روحي تبيك
12-22-2019, 07:53 PM
بعد أن توفي النبيُّ عليه الصلاة والسلام, يقول هذا الصحابي الجليل عن نفسه: ((كان إذا بلغني الحديث عند رجل من صحابة رسول الله أتيت باب بيته في وقت قيلولته، وتوّسدتُ ردائي عند عتبة داره، فيسفو عليّ الريح من التراب ما يسفو، ولو شئت أن أستأذن عليه لأذِن لي، وإنما كنت أفعل ذلك لأطيِّب نفسَه، فإذا خرج من بيته، ورآني على هذا الحال, قال: يا ابن عمِّ رسول الله, ما جاء بك؟ هلاَّ أرسلتَ إليَّ فآتيك؟ فأقول: أنا أحَقُّ بالمجيء إليك، فالعلم يؤتَى ولا يأتي))
مرةً أحد خلفاء بني العباس حج البيت، وقال: ((أريد عالماً أستفيد من علمه، فأتباعه توجهوا إلى الإمام مالك، إمام دار الهجرة، وقالوا له: تفضّل فالخليفة يدعوك إليه، قال: قولوا له: يا هارون, العلم يؤتى ولا يأتي .
فلما أبلغوه, قال: حق، أنا آتيه، فلما أبلغوه أنه سيأتيك، قال: قولوا له: لا أسمح لك بتخطي رقاب الناس، قال: صدق, فلما وصل إلى مجلس علمه جلس على كرسي، فقال الإمام مالك: من تواضع لله رفعه, ومن تكبر وضعه، فقال: خذوا عني هذا الكرسي، وجلس مع الناس)) كان ابن عباس يذل نفسه في طلب العلم، وهو ابن عم رسول الله، ولكن مِن أجل أن يطلب العلم, والحقيقة أنّ النبي الكريم, يقول: ((تواضعوا لمن تعلمون منه، وتواضعوا لمن تعلِّمونَه ، ولا تكونوا جبابرة العلماء))
الطالب الأديب يأخذ كل علم أستاذه عن طيب خاطر، لكن إن كان هناك سؤال فيه جفاء، وتعليق فيه قسوة، وانتقاد لاذع، وسوء أدب بالمعاملة، فهذا ينفر الإنسان, صدق القائل: إن المعلم والطبيب كلاهما لا ينصحان إذا هما لم يُكرَما
حتى الصحابة الكرام دهشوا لأدب رسول الله، حتى قالوا متسائلين: ما هذا الأدب؟ قال : ((أدبني ربي فأحسن تأديبي))
ما رؤي مادًّا رجليه قط، اللهم صلِّ عليه، كان رقيقًا جداً، وكان يستحي كما تستحي العذراء في خدرها، وما واجه أحداً من أصحابه بما يكره، كان إذا أراد أن يوجه الناس يصعد المنبر، والمقصود عنده واحد, فيقول:
مَا بَالُ أَقْوَامٍ يَرْفَعُونَ أَبْصَارَهُمْ إِلَى السَّمَاءِ .....*
مَا بَالُ أَقْوَامٍ يَشْتَرِطُونَ شُرُوطًا لَيْسَتْ فِي كِتَابِ اللَّهِ ......*
مَا بَالُ أَقْوَامٍ يَتَنَزَّهُونَ عَنْ الشَّيْءِ أَصْنَعُهُ ........*
مَا بَالُ أَقْوَامٍ قَالُوا: كَذَا وَكَذَا ............*
مَا بَالُ الْعَامِلِ نَبْعَثُهُ فَيَأْتِي يَقُولُ: هَذَا لَكَ, وَهَذَا لِي ..........*
هذا زيد بن ثابت، كاتب الوحي، ورأس أهل المدينة في القضاء والفقه والقراءة والفرائض، كما يروي ذلك عمار بن أبي عمار, أن زيد بن ثابت ركب يوما، فأخذ ابن عباس بركابه، فقال له: ((تنحَّ يا ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال له: هكذا أمرنا أن نفعل بعلمائنا وكبرائنا، فقال زيد: أرني يدك؟ فأخرج يده، فقبَّلها، فقال: هكذا أمرنا أن نفعل بأهل بيت نبينا))
يا أيها الأخوة, مجتمع المؤمنين مجتمع راقٍ جداً، واللهِ ينبغي أن نعيش هذه الأخلاق ، احترموا بعضكم، يؤلمني بعض المزاح بين الشباب، احترموا مشاعرَ بعضكم، اعرفوا قدر بعضكم، تكاملوا فيما بينكم، واجعلوا من مجتمعكم مجتمعاً يشبه مجتمع أصحاب رسول الله .
