تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : بواعث الصحابة على خدمة السنة (3)


مينا
10-01-2019, 05:13 PM
بواعث الصحابة على خدمة السنة (3)

هناك بواعثُ كثيرة جعلت الصحابةَ رضوان الله عليهم يحرِصون على خدمة السُّنة، ودفعت هِمَمَهم لحمايتها والدفاع عنها، وصيانتها من الزيادة والنقصان، ومن أهمِّ هذه البواعث:
الباعث الثالث: حبهم الشديد لرسول الله صلى الله عليه وسلم
رأى الصحابةُ رضوان الله عليهمرسولَ الله صلى الله عليه وسلم، وشاهدوا وجهَه الكريم صلى الله عليه وسلم، وعاينوا معجزاتِه الباهرةَ صلى الله عليه وسلم، وعرَفوا سيرتَه الشريفة صلى الله عليه وسلم؛ فأحبُّوه حبًّا شديدًا، فاق حبَّهم لآبائهم وأمهاتهم؛ بل فاق حبهم لأبنائهم وأنفسهم، وقدَّموا حبَّه صلى الله عليه وسلم على كل حب، وأمْرَه صلى الله عليه وسلم على كل أمر.

1- عن عبدالله بن هشام التيمي رضي الله عنه قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم وهو آخِذٌ بيد عمرَ بن الخطاب رضي الله عنه، فقال له عمرُ رضي الله عنه: يا رسول الله، لأنت أحبُّ إليَّ من كل شيء إلا من نفسي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا، والذي نفسي بيده، حتى أكونَ أحبَّ إليك من نفسك))، فقال له عمر رضي الله عنه: فإنه الآن، والله لأنت أحبُّ إليَّ من نفسي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم((الآنَ يا عمر))[1].

ذكر القاضي عياض أن علي بن أبي طالب رضي الله عنهسُئِل: "كيف كان حبُّكم لرسول الله صلى الله عليه وسلم؟"، قال: "كان والله أحبَّ إلينا من أموالِنا وأولادنا وآبائنا وأمهاتنا، ومن الماء البارد على الظَّمأ"[2].

2- وعلَّم النبيُّ صلى الله عليه وسلم أصحابَه رضوان الله عليهم أن شرطَ الإيمان أن يُحِبُّوه صلى الله عليه وسلم أكثرَ من الناس جميعًا، فقال لهم: ((لا يُؤمنُ أحدُكم حتى أكونَ أحبَّ إليه من والده وولده والناس أجمعين))[3].

3- وأن حلاوةَ الإيمان لا يذوقُها العبدُ المسلم إلا إذا كان اللهُ عز وجل ورسولُه صلى الله عليه وسلم أحبَّ إليه مما سواهما؛ فعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلمقال: ((ثلاثٌ مَن كُنَّ فيه وجد حلاوةَ الإيمان: أن يكونَ اللهُ ورسولُه أحبَّ إليه مما سواهما...))؛ الحديث[4].

4- ولقد بلغ من حُبِّ الصحابةِ رضوان الله عليهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم أنهم كانوا يحرِصون على سماع كلِّ كلمةٍ تصدر من شفتيه صلى الله عليه وسلم، أو إشارةٍ تصدر من يديه صلى الله عليه وسلم؛ فما كان أحدٌ يُحبُّ أحدًا كما كان أصحابُ محمدٍ صلى الله عليه وسلم يُحِبُّون محمدًا صلى الله عليه وسلم، ولقد نصَّ على ذلك عروةُ بن مسعود الثقفي رضي الله عنه قبل إسلامه، والحقُّ ما شهِدت به الأعداء.

قال عروة بن مسعود رضي الله عنه: "والله لقد وفدتُ على الملوك، ووفدتُ على قيصر، وكسرى، والنجاشي، والله إن رأيتُ مليكًا قط يُعظِّمه أصحابُه ما يعظِّم أصحابُ محمدٍ صلى الله عليه وسلم محمدًا صلى الله عليه وسلم، والله إن يتنخَّم نُخَامةً إلا وقعت في كفِّ رجلٍ منهم فَدَلَكَ بها وجهَه وجِلْدَه، وإذا أمرهم صلى الله عليه وسلم ابتدروا أمره، وإذا توضَّأ صلى الله عليه وسلم كادوا يقتتلون على وَضُوئه صلى الله عليه وسلم، وإذا تكلَّموا خفضوا أصواتَهم عنده صلى الله عليه وسلم، وما يُحِدُّون إليه النظرَ صلى الله عليه وسلم؛ تعظيمًا لهصلى الله عليه وسلم"[5].

