المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تعامل المسلم المُبتلى بالمعاصي


نور القمر
08-15-2019, 03:08 PM
تعامل المسلم المُبتلى بالمعاصي

إذا ابتلي المسلم بارتكاب المعاصي أيّا كان نوعها، فإن عليه القيام بالخطوات الآتية:
1- الحياء من اللّه عز وجل والعفة عن محارمه:
على المبتلى بالمعصية أن يتيقّن بأن هذه الدنيا وما فيها من ملذات هي بالقطع إلى زوال: {يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَياةُ الدُّنْيا وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ} [فاطر:5].
وأن الإنسان لا ينفعه يوم القيامة سوى أن يأتي اللّه بقلب سليم، ولا تتم سلامة القلب حتى يسلم من خمسة أشياء: من شرك يناقض التوحيد، وبدعة تخالف السنة، وشهوة تخالف الأمر، وغفلة تناقض الذكر، وهوى نفس يناقض التجرد من شهوات الدنيا، وهذه الخمسة حجب عن اللّه تعالى لا بد للمسلم من التخلص منها بالاستعانة باللّه عز وجل.

2- استحضار العقوبة (الخوف- الخشية- الرهبة):
على العاصي أن يضع نصب عينيه أنه لن يفلت من العقاب، وأن هذا العقاب قد يعاجله في الدنيا فتكون معيشته ضنكا؛ {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَعْمى} [طه:124]، ويرسل عليه أنواعًا أخرى من الهموم والبلايا ما يجعله في نكد دائم وحزن مستمر، قال تعالى: {كَذلِكَ نَبْلُوهُمْ بِما كانُوا يَفْسُقُونَ} [الأعراف:163]. وإذا أفلت العاصي من عقاب الدنيا فإن عذاب الآخرة أشق، قال تعالى: {لَهُمْ عَذابٌ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَلَعَذابُ الْآخِرَةِ أَشَقُّ وَما لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ واقٍ} [الرعد:34]، وقال سبحانه: {وَأَمَّا مَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوى . فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوى} [النازعات:40، 41].

ولكي يدفع عن نفسه هذه العقوبة فليعلم أن المؤمن إذا فعل سيئة فإن عقوبتها تندفع عنه بعشرة أسباب:
(1) أن يتوب فيتوب اللّه عليه، فإن التائب من الذنب كمن لا ذنب له، {فَمَنْ تابَ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [المائدة:39].
(2) أن يستغفر فيغفر له.
(3) أن يعمل حسنات تمحوها، فإن الحسنات يذهبن السيئات، {وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهارِ وَزُلَفاً مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَناتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ ذلِكَ ذِكْرى لِلذَّاكِرِينَ} [هود:114].
(4) أن يدعو له إخوانه المؤمنون، ويستغفرون له حيّا أو ميّتا.
(5) أن يهدوا له من ثواب أعمالهم ما ينفعه اللّه به.
(6) أن يشفع له نبيه محمد صلّى اللّه عليه وسلّم.
(7) أن يبتليه اللّه تعالى في الدنيا بمصائب تكفّر عنه.
(8) أن يبتليه في البرزخ بالصعقة فيكفّر بها عنه.
(9) أن يبتليه في عرصات القيامة من أهوالها بما يكفّر به عنه.
(10) أن يرحمه أرحم الراحمين.

3- الإقلاع الفوري:
الإقلاع الفوري عن الذنوب والمعاصي، ورد المظالم إلى أهلها، والاعتذار عن الإساءات والإهانات التي يكون قد آذى بها غيره، وأول ذلك اجتناب الكبائر، قال تعالى: {إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبائِرَ ما تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيماً} [النساء:31]. والابتعاد عن أماكن وأسباب وقوعها وعوامل إثارتها كالصحبة السيئة، ولا يكون ذلك إلا بالورع والتقوى.

