صاحبة السمو
04-06-2019, 05:08 PM
هل خصوصيتنا محفوظة في الحوسبة السحابية؟
السلام عليكم
اسعد الله أوقاتكم بكل خير
http://www.alriyadh.com/media/thumb/51/a1/800_90c7b3d1b2.jpg في هذا العصر الذي يشهد تحول العديد من جوانب الحياة إلى مزيج يصعب فصله من العالمين الحقيقي والرقمي، باتت خصوصية بياناتنا في العالم الرقمي موضوعاً يشغل تفكيرنا، والسؤال الذي يطرح نفسه هل نثق في مزودي الخدمات الرقمية وهل يحملون نفس الحرص للمحافظة على خصوصيتنا؟ قد تكون الثقة في التقنية الرقمية هي مفتاح مهم لاستخدامنا لها وكلما زادت الثقة كلما فُتحت أبواب جديدة لدخولها الى حياتنا بشكل أعمق.
وللإجابة على هذا السؤال، نبدأ أولا بالتفريق بين أمن البيانات وخصوصيتها، فإن «أمن البيانات» يعني حماية البيانات من أي عملية استحواذ أو تعديل أو مسح دون صلاحية مقننة، أما «خصوصية البيانات» فتعني جمع البيانات لفرد أو جهة معينة وحفظها واستخدامها وإمكانية مشاركتها مع جهات أخرى حسب ضوابط متفق عليها مع مصدر هذه البيانات، علماً أن أمن البيانات يعتبر الركيزة الأساسية للخصوصية، وتعكس الخطوة الأولى مدى إدراكنا بمفهوم الخصوصية الذي يتمحور حول الوعي بمعرفة ماهية وكيفية جمع البيانات، ومن ثم كيفية استخدامها أو مشاركتها مع جهات أخرى.
قد لا يعلم البعض أنه يتم جمع البيانات بشكل خاص عن طريق التطبيقات المتوفرة على هواتفنا الذكية، وتعمل هذه التطبيقات من خلال منصات عالمية للحوسبة السحابية توفرها شركات كبيرة مثل مايكروسوفت. وتضع كل من هذه الشركات سياسات خصوصية خاصة بها، كما أن مطوري التطبيقات المختلفة يضعون سياسيات الخصوصية، فمثلا هناك سياسة خصوصية لاستخدام الهواتف الذكية وهناك سياسية خصوصية لاستخدام تطبيق الواتس آب على تلك الأجهزة، من هنا يمكن فهم التنافس الشرس حاليا فيما يتعلق بمواضيع الأمن والخصوصية والشفافية والامتثال وحرصهم الكبير على تصميم وبناء أنظمتهم وفقاً للمعايير الدولية للخصوصية.
ويتراوح استخدام البيانات من العمليات التسويقية إلى «تجميع البيانات» وهي عملية جمع بيانات للشخص قد لا تكون حساسة إلا عندما يتم جمعها من مصادر مختلفة وربطها منطقيا، كأن يتم تجميع بيانات أساسية من موقع وبيانات تواصل اجتماعي ومعلومات مالية أو صحية أو متعلقة بالعمل ليتم تكوين سجل متكامل عن الشخصية، وتكمن الخطورة في استخدامها لاتخاذ قرارات تخص الشخص دون معرفته، وتعتبر هذه العمليات من التعدي على خصوصيتنا في حالة عدم سماحنا أو معرفتنا بها، ومجدداً يأتي السؤال هل ستكون الخصوصية مستقبلا أمرا غير مهم أم أمر بالغ الأهمية؟ في اعتقادي أنها ستصبح أكثر أهمية وتعقيدا بسبب ظهور تقنيات الذكاء الاصطناعي وخصوصا الخدمات الإدراكية ومنها التعرف على الوجه والحالة المزاجية والصوت وغيرها، لذلك بادرت بعض الدول ومنها الاتحاد الأوروبي في وضع قوانين حماية الخصوصية وتبادل المعلومات الشخصية لمواطنيها، لذلك تقع المسؤولية أولا على المستخدم بأن لا يشارك بياناته الشخصية على شبكة الإنترنت، ومن ثم على القوانين المنصوصة والسياسات المنظمة.
