الأمير
01-12-2020, 10:28 AM
حين تعتقد أن آراءك كاملة وغير قابلة للنقض تكون قد وضعت نفسك موضع المقدس الذي لا يخطئ ويستكثر على غيره حق الفهم والتفكير.. حين تفترض أن أفكارك نهائية ومطلقة ترى فيمن لا يتفق معك إما مارقاً يجب إسكاته، أو عدوًا يجب اجتثاثه..
ولكن، باستثناء الأنبياء والرسل لا يحق لأحد ادعاء صحة كلامه دون دليل فعلي وواقع ملموس.. لا يحق له ذلك ما لم يقدم دليلاً من نص صريح أو ظاهرة فعلية واقعية (ليست تنظيرية أو افتراضية).
فنحن نملك ركاماً هائلاً من الفتاوى الافتراضية (غير الواقعية) التي لا تمس حياة الغالبية.. يطلقها أشخاص يعتقدون أنهم يملكون الحقيقة المطلقة ويضعون أنفسهم في موضع من لا يجوز نقض كلامه.. يعتقد بعضهم أن لي أعناق الآيات والأحاديث يجعل لآرائه نفس القدر من العصمة والكمال.. ولكن الحقيقة هي أن اتفاقنا مع النصوص لا يعني اتفاقنا مع تأويلاتهم وفهمهم للنصوص.. الفرق بين النص (وما يدعيه البعض للنص) تسبب في خروج فتاوى شاذة تعتمد على ظنون فردية ووساوس شخصية وحالات استثنائية، يتم تعميمها والاستشهاد بها كظاهرة اجتماعية.
وفي المقابل، لدينا مشاكل واقعية يكتوي بنارها الجميع (كالقروض، والاستهانة بالمال العام، وارتفاع نسبة حوادث السيارات) ومع هذا لا نسمع حولها فتاوى رسمية أو آراء صريحة أو خطب جريئة.
أما الوجه الآخر من المشكلة فهو اعتقاد الجماهير (أو العوام بتعبير الفقهاء) بعصمة البعض وبعدهم عن الخطأ وامتلاكهم للحقيقة المطلقة.. مشكلتنا تكمن في تقديس المظهر والحكم من خلال الطقوس، في حين أن الدين معاملة، والإسلام تطبيق، والقرآن خلق رسولنا الكريم.. هذا الخلل في التقييم، طال المجتمع بأكمله وتسبب في خلق فجوة بين النظرية والتطبيق.. في مقال (الدين معاملة والإسلام تطبيق) أشرت إلى أن أكثر الدول تطبيقاً للأخلاق والمبادئ الإسلامية لم تكن مسلمة على الإطلاق.. فمن جامعة جورج واشنطن قام البروفيسور "حسين عسكري" بوضع قائمة بأهم المبادئ الإسلامية النبيلة فأتت نيوزلندا في المركز الأول (من حيث تطبيقها) تليها لوكسمبورج وايرلندا وايسلندا وفنلندا والدنمرك وكندا.. في حين احتلت ماليزيا (كأقرب دولة إسلامية) المركز 38 والكويت 48 والبحرين 64 والسعودية في المركز 131..
لهذا السبب أعتقد أنه حان الوقت كي نحتكم إلى (الواقع العملي) في ممارساتنا الدينية.. إلى الفعل والتطبيق والممارسة العملية، وليس المظهر أو المنصب أو الشهرة أو ما يدعيه الناس لأنفسهم. فثياب الزهد أعظم تأثيراً من خطب الزهد، والتضحية بالنفس أقوى من دعوات الجهاد، ودخول قائمة "أكبر المتبرعين في العالم" أكثر إقناعاً من خطب الحث على الصدقة وبذل المال.
وفي النهاية؛ الدين معاملة، والإسلام تطبيق، والواقع يثبت ذلك أو يكذبه.
ولكن، باستثناء الأنبياء والرسل لا يحق لأحد ادعاء صحة كلامه دون دليل فعلي وواقع ملموس.. لا يحق له ذلك ما لم يقدم دليلاً من نص صريح أو ظاهرة فعلية واقعية (ليست تنظيرية أو افتراضية).
فنحن نملك ركاماً هائلاً من الفتاوى الافتراضية (غير الواقعية) التي لا تمس حياة الغالبية.. يطلقها أشخاص يعتقدون أنهم يملكون الحقيقة المطلقة ويضعون أنفسهم في موضع من لا يجوز نقض كلامه.. يعتقد بعضهم أن لي أعناق الآيات والأحاديث يجعل لآرائه نفس القدر من العصمة والكمال.. ولكن الحقيقة هي أن اتفاقنا مع النصوص لا يعني اتفاقنا مع تأويلاتهم وفهمهم للنصوص.. الفرق بين النص (وما يدعيه البعض للنص) تسبب في خروج فتاوى شاذة تعتمد على ظنون فردية ووساوس شخصية وحالات استثنائية، يتم تعميمها والاستشهاد بها كظاهرة اجتماعية.
وفي المقابل، لدينا مشاكل واقعية يكتوي بنارها الجميع (كالقروض، والاستهانة بالمال العام، وارتفاع نسبة حوادث السيارات) ومع هذا لا نسمع حولها فتاوى رسمية أو آراء صريحة أو خطب جريئة.
أما الوجه الآخر من المشكلة فهو اعتقاد الجماهير (أو العوام بتعبير الفقهاء) بعصمة البعض وبعدهم عن الخطأ وامتلاكهم للحقيقة المطلقة.. مشكلتنا تكمن في تقديس المظهر والحكم من خلال الطقوس، في حين أن الدين معاملة، والإسلام تطبيق، والقرآن خلق رسولنا الكريم.. هذا الخلل في التقييم، طال المجتمع بأكمله وتسبب في خلق فجوة بين النظرية والتطبيق.. في مقال (الدين معاملة والإسلام تطبيق) أشرت إلى أن أكثر الدول تطبيقاً للأخلاق والمبادئ الإسلامية لم تكن مسلمة على الإطلاق.. فمن جامعة جورج واشنطن قام البروفيسور "حسين عسكري" بوضع قائمة بأهم المبادئ الإسلامية النبيلة فأتت نيوزلندا في المركز الأول (من حيث تطبيقها) تليها لوكسمبورج وايرلندا وايسلندا وفنلندا والدنمرك وكندا.. في حين احتلت ماليزيا (كأقرب دولة إسلامية) المركز 38 والكويت 48 والبحرين 64 والسعودية في المركز 131..
لهذا السبب أعتقد أنه حان الوقت كي نحتكم إلى (الواقع العملي) في ممارساتنا الدينية.. إلى الفعل والتطبيق والممارسة العملية، وليس المظهر أو المنصب أو الشهرة أو ما يدعيه الناس لأنفسهم. فثياب الزهد أعظم تأثيراً من خطب الزهد، والتضحية بالنفس أقوى من دعوات الجهاد، ودخول قائمة "أكبر المتبرعين في العالم" أكثر إقناعاً من خطب الحث على الصدقة وبذل المال.
وفي النهاية؛ الدين معاملة، والإسلام تطبيق، والواقع يثبت ذلك أو يكذبه.