المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : السؤال عن الغائِبِ سُنَّة نبوية


نسر الشام
04-10-2019, 08:26 PM
السؤال عن الغائِبِ سُنَّة نبوية

https://www.islamweb.net/PicStore/Random/1449036468_208153.jpg


تَفَقُّدُ الغائب، والسؤال عنه، ومعرفة سبب غِيابه، وتقديم يد العون له إذا كان محتاجاً، وزيارته إن كان مريضاً، سُنَّة نبوية، وخُلُقٌ نبوي كريم، دعا إليه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله وفعله، فقد كان من شمائله وأخلاقه صلوات الله وسلامه عليه أنه كان: يجالس أصحابه ويمشي معهم، ويأكل من طعامهم، ويصافحهم إذا التقى بهم، ويلاطف ويداعب أولادهم، ويزورهم ويزور مرضاهم، ويتفقد أحوالهم، ويسأل عن غائبهم، فعن عبد الله بن بُرَيْدَةَ عن أبيه رضي الله عنهما قال: (كان رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم يَتَعهَّد الأنصار ويَعُودُهم ويَسأل عنهم) رواه الحاكم وحسنه الألباني. فمع عظيم انشِغاله وكثرة مسئولياته صلى الله عليه وسلم كان من هديه وسنته السؤال عمَّن غاب من أصحابه رضي الله عنهم، وله في ذلك الكثير من المواقف التي سجلتها السيرة النبوية المشرفة والأحاديث الصحيحة، ومن ذلك:

ـ عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف الأنصاري رضي الله عنه: (أنَّ مِسكينة (أم محجن) مرِضَت، فأُخْبِرَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم بمرضها، وكان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يعودُ المساكين، ويسأل عنهم، فقال رسول صلى الله عليه وسلم: إذا ماتت فآذنوني (أخبروني)، فأُخْرِجَ بجنازتها ليلاً، وكرِهوا أن يوقظوا رسول اللَّه، فلمَّا أصبح رسول اللَّه أُخْبِرَ بالَّذي كانَ منها، فقال: ألَم آمُرْكُم أن تؤذِنوني بِها، قالوا: يا رسول اللَّهِ كرِهْنا أن نوقِظَكَ ليلًا، فخرج رسول اللَّه حتَّى صفَّ بالنَّاس على قبرها، وَكَبَّرَ أربع تَكْبيراتٍ) رواه النسائي وصححه الألباني.

ـ وعن قرة بن إياس المزني رضي الله عنه: (كان نبي الله صلى الله عليه وسلم إذا جلس يجلس إليه نفر من الصحابة وفيهم رجل له ابن صغير يأتيه من خلف ظهره فيقعده بين يديه، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: تحبه؟ فقال: يا رسول الله أحبك الله كما أحبه، فهلك (مات)، فامتنع الرجل أن يحضر الحلقة لذكر ابنه، فحزن عليه، ففقده النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ما لي لا أرى فلانًا؟! فقالوا: يا رسول الله: بنيه الذي رأيته هلك، فلقيه النبي صلى الله عليه وسلم فسأله عن بنيه فأخبره بأنه هلك، فعزاه عليه ثم قال صلى الله عليه وسلم: يا فلان أيما كان أحب إليك: أن تمتع به عمرك، أو لا تأتي غدًا إلى باب من أبواب الجنة إلا وجدْتَه قد سبقك إليه يفتحه لك؟ قال: يا نبي الله: بل يسبقني إلى الجنة فيفتحها لي، لهو أحب إليَّ، قال صلى الله عليه وسلم: فذاك لك، فقال رجل من الأنصار: يا رسول الله، جعلني الله فداءك، أله خاصة أو لكلنا؟ قال صلى الله عليه وسلم: بل لكلكم) رواه النسائي وصححه الألباني.

