المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : العلاقة بين أم المؤمنين عائشة وفاطمة بنت النبي


شيخة رواية
03-18-2020, 04:43 AM
العلاقة بين أم المؤمنين عائشة وفاطمة بنت النبي
بسم الله الرحمن الرحيم..

كيف كانت العلاقة بين فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ، زوجة أبيها ؟


الجواب :
الحمد لله
كانت العلاقة بين فاطمة رضي الله عنها وبين عائشة رضي الله عنها قائمة على حسن العشرة وكرم الصحبة ، علاقة بر ، وصلة ، مودة ، ولم نسمع أن أمرا بينهما حصل ، كان من شأنه أن يكدر ذلك الصفو ، أو يقطع حبال الود بينهما .
فقد كانت عائشة رضي الله عنها تحب فاطمة رضي الله عنها ، وتحسن الثناء عليها ، حتى إنها تشبهها برسول الله صلى الله عليه وسلم :
روى أبو داود (5217) ، والترمذي (3872) عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ : ( مَا رَأَيْتُ أَحَدًا كَانَ أَشْبَهَ سَمْتًا وَهَدْيًا وَدَلًّا بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ فَاطِمَةَ كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهَا ، كَانَتْ إِذَا دَخَلَتْ عَلَيْهِ قَامَ إِلَيْهَا فَأَخَذَ بِيَدِهَا، وَقَبَّلَهَا، وَأَجْلَسَهَا فِي مَجْلِسِهِ، وَكَانَ إِذَا دَخَلَ عَلَيْهَا قَامَتْ إِلَيْهِ، فَأَخَذَتْ بِيَدِهِ فَقَبَّلَتْهُ، وَأَجْلَسَتْهُ فِي مَجْلِسِهَا ) .
وصححه الألباني في " صحيح أبي داود ".
( سَمْتًا ) السمت حُسْن الْمَنْظَر فِي أَمْر الدِّين , وَيُطْلَق أَيْضًا عَلَى الْقَصْد فِي الْأَمْر ، وَعَلَى الطَّرِيق وَالْجِهَة .
( وَهَدْيًا ) قَالَ أَبُو عُبَيْد : الْهَدْي وَالدَّلّ مُتَقَارِبَانِ , يُقَال فِي السَّكِينَة وَالْوَقَار وَفِي الْهَيْبَة وَالْمَنْظَر وَالشَّمَائِل .
( ودَلًّا ) الدل حُسْن الْحَرَكَة فِي الْمَشْي وَالْحَدِيث وَغَيْرهمَا , وَيُطْلَق أَيْضًا عَلَى الطَّرِيق .
"فتح الباري" (10/510) .
وروى البخاري (6285) ، ومسلم (2450) عن عَائِشَةُ أُمُّ المُؤْمِنِيِنَ ، قَالَتْ : " إِنَّا كُنَّا أَزْوَاجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَهُ جَمِيعًا ، لَمْ تُغَادَرْ مِنَّا وَاحِدَةٌ ، فَأَقْبَلَتْ فَاطِمَةُ عَلَيْهَا السَّلاَمُ تَمْشِي، لاَ وَاللَّهِ مَا تَخْفَى مِشْيَتُهَا مِنْ مِشْيَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَلَمَّا رَآهَا رَحَّبَ قَالَ : (مَرْحَبًا بِابْنَتِي ) ثُمَّ أَجْلَسَهَا عَنْ يَمِينِهِ أَوْ عَنْ شِمَالِهِ ، ثُمَّ سَارَّهَا ، فَبَكَتْ بُكَاءً شَدِيدًا ، فَلَمَّا رَأَى حُزْنَهَا سَارَّهَا الثَّانِيَةَ ، فَإِذَا هِيَ تَضْحَكُ ، فَقُلْتُ لَهَا أَنَا مِنْ بَيْنِ نِسَائِهِ : خَصَّكِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالسِّرِّ مِنْ بَيْنِنَا ، ثُمَّ أَنْتِ تَبْكِينَ ، فَلَمَّا قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَأَلْتُهَا: عَمَّا سَارَّكِ ؟ قَالَتْ: مَا كُنْتُ لِأُفْشِيَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سِرَّهُ ، فَلَمَّا تُوُفِّيَ ، قُلْتُ لَهَا : عَزَمْتُ عَلَيْكِ بِمَا لِي عَلَيْكِ مِنَ الحَقِّ لَمَّا أَخْبَرْتِنِي ، قَالَتْ : أَمَّا الآنَ فَنَعَمْ ، فَأَخْبَرَتْنِي، قَالَتْ : أَمَّا حِينَ سَارَّنِي فِي الأَمْرِ الأَوَّلِ ، فَإِنَّهُ أَخْبَرَنِي : ( أَنَّ جِبْرِيلَ كَانَ يُعَارِضُهُ بِالقُرْآنِ كُلَّ سَنَةٍ مَرَّةً ، وَإِنَّهُ قَدْ عَارَضَنِي بِهِ العَامَ مَرَّتَيْنِ ، وَلاَ أَرَى الأَجَلَ إِلَّا قَدِ اقْتَرَبَ ، فَاتَّقِي اللَّهَ وَاصْبِرِي ، فَإِنِّي نِعْمَ السَّلَفُ أَنَا لَكِ ) قَالَتْ : فَبَكَيْتُ بُكَائِي الَّذِي رَأَيْتِ ، فَلَمَّا رَأَى جَزَعِي سَارَّنِي الثَّانِيَةَ ، قَالَ: ( يَا فَاطِمَةُ، أَلاَ تَرْضَيْنَ أَنْ تَكُونِي سَيِّدَةَ نِسَاءِ المُؤْمِنِينَ ، أَوْ سَيِّدَةَ نِسَاءِ هَذِهِ الأُمَّةِ) .
ولا شك أن روايتها مثل هذا الحديث الذي هو الغاية في مدح فاطمة رضي الله عنها، وبيان عظيم منزلتها عند الله تعالى وعند رسوله صلى الله عليه وسلم ، يدل دلالة قاطعة على محبتها العظيمة لها ، وحب نشر الثناء الحسن الذي يعلو فوق كل ثناء في حقها .
ثم إن في نفس الحديث أنها هي التي سألت فاطمة من بين نساء النبي صلى الله عليه وسلم ، مما يوحي بقربها منها ، ثم إنها عزمت عليها ، وأكدت طلبها بما لها على فاطمة من الحق ، ومثل هذا لا يقال إلا والصلة تامة ، والود موفور .
قال القاري رحمه الله :
" قولها : ( عَزَمْتُ) ، أَيْ : أَقْسَمْتُ ( عَلَيْكِ بِمَا لِي عَلَيْكِ مِنَ الْحَقِّ ) ، أَيْ : مِنْ نِسْبَةِ الْأُمُومِيَّةِ الثَّانِيَةِ أَوِ الْأُخُوَّةِ أَوِ الْمَحَبَّةِ الصَّادِقَةِ وَالْمَوَدَّةِ السَّابِقَةِ " انتهى من "مرقاة المفاتيح" (9/ 3964) .

