تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : إمتحان الدنيا وإمتحان الآخرة


إيلين
01-05-2020, 01:14 PM
امتحان الدنيا.. وامتحان الآخرة.




((هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ))


اِمتِحَانُ الدُّنيَا يَكُونُ أَسئِلَةً مَعدُودَةً ومَحصُورَةً ومَقصُورَةً على أَسئِلَةٍ

لا تَتَجَاوَزُ أَصَابِعَ اليَدَينِ في جُزءٍ من كِتَابٍ
أمَّا امتِحَانُ الآخِرَةِ فَفِي كِتَابٍ عَظِيمٍ كَبِيرٍ, لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً

ولا كَبِيرَةً إلا أَحصَاهَا, قَد حَوَى هذا الكِتَابُ جَمِيعَ الأَقوَالِ والأَفعَالِ,
والحَرَكَاتِ والسَّكَنَاتِ, والخَطَرَاتِ والنِّيَّاتِ, قال تعالى:
(وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا) [الكهف: 49].
الصَّغِيرَةُ مُسَجَّلَةٌ وسَوفَ نُسأَلُ عَنهَا, والكَبِيرَةُ مُدَوَّنَةٌ وسَوفَ نُسأَلُ عَنهَا, قال تعالى: (وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُسْتَطَرٌ) [القمر: 53].
وقال تعالى: (هَذَا كِتَابُنَا يَنطِقُ عَلَيْكُم بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ) [الجاثية: 29
و قال تعالى: (فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِيْنَ * عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ) [الحجر: 92- 93].

اِمتِحَانُ الدُّنيَا مُهَيَّأٌ لَهُ جَوٌّ مُرِيحٌ:
اِمتِحَانُ الدُّنيَا مُهَيَّأٌ وَلَهُ جَوٌّ مُرِيحٌ هَادِئٌ, المَقَاعِدُ مُرِيحَةٌ, الأَنوَارُ سَاطِعَةٌ, المَاءُ مَوجُودٌ, الأَمنُ والأَمَانُ والهُدُوءُ كُلُّهُ مَوجُودٌ.
أَمَّا امتِحَانُ الآخِرَةِ فَفِي جَوٍّ رَهِيبٍ, ومَوقفٍ عَصِيبٍ, ومَكَانٍ عَجِيبٍ, قال تعالى: (يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُواْ للّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ) [إبراهيم: 48].
وقال تعالى: (يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ) [الحـج 2].
وقال تعالى: (يَوْمًا يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيبًا) [المزمل: 17].


الرَّقِيبُ في الامتِحَانِ:
رَقِيبُ الامتِحَانِ في الدُّنيَا بَشَرٌ, قُدْرَتُهُ مَحْدُودَةٌ, لا يَستَطِيعُ أن يُحِيطَ بالمُمتَحَنِينَ, قَد يُحتَالُ عَلَيهِ, وقَد يَسهُو, وقَد يَنشَغِلُ, وقَد يَتَنَازَلُ عن مَهَمَّتِهِ بِعَرَضٍ من الدُّنيَا.
أمَّا الرَّقِيبُ في امتِحَانِ الآخِرَةِ فهوَ اللهُ -عزَّ وجلَّ-, الذي أَحَاطَ بِكُلِّ شَيءٍ عِلمَاً, الذي لا تَخفَى عَلَيهِ خَافِيَةٌ, الذي يَعلَمُ السِّرَّ وأَخفَى, الذي لا يَعزُبُ عَنهُ مِثقَالُ ذَرَّةٍ في الأَرضِ ولا في السَّمَاءِ, الذي يَعلَمُ خَائِنَةَ الأَعيُنِ ومَا تُخفِي الصُّدُورُ, القَائِلُ: (إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) [النساء: 1].


مُدَّةُ الامتِحَانِ:
مُدَّةُ الامتِحَانِ في الدُّنيَا سَاعَةٌ أو سَاعَتَانِ أو ثَلاثَةٌ مَعَ رَاحَةِ الجَسَدِ, ويَنتَهِي كُلُّ شَيءٍ.
أمَّا مُدَّةُ الامتِحَانِ في الآخِرَةِ فَخَمسُونَ أَلفَ سَنَةٍ, قال تعالى: (سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ * لِلْكَافِرِينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ * مِنَ اللهِ ذِي الْمَعَارِجِ * تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ) [المعارج: 1 – 4].
خَمسُونَ أَلفَ سَنَةٍ, وأَنتَ وَاقِفٌ على قَدَمَيكَ أَمَامَ رَبِّ البَشَرِ, تُعرَضُ على رَبِّكَ لا تَخفَى مِنكَ خَافِيَةٌ, قال تعالى: (يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنكُمْ خَافِيَةٌ) [الحاقة: 18].
هَيِّئِ الجَوَابَ في هذا الامتِحَانِ الرَّهِيبِ, فَمَا أَنتَ قَائِلٌ لِرَبِّكَ يَا سَافِكَ الدِّمَاءِ, ويَا قَاتِلَ الأَبرِيَاءِ, ويَا مُرَوِّعَ الآمِنِينَ, ويَا سَالِبَ الأَموَالِ, ويَا مُفَرِّقَاً بَينَ الأَحِبَّةِ؟


