دره العشق
07-25-2020, 12:31 PM
كيف حال سعد بن عبادة ؟
بسم الله نبدأ .. وعليه سبحانه نتوكل
خالط رسول الله صلى الله عليه وسلم صحابته الكرام خير مُخالطة
وعاشرهم ألطف مُعاشرة ، فَآكلهم ، وجالسهم ، وأجاب دعوتهم
وعاد مريضهم ، وشيّعَ ميتهم ، وأستغفر لمُذنبهم ، وتجاوز عن
مُسِيئهم ، وبشر طائعهم ، خالطهم في حب فياض ، تواضع جم
ورحمة بالغة ، وسخاء يد ، ورضا نفس ، وها هو صلى الله عليه
وسلم في موقف من أسمى مواقفه – وكل مواقفه أسمى – جمع
فيه بين الحب والحنان ، والعظمة والتواضع ، والشفقة والرحمة
ورقة القلب وفيض المشاعر – ما لا يمكن لقلم أن يُعبر عنه –
غير أنه إحساس يسطع في جوانب النفس ، ويتدفق في شِعَابِها
أملاً في المحاولة .
فعن عبد الله بن عمر – رضي الله عنهما – قال : كنا جلوساً
مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاء رجل من الأنصار
فسلم عليه ثم أدبر الأنصاري ، فقال رسول الله صلى الله عليه
وسلم : " يا أخا الأنصار ، كيف حال سعد بن عُبادة ؟ " فقال :
صالح ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من يعوده منكم ؟ "
فقام وقمنا معه ، ونحن بضعة عشر ما علينا نِعال ولا خِفاف
ولا قلانس ولا قُمُص ، نمشي في تلك السباخ حتي جئناه فاستأخر
قومه من حوله حتى دنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه
الذين معه "
وفي رواية أخرى :
" فبكي رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
فلما رأي القوم بكاء رسول الله صلى الله عليه وسلم بكوا
فقال : " ألا تسمعون ؟ إن الله لا يُعذب بدمع العين ولا بحزن القلب
ولكن يُعذب بهذا " - وأشار إلى لسانه – " أو يرحم "
صحيح البخاري
أن يُبَلِّغ صاحب الدعوة دعوته من فوق منبره فحسب ،
ثم إنه بعد ذلك منعزل عن القوم ، محتجب عن قضاياهم، بعيد عن آلامهم
وآمالهم ، وضائق صدره بهم ، ومتذرع بضيق الوقت ، وأعباء
الدعوة وثقل المسئولية ، فتلك دعوة عقيم لا تجد صداها إلا في
جوف صاحبها ؛ لأنه قد نأى بنفسه عن مشاعر الناس ، وأفسد
حسن القول بسوء الفعل ، فلا أثمرت دعوته ، ولا نجت من إساءته
فبئس الداعي هو ، وما أبعده عن روح الدعوة .
إن رسول الله صلى الله عليه وسلم إمام الدعاة ، علي ثقل مسئؤولياته
– كخاتم النبيين –
فهو مبلغ الرسالة ، ومربي الأمة
العظيمة ، وقائد الوفود إلي الله عز وجل ، يرسُم ملامح الداعية الحق ،
ويخُطُ معالم شخصيته ، ويُرسِي مقومات نجاح الدعوة
ويُعلم الدُعاة كيفية السمو بإنسانيتهم ، فتسمو بهم دعوتهم
والصورة الرائعة الحية التي معنا الآن لرسول الله صلى الله عليه وسلم
وهو جالس مع أصحابه الكرام ، بكل ما توحيه الصورة
من التواضع والتبسط وحُسن الصُحبة، ومُجاذبة أطراف الحديث
وتدارس العلم ، ومناقشة مختلف القضايا ، وإذ برجلٍ من الأنصار
فسلم ثم أدبر لشأنه ، فناداه رسول الله صلى الله عليه وسلم نداءً
رقيقاً ، يفيض مودةً وتواضعاً ورحمة
" يا أخا الأنصار "
ياله من نداءٍ يُجيبه القلب قبل اللسان ، وتَسْبَحُ به الروح في ملكوت الإيمان
" كيف حالُ سعد بن عُبادة ؟ "
وسعد بن عبادة رضي الله عنه رجل من أصحاب
رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ألمَّ به المرض ،
فحبسه في داره ، طريح الفراش أسير الوهن ،
اهتم رسول الله صلى الله عليه وسلم لمرضه ، وتألم
لألمه ، وحمله في خاطره شغلاَ ، وفي قلبه هماً ، ولم يدع الفرصة
إذ واتته ليطمئن عليه ، فأجابه الرجل " صالح "
والجواب كافٍ لمن أراد مجرد الإطمئنان ، غير أن حق الصاحب في حِسِ
رسول الله صلى الله عليه وسلم أعمق من مجرد السؤال عن بُعد
وإنما هو الزيارة والمُوَاساة ، ومحاولة التخفيف بقدر المستطاع
وكان سؤال ودود من رسول الله صلى الله عليه وسلم يستحث
صحابته الكرام علي زيارة المريض
" من يعوده منكم ؟ "
إن سؤالاً بذلك الأدب الجم لا يمكن أن تكون إجابته إلا المسارعة
إلي الإجابة ، قام رسول الله صلى الله عليه وسلم أولاً ، بدأ بنفسه
ليشحذ الهمم ، فقام معه بضعة عشر رجلاً، لم يتباطأ منهم أحد
قام القوم جميعا ، ما عليهم نعال ، ولا خِفاف تقي أرجلهم حرارة الرمال
ووخز الحصى ، ما عليهم قلانس تقي رؤوسهم لهيب
الشمس وشدة أذاها ، ولا قُمص تحملُ عن كواهلهم قسوة القيظ
يتقدمهم رسول الله صلى الله عليه وسلم على نفس حالتهم ،
لم يتميز عليهم بشئ من لباس أو مركب ، وإنما تقدمهم إلي طريق سبخة
شاقة المسير ، يَسرها لهم نُبل غايتهم في مواساة صاحبهم
وحسن الأجر وجزيل المثوبة من الله عز وجل .
