شيخة رواية
03-31-2020, 08:28 AM
أو المتفلسف الكلامي، فالق الانشائيات، ومبدع المبررات ،!
الذي لا هم له اشتهاء الكلام وحلاوة التنظير، أو رفع عصا الانتقاد ،
وسل رمح التعقيبات أحيانا ، بما يفتت الطاقات ، ويحطم الجهود ،
ويفني الحماس، دون أي أثر عملي ميداني مفيد ،!
وليس هو راقم الحكمة ، او منشئ الفكرة ،
صاحب اللفظ الأوحد ، والإيجاز المفحم ، والمقال الأسد الأحكم ،!
بحيث يرسم ويخطط، ويخدم تنظيرا وفكرا وصناعة وإعدادا ،!
بل قوال مِلسان ، ومتحدث نقاد هراج ،!
أقلّوا عليهم لا أباً لابيكمُ
من اللوم أو سدوا المكان الذي سدوا !
تارة بسم النقد ، وتارة متهِما ، وتارة ناصحا ومشفقا ،!
وغير راغب في الظهور والبروز ،!
وقد يكون محل تندر الآخرين وسخريتهم ، اذا طال حديثه ،
وكثرت تعليقاته ، ومن كثُر لغطه، كثر سقطه ،! المهم أنه
يثرثر بالكلام ، ويفيض باللسان الى
درجة اللا سكوت ، بحيث لو سكت لهلك ،!
وكأنه تربى على الكلام والتفلسف فيه وتشقيقه ، ولم يترب
على السكوت والصمت ، رغم ان الصمت حكمة ، وقليلٌ فاعله ،!
لا بد له ان يتحدث على كل حال ، علم او جهل ،
وعى او لم يدرك ،!
وهذا بلوى اجتماعية وفكرية ،
قد تبتلى بها المناطق والتجمعات والندوات ،!
وهي كذلك بلوى تنموية ،! نماء الأقوال وليس الأفعال ،!
وكما قال القصيمي وغيره ( العرب ظاهرة صوتية ) .!
تحلل القضايا بميئات الصفحات النتية..! وتزدحم تعليقات
الواتس بالشكل المذهل المهول ، والواقع لم يسطر لأحدهم نقطة ،!
تنظيريون بدرجة كافية وطافحة احيانا ،!
ولا رصيد لنا ميداني يذكر، من دفع تنمية ، او ردع باطل ،
أو إحقاق حق ، ونصرة مظلوم ، او حل مشكلة ،!
وفي الحديث (( الناس كابل مائة لا تكاد تجد فيها راحلة )) أخرجاه .
يتجلى احيانا في صورة خطيب ، بلا فعال ، او معلم بلا اقتداء ،
او ناصح بلا مبادرة ، او مصلح بلا تضحية ومشاركة ،!
وقد اشتدت الشكاية من صنفٍ هكذا كما قيل :
يا تونسُ الخضراء هذا عالمٌ
يثري به الأمي والنصابُ
فمن الخليجِ الى المحيط قبائلٌ
بطِرت فلا فكر ولا آدابُ !
ويضيف هؤلاء مع مشكلتهم ، أن فلسفتهم جوفاء ،
وتعليقاتهم خرقاء ، لا تهدف إلا محبة الكلام ،
والجرأة على النقد على كل حال ،
ومع ظهور النت ووسائل التواصل الاجتماعي ،
والتي أثرت حياتنا ، برز الناعقون والمنظرون والمتشدقون ،
دون جدوى وعمل وتنفيذ ، وهو ما تعيشه بعض المجتمعات الساخطة ،
والباحثة عن التجديداو الارتقاء ولتنمية ،!
ليس لهم تحرك الا من تلك الوسائل ،!
سخط وغضب، واحتقان وصراخ، كما تقول العرب :
( أسمعُ جعجعة ، ولا أرى طحنا )
فهكذا بعض مثقفينا ، يكتفي بالصراخ الإنشائي ، والفلسفة الكلامية ،
وقد نسيئ للفلسفة حينما نتهمهم بها ، ولكننا نقصد الإفاضة بلا إضافة ،
والثرثرة على كل حال ، والكلام بلا فعال ،!
والهروب من الميدان الى باحة الألفاظ .
