دره العشق
11-24-2019, 10:26 PM
الإسلام والإيمان كلمتان متقاربتان
في المعنى والاستخدام.
إلا أن تدبر آيات القرآن الكريم يجعلنا نقف أمام الكلمتين مُحاولين التمييز بينهما، فمن أكثر الأمثلة التي تدل على وجود اختلاف بين المعنيين قوله تعالى في سورة الحجرات: “قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا ۖ قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَٰكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ ۖ وَإِن تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ”؛ فمن الجملتين: (لم تؤمِنوا، قولوا أسلمنا) يتضح أن هناك فرق في المعنى.
لذا سنوضح فيما يلي الفرق بين الإسلام والإيمان استنادًا إلى ما ورد في كتاب الله وسنة رسوله.
معنى الإسلام والإيمان
الشيء بالشيء يُذكَر، فطالما أنا نتحدث عن الإسلام والإيمان، كان من الضروري ذكر حديث جبريل مع رسول الله حين سأله عن الإسلام والإيمان، فبيَّن رسولنا الكريم معنى كل منهما ببساطة ووضوح. فعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال:
” بينما نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم، إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب، شديد سواد الشعر، لا يُرى عليه أثر السفر، ولا يعرفه منا أحد، حتى جلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فأسند ركبتيه إلى ركبتيه، ووضع كفيه على فخذيه، وقال: يا محمد، أخبرني عن الإسلام. فقال له: (الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأنَّ مُحمَّدًا رسول الله، وتُقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلًا). قال: صدقت. فعجبنا له، يسأله ويُصدقه. قال: أخبرني عن الإيمان. قال: (أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره). قال: صدقت. قال: فأخبرني عن الإحسان. قال: (أن تعبُد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك). قال: فأخبرني عن الساعة. قال: (ما المسؤول عنها بأعمل من السائل). قال: فأخبرني عن أماراتها. قال: (أن تلِد الأمة ربتها، وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان). ثم انطلق فلبثت مليًّا. ثم قال: (يا عُمَر، أتدري من السائل؟). قلت: الله ورسوله أعلم. قال: (فإنه جبريل أتاكم يعلمكم دينكم). رواه مسلم.
الفرق بين الإسلام والإيمان
من الحديث الشريف يُمكن ملاحظة الفرق بين الإسلام والإيمان كالآتي:
الإسلام: هو تسليم الجوارح لله عز وجل بتأدية عباداته المتمثلة في أركان الإسلام الخمسة وغيرها من العبادات. وحين سُئِل رسول لله صلى الله عليه وسلم عن أفضل المسلمين إسلامًا قال: “من سلم المسلمون من لسانه ويده”.
الإيمان: هو تصديق القلب لما تفعله الجوارح من عبادات، أي أن تكون تلك العبادات نابعة من القلب وليست مجرد حركات أو عادات يؤديها الفرد أسوةً بمن حوله.
وحين سُئِل صلى الله عليه وسلم عن أفضل المؤمنين إيمانًا قال: “من أمنه الناس على دمائهم وأموالهم”.
العلاقة بين الإسلام والإيمان
مما سبق يتضح أن الإيمان درجة عليا من الإسلام، في حين أن الإحسان درجة أعلى من كليهما، ومن ثَمَّ فإنَّ كل مُحسِن مؤمن وليس العكس، وكل مؤمن مسلم وليس العكس.
ومع ذلك فحين تُذكَر كلمة الإسلام في المُطلَق فإنها تشمل الإيمان، وحين تُذكَر كلمة الإيمان في المُطلق فإنها تشمل الإسلام.
في المعنى والاستخدام.
إلا أن تدبر آيات القرآن الكريم يجعلنا نقف أمام الكلمتين مُحاولين التمييز بينهما، فمن أكثر الأمثلة التي تدل على وجود اختلاف بين المعنيين قوله تعالى في سورة الحجرات: “قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا ۖ قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَٰكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ ۖ وَإِن تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ”؛ فمن الجملتين: (لم تؤمِنوا، قولوا أسلمنا) يتضح أن هناك فرق في المعنى.
لذا سنوضح فيما يلي الفرق بين الإسلام والإيمان استنادًا إلى ما ورد في كتاب الله وسنة رسوله.
معنى الإسلام والإيمان
الشيء بالشيء يُذكَر، فطالما أنا نتحدث عن الإسلام والإيمان، كان من الضروري ذكر حديث جبريل مع رسول الله حين سأله عن الإسلام والإيمان، فبيَّن رسولنا الكريم معنى كل منهما ببساطة ووضوح. فعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال:
” بينما نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم، إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب، شديد سواد الشعر، لا يُرى عليه أثر السفر، ولا يعرفه منا أحد، حتى جلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فأسند ركبتيه إلى ركبتيه، ووضع كفيه على فخذيه، وقال: يا محمد، أخبرني عن الإسلام. فقال له: (الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأنَّ مُحمَّدًا رسول الله، وتُقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلًا). قال: صدقت. فعجبنا له، يسأله ويُصدقه. قال: أخبرني عن الإيمان. قال: (أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره). قال: صدقت. قال: فأخبرني عن الإحسان. قال: (أن تعبُد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك). قال: فأخبرني عن الساعة. قال: (ما المسؤول عنها بأعمل من السائل). قال: فأخبرني عن أماراتها. قال: (أن تلِد الأمة ربتها، وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان). ثم انطلق فلبثت مليًّا. ثم قال: (يا عُمَر، أتدري من السائل؟). قلت: الله ورسوله أعلم. قال: (فإنه جبريل أتاكم يعلمكم دينكم). رواه مسلم.
الفرق بين الإسلام والإيمان
من الحديث الشريف يُمكن ملاحظة الفرق بين الإسلام والإيمان كالآتي:
الإسلام: هو تسليم الجوارح لله عز وجل بتأدية عباداته المتمثلة في أركان الإسلام الخمسة وغيرها من العبادات. وحين سُئِل رسول لله صلى الله عليه وسلم عن أفضل المسلمين إسلامًا قال: “من سلم المسلمون من لسانه ويده”.
الإيمان: هو تصديق القلب لما تفعله الجوارح من عبادات، أي أن تكون تلك العبادات نابعة من القلب وليست مجرد حركات أو عادات يؤديها الفرد أسوةً بمن حوله.
وحين سُئِل صلى الله عليه وسلم عن أفضل المؤمنين إيمانًا قال: “من أمنه الناس على دمائهم وأموالهم”.
العلاقة بين الإسلام والإيمان
مما سبق يتضح أن الإيمان درجة عليا من الإسلام، في حين أن الإحسان درجة أعلى من كليهما، ومن ثَمَّ فإنَّ كل مُحسِن مؤمن وليس العكس، وكل مؤمن مسلم وليس العكس.
ومع ذلك فحين تُذكَر كلمة الإسلام في المُطلَق فإنها تشمل الإيمان، وحين تُذكَر كلمة الإيمان في المُطلق فإنها تشمل الإسلام.