اِمتِحَانُ الدُّنيَا قَد يُعَادُ:
إذا أَخفَقَ العَبدُ في امتِحَانِ الدُّنيَا فَإِنَّهُ يُعِيدُهُ مَرَّةً أو مَرَّتَينِ أو أَكثَرَ, وإذا لم يُفْلِحْ تَحَوَّلَ إلى مَيدَانٍ آخَرَ لِتَأمِينِ أَسبَابِ سَعَادَتِهِ في الحَيَاةِ الدُّنيَا.
أمَّا امتِحَانُ الآخِرَةِ فلا إِعَادَةَ لَهُ إذا أَخفَقَ العَبدُ فِيهِ وخَسِرَ؛ لأنَّ اللهَ -تَبَارَكَ وتعالى- قَطَعَ على نَفْسِهِ عَهْدَاً أن لا يُرجِعَ أَحَدَاً إلى الدُّنيَا بَعدَ خُرُوجِهِ مِنهَا, ولذلكَ قَالُوا: السَّفَرُ في الدُّنيَا كَثِيرٌ, ولكنَّ السَّفَرَ من الدُّنيَا مَرَّةٌ وَاحِدَةٌ لا ثَانِيَ لَهَا؛ فإذا صَدَرَتِ النَّتِيجَةُ في امتِحَانِ الآخِرَةِ فلا إِعَادَةَ ولا استِدْرَاكَ, النَّتِيجَةُ وَاحِدَةٌ لا ثَانِيَ لَهَا فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ.
( حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون لعلي أعمل صالحا فيما تركت ) قال : فيقول الجبار : ( كلا إنها كلمة هو قائلها )


نَتَائِجُ الامتِحَانِ:
نَتَائِجُ الامتِحَانِ في الحَيَاةِ الدُّنيَا نِسبَتُهَا عَالِيَةٌ جِدَّاً في الغَالِبِ الأَعَمِّ؛ لأنَّهَا امتِحَانَاتٌ سَهْلَةٌ, ويَسِيرَةٌ جِدَّاً, فقد تَصِلُ نِسْبَةُ النَّجَاحِ إلى تِسعِينَ في المِائةِ وأَكثَرَ.
أمَّا نِسْبَةُ نَتَائِجِ الامتِحَانِ في الآخِرَةِ فَشَيءٌ مُذْهِلٌ ومُرْعِبٌ ومُخِيفٌ, نِسْبَةُ النَّجَاحِ في الآخِرَةِ لَن تَكُونَ وَاحِدَةً في العَشَرَةِ, ولا وَاحِدَةً في المِئَةِ, بل هيَ وَاحِدَةٌ في الأَلفِ، روى الشيخان عَنْ أَبِي سَعِيدٍ -رَضِيَ اللهُ عَنهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ-: "يَقُولُ اللهُ -عزَّ وجلَّ-: يَا آدَمُ، فَيَقُولُ: لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ, وَالْخَيْرُ فِي يَدَيْكَ. يَقُولُ: أَخْرِجْ بَعْثَ النَّارِ، قَالَ: وَمَا بَعْثُ النَّارِ؟ قَالَ: مِنْ كُلِّ أَلْفٍ تِسْعَ مِائَةٍ وَتِسْعَةً وَتِسْعِينَ، فَذَاكَ حِينَ يَشِيبُ الصَّغِيرُ: (وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ) [الحـج: 2].
إمتحان مآله إما إلى نجاح أو رسوب وامتحان مصيره إما خلود في دار النعيم ((يطاف عليهم بصحاف من ذهب وأكواب وفيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين وأنتم فيها خالدون)) وإما خلود في دار الجحيم ((تلفح وجوههم النار وهم فيها كالحون))، (( وهم يصطرخون فيها ربنا أخرجنا نعمل صالحا غير الذي كنا نعمل))، ((كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب))، ((ونادوا يا مالك ليقض علينا ربك قال إنكم فيها ماكثون))، ((إستجيبوا لربكم من قبل أن ياتي يوم لا مرد له من الله مالكم من ملجأ يومئذ ومالكم من نكير))


كُونُوا على يَقِينٍ بِأَنَّا سَنُسأَلُ عَمَّا قُلنَا, وعَمَّا فَعَلنَا يَومَ القِيَامَةِ,
اللَّهُمَّ لا تُسَوِّدْ وجُوهَنَا يَومَ القِيَامَةِ، آمين.
[/quote]

