خالد الشاعر
01-06-2020, 08:37 PM
التلفزيون وأقات تضيع بل وسنوات من الضياع...التلفزيون يشاھده الأوروبيون بمعدل 21 ساعة في الأسبوع... يشاھده الأمريكيون بما معدلھ
20-15 ساعة في الأسبوع... أما في منطقتنا، فيصل المعدل الى 35 ساعة... سبب ھذا الإختلاف الكبير ھو عدم وجود خيارات كثيرة أمام مواطنينا لقضاء وقت الفراغ، فدرجات الحرارة المرتفعة تشكل عائقاً، العادات و التقاليد تشكل عائقاً آخراً، و غياب ھواية القراءة كعادة أساسية يشكل ھو الآخر عائقاً.
خلال مشاھدتنا للتلفزيون، نستمر في تغيير المحطات حتى إن لم يكن ھناك
شيء محدد نرغب في متابعتھ... و نستمر في البحث حتى نتوقف أمام برنامج أو فيلم أو مسرحية؛ ليس لأننا نرغب بمشاھدة ما وجدناه – بل لأننا لم نجد أي شيءآخر...
ھل وصلنا لمرحلة الإدمان على الشاشة؟
ھل تعتقدون أن الشاشة تسرق منكم الوقت؟
في الحقيقة 16 عاماً من عمرنا في مشاھدة - نحن نمضي ما معدلھ 14
التلفزيون... في بعض الأحيان، يضيف ما نشاھده الى معلوماتنا و ثقافتنا؛ لكن في معظم الأوقات الحال مختلف.
لقد تجاوزنا المرحلة التي كان البعض يقول فيھا "التلفزيون ليس موجود في كل بيت"... فالحقيقة أنھ أصبح من أساسيات كل المنازل؛ الفقيرة قبل الغنية... لقد وصلنا الى مرحلة
وجود جھاز واحد في كل غرفة : حسب آخر الإحصائيات،
فالتلفزيون موجود في غرفة الجلوس بالنسبة ل 45 % من المنازل، و في المطبخ بنسبة 30 %، و في غرفة النوم بنسبة
%14 ... لقد أصبح ھذا الجھاز، بدون أدنى شك، الأسلوب المفضل للتسلية و تمضية الوقت للجميع. إلا أن أسلوب التسلية المفضل ھذا قد تجاوز الحدود المعقولة للبعض؛ ھناك من يؤكد أنھ غير قادر على التخلي عن مشاھدة التلفزيون حتى لو كان ھذا ھو ما يريده...
ربما الوضع ھنا يشابھ ما يحدث في حالة الإدمان على الكحول أو
التدخين ... يقول عدد من علماء النفس أن الحالة ھي بالتأكيد كالإدمان: تتم تمضية أوقات طويلة أمام الشاشة، ربما أطول مما ھو طبيعي، يتم إھمال نشاطات اجتماعية أخرى لھذا السبب، و حين يحاول شخص ما التوقف عن مشاھدة التلفزيون بشكل كامل تظھر عليھ الأعراض التي تمت مراقبتھا فيمن يرغب في التحرر من
إدمان ما.
في أبحاث تم اجراؤھا قبل أكثر من خمسة و أربعين عاماً، وجد العلماء أن العائلات التي تعاني من انقطاع التيار الكھربائي أو من تعطل جھاز
التلفزيون، يعاني أفرادھا من ردود فعل ھستيرية لعدة أيام...
في العام 2001 ، قام قاض أمريكي
بتخفيف حكمھ على أحد الأشخاص لأن الكثيرين اعتبروا الحكم شديد القسوة: الإقامة الجبرية في
منزل بلا تلفزيون لستة اشھر.
لكن توجد طرق أخرى لإستثمار وقت الفراغ كقراءة كتاب أو حضور ندوة ثقافية أو دينية....لماذا تمتلك شاشة التلفزيون ھذه القدرة المسيطرة علينا؟
الإجابة ھي وجود ردة فعل غريزية أزلية في الإنسان و الحيوان باتجاه المؤثرات المرئية و المسموعة (في الماضي حيوان مفترس، اليوم "من سيربح المليون")... ردة الفعل ھذه تظھر في الشھور الأولى للحياة؛ فالمواليد الجدد يديرون رؤوسھم باتجاه الشاشة المضيئة... لھذا السبب، التلفزيون بارع في لفت انتباھنا و في "استعبادنا" حيثما وجد... يمكننا
ملاحظة ھذا الأمر بوضوح عند وجودنا مع أصدقاء لنا و انھماكنا معھم في حديث مھم؛ إذا وجد في نفس الغرفة
جھاز تلفزيون، فإن الشاشة ستجبرنا على استراق النظر من وقت لآخر.
الحقيقة ھي أن الآثار التي يجب علينا دراستھا، و السلبيات التي تجب معالجتھا ليست خاصة ب "جھاز
التلفزيون" بل بالبرامج التي نشاھدھا باستخدام ھذه الأداة... فالجھاز ليس أكثر من أداة نتائج عملھا يعتمد على الإنسان و اختياراتھ في المشاھدة.
