نور القمر
01-06-2020, 10:36 AM
لوحة «زوجين من الأحذية» إحدى أشهر أعمال الفنان الهولندي فينسنت فان جوخ، لم تتوقف قصة “الحذاء” عند حد الإبداع الفني لفنان رأى زوجين من الأحذية في أحد الأسواق الشعبية بباريس فقرر رسمهما، بل تجاوز هذا ليطرح سجالًا فلسفيا واجتماعيًا حول مدلول اللوحة وما وراءها. تقول القصة أن فان جوخ التفت لزوجين من الأحذية الخشبية البالية في أحد الأسواق بباريس وقرر أن يشتريها وأخذها معه إلى مرسمه الخاص في حي “مونماتر”.
بالطبع لم يكن جوخ يحتاج لزوجين من الأحذية البالية لانتعالهما لقد اشتراهما لهدف آخر وهو أن يرسمهما، لم يكن يدرك حينها أن الحذائين الباليين سيظلان شاهدًا على التاريخ وسيفتحان سجالًا كان له صداه في الفلسفة الحديثة وعلم تاريخ الأفكار.
في محاولة منه ليصبح أحد أقطاب الفن الطليعي قرر فان جوخ رسم الحذاء الرث، وانهالت عليه التعليقات الساخرة من زملاءه فكيف لحذاء رث أن يصلح لوحة لتزيين جدران غرفة الطعام!
أصبح حذاء فان جوخ أحد أشهر الأحذية في تاريخ الفن الحديث فهو ليس مجرّد حذاء، لقد كان فضاء كبيرًا لسيل من المعاني والرموز والتفسيرات.
تناول الفيلسوف الألماني مارتن هيدجر لوحة فان جوخ بالبحث والدراسة، فلن يمر عمل كهذا على عين الناقد الفيلسوف مرور الكرام، فعندما وقعت عينا هيدجر على اللوحة في أحد معارض أمستردام عام 1936 لم يتردد في كتابة “أصل العمل الفني”، لحقتها أعمال كثيرة لجاك دريدا وإيان شو وماير شابيرو الذين تناولوا اللوحة بالنقد والدراسة.
تعددت التفسيرات حول مدلول لوحة الحذاء حيث أرجعها البعض ومنهم هيدجر أنه ملك لامرأة فلاحة، وهو متهالك في إشارة لفقرها، في حين أكد المؤرخ الأمريكي ماير شابيرو أنه يستحيل فهم معنى ودلالة اللوحة مشيرًا إلى أن الأقرب أن الحذاء يعود لفان جوخ نفسه وأراد من خلاله أن يشير إلى شخصه وحياته فالحذاء بسبب كثرة الاستخدام قد تهالك وأصابه البلى.
ورآى هيدجر أن الحذاء يكشف ما وراء المخفي غير المعلن وهو بالتالي يؤدي دور العمل الفني وهو الكشف عن الجوهر الحقيقي للأشياء.
لقد قام فان جوخ برسم لوحة أخرى ولكنها هذه المرة احتوت على «ثلاثة أزواج من الأحذية» يبدو أن الأحذية تستهوي فان جوخ .
جاك دريدا يعتقد أن أحذية فان جوخ تحوي أشباحًا فنحن أمام هذا العمل الفني وفقًا لدريدا لا نتذكر سوى الأشباح التي تسكن الأحذية بعد رحيل الأقدام عنها.
أما مدلول الأحذية بالنسبة لفان جوخ – الذي كان يمشي حافي القدمين طيلة حياته – فخلفه سر يبدو أنه يرمز لفكرة الحياة باعتبارها رحلة تنتهي بالتهالك ثم التلاشي والعدم، ويبقى شبح فان جوخ حاضرًا بقوة وسوف تبقى أحذيته قابعة في فضاء الرسم تحتضنها الجدران وتخلق مزيدًا من الفضاءات ومعارك الذات والهوية.
https://i2.wp.com/russia-now.com/wp-content/uploads/2016/03/Three-Pairs-of-Shoes.jpg?resize=750,511
بالطبع لم يكن جوخ يحتاج لزوجين من الأحذية البالية لانتعالهما لقد اشتراهما لهدف آخر وهو أن يرسمهما، لم يكن يدرك حينها أن الحذائين الباليين سيظلان شاهدًا على التاريخ وسيفتحان سجالًا كان له صداه في الفلسفة الحديثة وعلم تاريخ الأفكار.
في محاولة منه ليصبح أحد أقطاب الفن الطليعي قرر فان جوخ رسم الحذاء الرث، وانهالت عليه التعليقات الساخرة من زملاءه فكيف لحذاء رث أن يصلح لوحة لتزيين جدران غرفة الطعام!
أصبح حذاء فان جوخ أحد أشهر الأحذية في تاريخ الفن الحديث فهو ليس مجرّد حذاء، لقد كان فضاء كبيرًا لسيل من المعاني والرموز والتفسيرات.
تناول الفيلسوف الألماني مارتن هيدجر لوحة فان جوخ بالبحث والدراسة، فلن يمر عمل كهذا على عين الناقد الفيلسوف مرور الكرام، فعندما وقعت عينا هيدجر على اللوحة في أحد معارض أمستردام عام 1936 لم يتردد في كتابة “أصل العمل الفني”، لحقتها أعمال كثيرة لجاك دريدا وإيان شو وماير شابيرو الذين تناولوا اللوحة بالنقد والدراسة.
تعددت التفسيرات حول مدلول لوحة الحذاء حيث أرجعها البعض ومنهم هيدجر أنه ملك لامرأة فلاحة، وهو متهالك في إشارة لفقرها، في حين أكد المؤرخ الأمريكي ماير شابيرو أنه يستحيل فهم معنى ودلالة اللوحة مشيرًا إلى أن الأقرب أن الحذاء يعود لفان جوخ نفسه وأراد من خلاله أن يشير إلى شخصه وحياته فالحذاء بسبب كثرة الاستخدام قد تهالك وأصابه البلى.
ورآى هيدجر أن الحذاء يكشف ما وراء المخفي غير المعلن وهو بالتالي يؤدي دور العمل الفني وهو الكشف عن الجوهر الحقيقي للأشياء.
لقد قام فان جوخ برسم لوحة أخرى ولكنها هذه المرة احتوت على «ثلاثة أزواج من الأحذية» يبدو أن الأحذية تستهوي فان جوخ .
جاك دريدا يعتقد أن أحذية فان جوخ تحوي أشباحًا فنحن أمام هذا العمل الفني وفقًا لدريدا لا نتذكر سوى الأشباح التي تسكن الأحذية بعد رحيل الأقدام عنها.
أما مدلول الأحذية بالنسبة لفان جوخ – الذي كان يمشي حافي القدمين طيلة حياته – فخلفه سر يبدو أنه يرمز لفكرة الحياة باعتبارها رحلة تنتهي بالتهالك ثم التلاشي والعدم، ويبقى شبح فان جوخ حاضرًا بقوة وسوف تبقى أحذيته قابعة في فضاء الرسم تحتضنها الجدران وتخلق مزيدًا من الفضاءات ومعارك الذات والهوية.
https://i2.wp.com/russia-now.com/wp-content/uploads/2016/03/Three-Pairs-of-Shoes.jpg?resize=750,511