سمارا
01-05-2020, 03:11 PM
بارك الله فيك على الطرح القيم
جزاك ربك خير الجزاء
وجعله في ميزان حسناتك
دمت بحفظ الرحمن

سمأأأأأرا

دره العشق
01-05-2020, 03:37 PM
ج ـزآك الرح ـمن الـ غ ــفرآن
وأج ــزل لك الـ ع ــطآء
وأسبغ ع ــليك رضوآنآ يبلـ غ ــك أع ــآلي الـ ج ــنآن
وأبـ ع ــدك ع ــن ج ــهنم و النيرآن
لك وـآفر الشكر

أبو علياء
01-05-2020, 03:40 PM
جزاكم الله خيراً ونفع بكم
واثابكم الفردوس الاعلى من الجنه
وجعل كل ما تقدمونه في موازين حسناتكم
لكم مني ارق المنى
وخالص التقدير والاحترام

الأمير
01-05-2020, 06:59 PM
بآرك الله فيك
وجزآك الله خيرآ
وجعله في موآزين حسنآتك

الدكتور على حسن
01-06-2020, 02:50 AM
الرائعة والقديرة الاستاذة
العاشقة
تحياتى وتقديرى
كل الشكر على موضوعك
الاكثر من رائع
اتمنى ان نرى كثيرا من تلك
المواضيع الهامة والمهمة
ربنا يبارك فيك ويسعدك
لك كل تحياتى وحبى
الدكتور علـى

غـُـلايےّ
01-06-2020, 03:12 AM
طررح يفوق آلجمآل ,
‎كعآدتك إبدآع في صفحآتك ,
‎يعطيك آلعآفيـه يَ رب ,
‎وبِ إنتظآر المزيد من هذآ الفيض ,
‎لقلبك السعآده والفـرح ..
‎ودي

جوهره
01-06-2020, 07:51 AM
جزاك الله كل خير
طرح رائع يحمل الخير بين سطوره
ويحمل الابداع في محتواه
سلمت يمينك

روحي تبيك
01-06-2020, 06:34 PM
جزاك الله خير وجعله في ميزان حسناتك
ولا حرمك الأجر يارب
وأنار الله قلبك بنورالإيمان
أحترآمي لــ/سموك

نور القمر
01-06-2020, 07:25 PM
سلمت أناملك ع روعة طرحك
وسلم ذوقكـ على حسن الانتـــــــقااء
بـ إنتظآر جديدك وعذب أطرٌوحآتك
تحيتي وتقديري

خالد الشاعر
01-06-2020, 09:07 PM
الله يجزاكي كل خير على مجهودكِ
ويجعل الأجر الاوفر بميزان حسناتكِ
ننتظر جديدكِ القادم
مودتى

حكاية ناي
01-07-2020, 01:30 AM
جزاك الله خيراً وبارك فيك ونفع بطرحك
وجعله في ميزان حسناتك
دمت بخير

ضامية الشوق
01-07-2020, 05:39 PM
جزاك الله خيرا

قانون الحب
01-08-2020, 01:22 AM
الله يعطيك الف عافيه يـآرب
بانتظـآر جــديدك القــآدم

لَـحًـــنِ ♫
01-08-2020, 01:40 PM

إخِتيَارْ موفقْ وإنتقَاء رآئعْ
يَدل عَلى ذَوقْ وإحساسْ جَميلْ بالكلمه
كُلْ الشُكرْ
..~http://www.dll33.com/vb/images/smilies/25.gifhttp://www.dll33.com/vb/images/smilies/25.gif

دلوعة عشق
01-12-2020, 02:35 PM
موضوع رائع
رفع الله قدرك فى الدارين
واجزل لك العطاء
شكرا لطرحك المميز

بٰٰقايٰا روحہٰ
01-16-2020, 10:41 PM
رزقك خالقي أعالي جنانه
ووفقك لخير الدنيا والأخره
أسأل الله لك الجنه
دمت بحفظ الله:34:

ڞــمۭــۃ ۛ ּڂۡــڣــﯟڦ ❥
01-25-2020, 05:47 PM
,,~

جزاك الله كل خير
جعله في ميزان حسناتك

,,~

احمد الحلو
02-19-2020, 03:13 PM
ابداع في الطرح المميز جُزيت خيراً

جهد مميز وراقي سلمت الايادي

تحياتي القلبية وسوسنتي الحلوة

احمد الحلو

Şøķåŕą
09-21-2022, 10:00 AM
_



جزاك الله كل خير ..
وَبارك الله فيك ولا حرمك الأجر
لك من الشكر أجزله.

Şøķåŕą
09-19-2024, 02:48 PM
طرح رآقي وأنتقـــاء مميـــز
سلمت الأيادي عالطرح
دمت بود