دره العشق
11-05-2019, 08:57 PM
الحظ منابت:
هل لهذه العبارة نصيب من الصحة؟
أم أنها أسطورة من أساطير الزمان؟ التي تتكرر في المجالس بدون إدراك لمعناها، بل ويزعم من يُصدَّق بها أن المحظوظ يكون محظوظا في كل شيء، ولو حمل التراب لأصبح ذهبا.
الحظ من الرزق، والرزق كلمة واسعة، تشمل كل نعم الله عليك، الظاهرة مثل: الأطعمة واللباس والمنزل والزوجة والأبناء.
والباطنة، وهي أن تعرف ربك، وتقبل عليه، وتتقرب إليه وتطيعه وتتوكل عليه.
إن أتاك الله وجاهة، وإن أتاك الله حكمة، وإن أتاك الله منصباً أو علماً، فهذا على سبيل المثال من الرزق
إذ إن الرزق لا يعني المال فقط.
وخلصت بعد البحث لكتابة هذه المقالة:
إن من يقول: إن الحظ منابت يتفق مع قارون في قوله تعالى: "إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَىٰ عِلْمٍ عِندِي" سورة القصص 78
المؤمن يعلم علم اليقين: أن رزقه من الله، وعليه أن يأخذ بالأسباب، بينما غير المؤمن يعتقد أنه صانع رزقه.
إن الحظ في المال أو الجمال، أو.. إلخ هي موزعة في الدنيا، توزيع ابتلاء، فالغني ممتحن بالمال من أين سيكسبه وأين سينفقه؟
والبطولة الحقيقية أن تنجح في هذا الامتحان، وتكون طيب الكسب، بعيداً عما حرم الله.
والفقير يمتحن في صبره وعفته.
أسباب إذا بذلتها مستعينا بالله، بارك الله لك فيما رزقك، وأعانك على ما أنعم به عليك.
أولاً: تقوى الله
قال تعالى: "وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا، وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ، وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا"سورة الطلاق3،2.
فعليك بتقوى الله في السر والعلن؛ فإنها سبب الفلاح والنجاح في الدنيا والآخرة، وربما يحرم الإنسان الرزق بسبب ذنوبه، كما أخبر بذلك النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ"إن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه"(رواه ابن ماجه وغيره، وضعفه الألباني).
ثانياً: الصلاة: ومن أسباب زيادة الرزق: الصلاة "وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى"طه 132.
ثالثا: الاستغفار قال تعالى:
"فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا،يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا،وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا" نوح 10-11-12.
رابعا: صلة الرحم: فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلمأنه قال: "مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُبْسَطَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ، أَوْ يُنْسَأَ فِي أَثَرِهِ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ"(متفق عليه).
خامساً: كثره الصدقة قال تعالى: "قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ ۚ وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ ۖ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ"سبا 39.
سادساً: الإكثار من الحج والعمرة والمتابعة بينهما فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "تَابِعُوا بَيْنَ الحَجِّ وَالعُمْرَةِ، فَإِنَّهُمَا يَنْفِيَانِ الفَقْرَ وَالذُّنُوبَ كَمَا يَنْفِي الكِيرُ خَبَثَ الحَدِيدِ، وَالذَّهَبِ، وَالفِضَّةِ، وَلَيْسَ لِلْحَجَّةِ المَبْرُورَةِ ثَوَابٌ إِلَّا الجَنَّةُ"(رواه أحمد والترمذي والنسائي وغيرهم وصححه الألباني).
وأخيرا وأهمها الدعاء: فإنه يجمع للعبد خيري الدنيا والآخرة، فقد كان الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ يسأل الله الرزق الطيب إذا أصبح قال: "اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ عِلْمًا نَافِعًا، وَرِزْقًا طَيِّبًا، وَعَمَلًا مُتَقَبَّلًا)(أخرجه ابن ماجه، وغيره، وحسنه الألباني) .
فالطاعات كلها سبب للأرزاق الظاهرة والباطنة، وسبب لزيادتها والبركة فيها.
لذا الحظ يسقى بالطاعة، وحسن الظن بالله، والتوكل عليه. وفقكم الله لما يحبه ويرضاه.
