لَـحًـــنِ ♫
11-04-2019, 01:24 AM
قالت بنبرة حزينة: "هذا المكان كان مكتظاً بالكثير من الأشخاص في البدايات، ومع التعامل ومرور الوقت اعتدت على وجودهم، فقد استطاعوا سدّ فجوة الوحدة التي لطالما تقوقعت فيها. شعرت بسعادة غامرة، وبدأت علاقتي بهم تأخذ مساراً آخر مغايراً لبدايتها تماماً:المحبة.
تغيرت معاملتي من دافع العمل إلى الحميمية. أقنعت نفسي أنها علاقة أبدية غير قابلة لترك أو نسيان. اقتلعت جذور الخوف التي كانت تزورني من حين لآخر. أخرست الصوت الذي كان ينذر بالرحيل. تركت لعقلي الباطني العنان، ورسمت خيالات عندما كانت تنتابني أحلام اليقظة وكأنها واقع معاش.
وعندما وصلت العلاقة إلى المنتصف، أصابها الهزال والضعف حتى تدهورت، وشُيّعت إلى مثواها الأخير. شرع الحاضرون يغادرون أماكنهم واحداً تلو الآخر، لم أنطق بكلمة، ولم أجبر أحداً على البقاء، فقط كنت أشاهد في صدمة، وأتذكر أن هؤلاء الراحلين كانوا يتهافتون من أجل الجلوس، واليوم يتركون أماكنهم بمحض إرادتهم. ها أنا اليوم وحدي في عالمي الذي لطالما سعوا جاهدين إلى اختراقه، وعندما أتيحت لهم الفرصة استغلوها أسوأ استغلال، فقد كانت لهذه الفرصة عواقب وخيمة لم يدفع ثمنها إلاّ أنا.
العلاقات السطحية أكثر قدرة على الاستمرار من العلاقات العميقة، وأقل خسارة، وأخفّ وجعاً، وأهون هزيمة.
تغيرت معاملتي من دافع العمل إلى الحميمية. أقنعت نفسي أنها علاقة أبدية غير قابلة لترك أو نسيان. اقتلعت جذور الخوف التي كانت تزورني من حين لآخر. أخرست الصوت الذي كان ينذر بالرحيل. تركت لعقلي الباطني العنان، ورسمت خيالات عندما كانت تنتابني أحلام اليقظة وكأنها واقع معاش.
وعندما وصلت العلاقة إلى المنتصف، أصابها الهزال والضعف حتى تدهورت، وشُيّعت إلى مثواها الأخير. شرع الحاضرون يغادرون أماكنهم واحداً تلو الآخر، لم أنطق بكلمة، ولم أجبر أحداً على البقاء، فقط كنت أشاهد في صدمة، وأتذكر أن هؤلاء الراحلين كانوا يتهافتون من أجل الجلوس، واليوم يتركون أماكنهم بمحض إرادتهم. ها أنا اليوم وحدي في عالمي الذي لطالما سعوا جاهدين إلى اختراقه، وعندما أتيحت لهم الفرصة استغلوها أسوأ استغلال، فقد كانت لهذه الفرصة عواقب وخيمة لم يدفع ثمنها إلاّ أنا.
العلاقات السطحية أكثر قدرة على الاستمرار من العلاقات العميقة، وأقل خسارة، وأخفّ وجعاً، وأهون هزيمة.