5- ولقد دفعهم هذا الحبُّ إلى الاقتداء به صلى الله عليه وسلم في كل شيء؛ روى البخاري في صحيحه عن ابن عمر رضي الله عنه قال: "اتخذ النبي صلى الله عليه وسلم خاتمًا من ذهب، فاتخذ الناسُ خواتيمَ من ذهب، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إني اتخذتُ خَاتَمًا من ذهبٍ))، فَنَبَذَه وقال: ((إني لن ألبَسَه أبدًا))، فنبذ الناسُ خواتيمهم"[6].

وهل أحب إلى المرء من أن يسمعَ حُكمَ مربِّيه، وأحكامه، وتشريعاته؟ وهل من شيءٍ أعز على المسلم من أن يُحييَ آثارَ مُنقذِه من الضلال، ورائدِه إلى الخير؟ لقد كان الصحابةُ رضوان الله عليهم مندفعين بإخلاصٍ وحبٍّ إلى سماع أخبارِ رسول الله صلى الله عليه وسلم وسيرته[7].

فهذا أبو بكر الصدِّيق رضي الله عنه يقف عند عازب رضي الله عنه والدِ البراء رضي الله عنه، فيشتري منه رَحْلًا للناقة ثم يقول له: "مُرِ البراءَ فليحملْه إلى منزلي"، فيقول عازب رضي الله عنه: "لا، حتى تحدِّثَنا كيف صنعتَ حين خرج رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وأنت معه"، فقصَّ عليه أبو بكر رضي الله عنه خبرَ الهجرة[8].

ولقد كان هذا الحبُّ دافعًا لهم لحضور مجالسه صلى الله عليه وسلم، والاستماع إليه صلى الله عليه وسلم، والتنافس في تنفيذ أوامره صلى الله عليه وسلم، واجتناب نواهيه صلى الله عليه وسلم؛ رجالًا ونساءً، وهذا ما دفع النساءُ أن يطلبن منه صلى الله عليه وسلم أن يُخصِّصَ لهن يومًا يخصُّهم به دون الرجال.

قال أبو سعيد الخدري رضي الله عنه: (قالت النساء للنبي صلى الله عليه وسلم: "غلبنا عليك الرجالُ، فاجعل لنا يومًا من نفسك"، فوعدهن صلى الله عليه وسلم يومًا، لَقِيَهن فيه فوعظهن وأمرهن)[9].

والحب إذا صدق وتمكَّن من القلب، حمل المحِبَّ حملًا على ترسُّمِ آثارِ محبوبه، والتلذُّذ بسماع حديثه، وتكريره، ووعيِ كل ما يصدر عنه.

ولمَّا وقر حبُّ النبي صلى الله عليه وسلم في قلوب الصحابة رضوان الله عليهم وذاقوا حلاوةَ الإيمان، قاموا بواجبِ السماع منه صلى الله عليه وسلم والإسماع عنه صلى الله عليه وسلم خيرَ قيام، حتى إنهم لم تفُتْهم شاردةٌ ولا واردةٌ؛ فنقلوا كلامَه الشريف، ونقلوا حركاتِه وسكناته ولفتاته وابتساماته، وحفظوا أقوالَه وأفعاله، وضبطوا على اختلاف الأمور أحوالَه؛ في يقظته ومنامه، وقعوده وقيامه، وملبسه ومركبه، ومأكله ومشربه؛ بل كانوا يتفنَّنون في البحث عن هَدْيِه وخبرِه؛ رغبةً منهم في الاقتداء به والتأسي به في كل أحواله؛ ليحظَوا بشرف صحبته في الجنة، كما حظُوا بها في الدنيا، فإذا سمعتَ الحديثَ منهم فكأنك تسمعه من فم النبي صلى الله عليه وسلم

الود طبعي
10-01-2019, 05:21 PM
بارك الله فيك
وجعل ما تقدمه من موضوعات
في ميزان حسناتك
ويجمعنا بك والمسلمين في جنات النعيم
دمت بخير .. اللهم آمين

بٰٰقايٰا روحہٰ
10-01-2019, 05:39 PM
سلمت يدآك على روعة الطرح
وسلم لنآ ذوقك الراقي على جمال الاختيار
لك ولحضورك الجميل كل الشكر والتقدير
اسأل البآري لك سعآدة دائمة
تحيتي:h5:

قانون الحب
10-01-2019, 05:45 PM
طرح رـآئع
لآعدمنـآ جمـآل ورؤعه جلبكِ وـآنتقآئكِ ـآلمميز
سلمت يمنــآك من كل مكروهـ
لروحك الأوركيد
،،

لَـحًـــنِ ♫
10-01-2019, 06:16 PM
,*
يّعطٌيّك آلعِآفُيّة ..
على ألطٌرحً آلرآئع
أمنٌيّآتُيّ لكـ بّدُوِآآآم
آلتُألقَ وِألعطآء
بّآقَآتُ آلشّكر وِـآألتُقَدُيّر
إقَدُمهـآ لكــ http://vb.skon-s.com/images/smile_files/217.gif

دره العشق
10-01-2019, 06:17 PM
موضوع رائع ومميز
طرحت فابدعت دمت ودام عطائك
سلمت اناملك الذهبيه على ماخطته لنا
اعذب التحايا لك
لكـ خالص احترامي

شيخة رواية
10-01-2019, 07:22 PM
الله يجزاك كل خير على مجهودك...
ويجعل الأجر الاوفر بميزان حسناتك...
ننتظر جديدك...

...

shajan
10-01-2019, 11:13 PM
بورك بك وبمجهودك القيم

اثابك الأجر ان شاء الله لطرحك الديني المفيد

وفقك الله لكل خير

مينا
10-01-2019, 11:18 PM
مشكورين على طلتكم الحلوووه:rose:

جوهره
10-02-2019, 02:35 AM
جزاك الله كل خير
طرح رائع يحمل الخير بين سطوره
ويحمل الابداع في محتواه
سلمت يمينك

إميلي.
10-02-2019, 03:39 AM
سلمت يدآك على جميل طرحك
بإنتظار جديدك بكل شوق
مودتي وإحترامي

قانون الحب
10-02-2019, 05:00 AM
سلمت يدآك على روعة الطرح
وسلم لنآ ذوقك الراقي على جمال الاختيار
لك ولحضورك الجميل كل الشكر والتقدير
اسأل البآري لك سعآدة دائمة
تحيتي

tarhal
10-02-2019, 06:38 AM





كلًً الشكر لك ع طرحك القيم
:eq-34:

دلوعة عشق
10-02-2019, 07:06 AM
موضوع رائع
رفع الله قدرك فى الدارين
واجزل لك العطاء
شكرا لطرحك المميز

روحي تبيك
10-02-2019, 12:56 PM
جزاك الله خير وجعله في ميزان حسناتك
ولا حرمك الأجر يارب
وأنار الله قلبك بنورالإيمان
أحترآمي لــ/سموك
:tr-2::eq-33:

الوسيم
10-02-2019, 11:07 PM
أنار الله قلبك ودربك ورزقك برد عفوه وحلاوة حبه ..
ورفع الله قدرك في أعلى عليين ...
حفظك المولى ورعاك وسدد بالخير خطاك ..
احتــــرامي وتــقديري...

خالد الشاعر
10-03-2019, 03:33 AM
جزاكى الله خيراً
جعله الله بميزان اعمالكِ
تحياتى اليكى

الأمير
10-03-2019, 06:51 AM
تشدوا البلآبل وتغرد العصآفير وتتفتح الأزهآر
إبتهآجاً وإعجآباً بهذا الطرح الرآئع الجميل
سلمت يمنآك لآ عدمنآك
الله يعطيك الصحة والعآفية
http://up.lm3a.net/uploads/591ac72f27.gif

ضامية الشوق
10-03-2019, 11:37 PM
جزاك الله خيرا

أبو علياء
10-23-2019, 02:27 PM
جزاكم الله خيراً ونفع بكم
واثابكم الفردوس الاعلى من الجنه
وجعل كل ما تقدمونه في موازين حسناتكم
لكم مني ارق المنى
وخالص التقدير والاحترام

Şøķåŕą
08-14-2022, 07:39 AM
_



سلمت الأيادي ..
ويعطيك العافية لـ جمال الآنتقاء
لروحك جنائن الورد .

نور القمر
08-17-2024, 02:21 PM
سلمتِ على هكذا إنفراد وَ تميُز
دام حضورك وَ عطائِك اللا محدود
لروحك آكاليل الورد https://www.a-al7b.com/vb/images/smilies/ff1%20(8).png.

Şøķåŕą
09-16-2024, 08:34 PM
شكراً لك
بإنتظار الجديد القادم
دمت بكل خير