حتى تفوت الفرص ، وتضيع الحقوق ، وتختفي المبادرة ،!
وقد قال الأحنف بن قيس رحمه الله :
( لا خير في قول بلا فعل ، ولا في منظر بلا مخبر،
ولا في مال بلا جود ، ولا في صديق بلا وفاء ،)
واعتقد انه لا يصدق منطق الانسان إلا بالعمل والاندماج الاجتماعي ،
لا سيما لمن هو محب لبلده، غيور على مصالحه ، حريص على مستقبله ،!
وتتأخر استجابة الناس أحيانا بسبب ضعف مشاركة الملقي والمقترح ،!
لأن التفاعل الالكتروني والجوالي بات زاهرا زاخرا ،!
,
ولتجاوز هذه المشكلة الاجتماعية الثقافية، علينا الالتجاء الى التالي:
1/ محاولة الانتقال من القول الى العمل، وكسر حاجز التخفي
والخجل والعجز مهما كلف الثمن .
2/ التوعية بأهمية الأفعال والممارسة السلوكية ،
وأننا الى مصلح فعال ، أحوج منه الى قوال مهذار،!
وقول بعض المؤرخين في مدح عناصر اجتماعية :
كان رجل عامة ، لا رجل خاصة حافز لترسم مثل هذا النموذج الرائع .
3/ تأمل المنهج النبوي في الحراك الإصلاحي والدعوي
كقول خديجة رضي الله عنها
(( كلا لا يخزيك الله أبدا، إنك لتصل الرحم، وتحمل الكَل ،
وتَقري الضيف، وتكسب المعدوم ، وتعين على نوائب الحق ))
وتحويل ذلك الجهد الى منظومة اجتماعية متكاملة .
4/ قيام المؤسسات التربوية والخيرية بدورها في الحس الميداني ،
وتنمية روح العمل الجمعي ، وصدق المشاركة .
5/ استشعار أن الاسلام قول وعمل ، وأن التدين
غالبا ما يقرن بالأعمال الصالحات ، فلا قيمة للأقوال
المجردة من بصمات العمل، وركائز التطبيق .
,
والله ولي التوفيق ~
إضاءة :
من تحلى بغير ما هو فيه
فضحته شواهد الامتحانِ
~
الذي لا هم له اشتهاء الكلام وحلاوة التنظير، أو رفع عصا الانتقاد ،
وسل رمح التعقيبات أحيانا ، بما يفتت الطاقات ، ويحطم الجهود ،
ويفني الحماس، دون أي أثر عملي ميداني مفيد ،!
وليس هو راقم الحكمة ، او منشئ الفكرة ،
صاحب اللفظ الأوحد ، والإيجاز المفحم ، والمقال الأسد الأحكم ،!
بحيث يرسم ويخطط، ويخدم تنظيرا وفكرا وصناعة وإعدادا ،!
بل قوال مِلسان ، ومتحدث نقاد هراج ،!
أقلّوا عليهم لا أباً لابيكمُ
من اللوم أو سدوا المكان الذي سدوا !
تارة بسم النقد ، وتارة متهِما ، وتارة ناصحا ومشفقا ،!
وغير راغب في الظهور والبروز ،!
وقد يكون محل تندر الآخرين وسخريتهم ، اذا طال حديثه ،
وكثرت تعليقاته ، ومن كثُر لغطه، كثر سقطه ،! المهم أنه
يثرثر بالكلام ، ويفيض باللسان الى
درجة اللا سكوت ، بحيث لو سكت لهلك ،!
وكأنه تربى على الكلام والتفلسف فيه وتشقيقه ، ولم يترب
على السكوت والصمت ، رغم ان الصمت حكمة ، وقليلٌ فاعله ،!
لا بد له ان يتحدث على كل حال ، علم او جهل ،
وعى او لم يدرك ،!
وهذا بلوى اجتماعية وفكرية ،
قد تبتلى بها المناطق والتجمعات والندوات ،!
وهي كذلك بلوى تنموية ،! نماء الأقوال وليس الأفعال ،!
وكما قال القصيمي وغيره ( العرب ظاهرة صوتية ) .!
تحلل القضايا بميئات الصفحات النتية..! وتزدحم تعليقات
الواتس بالشكل المذهل المهول ، والواقع لم يسطر لأحدهم نقطة ،!
