الأمير
02-06-2020, 08:31 AM
الإحسان والعطاء والتعاون من القيم والأخلاق الأصيلة في الفطرة الإنسانية التي فطر الله الخلق عليها منذ النشأة، ثم إنها تظهر وتزيد بشكل أكبر عند البعض، وتقلُّ عند البعض الآخر، وبين هذا وذاك نجد الناس يتفاوتون حتى يمتازوا؛ وعليه يصل البعض إلى أن يكون مفتاحَ خيرٍ مغلاقَ شرٍّ، أو العكس؛ كما أشار إلى ذلك الحديث الشريف.
مفاتيح الخير أولئك، والذين رزقهم الله التوفيق، وجعلهم سببًا في التيسير على خلقه - هم الذين ينالون شرف الدارين، ويرزقهم المولى الكريم سعادة العطاء التي تكون أضعاف سعادة المحتاج بالأخذ والحصول على مطلوبه، وإلى هذا بعضًا من إشارة الحديث النبوي الشريف: ((اليد العليا خيرٌ من اليد السفلى))، وما ورد في فضل العطاء والنفقة والصدقة والإحسان من الآيات والأحاديث أكثرُ من أن نحصرها في هذا المقام.
والعمل الخيري اليوم - كما نرى - يتطوَّر ويتوسَّع بحسب مقتضى الظروف والأحوال والواقع، وفي شتى المجالات؛ سواء ما كان منها عائدًا إليه بالذات، أو عائدًا إلى مجاله وميدانه، أو عائدًا إلى ما يتصل به ويعنيه، أو إلى من هو مهتمٌّ به وعامل فيه، ويتحتَّم على روَّاد العمل الخيري اليوم والمهتمِّين به أن يصِلوا به إلى مصاف الريادة، وذلك بتطوير مؤسساته بكل ما يمكِّنه من السَيرِ بمؤسسية عالية، وحرفية مُقدَّرة، مواكبين بذلك العصر وما يفرضه من احترامٍ للأقوى والأفضل، وهذا هو الأصل في رؤية كل مؤسسة خيرية، لا أن تبقى سائرة حسب الكلاسيكية التي نشأت بها ودَرَجَتْ عليها، وإلَّا فإن شغلها الشاغل سيبقى في إثبات الوجود لا إثبات الجدارة، وبينهما من البَونِ ما لا يخفى إلَّا على مَن يخفى عليه الفرق بين من يأكل ليبقى على قيد الحياة، ومن يحيا ليقود الأحياء؛ فإلى أي منهما تنتمي مؤسسات العمل الخيري اليوم؟
وما يلزم الالتفات إليه أن ريادة العمل الخيري لا تقف على مجال دون آخر، بل ينبغي الاهتمام بكل ما من شأنه أن يرقى بالعمل في كل تفاصيله؛ حيث إن تلك التفاصيل مرتبطة ببعضها البعض، وتأهُّل جانبٍ منها منفردًا أو على حساب الآخر، يعني مزيدًا من الإشكاليات، أو مَيلًا في الحِمل، أو على الأقل تأخُّرًا في الوصول؛ ما يؤثِّر سلبًا على المُخرجات والنتائج المرجوَّة والأهداف الموضوعة.
إن المؤسسة التي تصبُّ اهتمامها وتعمل على النجاح في الإيرادات المالية، ثم لا تُلقِي بالًا أو بعض عناية لكوادرها البشرية من التأهيل والتطوير - فإنها لم تفعل شيئًا، ومن عُنيَ بهذين الأمرين دون أن يوليَ العناية المناسبة بالمحسنين والمتبرعين، يضيع منه الكثير، وهكذا ...؛ إلخ، فريادة العمل الخيري لا تأتي إلَّا كُلًّا، ولا يستقيم السير إلا بالتوازن المطلوب، والعناية بالمجالات كافة حسب خطة مرسومة تراعي كل تلك التفاصيل.
وما نشير إليه هنا - ونحن نتكلم عن ريادة العمل الخيري - أن تلك الريادة لا تنجح فقط بوجود المال وتوافره بالشكل الكافي أو المأمول، وحتى لا يكفي وجود الكوادر البشرية المؤهَّلة لشغل الأعمال المنوطة بها؛ إذ هناك سرٌّ من أسرار نجاح أيِّ عملٍ بشكل عام، وبالأخص في مجال العمل الخيري، ذلك السرُّ هو الإبداع والأفكار الناتجة به ومنه، فهذا السرُّ هو الضامن - بعد توفيق الله سبحانه - لبقاء المؤسسة ونجاحها وتميزها وريادتها، كما أن هذا الأمر من أهم عوامل بقاء النشاط والتفاعل بين مختلف المعنيِّين والمتصلين والعاملين، وصولًا إلى الداعمين والمستفيدين؛ إذ يعيش الجميع أجواء الإيجابية، ويجدون تصريف طاقاتهم واستثمارها بأفضل الطرق والأشكال، بينما يجد المستفيد تلبيةً لحاجاته المختلفة بما يقنعه ويكفيه ويؤهله للإنتاج، وحتى ذلك الداعم الذي يجد لعطائه ثمرة تلوِّح له بالأثر الواضح، وأملًا يتحقَّق له ويراه بين يديه وأمام عينيه، وهكذا تتمكَّن المؤسسة بحسن تصرُّفها وإدارة سِرِّها من تشغيل الجميع باحترافية عالية، ومهنية مقدرة، أَلَا يكون مكان مثل هذه المؤسسة إلَّا هناك بين السابقين الأوائل، والمتميِّزين القلائل؟
مفاتيح الخير أولئك، والذين رزقهم الله التوفيق، وجعلهم سببًا في التيسير على خلقه - هم الذين ينالون شرف الدارين، ويرزقهم المولى الكريم سعادة العطاء التي تكون أضعاف سعادة المحتاج بالأخذ والحصول على مطلوبه، وإلى هذا بعضًا من إشارة الحديث النبوي الشريف: ((اليد العليا خيرٌ من اليد السفلى))، وما ورد في فضل العطاء والنفقة والصدقة والإحسان من الآيات والأحاديث أكثرُ من أن نحصرها في هذا المقام.
