دره العشق
07-28-2019, 03:39 PM
عن عائشة – رضي الله عنها - قالت: ما شبع آل محمد من خبز الشعير يومين متتابعين حتى قُبض. وفي رواية: ما شبع آل محمد منذ قدم المدينة من طعام البر ثلاث ليال تباعًا. وعن عروة عن عائشة أنها كانت تقول: والله يا ابن أختي: إن كنا لننظر إلى الهلال، ثم الهلال، ثم الهلال، ثلاثة أهلة في شهرين، وما أوقد في أبيات رسول الله صلى الله عليه وسلم نار. قلت: يا خالة: فما كان يعيشكم؟. قالت: الأسودان: التمر والماء.
وعن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة – رضي الله عنه -: أنه مر بقوم بين أيديهم شاة مصلية، فدعوه فأبى أن يأكل، وقال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من الدنيا ولم يشبع من خبز الشعير.
وعن أنس – رضي الله عنه - قال: لم يأكل النبي صلى الله عليه وسلم على خوان حتى مات، وما أكل خبزًا مرققًا حتى مات.
وعن النعمان بن بشير – رضي الله عنه - قال: لقد رأيت نبيكم صلى الله عليه وسلم وما يجد من الدَّقَل ما يملًا بطنه. والدَّقَل تمر رديء.
وعن سهل بن سعد – رضي الله عنه - قال: ما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم النقي من حين ابتعثه حتى قبضه. فقيل له: هل كان لكم في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم مناخل؟. قال: ما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم منخلًا من حين ابتعثه حتى قبضه. فقيل له: كيف كنتم تأكلون الشعير غير منخول؟. قال: كنا نطحنه، وننفخه، فيطير ما طار، وما بقي ثريناه.
وعن أبي هريرة – رضي الله عنه - قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم أو ليلة، فإذا هو بأبي بكر وعمر –رضي الله عنهما-، فقال: (ما أخرجكما من بيوتكما هذه الساعة؟)، قالا: الجوع يا رسول الله. قال: (وأنا والذي نفسي بيده لأخرجني الذي أخرجكما، قوما)، فقاما معه، فأتى رجلًا من الأنصار، فإذا هو ليس في بيته، فلما رأته امرأته قالت: مرحبًا وأهلًا. فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أين فلان؟)، قالت: ذهب يستعذب لنا الماء. إذ جاء الأنصاري فنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبيه، ثم قال: الحمد لله، ما أحد اليوم أكرم أضيافًا مني. فانطلق فجاءهم بعذق فيه بسر وتمر ورطب، فقال: كلوا. وأخذ المُدية، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إياك والحلوب)، فذبح لهم، فأكلوا من الشاة ومن ذلك العذق، وشربوا، فلما أن شبعوا ورووا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر وعمر: (والذي نفسي بيده، لتسألن عن هذا النعيم يوم القيامة، أخرجكم من بيوتكم الجوع، ثم لم ترجعوا حتى أصابكم هذا النعيم).
وعن خالد بن عمرو العدوي قال: خطبنا عتبة بن غزوان، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: أما بعد،. فإن الدنيا آذنت بصرم، وولت حذاء، ولم يبق منها إلا صبابة كصبابة الإناء يتصابها صاحبها، وإنكم منتقلون منها إلى دار لا زوال لها، فانتقلوا بخير ما بحضرتكم، ولقد رأيتني سابع سبعة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لنا طعام إلا ورق الشجر، حتى قرحت أشداقنا، فالتقطت بردة فشققتها بيني وبين سعد بن مالك، فاتجرت بنصفها، واتجر سعد بنصفها، فما أصبح اليوم منا أحد إلا أصبح أميرًا على مصر من الأمصار، وإني أعوذ بالله أن أكون في نفسي عظيمًا، وعند الله صغيرًا.
وعن أبي موسى الأشعري – رضي الله عنه - قال: أخرجت لنا عائشة – رضي الله عنها - كساء وإزارًا غليظًا، فقالت: قُبض رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذين.
وعن سعد بن أبي وقاص قال: إني لأول العرب رمى بسهم في سبيل الله، ولقد كنا نغزو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لنا طعام إلا ورق الحُبَلَة، وهذا السمر، حتى إن كان أحدنا ليضع كما تضع الشاة، ما له خلْط. متفق عليه.