أما فاطمة رضي الله عنها فلم تكن أقل محبة ووفاء ، وخاصة أنها كانت تعلم قدر محبة أبيها صلى الله عليه وسلم لعائشة ، فروى البخاري (2581) ، ومسلم (2442) عن عَائِشَةَ ، زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ: " أَرْسَلَ أَزْوَاجُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاطِمَةَ بِنْتَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَاسْتَأْذَنَتْ عَلَيْهِ وَهُوَ مُضْطَجِعٌ مَعِي فِي مِرْطِي ، فَأَذِنَ لَهَا ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّ أَزْوَاجَكَ أَرْسَلْنَنِي إِلَيْكَ يَسْأَلْنَكَ الْعَدْلَ فِي ابْنَةِ أَبِي قُحَافَةَ ، وَأَنَا سَاكِتَةٌ ، قَالَتْ : فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( أَيْ بُنَيَّةُ أَلَسْتِ تُحِبِّينَ مَا أُحِبُّ ؟ ) فَقَالَتْ : بَلَى ، قَالَ ( فَأَحِبِّي هَذِهِ ) ، قَالَتْ : فَقَامَتْ فَاطِمَةُ حِينَ سَمِعَتْ ذَلِكَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَرَجَعَتْ إِلَى أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَأَخْبَرَتْهُنَّ بِالَّذِي قَالَتْ ، وَبِالَّذِي قَالَ لَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقُلْنَ لَهَا: مَا نُرَاكِ أَغْنَيْتِ عَنَّا مِنْ شَيْءٍ، فَارْجِعِي إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُولِي لَهُ: إِنَّ أَزْوَاجَكَ يَنْشُدْنَكَ الْعَدْلَ فِي ابْنَةِ أَبِي قُحَافَةَ !!
فَقَالَتْ فَاطِمَةُ: وَاللهِ لَا أُكَلِّمُهُ فِيهَا أَبَدًا " .

