شيخة رواية
11-25-2019, 05:38 AM
مواقع التواصل الاجتماعي تلقى رواجًا وانتشارًا كبيرًا في بلادنا؛ فقد حصلت السعودية على المراكز الأولى عالميًّا في نسبة عدد المشاهدات، والتفاعل لبعض هذه المواقع.
بينما كنت أقرأ في موقع تويتر إعادة بث قصة الشخصية الكرتونية الشهيرة (الكابتن ماجد) الشغوفة بلعبة كرة القدم، بدأت أستعيد شريط الذكريات؛ فجيل الثمانينيات الميلادية غالبًا يعرفون تفاصيل هذا المسلسل الكرتوني الذي عُرض لأول مرة على شاشة القناة السعودية الأولى بداية التسعينيات الميلادية؛ لذلك انطلقت في البحث أكثر عن قصة (الكابتن ماجد)؛ لأربط ذلك بالواقع الذي من أجله تم صناعة هذه الشخصية.
تقول القصة إنه في السبعينيات الميلادية أرادت اليابان نشر لعبة كرة القدم في البلاد؛ إذ إنها لم تكن اللعبة المشهورة هناك، ولا اللعبة الشعبية الأولى لدى اليابانيين حتى يومنا هذا. وبالتعاون مع جهات حكومية وتجارية عدة لنشر اللعبة، قامت شركة يابانية بطرح فكرة شخصية (سوباسا) المعروفة بالدبلجة العربية (الكابتن ماجد)؛ لتكون قدوة للصغار في حب كرة القدم، والطموح بالفوز، وبناء جيل يحب كرة القدم؛ ليذهب للاحتراف الخارجي في الدول المتطورة كرويًّا.
فكانت أول نسخة من هذا الفيلم الكرتوني عام 1981م، ثم توالت الأجزاء الأخرى بعد ذلك في تطور لشخصيته الشابة المشاركة في كأس العالم، والمحترفة خارج اليابان، حتى وصل الأمر إلى خمسة أجزاء لهذا الفيلم الكرتوني، ثم تطور الأمر إلى أن أصبحت لعبة إلكترونية، ثم مجلة ورقية للأطفال.
فكل هذا الحشد الإعلامي للمساهمة في دعم ونشر قضية واحدة، هي كرة القدم، وجعل اليابان المصنف رقم واحد في قارة آسيا، وله حضور جيد على مستوى العالم.
بعد وضع الخطط اللازمة، ومشاركة قطاعات عدة في نشر اللعبة في اليابان، واستثمار (إعلام الطفل) بداية، ماذا حصل من قفزات هائلة للفرق والمنتخبات اليابانية بعد ذلك؟!
بعد سبع سنوات من طرح الفيلم الكرتوني (الكابتن ماجد) كان التأهل لأول مرة لنهائيات كأس آسيا لكرة القدم (للمنتخب الياباني الأول) في عام 1988م.
لم يكتفوا بذلك، بل طالبوا باستضافة كأس آسيا؛ لتكون هناك مشاركة شعبية أكبر، وجلب المنتخبات الوطنية بالقرب منهم، وتطوير البنية التحتية للملاعب والمرافق الرياضية، مع المكاسب الاقتصادية التي تحققت بسبب الاستضافة.. فكان لهم ذلك عام 1992م، والفوز أيضًا باستضافة كأس العالم مناصفة مع الجار (كوريا الجنوبية) عام 2002م؛ فكان التفوق والتطور للكرة اليابانية حتى تحقق الحلم بأن أصبحت اليابان الرقم الأول والصعب في عالم كرة القدم بالقارة الآسيوية؛ فقد حققت اليابان كأس آسيا (4 مرات)؛ لتكون أكثر منتخب آسيوي يحققه، وذلك أعوام (92، 2000، 2004 و2011)، وتأهلت أيضًا لكأس العالم (6 مرات) من عام 1998م إلى آخر نسخة 2018م.
ليس هذا فقط، بل على مستوى جميع الفئات السنية (ناشئين، شباب وأولمبي) أصبح المنتخب الياباني المنافس الأول والند القوي في هذه اللعبة، وكذلك الأندية اليابانية، بعدما كان ذلك قبل 40 سنة حلمًا يراود المسؤولين هناك.
نجحوا في خطتهم السابقة، والآن هم بدؤوا خطة استراتيجية أخرى.