هل لهذه العبارة نصيب من الصحة؟
أم أنها أسطورة من أساطير الزمان؟ التي تتكرر في المجالس بدون إدراك لمعناها، بل ويزعم من يُصدَّق بها أن المحظوظ يكون محظوظا في كل شيء، ولو حمل التراب لأصبح ذهبا.
الحظ من الرزق، والرزق كلمة واسعة، تشمل كل نعم الله عليك، الظاهرة مثل: الأطعمة واللباس والمنزل والزوجة والأبناء.
والباطنة، وهي أن تعرف ربك، وتقبل عليه، وتتقرب إليه وتطيعه وتتوكل عليه.
إن أتاك الله وجاهة، وإن أتاك الله حكمة، وإن أتاك الله منصباً أو علماً، فهذا على سبيل المثال من الرزق
إذ إن الرزق لا يعني المال فقط.
وخلصت بعد البحث لكتابة هذه المقالة:
إن من يقول: إن الحظ منابت يتفق مع قارون في قوله تعالى: "إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَىٰ عِلْمٍ عِندِي" سورة القصص 78
المؤمن يعلم علم اليقين: أن رزقه من الله، وعليه أن يأخذ بالأسباب، بينما غير المؤمن يعتقد أنه صانع رزقه.
إن الحظ في المال أو الجمال، أو.. إلخ هي موزعة في الدنيا، توزيع ابتلاء، فالغني ممتحن بالمال من أين سيكسبه وأين سينفقه؟
والبطولة الحقيقية أن تنجح في هذا الامتحان، وتكون طيب الكسب، بعيداً عما حرم الله.
والفقير يمتحن في صبره وعفته.
أسباب إذا بذلتها مستعينا بالله، بارك الله لك فيما رزقك، وأعانك على ما أنعم به عليك.
أولاً: تقوى الله
قال تعالى: "وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا، وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ، وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا"سورة الطلاق3،2.
فعليك بتقوى الله في السر والعلن؛ فإنها سبب الفلاح والنجاح في الدنيا والآخرة، وربما يحرم الإنسان الرزق بسبب ذنوبه، كما أخبر بذلك النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ"إن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه"(رواه ابن ماجه وغيره، وضعفه الألباني).
ثانياً: الصلاة: ومن أسباب زيادة الرزق: الصلاة "وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى"طه 132.
ثالثا: الاستغفار قال تعالى:
"فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا،يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا،وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا" نوح 10-11-12.
رابعا: صلة الرحم: فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلمأنه قال: "مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُبْسَطَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ، أَوْ يُنْسَأَ فِي أَثَرِهِ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ"(متفق عليه).
خامساً: كثره الصدقة قال تعالى: "قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ ۚ وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ ۖ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ"سبا 39.
سادساً: الإكثار من الحج والعمرة والمتابعة بينهما فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "تَابِعُوا بَيْنَ الحَجِّ وَالعُمْرَةِ، فَإِنَّهُمَا يَنْفِيَانِ الفَقْرَ وَالذُّنُوبَ كَمَا يَنْفِي الكِيرُ خَبَثَ الحَدِيدِ، وَالذَّهَبِ، وَالفِضَّةِ، وَلَيْسَ لِلْحَجَّةِ المَبْرُورَةِ ثَوَابٌ إِلَّا الجَنَّةُ"(رواه أحمد والترمذي والنسائي وغيرهم وصححه الألباني).
وأخيرا وأهمها الدعاء: فإنه يجمع للعبد خيري الدنيا والآخرة، فقد كان الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ يسأل الله الرزق الطيب إذا أصبح قال: "اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ عِلْمًا نَافِعًا، وَرِزْقًا طَيِّبًا، وَعَمَلًا مُتَقَبَّلًا)(أخرجه ابن ماجه، وغيره، وحسنه الألباني) .
فالطاعات كلها سبب للأرزاق الظاهرة والباطنة، وسبب لزيادتها والبركة فيها.
لذا الحظ يسقى بالطاعة، وحسن الظن بالله، والتوكل عليه. وفقكم الله لما يحبه ويرضاه.