من هو المرجع العلمي لسيدنا عمر في حل المعضلات, ولماذا عاتبه الصحابة, وهل كان الحق مع سينا عمر ؟
بلغ هذا الصحابي الجليل من علو القدر على حداثة سنه أن سيدنا عمر بن الخطاب إذا واجهته معضلة دعا جُلَّ الصحابة، ودعا معهم عبد الله بن عباس، فإذا حضر رفع منزلته وأدنى مجلسه، وقال له: لقد أعضل علينا أمراً أنت له ولأمثاله .
الصحابة الكرام تألموا، طفل صغير يجلس بينهم, ويُسأل, ويُستفتى, ويؤخذ رأيه من قبل أمير المؤمنين، فمرة عاتبوا سيدنا عمر, وعوتِب مرةً في تقديمه له، وجعله مع الشيوخ، وهو ما زال فتى، فقال: إنه فتى الكهول، له لسان سؤول، وقلب عقول .
مرة عرض سيدنا عمر سورة النصر على أصحاب رسول الله, فقال: ماذا فهمتم منها تكلموا؟ فسأل ابن عباس, قال: هي نعيُ النبي، لقد فَهِم منها فهماً عميقاً، فَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ, قَالَ:
((كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يُدْنِي ابْنَ عَبَّاسٍ, فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ: إِنَّ لَنَا أَبْنَاءً مِثْلَهُ, فَقَالَ: إِنَّهُ مِنْ حَيْثُ تَعْلَمُ, فَسَأَلَ عُمَرُ ابْنَ عَبَّاسٍ عَنْ هَذِهِ الْآيَةِ إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ, فَقَالَ: أَجَلُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعْلَمَهُ إِيَّاهُ, قَالَ: مَا أَعْلَمُ مِنْهَا إِلَّا مَا تَعْلَمُ))
[أخرجه البخاري في الصحيح عن ابن عباس]
وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَيْضًا, قَالَ:
((كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ يَأْذَنُ لِأَهْلِ بَدْرٍ, وَيَأْذَنُ لِي مَعَهُمْ فَقَالَ بَعْضُهُمْ: يَأْذَنُ لِهَذَا الْفَتَى مَعَنَا, وَمِنْ أَبْنَائِنَا مَنْ هُوَ مِثْلُهُ, فَقَالَ عُمَرُ: إِنَّهُ مَنْ قَدْ عَلِمْتُمْ قَالَ: فَأَذِنَ لَهُمْ ذَاتَ يَوْمٍ, وَأَذِنَ لِي مَعَهُمْ, فَسَأَلَهُمْ عَنْ هَذِهِ السُّورَةِ إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ فَقَالُوا: أَمَرَ نَبِيَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا فُتِحَ عَلَيْهِ أَنْ يَسْتَغْفِرَهُ وَيَتُوبَ إِلَيْهِ, فَقَالَ لِي: مَا تَقُولُ يَا بْنَ عَبَّاسٍ؟ قَالَ: قُلْتُ: لَيْسَتْ كَذَلِكَ, وَلَكِنَّهُ أَخْبَرَ نَبِيَّهُ عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَامُ بِحُضُورِ أَجَلِهِ, فَقَالَ: إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ فَتْحُ مَكَّةَ, وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا فَذَلِكَ عَلَامَةُ مَوْتِكَ, فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا, فَقَالَ لَهُمْ: كَيْفَ تَلُومُونِي عَلَى مَا تَرَوْنَ؟))
[أخرجه البخاري في الصحيح عن ابن عباس]
﴿إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجاً * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّاباً﴾
[سورة النصر الآية: 1-3]
يعني انتهت مهمتك، بلغت الرسالة، وأديت الأمانة، ودخل الناس في دين الله أفواجاً, وانتهى كل شيء،
ونُعِيَتْ له نفسُه .