ولا شك أن فاطمة رضي الله عنها حفظت وصية أبيها صلى الله عليه وسلم في عائشة رضي الله عنها ، حين قال لها : ( أَيْ بُنَيَّةُ أَلَسْتِ تُحِبِّينَ مَا أُحِبُّ؟ ) فَقَالَتْ : بَلَى، قَالَ ( فَأَحِبِّي هَذِهِ ) .
وروى البخاري (5361) ، ومسلم (2727) عن عَلِيّ رضي الله عنه ، " أَنَّ فَاطِمَةَ عَلَيْهَا السَّلاَمُ أَتَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَشْكُو إِلَيْهِ مَا تَلْقَى فِي يَدِهَا مِنَ الرَّحَى ، وَبَلَغَهَا أَنَّهُ جَاءَهُ رَقِيقٌ، فَلَمْ تُصَادِفْهُ ، فَذَكَرَتْ ذَلِكَ لِعَائِشَةَ ، فَلَمَّا جَاءَ أَخْبَرَتْهُ عَائِشَةُ، قَالَ : فَجَاءَنَا وَقَدْ أَخَذْنَا مَضَاجِعَنَا، فَذَهَبْنَا نَقُومُ ، فَقَالَ: ( عَلَى مَكَانِكُمَا ) فَجَاءَ فَقَعَدَ بَيْنِي وَبَيْنَهَا، حَتَّى وَجَدْتُ بَرْدَ قَدَمَيْهِ عَلَى بَطْنِي، فَقَالَ: ( أَلاَ أَدُلُّكُمَا عَلَى خَيْرٍ مِمَّا سَأَلْتُمَا؟ إِذَا أَخَذْتُمَا مَضَاجِعَكُمَا - أَوْ أَوَيْتُمَا إِلَى فِرَاشِكُمَا - فَسَبِّحَا ثَلاَثًا وَثَلاَثِينَ ، وَاحْمَدَا ثَلاَثًا وَثَلاَثِينَ ، وَكَبِّرَا أَرْبَعًا وَثَلاَثِينَ، فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمَا مِنْ خَادِمٍ ) .
وكونها تذكر لها مثل ذلك دليل على حسن العلاقة بينهما وثقتها فيها وفي رأيها ، وأن حالها مع أم المؤمنين عائشة في ذلك ، وفي غيره ، كان كحال البنت المزوجة مع أمها ، إذا ذهبت إلى بيت أبيها .

وقد ظلت العلاقة طيبة بين عائشة وفاطمة رضي الله عنهما بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، حيث راجعتها فيما أسر لها النبي صلى الله عليه وسلم ، فأخبرتها بما أخبرها ، كما سبق في الحديث .

خُيَلاَء
03-18-2020, 04:56 AM
-




طرح قيم
سلمت الأكُف وماجلبت | :131:

شيخة رواية
03-18-2020, 04:58 AM
كل الشكر لك على تواجدك الجميل وردك الرائع
اسعدني جدا مرورك .. ربي يعافيك ويسعدك
دمت بالف خير .

