لَـحًـــنِ ♫
09-01-2019, 03:44 PM
.
السؤال
♦ الملخص:
فتاة خُطبت لرجلٍ، وقد اشترط عليهم شروطًا دقيقة جدًّا، ووافق أهلُها، لكنها لم ترتح لهذا الشاب ولا لأهله، وقد تَمَّ العقد، لكنها تريد الانفصال، وأهلُها رافضون، وتريد حلًّا.
♦ التفاصيل:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أنا فتاة في آخر العقد الثالث من عمري، وأتميَّز بكثير من الصفات، تخرَّجت في الجامعة، وتوظفتُ، ثم فُصِلت من وظيفتي، وجلستُ 5 سنوات في المنزل لم يتقدَّم إليَّ أحدٌ، لكن في هذه السنة تقدم إليَّ ثلاثة شباب، وقد فرحتُ أنا وأهلي بالشاب الأول، لكن بعض السؤال وجدنا أنه يعاني مرضًا نفسيًّا، ومِن ثَمَّ رفضتُه، وتقدَّم الثاني وكنتُ مقتنعة به، لكن والدي لم يقتنع ورفَضه، وبعد مدة تقدم الثالث، وقد سأل والدي عنه، وكل مَن سأله قال: لا أعرِفه، لكن والدي وافق، ثم خطبني رسميًّا، وجلس مع عائلتي وتحدث مع والدي بأسلوب جيد.
أخبرنا خطيبي أنه سيسكن في بيت قديم يملِكه عمُّه، ولا يريد أن أعمَل إلا معلمةً، ولا يحب بقاء الزوجة كثيرًا على الجوال وتحميل التطبيقات، ويريد أن أقطَع صلتي بالصديقات، ثم قال: إنه لا يَملِك المهر الذي طُلِب منه، واشترط مهرًا أقل، واشترط أيضًا عدم السفر بعد الزواج؛ لأنه غير مستعد، واشترط عليَّ لبس زيٍّ معين، علمًا بأنَّ لبسي محتشم، وقد وافق والدي على كثيرٍ من هذه الشروط!
صليتُ استخارة، لكني لم أرتَح له ولا لشروطه ولا لأهله، فحاولتُ أن أرفضه، لكن عائلتي ضغطت عليَّ، بحُجة أن كل الذين تقدموا لخطبتي أشخاص غير مناسبين، وأني كبرتُ، فوافقتُ وأنا أشعُر بتعاسة، وكل يوم أبكي وأُصلي الاستخارة، وأقرأ الرقية الشرعية، ولم أقتنع به لحظة، إلى أن جاء يوم العقد، فجلستُ معه، ولم يُعجبني أسلوبه ولا شكلُه ولا تصرُّفاته؛ إذ كيف يُعجبني وهو في أول لقاء قد أملى عليَّ ما تبقى من شروطه الدقيقة، وجلس يقول: أنا شخص فقير، ويجب أن أراعي ذلك في نفقة البيت، لكني لم أنطق بكلمة، شعرتُ باختناق شديد ذلك اليوم، لكني كنتُ أُظهر السعادة أمام الجميع؛ لأني رأيتُ الفرحةَ في عيون والدَيَّ.
وبعد مرور مدة من العقد، استجمعتُ قوتي وصارحتُ والدي بأسباب كرهي لزوجي، وأني أريد الانفصال، فغضِب والدي جدًّا، ورفض الفكرة تمامًا، فحاولتُ أن أجعل إخوتي وسطاءَ بيني وبين والدي، لكنه رفض أيضًا، وبعد ذلك بمدة صارحتُ والدتي، وكانت ردةُ فعلها أسوأَ، وعاقبَتني بعدم الحديث معي لأيامٍ، والآن استسلمتُ للأمر الواقع، وأصبحتْ لديَّ أزمة نفسية كبيرة، ولم أعُد مثل السابق؛ إذ أصبحتُ صامتة وشاحبة وهزيلة وحزينة كلما تذكرتُ أن زواجي اقترب، أرشدوني إلى حلٍّ، جزاكم الله خيرًا.
الجواب
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فعند التأمل في مشكلتك أقول: إن كان الكلام المذكور بلا مبالغة فانتبهي للأمور التالية:
♦ ذكرتِ أمورًا تدل على وجود فجوة كبيرة بينكما؛ لأنه اشترط شروطًا كثيرة لم تتقبليها؛ مثل الانقطاع عن وسائل التواصل وعن الصديقات، ومثل اشتراطاته المالية الدقيقة، ويبدو لي إن كان كل ما ذكرتِه موجودًا فيه حقيقةً - أنه قد يكون عنده تخوفات من النساء وصورة سيئة عنهنَّ.
