دره العشق
08-12-2019, 08:11 PM
نفحات صلاة العيد
* ماذا يعني عيد الأضحى في حياة المسلمين؟ وهل صلاة العيد واجبة على كل مسلم؟
(ص.ع - الشارقة)
-يقول د. شوقي علام مفتي مصر: عيد الأضحى المبارك كله نفحات روحية وعطاءات إنسانية واجتماعية واضحة، حيث ينبغي أن يعيش المسلم وجدانياً مع ضيوف الرحمن، ويدعو الله أن يكون في العام أو الأعوام المقبلة بين صفوفهم، لينعم ببركات هذه الرحلة الروحية الطيبة، وليكون من هؤلاء الذين وعدهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بغسل ذنوبهم والتخلص من آثامهم، فهو صلى الله عليه وسلم القائل: «من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه».
وصلاة العيد، لها رسالتها الروحية، ودورها في إدخال البهجة إلى نفوس الصغار والكبار، وهي سنة ينبغي أن يحرص عليها كل مسلم، وأن يبدأ بها برنامجه في هذا اليوم المبارك، وأن يذهب إليها وهو في كامل نشاطه وحيويته، وأن يصطحب معه أسرته، خاصة أطفاله، ليشهدوا بهجة هذا اليوم الأغر، وأن يستعد لها بأن يغتسل ويلبس أجود ثيابه، وأن يضع على جسده شيئاً من الروائح الزكية.
وصلاة العيد ليست مجرد عبادة يؤديها المسلم ثم ينصرف إلى بيته، فتجمع المسلمين في هذا اليوم له أهداف اجتماعية وإنسانية، بالإضافة إلى الهدف الديني والأخلاقي من أداء الصلاة في جماعة، فهي فرصة لتلاقي المسلمين في بداية هذا اليوم الأغر، وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته ينتهزون هذه الفرصة لتقوية صلاتهم الاجتماعية والإنسانية بعضهم ببعض، وكانوا يهنئون بعضهم بعضاً، ويقضون بعض الوقت الطيب مع بعض داخل المسجد أو خارجه، يتبادلون التهاني والنصائح والأحاديث الودية، ويعودون إلى منازلهم وهم أكثر بهجة ونشاطاً.
الأضحية.. وحقوق الفقراء فيها
* ما أجر وثواب الأضحية؟ وهل هي مطلوبة من كل مسلم؟ وما حكم من يغفل عنها أو يتركها وهو قادر عليها؟ وكيف يتم تقسيم لحومها؟
(ف. أ - أبوظبي)
- يقول د. عباس شومان، أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر: الأضحية سنة مؤكدة، ويكره تركها بالنسبة للقادر عليها، والقادر على الأضحية هو الذي يملك ثمنها فوق حاجاته الضرورية، فكل من يستطيع شراء أضحية من دون حرج أو استدانة مطلوب منه أن يضحي اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم الذي ضحى بكبشين أملحين أقرنين.. (أي خروفين يخالط بياضهما سواد ولهما قرون)، فليس مطلوباً من المسلم أن يستدين من أجل شراء أضحية، ولا أن يشتريها بالأجل، إلا إذا كان قادراً على السداد ولديه دخل ثابت، ولديه رغبة في العطف على الفقراء بجزء من لحومها. وقد شرعت الأضحية في السنة الثانية من الهجرة مع العيدين (عيد الفطر وعيد الأضحى) والهدف منها شكر الله تعالى على نعمه، والتوسعة على الفقراء والمحتاجين.. فالله سبحانه وتعالى يقول في كتابه الكريم «إنا أعطيناك الكوثر. فصل لربك وانحر. إن شانئك هو الأبتر».. وقد رغبنا النبي صلى الله عليه وسلم من خلال العديد من الأحاديث النبوية الكريمة في الأضحية، وأخبرنا بأنها تأتي بقرونها وأشعارها وأظلافها لتشفع لصاحبها يوم القيامة.
وعلى المسلم أن يلتزم في توزيع الأضحية بما حث عليه الإسلام وأن يطعم منها الفقراء والمحتاجين، ولا يستأثر بها لنفسه ولأهل بيته كما يفعل كثير من البسطاء ومحدودي الدخل.
والأضحية لا تذبح إلا بعد طلوع الشمس يوم العيد بقدر ما يسع الصلاة، فمن ذبح قبل ذلك لا يأخذ ثواب الأضحية، وإنما يأخذ ثواب الصدقة إن تصدق.