تنظيريون بدرجة كافية وطافحة احيانا ،!
ولا رصيد لنا ميداني يذكر، من دفع تنمية ، او ردع باطل ،
أو إحقاق حق ، ونصرة مظلوم ، او حل مشكلة ،!
وفي الحديث (( الناس كابل مائة لا تكاد تجد فيها راحلة )) أخرجاه .
يتجلى احيانا في صورة خطيب ، بلا فعال ، او معلم بلا اقتداء ،
او ناصح بلا مبادرة ، او مصلح بلا تضحية ومشاركة ،!
وقد اشتدت الشكاية من صنفٍ هكذا كما قيل :
يا تونسُ الخضراء هذا عالمٌ
يثري به الأمي والنصابُ
فمن الخليجِ الى المحيط قبائلٌ
بطِرت فلا فكر ولا آدابُ !
ويضيف هؤلاء مع مشكلتهم ، أن فلسفتهم جوفاء ،
وتعليقاتهم خرقاء ، لا تهدف إلا محبة الكلام ،
والجرأة على النقد على كل حال ،
ومع ظهور النت ووسائل التواصل الاجتماعي ،
والتي أثرت حياتنا ، برز الناعقون والمنظرون والمتشدقون ،
دون جدوى وعمل وتنفيذ ، وهو ما تعيشه بعض المجتمعات الساخطة ،
والباحثة عن التجديداو الارتقاء ولتنمية ،!
ليس لهم تحرك الا من تلك الوسائل ،!
سخط وغضب، واحتقان وصراخ، كما تقول العرب :
( أسمعُ جعجعة ، ولا أرى طحنا )
فهكذا بعض مثقفينا ، يكتفي بالصراخ الإنشائي ، والفلسفة الكلامية ،
وقد نسيئ للفلسفة حينما نتهمهم بها ، ولكننا نقصد الإفاضة بلا إضافة ،
والثرثرة على كل حال ، والكلام بلا فعال ،!
والهروب من الميدان الى باحة الألفاظ .
حتى تفوت الفرص ، وتضيع الحقوق ، وتختفي المبادرة ،!
وقد قال الأحنف بن قيس رحمه الله :
( لا خير في قول بلا فعل ، ولا في منظر بلا مخبر،
ولا في مال بلا جود ، ولا في صديق بلا وفاء ،)
واعتقد انه لا يصدق منطق الانسان إلا بالعمل والاندماج الاجتماعي ،
لا سيما لمن هو محب لبلده، غيور على مصالحه ، حريص على مستقبله ،!
وتتأخر استجابة الناس أحيانا بسبب ضعف مشاركة الملقي والمقترح ،!
لأن التفاعل الالكتروني والجوالي بات زاهرا زاخرا ،!
,
ولتجاوز هذه المشكلة الاجتماعية الثقافية، علينا الالتجاء الى التالي:
1/ محاولة الانتقال من القول الى العمل، وكسر حاجز التخفي
والخجل والعجز مهما كلف الثمن .
2/ التوعية بأهمية الأفعال والممارسة السلوكية ،
وأننا الى مصلح فعال ، أحوج منه الى قوال مهذار،!
وقول بعض المؤرخين في مدح عناصر اجتماعية :
كان رجل عامة ، لا رجل خاصة حافز لترسم مثل هذا النموذج الرائع .
3/ تأمل المنهج النبوي في الحراك الإصلاحي والدعوي
كقول خديجة رضي الله عنها
(( كلا لا يخزيك الله أبدا، إنك لتصل الرحم، وتحمل الكَل ،
وتَقري الضيف، وتكسب المعدوم ، وتعين على نوائب الحق ))
وتحويل ذلك الجهد الى منظومة اجتماعية متكاملة .
4/ قيام المؤسسات التربوية والخيرية بدورها في الحس الميداني ،
وتنمية روح العمل الجمعي ، وصدق المشاركة .
5/ استشعار أن الاسلام قول وعمل ، وأن التدين
غالبا ما يقرن بالأعمال الصالحات ، فلا قيمة للأقوال
المجردة من بصمات العمل، وركائز التطبيق .
,
والله ولي التوفيق ~
إضاءة :
من تحلى بغير ما هو فيه
فضحته شواهد الامتحانِ
~