وعن أبي هريرة – رضي الله عنه - قال: والله الذي لا إله إلا هو إن كنت لأعتمد بكبدي على الأرض من الجوع، وإن كنت لأشد الحجر على بطني من الجوع، ولقد قعدت يومًا على طريقهم الذي يخرجون منه، فمر النبي صلى الله عليه وسلم فتبسم حين رآني، وعرف منا بوجهي وما في نفسي، ثم قال: (يا أبا هر)، قلت: لبيك يا رسول الله. قال: (الحق)، ومضى، فاتبعته، فدخل فاستأذن فأذن لي، فدخلت، فوجد لبنًا في قدح، فقال: (من أين هذا اللبن؟)، قالوا: أهداك لك فلان أو فلانة. قال: (أبا هر)، قلت: لبيك يا رسول الله. قال: (الحق إلى أهل الصفة، فادعهم لي)، قال: وأهل الصفة أضياف الإسلام، لا يأوون على أهل ولا مال ولا على أحد، وكان إذا أتته صدقة بعث بها إليهم ولم يتناول منها شيئًا، وإذا أتته هدية أرسل إليهم، فساءني ذلك، فقلت: وما هذا اللبن في أهل الصفة؟ كنت أحق أن أصيب من هذا اللبن شربة أتقوى بها، فإذا جاءوا أمرني فكنت أنا أعطيهم، وما عسى أن يبلغني من هذا اللبن؟... الحديث.
وعن محمد بن سيرين عن أبي هريرة قال: لقد رأيتني وإني لأخر فيما بين منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حجرة عائشة مغشيًا عليّ، فيجيء الجائي فيضع رجله على عنقي، ويرى أني مجنون، وما بي من جنون، وما بي إلا الجوع.
وعن أبي هريرة – رضي الله عنه - قال: لقد رأيت سبعين من أهل الصفة ما منهم رجل عليه رداء، إما إزار وإما كساء، قد ربطوا في أعناقهم، ومنها ما يبلغ نصف الساقين، ومنها ما يبلغ الكعبين، فيجمعه بيده كراهية أن تُرى عورته.
وعن ابن عمر قال: كنا جلوسًا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذ جاء رجل من الأنصار... فقام وقمنا معه، ونحن بضعة عشر ما علينا نعال ولا خفاف ولا قلانس ولا قمص، نمشي في تلك السباخ، حتى جئنا، فاستأخر قومه من حوله، حتى دنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه الذين معه.
فاللهم: لك الحمد على نعمك المتكاثرة، وآلائك المتناثرة، ﴿ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً ﴾ (لقمان: 20).
وعن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة – رضي الله عنه -: أنه مر بقوم بين أيديهم شاة مصلية، فدعوه فأبى أن يأكل، وقال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من الدنيا ولم يشبع من خبز الشعير.
وعن أنس – رضي الله عنه - قال: لم يأكل النبي صلى الله عليه وسلم على خوان حتى مات، وما أكل خبزًا مرققًا حتى مات.
وعن النعمان بن بشير – رضي الله عنه - قال: لقد رأيت نبيكم صلى الله عليه وسلم وما يجد من الدَّقَل ما يملًا بطنه. والدَّقَل تمر رديء.
وعن سهل بن سعد – رضي الله عنه - قال: ما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم النقي من حين ابتعثه حتى قبضه. فقيل له: هل كان لكم في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم مناخل؟. قال: ما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم منخلًا من حين ابتعثه حتى قبضه. فقيل له: كيف كنتم تأكلون الشعير غير منخول؟. قال: كنا نطحنه، وننفخه، فيطير ما طار، وما بقي ثريناه.
وعن أبي هريرة – رضي الله عنه - قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم أو ليلة، فإذا هو بأبي بكر وعمر –رضي الله عنهما-، فقال: (ما أخرجكما من بيوتكما هذه الساعة؟)، قالا: الجوع يا رسول الله. قال: (وأنا والذي نفسي بيده لأخرجني الذي أخرجكما، قوما)، فقاما معه، فأتى رجلًا من الأنصار، فإذا هو ليس في بيته، فلما رأته امرأته قالت: مرحبًا وأهلًا. فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أين فلان؟)، قالت: ذهب يستعذب لنا الماء. إذ جاء الأنصاري فنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبيه، ثم قال: الحمد لله، ما أحد اليوم أكرم أضيافًا مني. فانطلق فجاءهم بعذق فيه بسر وتمر ورطب، فقال: كلوا. وأخذ المُدية، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إياك والحلوب)، فذبح لهم، فأكلوا من الشاة ومن ذلك العذق، وشربوا، فلما أن شبعوا ورووا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر وعمر: (والذي نفسي بيده، لتسألن عن هذا النعيم يوم القيامة، أخرجكم من بيوتكم الجوع، ثم لم ترجعوا حتى أصابكم هذا النعيم).