وواضح جدًّا من بعض ما ذكرتِه عنه أنه فقير، لذا لم يستطع كتمان ذلك أثناء الخطبة، وإلا فكيف يناقشك في تفصيلات مالية دقيقة الآن؟ ولماذا يشترط أن تسكني عند عمِّه؟ وكيف سترتاحين في مثل هذا السكن غير المستقل والاستقلال حق لكِ؟ وقد يكون كريمًا، لكن الفقر يمنعه من الكرم، وقد يكون بخيلًا؛ فخذي كلا الأمرين في حساباتك.
ما ذكرَه لكِ من شروط - مثل منْعك من صديقاتك، ومن وسائل التواصل - هناك مَن يشترطها غيرةً، وحرصًا محمودًا، وهناك مَن يشترطها؛ لأنه مبتلى بالوسواس الذي يُخفيه، ولا أدري زوجك من أي النوعين؟
وفي كل الأحوال عليك بالآتي:
♦ كثرة الفزع إلى الله الرحيم مفرِّج الكربات بأن يُلهمك ويُلهم أهلك الصوابَ وكثرة الاستخارة.
♦ كثرة الاستغفار؛ لأنه سببٌ عظيم لتفريج الكرب والرزق، ولأننا نُبتلى من أقرب الناس بسبب ذنوبنا.
♦ كثرة الاسترجاع والصدقة.
وبعد ذلك كلِّه إن ارتحتِ له، فأقدمي وتوكَّلي على الله، واعلَمي أن في هذا الزواج خيرًا كثيرًا خلافًا لِما ظهر لك، أما إن استمرتْ نفرتُك منه، فلا بد من إعمال العقل والتفكير الحازم، وإن تيسَّر نُصح والدك ووالدتك عن طريق عقلاء مثل: الأعمام والخالات، أو إمام المسجد، أو غيرهم، وتفهيمهما بالوضع - فهذا حلٌّ طيب، وإن تيسَّر تفهيمُ الزوج بالوضع ونُصحه عن طريق عقلاء أقاربه أو أقاربك، أو إمام المسجد حتى لا يتورَّط، فهذا حلٌّ طيب جدًّا، بدلاً من التفكير بالخلع.
حفِظكم الله ودلَّك وأهلك وزوجك على طريق الخير، وجنَّبكم ما فيه ضرر وخطرٌ، وصلِّ اللهم على نبينا محمد ومن والاه.
.
السؤال
♦ الملخص:
فتاة خُطبت لرجلٍ، وقد اشترط عليهم شروطًا دقيقة جدًّا، ووافق أهلُها، لكنها لم ترتح لهذا الشاب ولا لأهله، وقد تَمَّ العقد، لكنها تريد الانفصال، وأهلُها رافضون، وتريد حلًّا.
♦ التفاصيل:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أنا فتاة في آخر العقد الثالث من عمري، وأتميَّز بكثير من الصفات، تخرَّجت في الجامعة، وتوظفتُ، ثم فُصِلت من وظيفتي، وجلستُ 5 سنوات في المنزل لم يتقدَّم إليَّ أحدٌ، لكن في هذه السنة تقدم إليَّ ثلاثة شباب، وقد فرحتُ أنا وأهلي بالشاب الأول، لكن بعض السؤال وجدنا أنه يعاني مرضًا نفسيًّا، ومِن ثَمَّ رفضتُه، وتقدَّم الثاني وكنتُ مقتنعة به، لكن والدي لم يقتنع ورفَضه، وبعد مدة تقدم الثالث، وقد سأل والدي عنه، وكل مَن سأله قال: لا أعرِفه، لكن والدي وافق، ثم خطبني رسميًّا، وجلس مع عائلتي وتحدث مع والدي بأسلوب جيد.
أخبرنا خطيبي أنه سيسكن في بيت قديم يملِكه عمُّه، ولا يريد أن أعمَل إلا معلمةً، ولا يحب بقاء الزوجة كثيرًا على الجوال وتحميل التطبيقات، ويريد أن أقطَع صلتي بالصديقات، ثم قال: إنه لا يَملِك المهر الذي طُلِب منه، واشترط مهرًا أقل، واشترط أيضًا عدم السفر بعد الزواج؛ لأنه غير مستعد، واشترط عليَّ لبس زيٍّ معين، علمًا بأنَّ لبسي محتشم، وقد وافق والدي على كثيرٍ من هذه الشروط!