والوقت المفضل لذبح الأضحية يكون في يوم الأضحى بعد صلاة العيد، فإذا لم يتمكن المضحي من ذبح أضحيته في يوم عيد الأضحى، جاز له أن يذبحها في الأيام الثلاثة بعد يوم عيد الأضحى.. ولذلك أنبه هنا على ضرورة أن يكون الذبح بعد صلاة العيد كما أمرنا ربنا سبحانه في قوله الكريم «فصل لربك وانحر»، وكما أرشدنا رسولنا صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: «من ذبح قبل الصلاة فإنما يذبح لنفسه، ومن ذبح بعد الصلاة والخطبتين فقد أتم نسكه - أي عبادته - وأصاب المسلمين». والأضحية - كما اتفق علماء المسلمين- تجوز من أصناف عديدة من الأنعام تيسيراً على المسلم ودفعاً للحرج، فالأضحية تكون من الإبل أو البقر أو الغنم، من الذكور والإناث، ويجب أن يكون سن الإبل خمس سنوات، ويكون سن البقر سنتين، والغنم سنة، ويدخل في الغنم الماعز.. ويسر الأمر بعض الفقهاء وأجازوا التضحية بالغنم التي تبلغ من العمر ستة أشهر.. أما الماعز فلا يقل عن سنة حتى يكون بها لحم وتحقق الغرض منها.
والناقة أو الجمل تكفي للتضحية عن سبعة أشخاص، أي تشترك فيها سبع أسر وكذلك البقرة.. أما الشاة فتكفي عن أسرة واحدة، وكلما كان بمقدور الإنسان أن يزيد كتب الله له الأجر والثواب.
والهدف من الأضحية هو التوسعة على الفقراء والمحتاجين في هذه الأيام المباركة، فالأضحية في عيد الأضحى تماثل زكاة الفطر في رمضان، والهدف من الاثنتين هو التوسعة على المسلمين خاصة المحتاجين منهم، فضلاً عن أنها تساعد على صلة الرحم، حيث يتم توزيع جزء منها على الأهل والأقارب والأصدقاء، فهي تقسم ثلاثة أقسام: قسم للفقراء والمحتاجين، وكلما زاد نصيب هؤلاء منها اكتسب صاحبها المزيد من الأجر والثواب، وقسم لأهل البيت، ولا ينبغي أن يزيد على الثلث، والقسم الثالث للأصدقاء والأقارب.
ومن هنا فإن بعض الناس الذين يذبحون الأضحية ويكتفون بأكلها لا يؤدون السنة ويحرمون أنفسهم من الأجر والثواب.
* ماذا يعني عيد الأضحى في حياة المسلمين؟ وهل صلاة العيد واجبة على كل مسلم؟
(ص.ع - الشارقة)
-يقول د. شوقي علام مفتي مصر: عيد الأضحى المبارك كله نفحات روحية وعطاءات إنسانية واجتماعية واضحة، حيث ينبغي أن يعيش المسلم وجدانياً مع ضيوف الرحمن، ويدعو الله أن يكون في العام أو الأعوام المقبلة بين صفوفهم، لينعم ببركات هذه الرحلة الروحية الطيبة، وليكون من هؤلاء الذين وعدهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بغسل ذنوبهم والتخلص من آثامهم، فهو صلى الله عليه وسلم القائل: «من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه».
وصلاة العيد، لها رسالتها الروحية، ودورها في إدخال البهجة إلى نفوس الصغار والكبار، وهي سنة ينبغي أن يحرص عليها كل مسلم، وأن يبدأ بها برنامجه في هذا اليوم المبارك، وأن يذهب إليها وهو في كامل نشاطه وحيويته، وأن يصطحب معه أسرته، خاصة أطفاله، ليشهدوا بهجة هذا اليوم الأغر، وأن يستعد لها بأن يغتسل ويلبس أجود ثيابه، وأن يضع على جسده شيئاً من الروائح الزكية.
وصلاة العيد ليست مجرد عبادة يؤديها المسلم ثم ينصرف إلى بيته، فتجمع المسلمين في هذا اليوم له أهداف اجتماعية وإنسانية، بالإضافة إلى الهدف الديني والأخلاقي من أداء الصلاة في جماعة، فهي فرصة لتلاقي المسلمين في بداية هذا اليوم الأغر، وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته ينتهزون هذه الفرصة لتقوية صلاتهم الاجتماعية والإنسانية بعضهم ببعض، وكانوا يهنئون بعضهم بعضاً، ويقضون بعض الوقت الطيب مع بعض داخل المسجد أو خارجه، يتبادلون التهاني والنصائح والأحاديث الودية، ويعودون إلى منازلهم وهم أكثر بهجة ونشاطاً.