نائب الرئيس للتقنية الوطنية بشركة
مايكروسوفت العربية.. الرياض
السلام عليكم
اسعد الله أوقاتكم بكل خير
http://www.alriyadh.com/media/thumb/51/a1/800_90c7b3d1b2.jpg في هذا العصر الذي يشهد تحول العديد من جوانب الحياة إلى مزيج يصعب فصله من العالمين الحقيقي والرقمي، باتت خصوصية بياناتنا في العالم الرقمي موضوعاً يشغل تفكيرنا، والسؤال الذي يطرح نفسه هل نثق في مزودي الخدمات الرقمية وهل يحملون نفس الحرص للمحافظة على خصوصيتنا؟ قد تكون الثقة في التقنية الرقمية هي مفتاح مهم لاستخدامنا لها وكلما زادت الثقة كلما فُتحت أبواب جديدة لدخولها الى حياتنا بشكل أعمق.
وللإجابة على هذا السؤال، نبدأ أولا بالتفريق بين أمن البيانات وخصوصيتها، فإن «أمن البيانات» يعني حماية البيانات من أي عملية استحواذ أو تعديل أو مسح دون صلاحية مقننة، أما «خصوصية البيانات» فتعني جمع البيانات لفرد أو جهة معينة وحفظها واستخدامها وإمكانية مشاركتها مع جهات أخرى حسب ضوابط متفق عليها مع مصدر هذه البيانات، علماً أن أمن البيانات يعتبر الركيزة الأساسية للخصوصية، وتعكس الخطوة الأولى مدى إدراكنا بمفهوم الخصوصية الذي يتمحور حول الوعي بمعرفة ماهية وكيفية جمع البيانات، ومن ثم كيفية استخدامها أو مشاركتها مع جهات أخرى.
قد لا يعلم البعض أنه يتم جمع البيانات بشكل خاص عن طريق التطبيقات المتوفرة على هواتفنا الذكية، وتعمل هذه التطبيقات من خلال منصات عالمية للحوسبة السحابية توفرها شركات كبيرة مثل مايكروسوفت. وتضع كل من هذه الشركات سياسات خصوصية خاصة بها، كما أن مطوري التطبيقات المختلفة يضعون سياسيات الخصوصية، فمثلا هناك سياسة خصوصية لاستخدام الهواتف الذكية وهناك سياسية خصوصية لاستخدام تطبيق الواتس آب على تلك الأجهزة، من هنا يمكن فهم التنافس الشرس حاليا فيما يتعلق بمواضيع الأمن والخصوصية والشفافية والامتثال وحرصهم الكبير على تصميم وبناء أنظمتهم وفقاً للمعايير الدولية للخصوصية.
ويتراوح استخدام البيانات من العمليات التسويقية إلى «تجميع البيانات» وهي عملية جمع بيانات للشخص قد لا تكون حساسة إلا عندما يتم جمعها من مصادر مختلفة وربطها منطقيا، كأن يتم تجميع بيانات أساسية من موقع وبيانات تواصل اجتماعي ومعلومات مالية أو صحية أو متعلقة بالعمل ليتم تكوين سجل متكامل عن الشخصية، وتكمن الخطورة في استخدامها لاتخاذ قرارات تخص الشخص دون معرفته، وتعتبر هذه العمليات من التعدي على خصوصيتنا في حالة عدم سماحنا أو معرفتنا بها، ومجدداً يأتي السؤال هل ستكون الخصوصية مستقبلا أمرا غير مهم أم أمر بالغ الأهمية؟ في اعتقادي أنها ستصبح أكثر أهمية وتعقيدا بسبب ظهور تقنيات الذكاء الاصطناعي وخصوصا الخدمات الإدراكية ومنها التعرف على الوجه والحالة المزاجية والصوت وغيرها، لذلك بادرت بعض الدول ومنها الاتحاد الأوروبي في وضع قوانين حماية الخصوصية وتبادل المعلومات الشخصية لمواطنيها، لذلك تقع المسؤولية أولا على المستخدم بأن لا يشارك بياناته الشخصية على شبكة الإنترنت، ومن ثم على القوانين المنصوصة والسياسات المنظمة.
نائب الرئيس للتقنية الوطنية بشركة
مايكروسوفت العربية.. الرياض