إليكم موعظته لصاحب الذنب :
من مواعظ هذا الصحابي الجليل، أنه كان يقول:
((يا صاحب الذنب, لا تأمن عاقبة ذنبك ، واعلم أن ما يتبع الذنب أعظمُ من الذنب نفسه، إن عدم استحيائك ممن على يمينك وعلى شمالك، وأنت تقترف الذنب لا يقلُّ عن الذنب، وإن ضحكَك عند الذنب، وأنت تدري، أو أنت لا تدري ما الله صانع بك أعظمُ من الذنب، وإن فرحَك بالذنب إذا ظفرت به أعظمُ من الذنب، وإن حزنَك على الذنب إن فاتك أعظمُ من الذنب, وإن خوفك من الريح إذا حركت سترك, وأنت ترتكب الذنب مع كونك لا تضطرب من نظر الله لك أعظم من الذنب, يا صاحب الذنب, استغفر لذنبك, ما كان بعد الذنب أعظم من الذنب نفسه))
مرةً أحد خلفاء بني العباس حج البيت، وقال: ((أريد عالماً أستفيد من علمه، فأتباعه توجهوا إلى الإمام مالك، إمام دار الهجرة، وقالوا له: تفضّل فالخليفة يدعوك إليه، قال: قولوا له: يا هارون, العلم يؤتى ولا يأتي .
فلما أبلغوه, قال: حق، أنا آتيه، فلما أبلغوه أنه سيأتيك، قال: قولوا له: لا أسمح لك بتخطي رقاب الناس، قال: صدق, فلما وصل إلى مجلس علمه جلس على كرسي، فقال الإمام مالك: من تواضع لله رفعه, ومن تكبر وضعه، فقال: خذوا عني هذا الكرسي، وجلس مع الناس)) كان ابن عباس يذل نفسه في طلب العلم، وهو ابن عم رسول الله، ولكن مِن أجل أن يطلب العلم, والحقيقة أنّ النبي الكريم, يقول: ((تواضعوا لمن تعلمون منه، وتواضعوا لمن تعلِّمونَه ، ولا تكونوا جبابرة العلماء))
الطالب الأديب يأخذ كل علم أستاذه عن طيب خاطر، لكن إن كان هناك سؤال فيه جفاء، وتعليق فيه قسوة، وانتقاد لاذع، وسوء أدب بالمعاملة، فهذا ينفر الإنسان, صدق القائل: إن المعلم والطبيب كلاهما لا ينصحان إذا هما لم يُكرَما
حتى الصحابة الكرام دهشوا لأدب رسول الله، حتى قالوا متسائلين: ما هذا الأدب؟ قال : ((أدبني ربي فأحسن تأديبي))
ما رؤي مادًّا رجليه قط، اللهم صلِّ عليه، كان رقيقًا جداً، وكان يستحي كما تستحي العذراء في خدرها، وما واجه أحداً من أصحابه بما يكره، كان إذا أراد أن يوجه الناس يصعد المنبر، والمقصود عنده واحد, فيقول:
مَا بَالُ أَقْوَامٍ يَرْفَعُونَ أَبْصَارَهُمْ إِلَى السَّمَاءِ .....*
مَا بَالُ أَقْوَامٍ يَشْتَرِطُونَ شُرُوطًا لَيْسَتْ فِي كِتَابِ اللَّهِ ......*
مَا بَالُ أَقْوَامٍ يَتَنَزَّهُونَ عَنْ الشَّيْءِ أَصْنَعُهُ ........*
مَا بَالُ أَقْوَامٍ قَالُوا: كَذَا وَكَذَا ............*
مَا بَالُ الْعَامِلِ نَبْعَثُهُ فَيَأْتِي يَقُولُ: هَذَا لَكَ, وَهَذَا لِي ..........*
هذا زيد بن ثابت، كاتب الوحي، ورأس أهل المدينة في القضاء والفقه والقراءة والفرائض، كما يروي ذلك عمار بن أبي عمار, أن زيد بن ثابت ركب يوما، فأخذ ابن عباس بركابه، فقال له: ((تنحَّ يا ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال له: هكذا أمرنا أن نفعل بعلمائنا وكبرائنا، فقال زيد: أرني يدك؟ فأخرج يده، فقبَّلها، فقال: هكذا أمرنا أن نفعل بأهل بيت نبينا))
يا أيها الأخوة, مجتمع المؤمنين مجتمع راقٍ جداً، واللهِ ينبغي أن نعيش هذه الأخلاق ، احترموا بعضكم، يؤلمني بعض المزاح بين الشباب، احترموا مشاعرَ بعضكم، اعرفوا قدر بعضكم، تكاملوا فيما بينكم، واجعلوا من مجتمعكم مجتمعاً يشبه مجتمع أصحاب رسول الله .
من هو المرجع العلمي لسيدنا عمر في حل المعضلات, ولماذا عاتبه الصحابة, وهل كان الحق مع سينا عمر ؟
بلغ هذا الصحابي الجليل من علو القدر على حداثة سنه أن سيدنا عمر بن الخطاب إذا واجهته معضلة دعا جُلَّ الصحابة، ودعا معهم عبد الله بن عباس، فإذا حضر رفع منزلته وأدنى مجلسه، وقال له: لقد أعضل علينا أمراً أنت له ولأمثاله .