بكل الأحوال، علينا دائماً مراقبة أنفسنا و مراقبة عاداتنا في ھذا الشأن، و ربما يكون توجھنا بشكل أكبر نحو القراءة
و النشاطات الرياضية و الإجتماعية أكثر فائدة لنا.
20-15 ساعة في الأسبوع... أما في منطقتنا، فيصل المعدل الى 35 ساعة... سبب ھذا الإختلاف الكبير ھو عدم وجود خيارات كثيرة أمام مواطنينا لقضاء وقت الفراغ، فدرجات الحرارة المرتفعة تشكل عائقاً، العادات و التقاليد تشكل عائقاً آخراً، و غياب ھواية القراءة كعادة أساسية يشكل ھو الآخر عائقاً.
خلال مشاھدتنا للتلفزيون، نستمر في تغيير المحطات حتى إن لم يكن ھناك
شيء محدد نرغب في متابعتھ... و نستمر في البحث حتى نتوقف أمام برنامج أو فيلم أو مسرحية؛ ليس لأننا نرغب بمشاھدة ما وجدناه – بل لأننا لم نجد أي شيءآخر...
ھل وصلنا لمرحلة الإدمان على الشاشة؟
ھل تعتقدون أن الشاشة تسرق منكم الوقت؟
في الحقيقة 16 عاماً من عمرنا في مشاھدة - نحن نمضي ما معدلھ 14
التلفزيون... في بعض الأحيان، يضيف ما نشاھده الى معلوماتنا و ثقافتنا؛ لكن في معظم الأوقات الحال مختلف.
لقد تجاوزنا المرحلة التي كان البعض يقول فيھا "التلفزيون ليس موجود في كل بيت"... فالحقيقة أنھ أصبح من أساسيات كل المنازل؛ الفقيرة قبل الغنية... لقد وصلنا الى مرحلة
وجود جھاز واحد في كل غرفة : حسب آخر الإحصائيات،
فالتلفزيون موجود في غرفة الجلوس بالنسبة ل 45 % من المنازل، و في المطبخ بنسبة 30 %، و في غرفة النوم بنسبة
%14 ... لقد أصبح ھذا الجھاز، بدون أدنى شك، الأسلوب المفضل للتسلية و تمضية الوقت للجميع. إلا أن أسلوب التسلية المفضل ھذا قد تجاوز الحدود المعقولة للبعض؛ ھناك من يؤكد أنھ غير قادر على التخلي عن مشاھدة التلفزيون حتى لو كان ھذا ھو ما يريده...
ربما الوضع ھنا يشابھ ما يحدث في حالة الإدمان على الكحول أو
التدخين ... يقول عدد من علماء النفس أن الحالة ھي بالتأكيد كالإدمان: تتم تمضية أوقات طويلة أمام الشاشة، ربما أطول مما ھو طبيعي، يتم إھمال نشاطات اجتماعية أخرى لھذا السبب، و حين يحاول شخص ما التوقف عن مشاھدة التلفزيون بشكل كامل تظھر عليھ الأعراض التي تمت مراقبتھا فيمن يرغب في التحرر من
إدمان ما.
في أبحاث تم اجراؤھا قبل أكثر من خمسة و أربعين عاماً، وجد العلماء أن العائلات التي تعاني من انقطاع التيار الكھربائي أو من تعطل جھاز
التلفزيون، يعاني أفرادھا من ردود فعل ھستيرية لعدة أيام...
في العام 2001 ، قام قاض أمريكي
بتخفيف حكمھ على أحد الأشخاص لأن الكثيرين اعتبروا الحكم شديد القسوة: الإقامة الجبرية في
منزل بلا تلفزيون لستة اشھر.
لكن توجد طرق أخرى لإستثمار وقت الفراغ كقراءة كتاب أو حضور ندوة ثقافية أو دينية....لماذا تمتلك شاشة التلفزيون ھذه القدرة المسيطرة علينا؟
الإجابة ھي وجود ردة فعل غريزية أزلية في الإنسان و الحيوان باتجاه المؤثرات المرئية و المسموعة (في الماضي حيوان مفترس، اليوم "من سيربح المليون")... ردة الفعل ھذه تظھر في الشھور الأولى للحياة؛ فالمواليد الجدد يديرون رؤوسھم باتجاه الشاشة المضيئة... لھذا السبب، التلفزيون بارع في لفت انتباھنا و في "استعبادنا" حيثما وجد... يمكننا
ملاحظة ھذا الأمر بوضوح عند وجودنا مع أصدقاء لنا و انھماكنا معھم في حديث مھم؛ إذا وجد في نفس الغرفة
جھاز تلفزيون، فإن الشاشة ستجبرنا على استراق النظر من وقت لآخر.
الحقيقة ھي أن الآثار التي يجب علينا دراستھا، و السلبيات التي تجب معالجتھا ليست خاصة ب "جھاز
التلفزيون" بل بالبرامج التي نشاھدھا باستخدام ھذه الأداة... فالجھاز ليس أكثر من أداة نتائج عملھا يعتمد على الإنسان و اختياراتھ في المشاھدة.
بكل الأحوال، علينا دائماً مراقبة أنفسنا و مراقبة عاداتنا في ھذا الشأن، و ربما يكون توجھنا بشكل أكبر نحو القراءة
و النشاطات الرياضية و الإجتماعية أكثر فائدة لنا.