالثلاث المهلكات :.
1- شح مطاع : . الشح المطاع وهو أشد وأقبح البخل و تقصير الإنسان على نفسه وعلى من يعول أو من تكون له حاجة عنده وحقيقته الحرص على منع الخير من الموارد والمصادر الحياتية التي لا تخرج منه إلا بشق الأنفس هذا الشح المطاع المهلك . قال تعالى :. * وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْرٌ وَأُحْضِرَتِ الأَنْفُسُ الشُّحَّ وَإِنْ تُحْسِنُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا * . {النساء:128}. قال سيدنا ومولانا المصطفي صلوات الله عليه وعلى آله وسلم :. شر ما في الرجل شح هالع أو جبن خالع *. و الشح أقبح البخل الذميم الذي لا يكون في المؤمن قال سيدنا و مولانا محمد المصطفى صلوات الله عليه وعلى آله وسلم :. خصلتان لا تجتمعان في مؤمن البخل وسؤ الخلق .
الشح الممقوت هو عكس الإنفاق بطيب خاطر ومحبةً في أعمال الخير والبر لوجه الله كما قال تعالى:.* وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ*{الحشر:9} .
و قال تعالى:.* فَاتَّقُوا اللهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنْفِقُوا خَيْرًا لِأَنْفُسِكُمْ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ*{التغابن:16}.
و قال صلوات الله عليه وعلى آله وسلم اتقوا الشح فإن الشح أهلك من كان قبلكم *. الله يقينا وإياكم البخل وإلي أعظم منه الشح والعياذ بالله .
2-وهوىً متبع:. من نهى النفس عن الهوى فمصيره إلى الجنة بإذن الله تعالى كما قال الله عز وجل في محكم كتابه العزيز :. وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الهَوَى * فَإِنَّ الجَنَّةَ هِيَ المَأْوَى{النَّازعات:41} .
من أرد الدر الآخرة فليسعي إليها بنهي النفس عن الهوى ويتبع ما أمر الله ورسوله صلوات الله عليه وعلى آله واجتناب ما نهى عنه الله ورسوله صلوات الله عليه وعلى آله.
وأما من اتبع هواه أضله عن سواء السبيل وقاده إلى معصية الله سبحانه وتعالى ومعصية رسوله عليه وعلى أله أفضل الصلاة والتسليم .
و من قاده هواه إلى طاعته شيطانه الذي يزين له كل قبيح أورده إلى الجحيم والعياذ بالله ويكون بذلك قد ظلم وأضل نفسه بغير هدى قال الله تعالى :. فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنَ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللهِ إِنَّ اللهَ لَا يَهْدِي القَوْمَ الظَّالِمِينَ . {القصص:50}.
و قال تعالى :. وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ القَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا فَاقْصُصِ القَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ. {الأعراف:176}.
و قال تعالى :. وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالغَدَاةِ وَالعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا. {الكهف:28}.
و قال تعالى :. فَلَا يَصُدَّنَّكَ عَنْهَا مَنْ لَا يُؤْمِنُ بِهَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَتَرْدَى{طه:16}.
و قال تعالى :. أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا. {الفرقان:43} .
و قال تعالى :. أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ. {الجاثية:23} .
فالمخرج هو إتباع ما أمر به الله جل جلاله و رسوله النبي الأمي سيدنا محمد المصطفى صلوات الله عليه وعلى آله و إتباع الصراط المستقيم.
قال تعالى : . اهْدِنَا الصِّرَاطَ المُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ المَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ * {الفاتحة:7} .
و قال تعالى :. قُلْ كُلٌّ مُتَرَبِّصٌ فَتَرَبَّصُوا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحَابُ الصِّرَاطِ السَّوِيِّ وَمَنِ اهْتَدَى{طه:135}.
و قال تعالى :. وَإِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالآَخِرَةِ عَنِ الصِّرَاطِ لَنَاكِبُونَ {المؤمنون:74}.