صليتُ استخارة، لكني لم أرتَح له ولا لشروطه ولا لأهله، فحاولتُ أن أرفضه، لكن عائلتي ضغطت عليَّ، بحُجة أن كل الذين تقدموا لخطبتي أشخاص غير مناسبين، وأني كبرتُ، فوافقتُ وأنا أشعُر بتعاسة، وكل يوم أبكي وأُصلي الاستخارة، وأقرأ الرقية الشرعية، ولم أقتنع به لحظة، إلى أن جاء يوم العقد، فجلستُ معه، ولم يُعجبني أسلوبه ولا شكلُه ولا تصرُّفاته؛ إذ كيف يُعجبني وهو في أول لقاء قد أملى عليَّ ما تبقى من شروطه الدقيقة، وجلس يقول: أنا شخص فقير، ويجب أن أراعي ذلك في نفقة البيت، لكني لم أنطق بكلمة، شعرتُ باختناق شديد ذلك اليوم، لكني كنتُ أُظهر السعادة أمام الجميع؛ لأني رأيتُ الفرحةَ في عيون والدَيَّ.
وبعد مرور مدة من العقد، استجمعتُ قوتي وصارحتُ والدي بأسباب كرهي لزوجي، وأني أريد الانفصال، فغضِب والدي جدًّا، ورفض الفكرة تمامًا، فحاولتُ أن أجعل إخوتي وسطاءَ بيني وبين والدي، لكنه رفض أيضًا، وبعد ذلك بمدة صارحتُ والدتي، وكانت ردةُ فعلها أسوأَ، وعاقبَتني بعدم الحديث معي لأيامٍ، والآن استسلمتُ للأمر الواقع، وأصبحتْ لديَّ أزمة نفسية كبيرة، ولم أعُد مثل السابق؛ إذ أصبحتُ صامتة وشاحبة وهزيلة وحزينة كلما تذكرتُ أن زواجي اقترب، أرشدوني إلى حلٍّ، جزاكم الله خيرًا.
الجواب
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فعند التأمل في مشكلتك أقول: إن كان الكلام المذكور بلا مبالغة فانتبهي للأمور التالية:
♦ ذكرتِ أمورًا تدل على وجود فجوة كبيرة بينكما؛ لأنه اشترط شروطًا كثيرة لم تتقبليها؛ مثل الانقطاع عن وسائل التواصل وعن الصديقات، ومثل اشتراطاته المالية الدقيقة، ويبدو لي إن كان كل ما ذكرتِه موجودًا فيه حقيقةً - أنه قد يكون عنده تخوفات من النساء وصورة سيئة عنهنَّ.
وواضح جدًّا من بعض ما ذكرتِه عنه أنه فقير، لذا لم يستطع كتمان ذلك أثناء الخطبة، وإلا فكيف يناقشك في تفصيلات مالية دقيقة الآن؟ ولماذا يشترط أن تسكني عند عمِّه؟ وكيف سترتاحين في مثل هذا السكن غير المستقل والاستقلال حق لكِ؟ وقد يكون كريمًا، لكن الفقر يمنعه من الكرم، وقد يكون بخيلًا؛ فخذي كلا الأمرين في حساباتك.
ما ذكرَه لكِ من شروط - مثل منْعك من صديقاتك، ومن وسائل التواصل - هناك مَن يشترطها غيرةً، وحرصًا محمودًا، وهناك مَن يشترطها؛ لأنه مبتلى بالوسواس الذي يُخفيه، ولا أدري زوجك من أي النوعين؟
وفي كل الأحوال عليك بالآتي:
♦ كثرة الفزع إلى الله الرحيم مفرِّج الكربات بأن يُلهمك ويُلهم أهلك الصوابَ وكثرة الاستخارة.
♦ كثرة الاستغفار؛ لأنه سببٌ عظيم لتفريج الكرب والرزق، ولأننا نُبتلى من أقرب الناس بسبب ذنوبنا.
♦ كثرة الاسترجاع والصدقة.
وبعد ذلك كلِّه إن ارتحتِ له، فأقدمي وتوكَّلي على الله، واعلَمي أن في هذا الزواج خيرًا كثيرًا خلافًا لِما ظهر لك، أما إن استمرتْ نفرتُك منه، فلا بد من إعمال العقل والتفكير الحازم، وإن تيسَّر نُصح والدك ووالدتك عن طريق عقلاء مثل: الأعمام والخالات، أو إمام المسجد، أو غيرهم، وتفهيمهما بالوضع - فهذا حلٌّ طيب، وإن تيسَّر تفهيمُ الزوج بالوضع ونُصحه عن طريق عقلاء أقاربه أو أقاربك، أو إمام المسجد حتى لا يتورَّط، فهذا حلٌّ طيب جدًّا، بدلاً من التفكير بالخلع.
حفِظكم الله ودلَّك وأهلك وزوجك على طريق الخير، وجنَّبكم ما فيه ضرر وخطرٌ، وصلِّ اللهم على نبينا محمد ومن والاه.
.