4- الاستغفار والتوبة:
بعد الإقلاع عن المعاصي ورد المظالم والإهانات، يأتي الاستغفار والتوبة فهما الباب الذي لا يغلقه اللّه في وجه أحد ما لم يغرغر، فاللّه عز وجل يغفر الذنوب جميعا (عدا الشرك باللّه)، قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ ما دُونَ ذلِكَ لِمَنْ يَشاءُ} [النساء:48]. وعليه أن يتحلّى بصفتي العفو والصفح لأن ذلك مجلبة لمغفرة اللّه تعالى.

5- الثقة برحمة اللّه تعالى وسعة عفوه:
لقد كتب اللّه على نفسه الرحمة بقوله تعالى: {كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ} [الأنعام:54]، وهو سبحانه يغفر الذنوب جميعًا.

6- جهاد الشيطان واتخاذه عدوّا:
على المسلم بعد إقلاعه عن الذنب وتوبته واستغفاره أن يحصن مواقعه حتى لا يخترقها عدوه اللدود وهو الشيطان، قال تعالى: {إِنَّ الشَّيْطانَ كانَ لِلْإِنْسانِ عَدُوًّا مُبِيناً} [الإسراء:53]. وعليه أن يعلم بأن هذا العدو اللعين يتخذ من الحيل والأساليب ما يجعله يرتدي ثياب الصديق، فيبذل الكثير من الوعود الكاذبة والأماني الخادعة، ويدعو أصحابه ليكونوا من أصحاب السعير، ثم لا يغني عنهم فتيلا عند ما يقضي الحق بين العباد، يقول ابن القيم رحمه اللّه: "علّم اللّه سبحانه عباده كيفية هذه الحرب وذلك الجهاد فجمعها لهم في أربع كلمات فقال: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصابِرُوا وَرابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [آل عمران:200]، قال: والمرابطة هنا لزوم ثغر القلب وحراسته لئلا يدخل منه العدو، ولزوم ثغر العين والأذن واللسان والبطن واليد والرجل، وعلى المسلم ألّا يخلي هذه الثغور فيصادف الشيطان منها ثغرًا خاليًا فيدخل منه". ولا شك في أن الاستعاذة باللّه عز وجل من هذا الشيطان هي من أقوى الأسلحة التي يحصن بها المسلم نفسه من هذا العدو لأن معناها الاعتصام باللّه تعالى واللجوء إليه لدرء شر ذلك الشيطان الرجيم.

7- جهاد النفس وتزكيتها:
اعلم أن النفس مجبولة على اتباع الشهوات ولا تزال على ذلك إلا أن يبهرها نور الإيمان، فلا يزال المؤمن طول عمره في مجاهدة نفسه الأمارة بالسوء باستنزال نور رحمة اللّه، فكلما هاجت داعية نفسه إلى شهوات جسدية أو أهواء نفسية محرمة لجأ إلى اللّه وتذكر جلال اللّه وعظمته وما أعد للمطيعين من ثواب وللعصاة من عذاب فانقدح من قلبه وعقله خاطر يدمغ خاطر الباطل فيصير كأن لم يكن شيئًا مذكورًا. أما تزكية النفس فيعني التطهر من الأدناس والسمو عن النقائص، وهي بذلك تأخذ عند اللّه حظها من الرضوان وعند الناس حظها من الكرامة وقد وعد اللّه عز وجل بالفلاح من زكّى نفسه فقال: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاها} [الشمس:9].

لَـحًـــنِ ♫
08-15-2019, 03:08 PM
سلم لنآ عطاؤك وجمال إبداعك ..
لك ولحضورك الجميل كل الشكر والتقدير ..
ولروحك الجوري
http://www9.0zz0.com/2015/01/10/18/415633964.gif

الياقوتة
08-15-2019, 03:10 PM
جزاك الله خير وجعله بموازين.حسنااتك
لا عدمناا حضوورك
لك احترامي وتقديري

لَـحًـــنِ ♫
08-15-2019, 03:13 PM
سلم لنآ عطاؤك وجمال إبداعك ..
لك ولحضورك الجميل كل الشكر والتقدير ..
ولروحك الجوري
http://www9.0zz0.com/2015/01/10/18/415633964.gif