و قال تعالى :. وَلَوْ نَشَاءُ لَطَمَسْنَا عَلَى أَعْيُنِهِمْ فَاسْتَبَقُوا الصِّرَاطَ فَأَنَّى يُبْصِرُونَ {يس:66}.
و قال تعالى :. وَهَدَيْنَاهُمَا الصِّرَاطَ المُسْتَقِيمَ {الصَّفات:118} .
الله يجعلنا وإياكم من المهتدين بهدي الله تعالى وهدي رسوله ونبيه محمد الأمين صلوات الله عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين .
3- إعجاب المرء بنفسه :. إذا أعجب المرء بنفسه أهلكته وأدخلته متاهات صعب النجاة منها إذا ترك الحبل على الغارب لها في تلك الحالة تكون النفس طموحة للشهوات واللهو والعبث والطمع وحب الذات وقد تقود إلى أبشع المحرمات والعياذ بالله لفقدان السيطرة عليها وتكون هي المسيطرة بدلاً ما تكون هو مسيطر عليها ويصعب إرجاعها إلى الطريق الصحيح قال تعالى : . . إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ . {يوسف:53} . فالمُعْجَب بنفسه يرى أنه في خير العمل لا يرى أحد يجاريه ولا أحسن منه وأنه الوحيد الذي يفهم الأمور وهو المستحق للإهتمام وغيره لا يستحق إلى أن تدفعه نفسه إلى الكبر الحسد والحرص وهذه من خصال الشيطان لعنه الله . قال المصطفى صلوات الله عليه وعلى آله : . ثلاث من كان فيه خصلة منها كان فيه خصلة من الشيطان ومن كان فيه خصلتان منها ففيه خصلتان من الشيطان ومن كانت فيه الثلاث الخصال فهو شيطان والعياذ بالله .
قال تعالى :. وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ العَذَابِ أَنْ يُعَمَّرَ وَاللهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ {البقرة:96}.
وقال تعالى :. وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ {الفلق:5} .
و قال تعالى :. فَادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَلَبِئْسَ مَثْوَى المُتَكَبِّرِينَ . {النحل:29}.
و قال تعالى :. قِيلَ ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى المُتَكَبِّرِينَ . {الزُّمر:72}.
و قال تعالى :. ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى المُتَكَبِّرِينَ . {غافر:76}.
الإنسان العاقل الفاهم الذي يسيطر على نفسه ويكبح جماحها ويدبرها لفعل الخير ويمنعها عن الشر يؤدبها بآداب الدين الحنيف تقوم بواجبها و تعرف مالها وما عليها تفرق بين الحلال والحرام طائعة غير طامحة حتى تكون نفس راضية مرضيه, لا نفس خبيثة يزين لها الشيطان أعمله القبيحة ويشجعها على ما حرم الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه العزيز وما حذر منه رسوله الكريم صلوات الله عليه وعلى آله في سنته الشريفة .
قال تعالى : . قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلَا تَقْرَبُوا الفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلَّا بِالحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ . {الأنعام:151} .
وقال تعالى :. وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ . {القيامة:2}.
وقال تعالى :. يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ المُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي * {الفجر:30}. هذا مصير من رزقه الله النفس الطيبة المطمئنة.
وقال سيدنا و مولانا محمد المصطفى صلوات الله عليه وعلى آله وسلم :.
ولا وحدة أشد من العجب *.
وقال صلوات الله عليه وعلى آله وسلم :. لو لم تذنبون لخشيت عليكم ما هو أشد من ذلك قيل يا رسول الله وما هو قال العجب *.
فالحذر الحذر أنصح نفسي وأنصحكم إخواني وأعزائي من مرض العجب بالنفس جار الله من هذا المرض .
فالثلاث المنجيات :.
1- خشية الله في السر والعلانية :. نعم خشية الله سبحانه وتعالى لا تكون إلا في السر والعلانية باطن وظاهر في السراء والضراء لا يشوبها شيء , ولا يخفى ذلك عليه سبحانه وتعالى حيث قال تعالى :. * يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ * {الحاقَّة:18} .