رأي رسول الله صلى الله عليه وسلم صاحبه ، وقد هدّه المرض
وعصف بقواه ، ماذا يملك القلب الرحيم إزاء شراسة المرض
وقد هدت قوي إنسان ، فخلَّفته طريح الفراش ، وقد كان بالأمس
القريب معافاً ، عاملاً نشطاً ، إيجابي التفاعل ، واضح الأثر ؟
ماذا يملك رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا أن تتفجر في قلبه
الرقيق عيون الحزن فتصب في عينيه فيضاً منهمراً من حر البكاء
بكي رسول الله صلى الله عليه وسلم لمرض صاحبه
بأبي وأمي وولدي ونفسي أنت يا رسول الله
تبكي شفقة ورحمة لآلام الآخرين وأنت رسول الله ؟!!
تبكي دموعاً لو ارتشفها قُساة القلوب – عبر مسيرة البشرية
كلها – لأذابت صخرية قلوبهم ، وحولتها أودية خصيبة ، نبتها
الرحمة والشفقة والحنان ، تبكي يا رسول الله دموعاً طاهرة ،
تنحدر في قلبي شفافية ، وفي وجداني مرارة وألماً ، فما بالُ
وقعها علي الصحابة الكرام رضي الله عنهم ، وقد رأوْها
رأْي عين ، وعاشوها صدق مشاعر ؟
مشاعر نبيلة راقية ، وعاطفة فياضة رقيقة ، تنافي معني الرجولة
عند من يظنون أن الرجولة غِلظة وفظاظة وجفاء مشاعر ،
وحسبهم هذا الميزان المنتكس الظالم ،
نعم ، بكي رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
وأقر أصحابهُ علي البكاء رحمة لصاحبهم
بل وكافأهم عليه بتلك الجائزة العلمية القيّمة
" ألا تسمعون " ؟
أنصتوا أيها الحزانى رغم حزنكم ، وتبصروا رغم دموعكم
وافقهوا قولي برقة قلوبكم ،
" إن الله لا يعذب بدمع العين ، ولابحزن القلب "
إذاً : أرسلوا عيونكم فياضة عندما تستدعيها الرحمة
ورققوا قلوبكم بالتفاعل مع أحزان إخوانكم ، وعبروا عن مشاعركم
بما لا يُغضِبُ الله تبارك وتعالي ، وإياكم والمُخاطرة بإطلاق
اللسان بما قد يكون فيه هلاككم .