الأضحية.. وحقوق الفقراء فيها
* ما أجر وثواب الأضحية؟ وهل هي مطلوبة من كل مسلم؟ وما حكم من يغفل عنها أو يتركها وهو قادر عليها؟ وكيف يتم تقسيم لحومها؟
(ف. أ - أبوظبي)
- يقول د. عباس شومان، أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر: الأضحية سنة مؤكدة، ويكره تركها بالنسبة للقادر عليها، والقادر على الأضحية هو الذي يملك ثمنها فوق حاجاته الضرورية، فكل من يستطيع شراء أضحية من دون حرج أو استدانة مطلوب منه أن يضحي اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم الذي ضحى بكبشين أملحين أقرنين.. (أي خروفين يخالط بياضهما سواد ولهما قرون)، فليس مطلوباً من المسلم أن يستدين من أجل شراء أضحية، ولا أن يشتريها بالأجل، إلا إذا كان قادراً على السداد ولديه دخل ثابت، ولديه رغبة في العطف على الفقراء بجزء من لحومها. وقد شرعت الأضحية في السنة الثانية من الهجرة مع العيدين (عيد الفطر وعيد الأضحى) والهدف منها شكر الله تعالى على نعمه، والتوسعة على الفقراء والمحتاجين.. فالله سبحانه وتعالى يقول في كتابه الكريم «إنا أعطيناك الكوثر. فصل لربك وانحر. إن شانئك هو الأبتر».. وقد رغبنا النبي صلى الله عليه وسلم من خلال العديد من الأحاديث النبوية الكريمة في الأضحية، وأخبرنا بأنها تأتي بقرونها وأشعارها وأظلافها لتشفع لصاحبها يوم القيامة.
وعلى المسلم أن يلتزم في توزيع الأضحية بما حث عليه الإسلام وأن يطعم منها الفقراء والمحتاجين، ولا يستأثر بها لنفسه ولأهل بيته كما يفعل كثير من البسطاء ومحدودي الدخل.
والأضحية لا تذبح إلا بعد طلوع الشمس يوم العيد بقدر ما يسع الصلاة، فمن ذبح قبل ذلك لا يأخذ ثواب الأضحية، وإنما يأخذ ثواب الصدقة إن تصدق.
والوقت المفضل لذبح الأضحية يكون في يوم الأضحى بعد صلاة العيد، فإذا لم يتمكن المضحي من ذبح أضحيته في يوم عيد الأضحى، جاز له أن يذبحها في الأيام الثلاثة بعد يوم عيد الأضحى.. ولذلك أنبه هنا على ضرورة أن يكون الذبح بعد صلاة العيد كما أمرنا ربنا سبحانه في قوله الكريم «فصل لربك وانحر»، وكما أرشدنا رسولنا صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: «من ذبح قبل الصلاة فإنما يذبح لنفسه، ومن ذبح بعد الصلاة والخطبتين فقد أتم نسكه - أي عبادته - وأصاب المسلمين». والأضحية - كما اتفق علماء المسلمين- تجوز من أصناف عديدة من الأنعام تيسيراً على المسلم ودفعاً للحرج، فالأضحية تكون من الإبل أو البقر أو الغنم، من الذكور والإناث، ويجب أن يكون سن الإبل خمس سنوات، ويكون سن البقر سنتين، والغنم سنة، ويدخل في الغنم الماعز.. ويسر الأمر بعض الفقهاء وأجازوا التضحية بالغنم التي تبلغ من العمر ستة أشهر.. أما الماعز فلا يقل عن سنة حتى يكون بها لحم وتحقق الغرض منها.
والناقة أو الجمل تكفي للتضحية عن سبعة أشخاص، أي تشترك فيها سبع أسر وكذلك البقرة.. أما الشاة فتكفي عن أسرة واحدة، وكلما كان بمقدور الإنسان أن يزيد كتب الله له الأجر والثواب.
والهدف من الأضحية هو التوسعة على الفقراء والمحتاجين في هذه الأيام المباركة، فالأضحية في عيد الأضحى تماثل زكاة الفطر في رمضان، والهدف من الاثنتين هو التوسعة على المسلمين خاصة المحتاجين منهم، فضلاً عن أنها تساعد على صلة الرحم، حيث يتم توزيع جزء منها على الأهل والأقارب والأصدقاء، فهي تقسم ثلاثة أقسام: قسم للفقراء والمحتاجين، وكلما زاد نصيب هؤلاء منها اكتسب صاحبها المزيد من الأجر والثواب، وقسم لأهل البيت، ولا ينبغي أن يزيد على الثلث، والقسم الثالث للأصدقاء والأقارب.
ومن هنا فإن بعض الناس الذين يذبحون الأضحية ويكتفون بأكلها لا يؤدون السنة ويحرمون أنفسهم من الأجر والثواب.