نور القمر
09-25-2019, 04:39 PM
كان النبي صلى الله عليه وسلم أزج الحواجب[1]؛ أي: له حاجبان غزيرا الشعر من غير زبب[2]، طال طرفاهما وامتدا إلى مؤخر العين من غير قرن، حتى كأنهما خُطَّا بقلم، وهذان الحاجبان قويان ورقيقان مع تقوس بديع فيهما، ومتصلان اتصالاً خفيفًا في نقاء كأنه الفضة الخالصة، لا يكاد يرى اتصالهما إلا إذا كان مسافرًا؛ وذلك بسبب غبار السفر.
عن أم معبد رضي الله عنها، قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أزجّ[3]، وهذا خلاف ما وصفه به هند بن أبي هالة؛ لأنه قال في وصفه: سوابغ في غير قرن. ولا أراه إلا كما ذكر ابن أبي هالة. وقال الأصمعي: كانت العرب تكره القرن، وتستحب البلج.والبلج: أن ينقطع الحاجبان فيكون ما بينهما نقيًّا[4].
ويعضده حديث عائشة رضي الله عنها الذي رواه البيهقي في الدلائل، وهي أعلم الناس بالنبي صلى الله عليه وسلم، قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أزج الحاجبين، سابغهما من غير قرن بينهما، وكان أبلج ما بين الحاجبين، حتى كأن ما بينهما الفضة المخلصة، بينهما عرق يدره الغضب، لا يرى ذلك العرق إلا أن يدره الغضب[5]. ويقويه أيضًا نعت عليِّ بن أبي طالب رضي الله عنه عندما قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أغر أبلج[6]، أهدب الأشفار[7].
يتضح مما سبق أن نفي القرن الوارد في حديث هند هو الصحيح في صفته صلى الله عليه وسلم، وليس ما وصفته به أم معبد من أنه كان أقرن.
ومن الممكن الجمع بينهما بأنه صلى الله عليه وسلم لم يكن بالأقرن حقيقة، ولا بالأبلج حقيقة، بل كان بين حاجبيه فرجة يسيرة، لا يتبينها الرائي إلا إذا دقق النظر فيها، أو أن القرن المذكور في وصف أم معبد، كان يُرَى أثناء سفره صلى الله عليه وسلم من أثر الغبار. فمن وصفه بأنه أقرن، وصفه على حالته التي رآه عليها في السفر، ولا ريب أن وصف أم معبد له صلى الله عليه وسلم كان في السفر.
يقول الثعالبي في فقه اللغة عن الحاجب: من محاسنه: الزجج والبلج.
ومن معائبه: القرن والزَّبب والمعَط. فأما الزجج؛ فدقة الحاجبين وامتدادهما، حتى كأنهما خُطَّا بقلم. أما البلج؛ فهو أن تكون بينهما فرجة، والعرب تستحب ذلك، وتكره القرن وهو اتصالهما. والزبب كثرة شعرهما، والمعط تساقط الشعر عن بعض أجزائهما.
ومنها: بلج الحاجبين وزججهما. فالبلج: انقطاع شعر الحاجبين؛ بألا يكون بينهما شعر يصل ما بينهما، وهو خلاف القرن. وربما استحسن الخفي من القرن، وهو الذي دق فيه شعر ما بين الحاجبين، حتى لا يظهر فيه إلا خضرة خفية.
والزجج:
دقة الحاجب مع طوله بحيث ينتهي إلى مؤخر العين. وقد جاء في وصف النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان أزج الحاجبين.
ويستحسن في الحاجبين سواد شعرهما، وأن يكونا مقوسين، وأن يشبه تقويسهما بالنون تارة، وبالقوس أخرى[8].
يقول الحافظ العراقي في صفة حاجبيه:
أَزَجُّ فِي غَيْرِ قَرَنْ إِذَا غَضِبْ ♦♦♦ بَيْنَهُمَا عِرْقٌ يُدِرُّهُ الْغَضَبْ
عن أم معبد رضي الله عنها، قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أزجّ[3]، وهذا خلاف ما وصفه به هند بن أبي هالة؛ لأنه قال في وصفه: سوابغ في غير قرن. ولا أراه إلا كما ذكر ابن أبي هالة. وقال الأصمعي: كانت العرب تكره القرن، وتستحب البلج.والبلج: أن ينقطع الحاجبان فيكون ما بينهما نقيًّا[4].
ويعضده حديث عائشة رضي الله عنها الذي رواه البيهقي في الدلائل، وهي أعلم الناس بالنبي صلى الله عليه وسلم، قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أزج الحاجبين، سابغهما من غير قرن بينهما، وكان أبلج ما بين الحاجبين، حتى كأن ما بينهما الفضة المخلصة، بينهما عرق يدره الغضب، لا يرى ذلك العرق إلا أن يدره الغضب[5]. ويقويه أيضًا نعت عليِّ بن أبي طالب رضي الله عنه عندما قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أغر أبلج[6]، أهدب الأشفار[7].
يتضح مما سبق أن نفي القرن الوارد في حديث هند هو الصحيح في صفته صلى الله عليه وسلم، وليس ما وصفته به أم معبد من أنه كان أقرن.
ومن الممكن الجمع بينهما بأنه صلى الله عليه وسلم لم يكن بالأقرن حقيقة، ولا بالأبلج حقيقة، بل كان بين حاجبيه فرجة يسيرة، لا يتبينها الرائي إلا إذا دقق النظر فيها، أو أن القرن المذكور في وصف أم معبد، كان يُرَى أثناء سفره صلى الله عليه وسلم من أثر الغبار. فمن وصفه بأنه أقرن، وصفه على حالته التي رآه عليها في السفر، ولا ريب أن وصف أم معبد له صلى الله عليه وسلم كان في السفر.
يقول الثعالبي في فقه اللغة عن الحاجب: من محاسنه: الزجج والبلج.
ومن معائبه: القرن والزَّبب والمعَط. فأما الزجج؛ فدقة الحاجبين وامتدادهما، حتى كأنهما خُطَّا بقلم. أما البلج؛ فهو أن تكون بينهما فرجة، والعرب تستحب ذلك، وتكره القرن وهو اتصالهما. والزبب كثرة شعرهما، والمعط تساقط الشعر عن بعض أجزائهما.
ومنها: بلج الحاجبين وزججهما. فالبلج: انقطاع شعر الحاجبين؛ بألا يكون بينهما شعر يصل ما بينهما، وهو خلاف القرن. وربما استحسن الخفي من القرن، وهو الذي دق فيه شعر ما بين الحاجبين، حتى لا يظهر فيه إلا خضرة خفية.
والزجج:
دقة الحاجب مع طوله بحيث ينتهي إلى مؤخر العين. وقد جاء في وصف النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان أزج الحاجبين.
ويستحسن في الحاجبين سواد شعرهما، وأن يكونا مقوسين، وأن يشبه تقويسهما بالنون تارة، وبالقوس أخرى[8].
يقول الحافظ العراقي في صفة حاجبيه:
أَزَجُّ فِي غَيْرِ قَرَنْ إِذَا غَضِبْ ♦♦♦ بَيْنَهُمَا عِرْقٌ يُدِرُّهُ الْغَضَبْ