(( فَاتَّقُواْ اللهَ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ اْلَّذِينَ ءَامَنُواْ قَدْ أَنزَلَ اللهُ إِلَيْكُمْ
ذِكْراً { 10 } رَسُولاً يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِ اللهِ مُبَيّنَاتٍ لِيُخْرِجَ
اْلَّذِينَ ءَامَنُوا وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَي النُّورِ وَمَن
يُؤْمِنُ بِاللهِ وَيَعْمَلْ صَالِحَاً يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ
خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً قَدْ أَحْسَنَ اللهُ لَهُ رِزْقاً { 11 } ))
[ الطلاق : 10 ، 11 ]
صلى الله وسلم وبارك على أرحم قلب عرفته البشرية جمعاء
قد أطل من بين دموعه ، فرأي أحزان البشرية ، فأشفق علي أمته
من تلك الأحزان ، فأرشدها كيف تُهذّب أحزانها ، وكيف تُعبر
عن حَرّ مشاعرها ، بالأدب الذي ينبغي لله سبحانه وتعالي
رضاً بقضائه ، وتسليماً لمشيئته
بسم الله نبدأ .. وعليه سبحانه نتوكل
خالط رسول الله صلى الله عليه وسلم صحابته الكرام خير مُخالطة
وعاشرهم ألطف مُعاشرة ، فَآكلهم ، وجالسهم ، وأجاب دعوتهم
وعاد مريضهم ، وشيّعَ ميتهم ، وأستغفر لمُذنبهم ، وتجاوز عن
مُسِيئهم ، وبشر طائعهم ، خالطهم في حب فياض ، تواضع جم
ورحمة بالغة ، وسخاء يد ، ورضا نفس ، وها هو صلى الله عليه
وسلم في موقف من أسمى مواقفه – وكل مواقفه أسمى – جمع
فيه بين الحب والحنان ، والعظمة والتواضع ، والشفقة والرحمة
ورقة القلب وفيض المشاعر – ما لا يمكن لقلم أن يُعبر عنه –
غير أنه إحساس يسطع في جوانب النفس ، ويتدفق في شِعَابِها
أملاً في المحاولة .
فعن عبد الله بن عمر – رضي الله عنهما – قال : كنا جلوساً
مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاء رجل من الأنصار
فسلم عليه ثم أدبر الأنصاري ، فقال رسول الله صلى الله عليه
وسلم : " يا أخا الأنصار ، كيف حال سعد بن عُبادة ؟ " فقال :
صالح ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من يعوده منكم ؟ "
فقام وقمنا معه ، ونحن بضعة عشر ما علينا نِعال ولا خِفاف
ولا قلانس ولا قُمُص ، نمشي في تلك السباخ حتي جئناه فاستأخر
قومه من حوله حتى دنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه
الذين معه "
وفي رواية أخرى :
" فبكي رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
فلما رأي القوم بكاء رسول الله صلى الله عليه وسلم بكوا
فقال : " ألا تسمعون ؟ إن الله لا يُعذب بدمع العين ولا بحزن القلب
ولكن يُعذب بهذا " - وأشار إلى لسانه – " أو يرحم "
صحيح البخاري
أن يُبَلِّغ صاحب الدعوة دعوته من فوق منبره فحسب ،
ثم إنه بعد ذلك منعزل عن القوم ، محتجب عن قضاياهم، بعيد عن آلامهم
وآمالهم ، وضائق صدره بهم ، ومتذرع بضيق الوقت ، وأعباء
الدعوة وثقل المسئولية ، فتلك دعوة عقيم لا تجد صداها إلا في
جوف صاحبها ؛ لأنه قد نأى بنفسه عن مشاعر الناس ، وأفسد
حسن القول بسوء الفعل ، فلا أثمرت دعوته ، ولا نجت من إساءته
فبئس الداعي هو ، وما أبعده عن روح الدعوة .
إن رسول الله صلى الله عليه وسلم إمام الدعاة ، علي ثقل مسئؤولياته
– كخاتم النبيين –
فهو مبلغ الرسالة ، ومربي الأمة
العظيمة ، وقائد الوفود إلي الله عز وجل ، يرسُم ملامح الداعية الحق ،
ويخُطُ معالم شخصيته ، ويُرسِي مقومات نجاح الدعوة
ويُعلم الدُعاة كيفية السمو بإنسانيتهم ، فتسمو بهم دعوتهم
والصورة الرائعة الحية التي معنا الآن لرسول الله صلى الله عليه وسلم
وهو جالس مع أصحابه الكرام ، بكل ما توحيه الصورة
من التواضع والتبسط وحُسن الصُحبة، ومُجاذبة أطراف الحديث
وتدارس العلم ، ومناقشة مختلف القضايا ، وإذ برجلٍ من الأنصار
فسلم ثم أدبر لشأنه ، فناداه رسول الله صلى الله عليه وسلم نداءً
رقيقاً ، يفيض مودةً وتواضعاً ورحمة
" يا أخا الأنصار "
ياله من نداءٍ يُجيبه القلب قبل اللسان ، وتَسْبَحُ به الروح في ملكوت الإيمان
" كيف حالُ سعد بن عُبادة ؟ "
وسعد بن عبادة رضي الله عنه رجل من أصحاب
رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ألمَّ به المرض ،
فحبسه في داره ، طريح الفراش أسير الوهن ،
اهتم رسول الله صلى الله عليه وسلم لمرضه ، وتألم
لألمه ، وحمله في خاطره شغلاَ ، وفي قلبه هماً ، ولم يدع الفرصة
إذ واتته ليطمئن عليه ، فأجابه الرجل " صالح "
والجواب كافٍ لمن أراد مجرد الإطمئنان ، غير أن حق الصاحب في حِسِ
رسول الله صلى الله عليه وسلم أعمق من مجرد السؤال عن بُعد
وإنما هو الزيارة والمُوَاساة ، ومحاولة التخفيف بقدر المستطاع
وكان سؤال ودود من رسول الله صلى الله عليه وسلم يستحث
صحابته الكرام علي زيارة المريض
" من يعوده منكم ؟ "
إن سؤالاً بذلك الأدب الجم لا يمكن أن تكون إجابته إلا المسارعة
إلي الإجابة ، قام رسول الله صلى الله عليه وسلم أولاً ، بدأ بنفسه
ليشحذ الهمم ، فقام معه بضعة عشر رجلاً، لم يتباطأ منهم أحد
قام القوم جميعا ، ما عليهم نعال ، ولا خِفاف تقي أرجلهم حرارة الرمال
ووخز الحصى ، ما عليهم قلانس تقي رؤوسهم لهيب
الشمس وشدة أذاها ، ولا قُمص تحملُ عن كواهلهم قسوة القيظ
يتقدمهم رسول الله صلى الله عليه وسلم على نفس حالتهم ،
لم يتميز عليهم بشئ من لباس أو مركب ، وإنما تقدمهم إلي طريق سبخة
شاقة المسير ، يَسرها لهم نُبل غايتهم في مواساة صاحبهم
وحسن الأجر وجزيل المثوبة من الله عز وجل .
