المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لفظ (صحب) في القرآن الكريم


وردة الروح
04-03-2019, 02:23 AM
لفظ (صحب) في القرآن الكريم


تدل مادة (صحب) في أصلها اللغوي على مقارنة شيء ومقاربته، يقال: صَحَبَه يَصْحَبه، صُحْبة -بالضم- وصَحابة بالفتح، من ذلك الصاحب، وكل شيء لازم شيئاً فقد استصحبه. والصاحب: الملازم، إنساناً كان، أو حيواناً، أو مكاناً، أو زماناً. ولا فرق بين أن تكون مصاحبته بالبدن -وهو الأصل والأكثر- أو بالعناية والهمة. ولا يقال في العرف إلا لمن كثرت ملازمته. ويقال للمالك للشيء: هو صاحبه، وكذلك لمن يملك التصرف فيه. ويقال للسيد: صاحب. وللعبد: صاحب. وللعالم: صاحب. وللمتعلم: صاحب. والأصل فيه الاقتران في المصاحبة.

وقد يضاف الصاحب إلى مسوسه، نحو: صاحب الجيش، وإلى سائسه، نحو: صاحب الأمير. والمصاحبة والاصطحاب أبلغ من الاجتماع؛ لأجل أن المصاحبة تقتضي طول لُبْثٍ، فكل اصطحاب اجتماع، وليس كل اجتماع اصطحاباً. والإصحاب للشيء: الانقياد له. وأصله أن يصير له صاحباً، ويقال: أصحب فلان: إذا كَبُرَ ابنه، فصار صاحبه، وأصحب فلان فلاناً: جعله صاحباً له.

ويُجمع (الصاحب) على صَحْب، وصُحْبة، وصحاب، وصُحبان. و(الأصحاب) جمع صَحْب. و(الصحابة) الأصحاب. وهو في الأصل مصدر. وجمع الأصحاب: أصاحيب.

ولفظ (صحب) ورد في القرآن الكريم في ستة وتسعين (96) موضعاً، ورد في ثلاثة منها بصيغة الفعل: الأول: قوله تعالى في قصة موسى والخَضِر عليهما السلام: {قال إن سألتك عن شيء بعدها فلا تصاحبني} (الكهف:76). الثاني: قوله سبحانه في حق الوالدين: {وصاحبهما في الدنيا معروفا} (لقمان:15). الثالث: قوله عز وجل في حق المشركين: {لا يستطيعون نصر أنفسهم ولا هم منا يصحبون} (الأنبياء:43).

وورد لفظ (صحب) في ثلاثة وتسعين موضعاً بصيغة الاسم من ذلك قوله سبحانه: {يا صاحبي السجن أأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار} (يوسف:39). وأكثر ما تكرر هذا اللفظ بصيغة الجمع {أصحاب}، حيث تكرر بحسب هذه الصيغة (77) سبعاً وسبعين مرة.

ولفظ (صحب) ورد في القرآن على عدة معان:

أحدها: الأصحاب بمعنى القوم، من ذلك قوله تعالى: {فلما تراءى الجمعان قال أصحاب موسى إنا لمدركون} (الشعراء:61) يعني قوم موسى عليه السلام. ومثله قوله سبحانه: {كذب أصحاب الأيكة المرسلين} (الشعراء:176) أي: قوم شعيب عليه السلام. ونحو هذا كثير.

ثانيها: الأصحاب بمعنى ساكني مكان ما، من ذلك قوله عز وجل: {ونادى أصحاب الجنة أصحاب النار} (الأعراف:44) يعني ساكني الجنة. ومثله قوله تعالى: {ونادى أصحاب الأعراف رجالا} (الأعراف:49). وقل مثل ذلك في قوله عز من قائل {وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين} (الواقعة:27). ونحو هذا غير قليل.

ثالثها: الصاحب مراد به النبي صلى الله عيه وسلم، من ذلك قوله تعالى: {والنجم إذا هوى * ما ضل صاحبكم وما غوى} (النجم:1-2). ونحوه قوله عز وجل: {وما صاحبكم بمجنون} (التكوير:22) المراد هنا رسول الله صلى الله عليه وسلم. ومثله قوله سبحانه: {ثم تتفكروا ما بصاحبكم من جنة} (سبأ:46) قال أهل التفسير: سُمي النبي صلى الله عليه وسلم صاحبهم؛ تنبيهاً أنهم صحبوه، وجربوه، وعرفوا ظاهره وباطنه، فلم يجدوا به خبلاً، ولا جنوناً. ومثله قوله عز وجل: {أولم يتفكروا ما بصاحبهم من جنة} (الأعراف:184).

رابعها: الصاحب بمعنى الرفيق، من ذلك قوله عز وجل: {والصاحب بالجنب} (النساء:36) أي: الرفيق في السفر. ونحوه قوله تبارك وتعالى: {قال إن سألتك عن شيء بعدها فلا تصاحبني قد بلغت من لدني عذرا} (الكهف:76) أي: فلا ترافقني في سفري. وعلى هذا المعنى أيضاً قوله سبحانه: {إذ يقول لصاحبه لا تحزن} (التوبة:40) أي: رفيقه، والمراد: أبو بكر الصديق رضي الله عنه. ووفق هذا المعنى جاء قوله تعالى: {كالذي استهوته الشياطين في الأرض حيران له أصحاب يدعونه إلى الهدى ائتنا} (الأنعام:71) قال ابن عاشور: أي: له رفقة معه حين أصابه استهواء الجن.