وقال تعالى :. * كُتِبَ عَلَيْكُمُ القِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ * {البقرة:216} .
وقال تعالى :. * فِي الدُّنْيَا وَالآَخِرَةِ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ اليَتَامَى قُلْ إِصْلَاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ وَاللهُ يَعْلَمُ المُفْسِدَ مِنَ المُصْلِحِ وَلَوْ شَاءَ اللهُ لَأَعْنَتَكُمْ إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ* {البقرة:220}.
وقال تعالى :. * قُلْ إِنْ تُخْفُوا مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللهُ وَيَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَاللهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ*{آل عمران:29}.
وقال تعالى :. * هَا أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ حَاجَجْتُمْ فِيمَا لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ فَلِمَ تُحَاجُّونَ فِيمَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَاللهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ* {آل عمران:66} .
وقال تعالى :. * أُولَئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ قَوْلًا بَلِيغًا* {النساء:63} .
وقال تعالى :. * مَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا البَلَاغُ وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ*{المائدة:99}.
وقال تعالى :. * وَهُوَ اللهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ * {الأنعام:3} .
وقال تعالى :. * وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي البَرِّ وَالبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ* {الأنعام:59} .
وقال تعالى :. * وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ لِيُقْضَى أَجَلٌ مُسَمًّى ثُمَّ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ ثُمَّ يُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ* {الأنعام:60} .
وقال تعالى :. * لَوْ كَانَ عَرَضًا قَرِيبًا وَسَفَرًا قَاصِدًا لَاتَّبَعُوكَ وَلَكِنْ بَعُدَتْ عَلَيْهِمُ الشُّقَّةُ وَسَيَحْلِفُونَ بِاللهِ لَوِ اسْتَطَعْنَا لَخَرَجْنَا مَعَكُمْ يُهْلِكُونَ أَنْفُسَهُمْ وَاللهُ يَعْلَمُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ * {التوبة:42}.
وقال تعالى :. * أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يَعْلَمُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ وَأَنَّ اللهَ عَلَّامُ الغُيُوبِ * {التوبة:78}.
وقال تعالى :. * أَلَا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ لِيَسْتَخْفُوا مِنْهُ أَلَا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيَابَهُمْ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ * {هود:5}.
وقال تعالى :. * وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ * {هود:6} .
وقال تعالى :. * اللهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثَى وَمَا تَغِيضُ الأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَارٍ * {الرعد:8}.
وقال تعالى :. * وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ] {النحل:19}.
وقال تعالى :. * أَلَّا يَسْجُدُوا للهِ الَّذِي يُخْرِجُ الخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ* {النمل:25} .
وقال تعالى :. * وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ* {النمل:74} .
وقال تعالى :. * اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الفَحْشَاءِ وَالمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللهِ أَكْبَرُ وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ * {العنكبوت:45} .
وقال تعالى :. * إِنَّ اللهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ* {لقمان:34} .
وقال تعالى :. * يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ الرَّحِيمُ الغَفُورُ * {سبأ:2}.
وقال تعالى :. * يَعْلَمُ خَائِنَةَ الأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ* {غافر:19}.
وقال تعالى :. * قُلْ أَتُعَلِّمُونَ اللهَ بِدِينِكُمْ وَاللهُ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَاللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ* {الحجرات:16}.
وقال تعالى :. * إِلَّا مَا شَاءَ اللهُ إِنَّهُ يَعْلَمُ الجَهْرَ وَمَا يَخْفَى * {الأعلى:7}. * أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللهَ يَرَى * {العلق:14} . إذاً خشية الله فوق كل شيء في السر والعلن في السراء والضراء ومن خاف الله وخشي الله من ذنبه أمِنَ بإذن الله تعالى لأن الله سوف يوفيه حسابه على ما انطوت عليه نيته في سره وجهره والله ليس بظلام لل**** قال تعالى :. *مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ* {فصِّلت:46}.