والعمل الخيري اليوم - كما نرى - يتطوَّر ويتوسَّع بحسب مقتضى الظروف والأحوال والواقع، وفي شتى المجالات؛ سواء ما كان منها عائدًا إليه بالذات، أو عائدًا إلى مجاله وميدانه، أو عائدًا إلى ما يتصل به ويعنيه، أو إلى من هو مهتمٌّ به وعامل فيه، ويتحتَّم على روَّاد العمل الخيري اليوم والمهتمِّين به أن يصِلوا به إلى مصاف الريادة، وذلك بتطوير مؤسساته بكل ما يمكِّنه من السَيرِ بمؤسسية عالية، وحرفية مُقدَّرة، مواكبين بذلك العصر وما يفرضه من احترامٍ للأقوى والأفضل، وهذا هو الأصل في رؤية كل مؤسسة خيرية، لا أن تبقى سائرة حسب الكلاسيكية التي نشأت بها ودَرَجَتْ عليها، وإلَّا فإن شغلها الشاغل سيبقى في إثبات الوجود لا إثبات الجدارة، وبينهما من البَونِ ما لا يخفى إلَّا على مَن يخفى عليه الفرق بين من يأكل ليبقى على قيد الحياة، ومن يحيا ليقود الأحياء؛ فإلى أي منهما تنتمي مؤسسات العمل الخيري اليوم؟
وما يلزم الالتفات إليه أن ريادة العمل الخيري لا تقف على مجال دون آخر، بل ينبغي الاهتمام بكل ما من شأنه أن يرقى بالعمل في كل تفاصيله؛ حيث إن تلك التفاصيل مرتبطة ببعضها البعض، وتأهُّل جانبٍ منها منفردًا أو على حساب الآخر، يعني مزيدًا من الإشكاليات، أو مَيلًا في الحِمل، أو على الأقل تأخُّرًا في الوصول؛ ما يؤثِّر سلبًا على المُخرجات والنتائج المرجوَّة والأهداف الموضوعة.
إن المؤسسة التي تصبُّ اهتمامها وتعمل على النجاح في الإيرادات المالية، ثم لا تُلقِي بالًا أو بعض عناية لكوادرها البشرية من التأهيل والتطوير - فإنها لم تفعل شيئًا، ومن عُنيَ بهذين الأمرين دون أن يوليَ العناية المناسبة بالمحسنين والمتبرعين، يضيع منه الكثير، وهكذا ...؛ إلخ، فريادة العمل الخيري لا تأتي إلَّا كُلًّا، ولا يستقيم السير إلا بالتوازن المطلوب، والعناية بالمجالات كافة حسب خطة مرسومة تراعي كل تلك التفاصيل.
وما نشير إليه هنا - ونحن نتكلم عن ريادة العمل الخيري - أن تلك الريادة لا تنجح فقط بوجود المال وتوافره بالشكل الكافي أو المأمول، وحتى لا يكفي وجود الكوادر البشرية المؤهَّلة لشغل الأعمال المنوطة بها؛ إذ هناك سرٌّ من أسرار نجاح أيِّ عملٍ بشكل عام، وبالأخص في مجال العمل الخيري، ذلك السرُّ هو الإبداع والأفكار الناتجة به ومنه، فهذا السرُّ هو الضامن - بعد توفيق الله سبحانه - لبقاء المؤسسة ونجاحها وتميزها وريادتها، كما أن هذا الأمر من أهم عوامل بقاء النشاط والتفاعل بين مختلف المعنيِّين والمتصلين والعاملين، وصولًا إلى الداعمين والمستفيدين؛ إذ يعيش الجميع أجواء الإيجابية، ويجدون تصريف طاقاتهم واستثمارها بأفضل الطرق والأشكال، بينما يجد المستفيد تلبيةً لحاجاته المختلفة بما يقنعه ويكفيه ويؤهله للإنتاج، وحتى ذلك الداعم الذي يجد لعطائه ثمرة تلوِّح له بالأثر الواضح، وأملًا يتحقَّق له ويراه بين يديه وأمام عينيه، وهكذا تتمكَّن المؤسسة بحسن تصرُّفها وإدارة سِرِّها من تشغيل الجميع باحترافية عالية، ومهنية مقدرة، أَلَا يكون مكان مثل هذه المؤسسة إلَّا هناك بين السابقين الأوائل، والمتميِّزين القلائل؟