وعن خالد بن عمرو العدوي قال: خطبنا عتبة بن غزوان، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: أما بعد،. فإن الدنيا آذنت بصرم، وولت حذاء، ولم يبق منها إلا صبابة كصبابة الإناء يتصابها صاحبها، وإنكم منتقلون منها إلى دار لا زوال لها، فانتقلوا بخير ما بحضرتكم، ولقد رأيتني سابع سبعة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لنا طعام إلا ورق الشجر، حتى قرحت أشداقنا، فالتقطت بردة فشققتها بيني وبين سعد بن مالك، فاتجرت بنصفها، واتجر سعد بنصفها، فما أصبح اليوم منا أحد إلا أصبح أميرًا على مصر من الأمصار، وإني أعوذ بالله أن أكون في نفسي عظيمًا، وعند الله صغيرًا.
وعن أبي موسى الأشعري – رضي الله عنه - قال: أخرجت لنا عائشة – رضي الله عنها - كساء وإزارًا غليظًا، فقالت: قُبض رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذين.
وعن سعد بن أبي وقاص قال: إني لأول العرب رمى بسهم في سبيل الله، ولقد كنا نغزو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لنا طعام إلا ورق الحُبَلَة، وهذا السمر، حتى إن كان أحدنا ليضع كما تضع الشاة، ما له خلْط. متفق عليه.
وعن أبي هريرة – رضي الله عنه - قال: والله الذي لا إله إلا هو إن كنت لأعتمد بكبدي على الأرض من الجوع، وإن كنت لأشد الحجر على بطني من الجوع، ولقد قعدت يومًا على طريقهم الذي يخرجون منه، فمر النبي صلى الله عليه وسلم فتبسم حين رآني، وعرف منا بوجهي وما في نفسي، ثم قال: (يا أبا هر)، قلت: لبيك يا رسول الله. قال: (الحق)، ومضى، فاتبعته، فدخل فاستأذن فأذن لي، فدخلت، فوجد لبنًا في قدح، فقال: (من أين هذا اللبن؟)، قالوا: أهداك لك فلان أو فلانة. قال: (أبا هر)، قلت: لبيك يا رسول الله. قال: (الحق إلى أهل الصفة، فادعهم لي)، قال: وأهل الصفة أضياف الإسلام، لا يأوون على أهل ولا مال ولا على أحد، وكان إذا أتته صدقة بعث بها إليهم ولم يتناول منها شيئًا، وإذا أتته هدية أرسل إليهم، فساءني ذلك، فقلت: وما هذا اللبن في أهل الصفة؟ كنت أحق أن أصيب من هذا اللبن شربة أتقوى بها، فإذا جاءوا أمرني فكنت أنا أعطيهم، وما عسى أن يبلغني من هذا اللبن؟... الحديث.
وعن محمد بن سيرين عن أبي هريرة قال: لقد رأيتني وإني لأخر فيما بين منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حجرة عائشة مغشيًا عليّ، فيجيء الجائي فيضع رجله على عنقي، ويرى أني مجنون، وما بي من جنون، وما بي إلا الجوع.
وعن أبي هريرة – رضي الله عنه - قال: لقد رأيت سبعين من أهل الصفة ما منهم رجل عليه رداء، إما إزار وإما كساء، قد ربطوا في أعناقهم، ومنها ما يبلغ نصف الساقين، ومنها ما يبلغ الكعبين، فيجمعه بيده كراهية أن تُرى عورته.
وعن ابن عمر قال: كنا جلوسًا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذ جاء رجل من الأنصار... فقام وقمنا معه، ونحن بضعة عشر ما علينا نعال ولا خفاف ولا قلانس ولا قمص، نمشي في تلك السباخ، حتى جئنا، فاستأخر قومه من حوله، حتى دنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه الذين معه.
فاللهم: لك الحمد على نعمك المتكاثرة، وآلائك المتناثرة، ﴿ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً ﴾ (لقمان: 20).