وقال تعالى :. *مَا يُبَدَّلُ القَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ*{ق:29}.
سبحانه جلت قدرته ما أرحمه بعباده الصالحين الله يجعلنا وإياكم من عباده الصالحين الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ...
2- القصد في الفقر والغنى :.
إذا أنعم الله على الإنسان بنعم كثيرة أو قليلة و رزقه الله حسن التدبير فتلك نعمت جليلة !!! يحمد الله وشكره عليها ويثني عليه بما هو حقه و يستحقه لأن في التدبير الموازنة والاعتدال في معيشة الإنسان لا ضرر ولا ضرار ولا إسراف ولا تقتير وهذا هو المطلوب من المؤمن الصالح لصون النعم التي أنعم الله بها عليه فبالشكر تدوم النعم الله يجعلنا وإياكم من عباده الشاكرين الذاكرين المنفقين المحسنين غير مسرفين ولا من المقترين إنه سميع عليم .
قال تعالى :.* وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا * {الفرقان:67} .
وقال تعالى :. * لَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِنْ طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ مَا لَمْ تَمَسُّوهُنَّ أَوْ تَفْرِضُوا لَهُنَّ فَرِيضَةً وَمَتِّعُوهُنَّ عَلَى المُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى المُقْتِرِ قَدَرُهُ مَتَاعًا بِالمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى المُحْسِنِينَ * {البقرة:236}.
وقال سيدنا و مولانا محمد المصطفى صلوات الله عليه وعلى آله وسلم :.
التدبير نصف المعيشة .
وقال صلوات الله عليه وعلى آله وسلم :.
من أحب أن يكون أغنى الناس فليكن بما في يد الله أوثق مما في يده *.
وقال صلوات الله عليه وعلى آله وسلم :. ومن قدر رزقه الله * .
وقال صلوات الله عليه وعلى آله :. ولا عقل كالتدبير *.
وقال صلوات الله عليه وعلى آله :. ما عال من اقتصد * .
وقال صلوات الله عليه وعلى آله :. ولا فقر أشد من الجهل *.
وقال صلوات الله عليه وعلى آله :. كاد الفقر أن يكون كفراً *.
وقال صلوات الله عليه وعلى آله :. الرفق في العيشة خير من بعض التجارة *
3-العدل في الغضب والرضا :. العدل هو أن لا يحيد العبد المؤمن الصالح عن العدل لا يمين ور شمال لا بقلبه ولا بجميع جوارحه سواءً في الغضب أو الرضا هذا للعامة لمن أراد النجاة من الهلاك قال الله عز وجل في محكم كتابه العزيز:. *وَضَرَبَ اللهُ مَثَلًا رَجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ لَا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلَاهُ أَيْنَمَا يُوَجِّهْهُ لَا يَأْتِ بِخَيْرٍ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَنْ يَأْمُرُ بِالعَدْلِ وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ* {النحل:76}.
و قال تعالى :.*وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ المُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللهَ يُحِبُّ المُقْسِطِينَ* {الحجرات:9}.
و قال تعالى :. إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي القُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الفَحْشَاءِ وَالمُنْكَرِ وَالبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ {النحل:90} .
وخاصةً لمن يتولى الحكم بين الناس في الأحكام الشرعية والفصل بينهم في القضايا كما قال تعالى:.* إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالعَدْلِ إِنَّ اللهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا * {النساء:58}.
قال سيدنا ومولانا محمد المصطفى صلوات الله عليه وعلى آله :.
إن الله بقسطه وعدله جعل الروح والفرج في اليقين والرضا وجعل الهم والحزن في الشك والسخط * .
و قال صلوات الله عليه وعلى آله :.
ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد الذي يمسك نفسه عند الغضب *
الله ينجينا وإياكم من الهلاك وموجباته و يثبتنا وإياكم على الرضا بالعدل والحق و من الصادقين والمحسنين ولا يجعلنا وإياكم من الشاكين ولا الساخطين بحق سيدنا ومولانا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .