تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : أدبُه صلى الله عليه وسلم مع ربِّه عزَّ وجلَّ


إيلين
01-16-2020, 12:37 PM
أدبُه صلى الله عليه وسلم مع ربِّه عزَّ وجلَّ
الكاتب : أبو عبد الرحمن هشام محمد سعيد برغش
وقد بلغ صلى الله عليه وسلم في أدَبِه مع ربِّه ذروةَ سَنامِه، وحقَّقَ غايةَ كمالِه، بحُسْنِ صُحبَتِه مع ربِّه عزَّ وجلَّ؛ بإيقاع جميع حركاته الظاهرة والباطنة على مقتضى تعظيمه وإجلاله والحياء منه سبحانه؛ فصان معاملته ربَّه أن يشوبَها بنقيصةٍ، وصانَ قلبَه أن يلتفتَ إلى غيره، وإرادتَه أن تتعلق بغيرِ مرادِه.
☼ ولم يجاوز صلى الله عليه وسلم ببصره ولا ببصيرته شيئًا لم يأذن له ربُّه به؛ قال تعالى في وصف حاله؛ عند ارتقائه الدرجات العلى، في رحلة المعراج: " مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى". [النجم: 17].
وزيغ البصر: التفاته جانبًا، وطغيانه: مدُّه أمامه إلى حيث ينتهي.
وفي هذه الآية أسرار عجيبة، وهي من غوامضِ الآداب اللائقة بأكمل البشرصلى الله عليه وسلم.
فنفى ربُّه عز وجل عنه صلى الله عليه وسلم ما يَعرِضُ للرائي الذي لا أدبَ له، بين يدي الملوك والعظماء؛ من التفاته يمينًا وشمالاً، ومجاوزة بصره لما بين يَديه، وأخبرَ عنه بكمالِ الأدَبِ في ذلك المقامِ؛ إذ لم يلتفت جانبًا، ولم يَمدَّ بصرَه إلى غير ما أُري مِنَ الآياتِ، وما هناك من العجائبِ؛ بل قامَ مقامَ العبدِ الذي أوجبَ أدبُه إطراقَه وإقبالَه على ما رأى، دُونَ التفاتِه إلى غيرِه، ودون تطلُّعِه إلى ما لم يرَه، مع ما في ذلك من ثباتِ الجأشِ وسُكونِ القلبِ وطُمَأنِينَتِه (مدارج السالكين، لابن القيم).
وهذا غاية الكمالِ والأدبِ مع الله، الذي لا يَلحقُه فيه سواه؛ فإنَّ عادةَ النُّفوسِ إذا أُقيمتْ في مقامٍ عالٍ رفيعٍ؛ أن تتطلعَ إلى ما هو أعلى منه وفوقه (مدارج السالكين، لابن القيم).
☼ وبلغ من أدبه صلى الله عليه وسلم مع ربه عزَّ وجلَّ؛ وشدة حيائه منه وإجلاله له؛ أنه ربما ترك سؤال ربِّه الشيء مع حاجته إليه، وحرصه عليه؛ ومن ذلك ما كان منه صلى الله عليه وسلم في ليلة المعراج، في قصة مراجعته ربَّه عزَّ وجلَّ؛ ليسأله التخفيف على أمته، من الصلاة المفروضة؛ فلما أكثر الترددَ على الله يسأله التخفيف، قال لموسى عليه السلام- عندما ألحَّ عليه ليراجع ربَّه-: «اسْتَحْيَيْتُ مِنْ رَبِّي» (جزء من حديث الإسراء الطويل؛ أخرجه البخاري ومسلم).
وما حمله على الاستحياء إلا بالغ أدبه وحيائه صلى الله عليه وسلم من ربِّه عزَّ وجلَّ، وإجلاله له.
☼ ومن تمام وكمال أدبه صلى الله عليه وسلم مع ربه عز وجل؛ قيامُه بمقتضى العبودية، أكمل قيام وأتمه؛ فكان صلى الله عليه وسلم أعبدَ الناس لربه عزَّ وجلَّ، وأكثرَهم خشيةً منه، وأشدَّهم ذكرًا له؛ لا يدع وقتًا يمر دون ذكر الله عزَّ وجلَّ وحمده وشكره والاستغفار والإنابة، وهو الذي قد غُفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر.
☼ ودفعه هذا الأدب وذلك الحياء؛ لأن يقوم الليل حتى تفطَّرت قدماه، ويسجد فيدعو، وُيسَبِّح ويدعو، ويثني على الله تبارك وتعالى، ويخشع لله عزَّ وجلَّ؛ حتى يُسمع لصدره أزيز كأزيز المرجل؛ من البكاء.
فلما قالت له عائشة رضي الله عنها: يَا رَسُولَ الله، أَتَصْنَعُ هَذَا وَقَدْ غُفِرَ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ؟! فقال: «يَا عَائِشَةُ، أَفَلا أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا؟» (البخاري ومسلم) و(تَفَطَّرَ): تتشقق.
إنَّ كمال الأدب يجعل الحييَّ الشكورَ صلى الله عليه وسلم يَستحِي أن ينامَ عن شكرِ مولاه عزَّ وجلَّ، مع عظيم فضله وإحسانه
وهذا كلُّه من كريم أخلاقه صلى الله عليه وسلم؛ فإن من تمام كريم الأخلاق؛ أن يتأدب العبد مع ربِّه المُنعِم الوهَّاب.
وصدق الله: " وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ" [القلم: 4].

نورا ديزاين
01-16-2020, 12:42 PM
ض2

ض2

الله يجزاك الف خير
يعطيك الف الف عافيه
موضوع رااائع وجهود أروع
ننتظر مزيدكم بشوووق

ض2

ض

دره العشق
01-16-2020, 01:11 PM
شكرآ جزيلا على الموضوع الرائع و المميز
واصل تالقك معنا في المنتدى
بارك الله فيك

ننتظر منك الكثير من خلال ابداعاتك المميزة
لك منـــــــ اجمل تحية ــــ..ــــي

مينا
01-16-2020, 01:14 PM
يعطيك العافيه على موضوعك القيم
سلمت اناملك عليه

أبو علياء
01-16-2020, 03:52 PM
جزاكم الله خيراً ونفع بكم
واثابكم الفردوس الاعلى من الجنه
وجعل كل ما تقدمونه في موازين حسناتكم
لكم مني ارق المنى
وخالص التقدير والاحترام

نور القمر
01-16-2020, 04:14 PM
إنتقاء رآئع وطرح جميل كجمال روحك
دآئمـآ مانرى الإبدآع والتمييز يلآمس إنتقائك
لآحرمنـآ الله من روعة ذآلك الإختيار
وجميل الطرح والإبدآع
لك خآلص ودي..

سمارا
01-16-2020, 04:44 PM
بارك الله فيك على الطرح القيم
جزاك ربك خير الجزاء
وجعله في ميزان حسناتك
دمت بحفظ الرحمن

سمأأأأأرا

لَـحًـــنِ ♫
01-16-2020, 06:32 PM
طرح في غايه آلروعه وآلجمال
سلمت آناملك على الانتقاء الاكثر من رائع
ولاحرمنا جديدك القادم والشيق
ونحن له بالإنتظار,,~http://ehsask.com/vb/images/smilies/more61.gifhttp://ehsask.com/vb/images/smilies/more61.gif

بٰٰقايٰا روحہٰ
01-16-2020, 10:47 PM
رزقك خالقي أعالي جنانه
ووفقك لخير الدنيا والأخره
أسأل الله لك الجنه
دمت بحفظ الله:34:

الدكتور على حسن
01-17-2020, 01:06 AM
كل شكرى وكل تقديرى
لحضرتك
على روعة ما قدمتيه لنـا
فى موضوعك الاكثر من رائع
ربنا يجازيك عنا خير الجزاء
ويبارك فيك ويسعدك ياااااارب
لك خالص تجياتى وتقديرى
الدكتور علـى

خالد الشاعر
01-17-2020, 10:34 AM
جزااكي الله كل خير
وجعله الباري في موازين حسناتكِ
دمتي بحفظ الباري

الأمير
01-17-2020, 10:58 AM
سلمت يمنآك بآرك الله فيك
جزآك الله خيراً وجعله في ميزآن حسنآتك
http://files2.fatakat.com/2015/10/14448119861753.gif

دلوعة عشق
01-17-2020, 04:35 PM
موضوع رائع
رفع الله قدرك فى الدارين
واجزل لك العطاء
شكرا لطرحك المميز

ضامية الشوق
01-19-2020, 11:50 AM
جزاك الله خيرا

روحي تبيك
01-20-2020, 05:27 PM
جزاك الله خير وجعله في ميزان حسناتك
ولا حرمك الأجر يارب
وأنار الله قلبك بنورالإيمان
أحترآمي لــ/سموك

ڞــمۭــۃ ۛ ּڂۡــڣــﯟڦ ❥
01-26-2020, 05:49 PM
,,~

جزاك الله كل خير
جعله في ميزان حسناتك

,,~

Şøķåŕą
05-29-2022, 08:09 AM
سلمت الأيادي ..
ويعطيك العافية لـ جمال الآنتقاء
لروحك جنائن الورد .

Şøķåŕą
10-30-2024, 07:36 PM
شكراً لك
بإنتظار الجديد القادم
دمت بكل خير