رزان
07-13-2019, 03:58 PM
الروح والنَّفس وحقيقتهما على الوجه القطعي -الذي لا لَبس فيه- من الأمور التي طالما حيَّرت البشر، وطالما أرخى الإنسانُ العنانَ لفِكره وعقله ليَجول باحثاً؛ علّه يَجدُ إجاباتٍ تَشفي الغليل، فيَجدُ ضالَّته في معرفة حقيقة كلٍّ من الروح والنّفس، وهل الروح هي النّفس؟ أم أنّ النّفس شيءٌ والروحُ شيءٌ آخر؟ فما هي الروح؟ وما هي النفس؟ وما الفرق بين الروح والنفس؟ الفرق بين الروح والنفس اختلاف العلماء في الروح والنفس اختلف العُلماءُ في الروح والنفس، وهل الرُوح جسمٌ أم لا،
فقال النّظّام: الروح جِسمٌ وهي النّفس، وزعم النّظّام أنّ الروح حيٌ بنفسه، وأنكر أن تكون الحياة والقوة معنى غير الحي القوي، وقال آخرون منهم جعفر بن حرب: لا ندري الروح جَوهرٌ أم عَرَضٌ، واستدلّوا بقوله تعالى: (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا)؛ حيث لم يُخبر عنها ما هي، هل هي جوهرٌ أم عرض، وقال آخرون: ليست الروح شيئاً أكثر من اعتدال الطبائع الأربع، فلم يُثبتوا في الدنيا شيئاً إلا الطبائع الأربع وهي: الحرارة، والبُرودة، والرطوبة، واليُبوسة.
لقد ذَهَب بعض العلماء إلى أنّ للروح معنىً خامسٌ، فهي غير الطبائع الأربعة، فليس في الدنيا غير الطبائع الأربعة غير الروح، وقال آخرون: بل النّفس معنىً موجودٌ، وذو حدودٍ، وأركانٍ، وطُول، وعَرض، وعمق، وذَهب البعض إلى أنّ للنّفس معنى غير الرّوح، وأنّ الروح غير الحياة، والحياةُ عَرض؛ حيثُ ذهب إلى هذا أبو الهذيل، وقد زعم أنَّه يجوز أن يكون الإنسانُ أثناء نومه مَسلوب النفس والروح دون الحياة، واستشهد على ذلك بقوله تعالى: (اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)، وقال جعفر بن حرب أنّ النفس عَرَضٌ من الأعراض يُوجد في الجسم، وهو من الآلات التي تُعينُ الإنسانَ على الفِعل؛ كالصِحة، والسَلامة وما شابههما، وأنّها ليست موصولةً بشيءٍ من صفات الأجسام، والجواهر، وهو قول الأشعري.
ذهبت طائفةٌ من العلماء إلى أنّ النّفس هي النسيم الذي يتنفّسه الإنسان، ويَدخل ويَخرج بالتنّفس، وأضافوا بأنّ الرُّوح عَرَضٌ وهو الحياة فقط، وأنّ الروح شيءٌ غير النفس وهو قول أبو بكر الباقلاني، وتابعه في هذا القول بعض الأشاعرة، وقالت طائفةٌ: ليست النّفس جِسماً، ولا عَرَضاً، وليست النّفس مُحددةٌ في مكانٍ، وليس لها طولٌ، ولا عَرضٌ، ولا ارتفاعٌ أو عُمقٌ، ولا لونٌ؛ فهي لا تتجزّأ، ولا هي في العالم، ولا خارجهُ، ولا مُجانبةٌ لهُ، ولا مُباينةٌ، وهو قول المشائين، وحكاه الأشعري عن أرسطو، وزعم هؤلاء أنّ تَعلُّقَها بالبدن ليس بالحُلول فيه، ولا بالمُجاورة، ولا بالمُساكنة، ولا بالالتِصاق، ولا بالمُقابلة، وإنَّما العلاقة هي التدبير والتصريف للبدن فقط، واختار هذا القول والمَذهب كلٌ من: البسنجي، ومحمد بن النُّعمان المُلّقب بالمُفيد، ومُعمّر بن عبّاد الغزالي، وابن سينا وأتباعه.
النفس والروح بمعنى واحد قال ابن حزم: ذهب سائر أهل الإسلام إلى أن النّفس جسمٌ طويلٌ، وعريضٌ، وعميقٌ، وذو مكانٍ، وهي جُثّة متحيزةٌ، مُصَرفة ومُدبرةٌ للجسد، وذهب إلى أنّ النّفس والروح اسمان مترادفان لمعنىً واحدٌ ومعناهما واحدٌ، وهما: الروح والنفس، وهما جسمٌ مخصوصٌ، موجودٌ داخل البدن، وهو جسمٌ مُخالفٌ من حيث الصفة والماهيّة للجسمِ المَحسوس، فالروح والنّفسُ جسمٌ نورانيٌ، عُلويٌ، خفيفٌ، حيٌ، ومُتحرِكٌ، يَنفذُ في جَوهر جميع الأعضاء ويَسري في هذه الأعضاء سَريانَ الماءِ في الورد.