فبعد كأس العالم الأخيرة في روسيا 2018م وُضعت خطة للاتحاد الياباني لكرة القدم، التي بدأت من عام 2015، وتنتهي عام 2050م، وتهدف للحصول على كأس العالم لجيل لم يولد بعد، لكنهم خططوا من الآن؛ لأنهم كوكب اليابان.
همستُ في نفسي، وبدأت أفكر.. هذا السرد للقصة الكرتونية، وربطها بالواقع الكروي لليابان، هو مجرد مثال، لا أقل ولا أكثر.
فمع التخطيط السليم للانتقال من واقع غير إيجابي إلى وضع ممتاز يصل الأمر أن تكون رقم واحد في المجال الذي قمت بالتخطيط فيه. هذا ميزة وفائدة نستفيد منها.
لكن نظرتي لزاوية أخرى، قد يغفل عنها البعض من خلال ما ذكرت، هي الدعم الإعلامي الكبير الذي صاحب حُلمهم من البداية إلى النهاية؛ وذلك للمساهمة في إنجاح قضيتهم.. فقد كانت البداية من (إعلام الطفل) حتى وصلوا إلى (إعلام الفتيان).. وهكذا؛ فساهموا أيما مساهمة في إنجاح الحلم الذي كان يراودهم، ونشر فكرة في جانب من جوانب حياتهم.
السؤال الحقيقي الآن: ماذا فعل إعلامنا لدعم قضايانا الرئيسية؟
انظر وحلل مثلا في (إعلام الطفل) لدينا وغيره، وابحث عن القيم التي يبثها، والرسائل التي ينشرها من خلال البرامج والقنوات المخصصة.
هل يعيش الإعلام كوسيلة لنهضة البلاد أم ماذا؟ حلل البرامج والحشد الإعلامي في جميع أقسامه (المرئي، المسموع، الإلكتروني والمقروء...) بماذا خدم وماذا قدم؟
ماذا قدمت الشركات الإعلامية بالتعاون مع الجهات الرسمية في خدمة أهداف وقضايا المجتمع في أي وسيلة إعلامية كانت؟ أم إنها النفعية البحتة بغض النظر عن أي مبادئ وقيم!
ما الأفكار والسلوكيات التي تقوم عليها البرامج بغرسها في أجيالنا؟ أسئلة كثيرة تجول بخاطري لهذه الوسيلة الأكثر تأثيرًا في عالمنا اليوم.
بينما كنت أقرأ في موقع تويتر إعادة بث قصة الشخصية الكرتونية الشهيرة (الكابتن ماجد) الشغوفة بلعبة كرة القدم، بدأت أستعيد شريط الذكريات؛ فجيل الثمانينيات الميلادية غالبًا يعرفون تفاصيل هذا المسلسل الكرتوني الذي عُرض لأول مرة على شاشة القناة السعودية الأولى بداية التسعينيات الميلادية؛ لذلك انطلقت في البحث أكثر عن قصة (الكابتن ماجد)؛ لأربط ذلك بالواقع الذي من أجله تم صناعة هذه الشخصية.
تقول القصة إنه في السبعينيات الميلادية أرادت اليابان نشر لعبة كرة القدم في البلاد؛ إذ إنها لم تكن اللعبة المشهورة هناك، ولا اللعبة الشعبية الأولى لدى اليابانيين حتى يومنا هذا. وبالتعاون مع جهات حكومية وتجارية عدة لنشر اللعبة، قامت شركة يابانية بطرح فكرة شخصية (سوباسا) المعروفة بالدبلجة العربية (الكابتن ماجد)؛ لتكون قدوة للصغار في حب كرة القدم، والطموح بالفوز، وبناء جيل يحب كرة القدم؛ ليذهب للاحتراف الخارجي في الدول المتطورة كرويًّا.
فكانت أول نسخة من هذا الفيلم الكرتوني عام 1981م، ثم توالت الأجزاء الأخرى بعد ذلك في تطور لشخصيته الشابة المشاركة في كأس العالم، والمحترفة خارج اليابان، حتى وصل الأمر إلى خمسة أجزاء لهذا الفيلم الكرتوني، ثم تطور الأمر إلى أن أصبحت لعبة إلكترونية، ثم مجلة ورقية للأطفال.
فكل هذا الحشد الإعلامي للمساهمة في دعم ونشر قضية واحدة، هي كرة القدم، وجعل اليابان المصنف رقم واحد في قارة آسيا، وله حضور جيد على مستوى العالم.