رأي رسول الله صلى الله عليه وسلم صاحبه ، وقد هدّه المرض
وعصف بقواه ، ماذا يملك القلب الرحيم إزاء شراسة المرض
وقد هدت قوي إنسان ، فخلَّفته طريح الفراش ، وقد كان بالأمس
القريب معافاً ، عاملاً نشطاً ، إيجابي التفاعل ، واضح الأثر ؟
ماذا يملك رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا أن تتفجر في قلبه
الرقيق عيون الحزن فتصب في عينيه فيضاً منهمراً من حر البكاء
بكي رسول الله صلى الله عليه وسلم لمرض صاحبه
بأبي وأمي وولدي ونفسي أنت يا رسول الله
تبكي شفقة ورحمة لآلام الآخرين وأنت رسول الله ؟!!
تبكي دموعاً لو ارتشفها قُساة القلوب – عبر مسيرة البشرية
كلها – لأذابت صخرية قلوبهم ، وحولتها أودية خصيبة ، نبتها
الرحمة والشفقة والحنان ، تبكي يا رسول الله دموعاً طاهرة ،
تنحدر في قلبي شفافية ، وفي وجداني مرارة وألماً ، فما بالُ
وقعها علي الصحابة الكرام رضي الله عنهم ، وقد رأوْها
رأْي عين ، وعاشوها صدق مشاعر ؟
مشاعر نبيلة راقية ، وعاطفة فياضة رقيقة ، تنافي معني الرجولة
عند من يظنون أن الرجولة غِلظة وفظاظة وجفاء مشاعر ،
وحسبهم هذا الميزان المنتكس الظالم ،
نعم ، بكي رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
وأقر أصحابهُ علي البكاء رحمة لصاحبهم
بل وكافأهم عليه بتلك الجائزة العلمية القيّمة
" ألا تسمعون " ؟
أنصتوا أيها الحزانى رغم حزنكم ، وتبصروا رغم دموعكم
وافقهوا قولي برقة قلوبكم ،
" إن الله لا يعذب بدمع العين ، ولابحزن القلب "
إذاً : أرسلوا عيونكم فياضة عندما تستدعيها الرحمة
ورققوا قلوبكم بالتفاعل مع أحزان إخوانكم ، وعبروا عن مشاعركم
بما لا يُغضِبُ الله تبارك وتعالي ، وإياكم والمُخاطرة بإطلاق
اللسان بما قد يكون فيه هلاككم .
(( فَاتَّقُواْ اللهَ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ اْلَّذِينَ ءَامَنُواْ قَدْ أَنزَلَ اللهُ إِلَيْكُمْ
ذِكْراً { 10 } رَسُولاً يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِ اللهِ مُبَيّنَاتٍ لِيُخْرِجَ
اْلَّذِينَ ءَامَنُوا وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَي النُّورِ وَمَن
يُؤْمِنُ بِاللهِ وَيَعْمَلْ صَالِحَاً يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ
خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً قَدْ أَحْسَنَ اللهُ لَهُ رِزْقاً { 11 } ))
[ الطلاق : 10 ، 11 ]
صلى الله وسلم وبارك على أرحم قلب عرفته البشرية جمعاء
قد أطل من بين دموعه ، فرأي أحزان البشرية ، فأشفق علي أمته
من تلك الأحزان ، فأرشدها كيف تُهذّب أحزانها ، وكيف تُعبر
عن حَرّ مشاعرها ، بالأدب الذي ينبغي لله سبحانه وتعالي
رضاً بقضائه ، وتسليماً لمشيئته