الصحابة الكرام تألموا، طفل صغير يجلس بينهم, ويُسأل, ويُستفتى, ويؤخذ رأيه من قبل أمير المؤمنين، فمرة عاتبوا سيدنا عمر, وعوتِب مرةً في تقديمه له، وجعله مع الشيوخ، وهو ما زال فتى، فقال: إنه فتى الكهول، له لسان سؤول، وقلب عقول .
مرة عرض سيدنا عمر سورة النصر على أصحاب رسول الله, فقال: ماذا فهمتم منها تكلموا؟ فسأل ابن عباس, قال: هي نعيُ النبي، لقد فَهِم منها فهماً عميقاً، فَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ, قَالَ:
((كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يُدْنِي ابْنَ عَبَّاسٍ, فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ: إِنَّ لَنَا أَبْنَاءً مِثْلَهُ, فَقَالَ: إِنَّهُ مِنْ حَيْثُ تَعْلَمُ, فَسَأَلَ عُمَرُ ابْنَ عَبَّاسٍ عَنْ هَذِهِ الْآيَةِ إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ, فَقَالَ: أَجَلُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعْلَمَهُ إِيَّاهُ, قَالَ: مَا أَعْلَمُ مِنْهَا إِلَّا مَا تَعْلَمُ))
[أخرجه البخاري في الصحيح عن ابن عباس]
وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَيْضًا, قَالَ:
((كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ يَأْذَنُ لِأَهْلِ بَدْرٍ, وَيَأْذَنُ لِي مَعَهُمْ فَقَالَ بَعْضُهُمْ: يَأْذَنُ لِهَذَا الْفَتَى مَعَنَا, وَمِنْ أَبْنَائِنَا مَنْ هُوَ مِثْلُهُ, فَقَالَ عُمَرُ: إِنَّهُ مَنْ قَدْ عَلِمْتُمْ قَالَ: فَأَذِنَ لَهُمْ ذَاتَ يَوْمٍ, وَأَذِنَ لِي مَعَهُمْ, فَسَأَلَهُمْ عَنْ هَذِهِ السُّورَةِ إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ فَقَالُوا: أَمَرَ نَبِيَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا فُتِحَ عَلَيْهِ أَنْ يَسْتَغْفِرَهُ وَيَتُوبَ إِلَيْهِ, فَقَالَ لِي: مَا تَقُولُ يَا بْنَ عَبَّاسٍ؟ قَالَ: قُلْتُ: لَيْسَتْ كَذَلِكَ, وَلَكِنَّهُ أَخْبَرَ نَبِيَّهُ عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَامُ بِحُضُورِ أَجَلِهِ, فَقَالَ: إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ فَتْحُ مَكَّةَ, وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا فَذَلِكَ عَلَامَةُ مَوْتِكَ, فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا, فَقَالَ لَهُمْ: كَيْفَ تَلُومُونِي عَلَى مَا تَرَوْنَ؟))
[أخرجه البخاري في الصحيح عن ابن عباس]
﴿إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجاً * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّاباً﴾
[سورة النصر الآية: 1-3]
يعني انتهت مهمتك، بلغت الرسالة، وأديت الأمانة، ودخل الناس في دين الله أفواجاً, وانتهى كل شيء،
ونُعِيَتْ له نفسُه .
إليكم موعظته لصاحب الذنب :
من مواعظ هذا الصحابي الجليل، أنه كان يقول:
((يا صاحب الذنب, لا تأمن عاقبة ذنبك ، واعلم أن ما يتبع الذنب أعظمُ من الذنب نفسه، إن عدم استحيائك ممن على يمينك وعلى شمالك، وأنت تقترف الذنب لا يقلُّ عن الذنب، وإن ضحكَك عند الذنب، وأنت تدري، أو أنت لا تدري ما الله صانع بك أعظمُ من الذنب، وإن فرحَك بالذنب إذا ظفرت به أعظمُ من الذنب، وإن حزنَك على الذنب إن فاتك أعظمُ من الذنب, وإن خوفك من الريح إذا حركت سترك, وأنت ترتكب الذنب مع كونك لا تضطرب من نظر الله لك أعظم من الذنب, يا صاحب الذنب, استغفر لذنبك, ما كان بعد الذنب أعظم من الذنب نفسه))