بعد وضع الخطط اللازمة، ومشاركة قطاعات عدة في نشر اللعبة في اليابان، واستثمار (إعلام الطفل) بداية، ماذا حصل من قفزات هائلة للفرق والمنتخبات اليابانية بعد ذلك؟!
بعد سبع سنوات من طرح الفيلم الكرتوني (الكابتن ماجد) كان التأهل لأول مرة لنهائيات كأس آسيا لكرة القدم (للمنتخب الياباني الأول) في عام 1988م.
لم يكتفوا بذلك، بل طالبوا باستضافة كأس آسيا؛ لتكون هناك مشاركة شعبية أكبر، وجلب المنتخبات الوطنية بالقرب منهم، وتطوير البنية التحتية للملاعب والمرافق الرياضية، مع المكاسب الاقتصادية التي تحققت بسبب الاستضافة.. فكان لهم ذلك عام 1992م، والفوز أيضًا باستضافة كأس العالم مناصفة مع الجار (كوريا الجنوبية) عام 2002م؛ فكان التفوق والتطور للكرة اليابانية حتى تحقق الحلم بأن أصبحت اليابان الرقم الأول والصعب في عالم كرة القدم بالقارة الآسيوية؛ فقد حققت اليابان كأس آسيا (4 مرات)؛ لتكون أكثر منتخب آسيوي يحققه، وذلك أعوام (92، 2000، 2004 و2011)، وتأهلت أيضًا لكأس العالم (6 مرات) من عام 1998م إلى آخر نسخة 2018م.
ليس هذا فقط، بل على مستوى جميع الفئات السنية (ناشئين، شباب وأولمبي) أصبح المنتخب الياباني المنافس الأول والند القوي في هذه اللعبة، وكذلك الأندية اليابانية، بعدما كان ذلك قبل 40 سنة حلمًا يراود المسؤولين هناك.
نجحوا في خطتهم السابقة، والآن هم بدؤوا خطة استراتيجية أخرى.
فبعد كأس العالم الأخيرة في روسيا 2018م وُضعت خطة للاتحاد الياباني لكرة القدم، التي بدأت من عام 2015، وتنتهي عام 2050م، وتهدف للحصول على كأس العالم لجيل لم يولد بعد، لكنهم خططوا من الآن؛ لأنهم كوكب اليابان.
همستُ في نفسي، وبدأت أفكر.. هذا السرد للقصة الكرتونية، وربطها بالواقع الكروي لليابان، هو مجرد مثال، لا أقل ولا أكثر.
فمع التخطيط السليم للانتقال من واقع غير إيجابي إلى وضع ممتاز يصل الأمر أن تكون رقم واحد في المجال الذي قمت بالتخطيط فيه. هذا ميزة وفائدة نستفيد منها.
لكن نظرتي لزاوية أخرى، قد يغفل عنها البعض من خلال ما ذكرت، هي الدعم الإعلامي الكبير الذي صاحب حُلمهم من البداية إلى النهاية؛ وذلك للمساهمة في إنجاح قضيتهم.. فقد كانت البداية من (إعلام الطفل) حتى وصلوا إلى (إعلام الفتيان).. وهكذا؛ فساهموا أيما مساهمة في إنجاح الحلم الذي كان يراودهم، ونشر فكرة في جانب من جوانب حياتهم.
السؤال الحقيقي الآن: ماذا فعل إعلامنا لدعم قضايانا الرئيسية؟
انظر وحلل مثلا في (إعلام الطفل) لدينا وغيره، وابحث عن القيم التي يبثها، والرسائل التي ينشرها من خلال البرامج والقنوات المخصصة.
هل يعيش الإعلام كوسيلة لنهضة البلاد أم ماذا؟ حلل البرامج والحشد الإعلامي في جميع أقسامه (المرئي، المسموع، الإلكتروني والمقروء...) بماذا خدم وماذا قدم؟
ماذا قدمت الشركات الإعلامية بالتعاون مع الجهات الرسمية في خدمة أهداف وقضايا المجتمع في أي وسيلة إعلامية كانت؟ أم إنها النفعية البحتة بغض النظر عن أي مبادئ وقيم!
ما الأفكار والسلوكيات التي تقوم عليها البرامج بغرسها في أجيالنا؟ أسئلة كثيرة تجول بخاطري لهذه الوسيلة الأكثر تأثيرًا في عالمنا اليوم.