خامسها: الصاحب مراد به الأخ، من ذلك قوله عز وجل في قصة أصحاب الجنة: {فقال لصاحبه وهو يحاوره} (الكهف:34) يعني: قال لأخيه. ومثله في القصة نفسها قوله سبحانه: {قال له صاحبه وهو يحاوره} (الكهف:37).

سادسها: الصاحبة بمعنى الزوجة، من ذلك قوله تعالى: {وصاحبته وأخيه} (المعارج:12) أي: زوجته. ومثله قوله عز وجل: {ولم تكن له صاحبة} (الأنعام:101) يعني: سبحانه لم يتخذ زوجة كما هو شأن المخلوقات.

سابعها: الأصحاب بمعنى خزنة النار، جاء على ذلك قوله عز وجل: {وما جعلنا أصحاب النار إلا ملائكة} (المدثر:31) يعني: خزنة النار. ولا نظير له من لفظه.

ثامنها: الصاحب بمعنى النبي يونس عليه السلام، جاء وفق هذا المعنى قوله عز وجل: {فاصبر لحكم ربك ولا تكن كصاحب الحوت} (القلم:48) يعني يونس عليه السلام. قال قتادة: إن الله تعالى يعزي نبيه صلى الله عليه وسلم، ويأمره بالصبر، ولا يعجل كما عجل صاحب الحوت يونس عليه السلام.

أما قوله سبحانه: {أم لهم آلهة تمنعهم من دوننا لا يستطيعون نصر أنفسهم ولا هم منا يصحبون} (43) قال ابن عباس: يُمْنَعون. وعنه: يُجارون، وهو اختيار الطبري. تقول العرب: أنا لك جار وصاحب من فلان، أي: مجير منه. وقال ابن عاشور: إذا نزل بهم عذابه، لا يجدون حافظاً لهم من العذاب غيره سبحانه، ولا تمنعهم منه آلهتهم التي كانوا يدعون من دون الله مما نزل بهم.

وحاصل القول هنا: إن لفظ (صحب) ومشتقاته أكثر ما ورد في القرآن الكريم بمعنى (القوم) وبمعنى (ساكني مكان ما) وبمعنى (الرفيق)، وورد بنحو أقل مراداً به النبي صلى الله عليه وسلم، وورد في مواضع معدودة مراداً به النبي يونس عليه السلام، والزوجة، والأخ، وخزنة النار.

شيخة رواية
04-03-2019, 04:32 AM
أثآبك الله وبآرك فيك
وجزآك خير الجزآء
وجعله في ميزآن حسنآتك

لَـحًـــنِ ♫
04-03-2019, 08:47 AM
طـــرح رآآآئــــــع ..||
دام التألق ...ودام عطاء نبضك
كل الشكر لهذا الإبداع,والتميز
لك مني كل التقدير ...!!
وبآنتظار روائع جديدك بكل شوق...!
ودي وعبق وردي ..~

الياقوتة
04-03-2019, 09:04 AM
جزاك الله الجنه
وجعله المولى شاهداً لك لا عليك
لاعدمنا روعتك
ولك احترامي وتقديري

سمارا
04-03-2019, 10:34 AM
بارك الله فيك على الطرح القيم
جزاك ربك خير الجزاء
وجعله في ميزان حسناتك
دمت بحفظ الرحمن

سمأأأأأرا

صاحبة السمو
04-03-2019, 02:10 PM
سلمت الآكف ومَاجلبت
إبداع دآئم وتميز مُستمر
لا عدمنَاك
قوافل شكري وتقديري لك :rose:

دلوعة عشق
04-03-2019, 07:47 PM
يعطيك العافيه على الطرح القيم والرائع
جزاك الله كل خير وجعله فى ميزان
حسناتك يوم القيمه تسلم
الايادى وبارك الله فيك
دمت بحفظ الرحمن ....

الوسيم
04-03-2019, 08:32 PM
جزاك الله خيرا وبارك الله فيك
وزادك علما
وان شاء الله فى ميزان حسناتك
خالص ودي وتقديري

شيخة رواية
04-04-2019, 05:04 AM
أثآبك الله وبآرك فيك
وجزآك خير الجزآء
وجعله في ميزآن حسنآتك

sham
04-04-2019, 12:45 PM
احسنت
وجزاك الله خير الجزاء

:114::861:.

نهار
04-04-2019, 04:55 PM
جزاك الله خير الجزاء .. ونفع بك ,, على الطرح القيم
وجعله في ميزان حسناتك
وألبسك لباس التقوى والغفران
وجعلك ممن يظلهم الله في يوم لا ظل الا ظله
وعمر الله قلبك بالأيمان
على طرحك المحمل بنفحات ايمانيه
سررت لتواجدي هنا في موضوعك

أبو علياء
04-07-2019, 05:02 PM
بارك الله فيكم ... ونفع بكم
ورفع الله قدركم فى الدارين
واجزأ لكم العطاء
جعله الله فى موازين حسناتكم
ووفقكم الله لمايحبه ويرضاه
دمتم فى حفظ الرحمن

روحي تبيك
05-21-2019, 12:33 AM
جزاك الله خير وجعله في ميزان حسناتك
ولا حرمك الأجر يارب
وأنار الله قلبك بنورالإيمان
أحترآمي لــ/سموك

دره العشق
07-03-2019, 11:41 AM
طرح رآقي وأنتقـــاء مميـــز ومجهود رائـــع
الله يعطيكـ العافيه يااخـــ....
لـروحكـ السعاده الدائمــه
لكـ ودي يزف باقات وردي

Şøķåŕą
10-12-2023, 02:33 PM
شكراً لك
بإنتظار الجديد القادم
دمت بكل خير