ـ ويحدثنا بريدة بن الحصيب الأسلمي رضي الله عنه فيقول: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يَتَعَهَّد الأنصار، ويَعُودهم، ويسأل عنهم، فبلغه عن امرأة من الأنصار مات ابنُها وليس لها غيره، وأنها جَزَعَتْ عليه جَزَعاً شديداً، فأتاها النبيّ صلى الله عليه وسلم ومعه أصحابه، فلما بَلَغَ بابَ المرأة، قيل للمرأة: إن نبي الله يريد أن يدخل: يعزيها، فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أما إنه بلغني أنك جزعت على ابنك، فأمرها بتقوى الله وبالصبر، فقالت: يا رسول الله ما لي لا أجزع وإني امرأة رَقُوبٌ لا أَلِد، ولم يكن لي غيره؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الرَّقُوب: الذي يَبْقَى وَلَدُها، ثم قال: ما مِنِ امْرِىءٍ أو امرأةٍ مسلمةٍ يموت لها ثلاثة أولاد يَحْتَسِبُهُم إلا أَدْخله الله بهم الجنة، فقال عُمَر وهو عن يمين النبي صلى الله عليه وسلم: بأبي أنت وأمي واثْنَيْن؟ قال: واثْنَيْن) رواه الحاكم وحسنه الألباني. المرأة الرقوب: هي التي لا يولد لها، أو لا يعيش ولدها ـ هذا بحسب اللغة ـ لكن النبي صلى الله عليه وسلم أراد أن ينقل معنى ومفهوم كلمة الرقوب إلى شيء آخر غير الذي في الأذهان واللغة، ألا وهو: أن الذي ابْتُلِيَ بموت ولده فصبر ورضي بقضاء الله عز وجل هو الفائز الرابح، والمقصود الحث على الصبر على البلاء بعد وقوعه، لا الترغيب في طلبه، فقد نهينا عن ذلك وعن تمني البلاء عامة، وأمرنا بالدعاء بالعافية، فعن رفاعة بن رافع رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (سلوا اللَّهَ العفوَ والعافية) رواه أحمد وصححه الألباني.

ـ وروى البخاري في صحيحه عن أنس بن مالك رضِي الله عنه: (أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم افتَقَد ثابت بن قيس،فقال رجل: يا رسول الله، أنا أعلم لك عِلمَه، فأتاه فوجَدَه جالساً في بيته مُنكِّسًا رأسه، فقال: ما شأنك (مَا حالك)؟..). وفي هذا الحديث دليل على استحباب السؤال عن الصاحب إذا انقطع، قال ابن حجر: "قوله: (أعلم لك) أي لأجلك، وقوله: (علمه) أي: خبره".

لم يكن نبينا صلى الله عليه وسلم يعيش بعيداّ عن أصحابه، بل كان يتفقدهم تفقُّد الأب الشفيق، والصاحب المحب، فما أن يفتقد أحدهم إلا ويسأل عنه، للاطمئنان عليه، في غزوة تبوك التي جمعت أكبر عدد من المسلمين تجمع في غزوة من الغزوات حيث بلغ عددهم ثلاثين ألفًا، كان صلى الله عليه وسلم كعادته يتفقد أصحابه، فإذا به في الطريق يقول: (ما فعل كعب بن مالك؟) رواه البخاري،أي: يسأل عنه، من بين تلك الألوف الكثيرة، ويلحظ غيابه بين هذا العدد الكبير.

العلاقة بين المسلم وأفراد مجتمعه مبنية على الحب والود، والتكافل والترابط، فعن النعمان بن بشير رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (مَثَلُ المؤمنين في توادِّهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى) رواه مسلم، ومما يقوي تلك العلاقة وينميها تفقد الغائبين للاطمئنان عليهم، والمسارعة بتقديم يد العون لهم، وهذه السنة النبوية ـ تفقد الغائب ـ تقوي المجتمع، وتفتح للمسلم باباً واسِعاً لِجَمْع الحسنات، من خلال عيادة ـ المُفْتَقد الغائب ـ إذا كان مريضاً، ومساعدته إذا كان محتاجاً، وتفريج كربته إذا كان مكروباً، ومواساته إذا كان مصاباً، ونصيحته إذا كان مخطئاً.. فأين نحن من هَدْي وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم في تفقد إخواننا، والسؤال عنهم، والشعور بآلامهم، ورصد احتياجاتهم، ثم العمل على مساعدتهم؟ والله عز وجل يقول: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ}(الأحزاب:21).

إميلي.
04-11-2019, 01:15 PM
إخِتيَارْ موفقْ وإنتقَاء رآئعْ
يَدل عَلى ذَوقْ وإحساسْ جَميلْ بالكلمه
كُلْ الشُكرْ

الوسيم
04-11-2019, 01:40 PM
يعطيك العافية..
دام التالق .. دام التميز ..
مدائن من الشكر وجنائن الجوري
لهـذآالطرح الأكثر من رآئع
والعطاء..الرآقي

sham
04-11-2019, 02:27 PM
يَنسَكب مِن أنآملك الألقْ
مُمتنَة ل ِعِطآءك المُفعَم
ب العِطر وَ يعطِيك ألعَآفِيةَ عَلى الطرح ألجَميلْ
شُكراً لك ب عِبق ألسُوسن
مَآ نَنحرمْ :20:,’

حلوة الروح
04-12-2019, 11:13 AM
https://f.top4top.net/p_1092tr3mj1.jpg[/img]

بارك [COLOR="Red"]الله فيكك ونفعنا بما قدمت
جزاكك الله خير الجزاء
سلمت اناملكم
فى انتظار ابدعاتك
دمت متألق مبدع متميز
,,,,

خالد الشاعر
04-12-2019, 03:45 PM
جزاك الله خيراً
وجعلها فى موازين حسناتك
وأثابك الله الجنه بطرحك الطيب
تحياتي اليك
خ ـالد الشاعر

أبو علياء
04-13-2019, 12:06 AM
جزاگم اللهُ خَيرَ الجَزاءْ..
جَعَلَ يومكم نُوراً وَسُرورا
وَجَبالاُ مِنِ الحَسنآتْ تُعآنِقُهآ بُحورا
جَعَلَهُا آلله في مُيزانَ آعمآلكم
لاحرمنـا البآريء وإيـاكم ـأوسـع جنانـه
لكم تقديري واحترامي

الياقوتة
04-14-2019, 11:14 PM
بارك الله فيكِ
وسلمت اناملك على هذا الطرح الاكثر من رائع
دمت ودام عطائك

صاحبة السمو
04-15-2019, 11:26 AM
سلمت انآملك على الطرح المميز
يعطيك العافية على مجهودك
ننتظر منك المزيد
لقلبك الجوري :20:

دلوعة عشق
04-29-2019, 07:57 AM
يعطيك العافيه على الطرح القيم والرائع
جزاك الله كل خير وجعله فى ميزان
حسناتك يوم القيمه تسلم
الايادى وبارك الله فيك
دمت بحفظ الرحمن ....

نهار
04-29-2019, 10:43 PM
جزاك الله خير الجزاء .. ونفع بك ,, على الطرح القيم
وجعله في ميزان حسناتك
وألبسك لباس التقوى والغفران
وجعلك ممن يظلهم الله في يوم لا ظل الا ظله
وعمر الله قلبك بالأيمان
على طرحك المحمل بنفحات ايمانيه
سررت لتواجدي هنا في موضوعك

روحي تبيك
05-05-2019, 06:34 AM
جزاك الله خير وجعله في ميزان حسناتك
ولا حرمك الأجر يارب
وأنار الله قلبك بنورالإيمان
أحترآمي لــ/سموك

دره العشق
06-23-2019, 05:51 AM
شكرا لك على الموضوع الجميل و المفيذ ♥
جزاك الله الف خير على كل ما تقدمه لهذا المنتدى ♥
ننتظر ابداعاتك الجميلة بفارغ الصبر..

Şøķåŕą
06-13-2022, 07:27 AM
سلمت الأيادي ..
ويعطيك العافية لـ جمال الآنتقاء
لروحك جنائن الورد .

نور القمر
09-21-2024, 12:24 PM
سلمت كفوفك ..
لطيب الجهد وَ تمُيز العطاء
لاحرمنا الله روائِع مجهوداتك
لقلبك الفرح https://a-al7b.com/vb/images/smilies/241.gif.

Şøķåŕą
09-23-2024, 01:37 PM
شكراً لك
بإنتظار الجديد القادم
دمت بكل خير