إيلين
01-09-2020, 04:02 PM
متى اهتزّ الجهاز المناعي بضربة قاسية بسبب مرض وراثي وضعفت دفاعات الجسم ضدّ الفيروسات، تصبح عملية زرع نخاع العظم علاجا ناجعا خلال الأشهر الأولى. لذلك بهدف تحصين المريض خلال تلك الفترة ومنع دخوله المستشفى حالما التقط عدوى فيروسية، أطلق طبيب الأطفال الأميركي الاختصاصي في علاج المناعة Michael Keller برنامجا لاختبار مدى فعالية الخلايا الخارقة Super Cells *في تدعيم الدفاعات المناعية لدى الإنسان ذات المناعة المتقهقرة والحاصل على زراعة نخاع العظم.* وبعد عقدين من التجارب السريرية على العلاج بالخلايا الخارقة، جرى تحسين التقنية وبدأت تستخدم لمعالجة المزيد من المرضى، وكثير منهم من الأطفال. استطاع الطبيب Michael Killer أن يشفي في الفترة الأخيرة بفضل المعالجة بالخلايا الخارقة صبيا اسمه Johan كان يعاني من مرض وراثي هو الورم الحبيبي المزمن chronic granulomatous disease لحمله جينا يمكن أن يكون قاتلا في السنوات العشر الأولى من حياته. لا تبدو على يوهان اليوم أي علامات تدل على مروره وعائلته التي تعيش في إحدى ضواحي واشنطن الغنية، بالمراحل العلاجية والعاطفية الصعبة على مدار ثلاث سنوات من الذهاب والإياب إلى المستشفيات للطبابة. كانت أمّ Johan السيّدة Maren Chamorro البالغة من العمر 39 سنة شديدة الخوف من موت ابنها ما قبل أن يُشفى من مرضه، هي التي فقدت شقيقا لها في السابعة من العمر جرّاء إصابته بنفس المرض الذي أصيب به ابنها.* ما قبل سبع سنوات ونصف السنة على قدوم Johan إلى الحياة رُزقت أمّه بتوأم مُعافى من مرض الورم الحبيبي الوراثي بعدما اختارت هي وزوجها ريكاردو الإخصاب في الانبوب، ما سمح باختبار الأجنة وراثيا قبل زراعتها في الرحم. لكن في حالة Johan، سرعان ما أكد اختبار جيني بعد الولادة أنه يحمل مرض الورم الحبيبي المزمن. وبعد التشاور مع خبراء في مستشفى الأطفال الوطني في واشنطن، اتخذ الزوجان أحد أهم القرارات في حياتهما... إخضاع يوهان لعملية زرع نخاع العظم، وهو إجراء خطر لكن من شأنه أن يُعطي فرصة للشفاء. يعتبر النخاع العظمي ذلك النسيج الإسفنجي الموجود داخل العظام، بمثابة "مصنع" لإنتاج خلايا الدم الحمراء والبيضاء. كانت خلايا دم يوهان البيضاء غير قادرة على مكافحة البكتيريا والالتهابات الفطرية. ويمكن لعدوى بكتيرية بسيطة أن تخرج عن نطاق السيطرة في جسمه الصغير. لحسن الحظ، تبين أن ثمة تطابقا طبيا شاملا بين يوهان وشقيقه توماس الذي كان يومها في السادسة. في نيسان/أبريل 2018، "طهّر" الأطباء نخاع يوهان أولا باستخدام العلاج الكيميائي. ثم أخذوا كمية صغيرة من النخاع من عظام ورك أخيه توماس باستخدام إبرة طويلة ورقيقة. ومن تلك العينة، قاموا باستخراج "الخلايا الخارقة Super Cells"، وهي الخلايا الجذعية التي حقنت في عروق يوهان واستقرت في النهاية في نخاع العظم وبدأت إنتاج خلايا الدم البيضاء الطبيعية. وكانت الخطوة التالية هي العلاج الوقائي بالخلاياT-Cell Therapy *في إطار برنامج تجريبي بقيادة طبيب الأطفال المتخصص في علوم المناعة Michael Keller في مستشفى الأطفال الوطني في مدينة واشنطن. تستغرق إعادة بناء جزء من الجهاز المناعي الذي يحمي من البكتيريا أسابيع فقط، لكن إعادة بناء الجهاز المناعي الحامي من الفيروسات تستغرق أكثر من ثلاثة أشهر.* جاء شفاء الصبي Johan من مرضه الوراثي الورم الحبيبي المزمن بعدما استخرج الطبيب*Michael Keller من دم أخيه توماس خلايا دم بيضاء وهي الخلايا التائية (تتشكل في الخلايا اللمفوية) وقام بإضافة إليها ستة فيروسات. بعد ذلك، وضع Keller الخلايا التائية المُطعّمة بفيروسات في حاضنة لمدة 10 أيام ما ساهم في إنشاء مئات الملايين من تلك الخلايا. في النهاية، نجم عن فترة الحضانة مادة بيضاء رقيقة حفظت في قارورة زجاجية صغيرة. ثم حقنت المادة البيضاء الغنية بالخلايا التائية الخارقة T-Cell في عروق الصبيّ Johan لتمنحه على الفور الحماية من الفيروسات الستة. وأوضح الطبيب Keller أنّ Johan "بات يحمل، بهذه الطريقة، جهاز شقيقه المناعي". نشير إلى أنّ العلاج المناعي الذي يستعين بخلايا من متبرع أو بخلايا المريض المعدلة وراثيا ما يُسمّى *Genetic engineering of T cells for adoptive * *immunotherapy *يُستخدم بشكل رئيسي لمحاربة السرطان لكنّ الطبيب Michael Killer يأمل في أن يصبح هذا العلاج متاحا قريبا لمحاربة الفيروسات. لكنّ توجد عقبات أساسية تحول دون تطبيق هذه التقنية العلاجية التي تظلّ معقّدة جدا وتصل كلفتها إلى آلاف الدولارات. لذلك لا يتوفّر حاليا العلاج المناعي بالخلايا الخارقة إلاّ في 30 مركزا طبيا في الولايات المتحدة الأميركية