ڞــمۭــۃ ۛ ּڂۡــڣــﯟڦ ❥
03-18-2020, 06:33 AM
,,~

جزاك الله كل خير
جعله في ميزان حسناتك

,,~

شيخة رواية
03-18-2020, 06:39 AM
كل الشكر لك على تواجدك الجميل وردك الرائع
اسعدني جدا مرورك .. ربي يعافيك ويسعدك
دمت بالف خير .

الأمير
03-18-2020, 08:02 AM
مُزْنٌ يَهْطُل وشَلآلٌ يَتَدَفَقْ
بَطِرُحَآتِكْ الْرَآئِعَةْ الْجَمِيلَةَ
بِإخْتِيَآرْ يَفُوقْ الْوَصْفْ والْتَعْبِيِرْ
فَإلَى الأَمَآمْ بِإنْتِظآرِ جَدِيِدِكْ بِشَوقْ
وفَقِكْ الْلَه تَعَآلَى
http://katka5212.bloglap.hu/kepek/201204/_1.png

همسة حب
03-18-2020, 10:52 AM
جزاك الله خير
وجعله في ميزان حسناتك ..

عازف الليل مونامور
03-18-2020, 11:19 AM
جزاكم الله خير الجزاء واثابكم
انار الباري طريقكم ووفقكم
اسال الله لكم الرضا
والتوفيق تحيتي

نور القمر
03-18-2020, 03:08 PM
سلمت اناملك على
ماجادت به من روعة بالطرح
دام لنا ابداعك بأرقى حالاته
بأنتظار عطائك القادم

روحي تبيك
03-18-2020, 04:22 PM
جزاك الله خير وجعله في ميزان حسناتك
ولا حرمك الأجر يارب
وأنار الله قلبك بنورالإيمان
أحترآمي لــ/سموك

إيلين
03-18-2020, 10:43 PM
موضوع في قمة الروعه
لطالما كانت مواضيعك متميزة
لا عدمنا التميز و روعة الاختيار
دمت لنا ودام تالقك الدائم

‌http://my.mec.biz/attachment.php?attachmentid=135409&d=1358732019

شيخة رواية
03-19-2020, 04:12 AM
كل الشكر لك على تواجدك الجميل وردك الرائع
اسعدني جدا مرورك .. ربي يعافيك ويسعدك
دمت بالف خير .

خالد الشاعر
03-19-2020, 12:51 PM
الله يجزاكي كل خير على مجهودكِ
ويجعل الأجر الاوفر بميزان حسناتكِ
ننتظر جديدكِ القادم
مودتى

أبو علياء
03-19-2020, 03:52 PM
جزاكم الله خيراً ونفع بكم
واثابكم الفردوس الاعلى من الجنه
وجعل كل ما تقدمونه في موازين حسناتكم
لكم مني ارق المنى
وخالص التقدير والاحترام

شيخة رواية
03-20-2020, 01:33 AM
كل الشكر لك على تواجدك الجميل وردك الرائع
اسعدني جدا مرورك .. ربي يعافيك ويسعدك
دمت بالف خير .

حلوة الروح
03-20-2020, 03:27 PM
https://f.top4top.net/p_1092tr3mj1.jpg[/img]

بارك [COLOR="Red"]الله فيكك ونفعنا بما قدمت
جزاكك الله خير الجزاء
سلمت اناملكم
فى انتظار ابدعاتك
دمت متألق مبدع متميز
,,,,

شيخة رواية
03-21-2020, 03:19 AM
كل الشكر لك على تواجدك الجميل وردك الرائع
اسعدني جدا مرورك .. ربي يعافيك ويسعدك
دمت بالف خير .

دره العشق
04-04-2020, 09:44 PM
شكرا لك على الموضوع الجميل و المفيذ:w-12:
جزاك الله الف خير على كل ما تقدمه لهذا المنتدى :105:
ننتظر ابداعاتك الجميلة بفارغ الصبر..:w-12:

Şøķåŕą
01-14-2022, 07:59 AM
تميز في الانتقاء
سلم لنا روعه طرحك
نترقب المزيد من جديدك الرائع
دمت ودام لنا عطائك
لكـ خالص احترامي