محمد المقاول
08-15-2019, 03:25 PM
شكرا اليك
وجزاك الله خيرا
وبارك الله فيك
احترامي

مينا
08-15-2019, 03:30 PM
سلمت اناملکِ على الانتقاء القيم:244:
جزيت خيرا عليه:244:

روحي تبيك
08-15-2019, 04:49 PM
جزاك الله خير وجعله في ميزان حسناتك
ولا حرمك الأجر يارب
وأنار الله قلبك بنورالإيمان
أحترآمي لــ/سموك

الأمير
08-15-2019, 06:34 PM
في سماء الإبداع حلقتم
ولأجمل موضوع طرحتم
ولآ تحرمونا من تميزكم وإبداعكم
دمتم بحفظ من الله ورعايته
https://www.majalisna.com/gallery/3300/3300_76244_1264835387.gif

إميلي.
08-15-2019, 07:23 PM
سلمت أناملك ع روعة طرحك
وسلم ذوقكـ على حسن الانتـقاااء
بـ إنتظآر جديدك وعذب أطرٌوحآتك
تحيتي وتقديري

خالد الشاعر
08-15-2019, 11:36 PM
جزااكي الله كل خير
وجعله الباري في موازين حسناتكِ
دمتي بحفظ الباري

دلوعة عشق
08-16-2019, 07:15 AM
موضوع رائع
رفع الله قدرك فى الدارين
واجزل لك العطاء
شكرا لطرحك المميز

سرالهوى
08-16-2019, 09:39 AM
طرح راقي
أهنيك على هذا الموضوع الرائع
والجميل
أعجبني كثيراً وراق لي
لاحرمنا الله من تجدد مواضيعك
يعطيك الف عافيه
مودتي

الوسيم
08-16-2019, 09:41 AM
بارك الله فيكم ونفعنا بما قدمتم
جزاكم الله خير الجزاء
سلمت اناملكم
فى انتظار ابدعاتكم
دمتم متألقين مبدعين متميزي

بٰٰقايٰا روحہٰ
08-16-2019, 12:37 PM
جزاك الله خير وجعله في ميزان حسناتك
ولا حرمك الأجر يارب
وأنار الله قلبك بنورالإيمان
أحترآمي لــ/سموك:rose:

نور القمر
08-16-2019, 04:03 PM
منورين بمروركم العطر

دره العشق
08-16-2019, 09:19 PM
http://www.rjeem.com/forum/mwaextraedit4/extra/69.gif

شيخة رواية
08-17-2019, 04:10 AM
سلٍم لنآ هذآ الإبدآع
لك أرق التحآيآ وأعذبهآ
كٌل الود

نور القمر
08-17-2019, 05:07 PM
منورين بمروركم العطر

نهيان
08-18-2019, 10:46 AM
جزاك الله عنابخيرالجزاء
والدرجة الرفيعه من الجنه
بارك الله فيك ونفع بك
وجعله في موازين حسناتك
دمتي في رعاية الله وحفظه

رزان
08-18-2019, 11:45 AM
بارك الله بكِ على الفائدة ..
جزاكِ الله خير الجزاء ..
الله يعطيكِ العافية ويوفقكِ

أبو علياء
09-16-2019, 06:12 PM
جزاكم الله خيراً ونفع بكم
واثابكم الفردوس الاعلى من الجنه
وجعل كل ما تقدمونه في موازين حسناتكم
لكم مني ارق المنى
وخالص التقدير والاحترام

Şøķåŕą
08-07-2022, 07:30 AM
_



سلمت الأيادي ..
ويعطيك العافية لـ جمال الآنتقاء
لروحك جنائن الورد .

نور القمر
09-22-2024, 11:55 AM
سلمت كفوفك ..
لطيب الجهد وَ تمُيز العطاء
لاحرمنا الله روائِع مجهوداتك
لقلبك الفرح https://a-al7b.com/vb/images/smilies/241.gif.

Şøķåŕą
10-09-2024, 08:58 PM
شكراً لك
بإنتظار الجديد القادم
دمت بكل خير