فقال النّظّام: الروح جِسمٌ وهي النّفس، وزعم النّظّام أنّ الروح حيٌ بنفسه، وأنكر أن تكون الحياة والقوة معنى غير الحي القوي، وقال آخرون منهم جعفر بن حرب: لا ندري الروح جَوهرٌ أم عَرَضٌ، واستدلّوا بقوله تعالى: (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا)؛ حيث لم يُخبر عنها ما هي، هل هي جوهرٌ أم عرض، وقال آخرون: ليست الروح شيئاً أكثر من اعتدال الطبائع الأربع، فلم يُثبتوا في الدنيا شيئاً إلا الطبائع الأربع وهي: الحرارة، والبُرودة، والرطوبة، واليُبوسة.
لقد ذَهَب بعض العلماء إلى أنّ للروح معنىً خامسٌ، فهي غير الطبائع الأربعة، فليس في الدنيا غير الطبائع الأربعة غير الروح، وقال آخرون: بل النّفس معنىً موجودٌ، وذو حدودٍ، وأركانٍ، وطُول، وعَرض، وعمق، وذَهب البعض إلى أنّ للنّفس معنى غير الرّوح، وأنّ الروح غير الحياة، والحياةُ عَرض؛ حيثُ ذهب إلى هذا أبو الهذيل، وقد زعم أنَّه يجوز أن يكون الإنسانُ أثناء نومه مَسلوب النفس والروح دون الحياة، واستشهد على ذلك بقوله تعالى: (اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)، وقال جعفر بن حرب أنّ النفس عَرَضٌ من الأعراض يُوجد في الجسم، وهو من الآلات التي تُعينُ الإنسانَ على الفِعل؛ كالصِحة، والسَلامة وما شابههما، وأنّها ليست موصولةً بشيءٍ من صفات الأجسام، والجواهر، وهو قول الأشعري.
ذهبت طائفةٌ من العلماء إلى أنّ النّفس هي النسيم الذي يتنفّسه الإنسان، ويَدخل ويَخرج بالتنّفس، وأضافوا بأنّ الرُّوح عَرَضٌ وهو الحياة فقط، وأنّ الروح شيءٌ غير النفس وهو قول أبو بكر الباقلاني، وتابعه في هذا القول بعض الأشاعرة، وقالت طائفةٌ: ليست النّفس جِسماً، ولا عَرَضاً، وليست النّفس مُحددةٌ في مكانٍ، وليس لها طولٌ، ولا عَرضٌ، ولا ارتفاعٌ أو عُمقٌ، ولا لونٌ؛ فهي لا تتجزّأ، ولا هي في العالم، ولا خارجهُ، ولا مُجانبةٌ لهُ، ولا مُباينةٌ، وهو قول المشائين، وحكاه الأشعري عن أرسطو، وزعم هؤلاء أنّ تَعلُّقَها بالبدن ليس بالحُلول فيه، ولا بالمُجاورة، ولا بالمُساكنة، ولا بالالتِصاق، ولا بالمُقابلة، وإنَّما العلاقة هي التدبير والتصريف للبدن فقط، واختار هذا القول والمَذهب كلٌ من: البسنجي، ومحمد بن النُّعمان المُلّقب بالمُفيد، ومُعمّر بن عبّاد الغزالي، وابن سينا وأتباعه.
النفس والروح بمعنى واحد قال ابن حزم: ذهب سائر أهل الإسلام إلى أن النّفس جسمٌ طويلٌ، وعريضٌ، وعميقٌ، وذو مكانٍ، وهي جُثّة متحيزةٌ، مُصَرفة ومُدبرةٌ للجسد، وذهب إلى أنّ النّفس والروح اسمان مترادفان لمعنىً واحدٌ ومعناهما واحدٌ، وهما: الروح والنفس، وهما جسمٌ مخصوصٌ، موجودٌ داخل البدن، وهو جسمٌ مُخالفٌ من حيث الصفة والماهيّة للجسمِ المَحسوس، فالروح والنّفسُ جسمٌ نورانيٌ، عُلويٌ، خفيفٌ، حيٌ، ومُتحرِكٌ، يَنفذُ في جَوهر جميع الأعضاء ويَسري في هذه الأعضاء سَريانَ الماءِ في الورد.