المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من صور إيذاء الجار


نسر الشام
03-11-2019, 08:08 AM
من صور إيذاء الجار

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:


الحمد لله القائل في كتابه (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا) والقائل -سبحانه- (وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاختَلَفُوا مِن بَعدِ مَا جَاءَهُمُ البَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُم عَذَابٌ عَظِيمٌ) آل عمران آية 105.
منهج رباني يحثنا على إحياء روابط العلاقة الأخوية بين بعضنا البعض حذرا من التشبه بمن غضب الله عليهم من اليهود والنصارى فقال عنهم (بَأسُهُم بَينَهُم شَدِيدٌ تَحسَبُهُم جَمِيعاً وَقُلُوبُهُم شَتَّى) الحشر 14 هذا هو المنهج الإسلامي الرفيع الذي يحي في نفوس أتباعه المولاة لله ولرسله ولشرعه قال -تعالى- (وَالمُؤمِنُونَ وَالمُؤمِنَاتُ بَعضُهُم أَولِيَاءُ بَعض) التوبة آية 71 ومن أعظم الولاية ولاية الجار لجاره التي أوصى الله بها في كتابه فقال -سبحانه- (وَالجَارِ ذِي القُربَى وَالجَارِ الجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ) وأوصى بها النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال ((خير الأصحاب عند الله خيرهم لصاحبه، وخير الجيران عند الله خيرهم لجاره)) صححه الألباني -رحمه الله- إلا أننا ومع الأسف نفتقد اليوم وجود الجار الصالح الذي تتوفر فيه خصال الجار التي حث عليها الإسلام وأمر بها قال -عليه الصلاة والسلام- ((أربع من السعادة: المرأة الصالحة، والمسكن الواسع، والجار الصالح، والمركب الهنيء، وأربع من الشقاء: الجار السوء، و المرأة السوء، والمركب السوء، والمسكن الضيق)) خرجه الألباني في الصحيحة.
عباد الله: لقد كان الجار في السابق مؤمنا تقيا وأبا مربيا يشعر بمسئولية جاره كما يشعر بمسئوليه رعيته تماما،.لقد كان الجار المسلم يهنئ جيرانه في أفراحهم ويواسيهم في أحزانهم، يفرح لما يفرحون ويحزن لما يحزنون ويكف أذاه عنهم لا يحسدهم ولا يؤذيهم قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (لا يدخل الجنة من لا يأمن جاره بوائقه) متفق عليه أي: شروره، ولعلي أهمس في أذن جار السوء بقصة إن كان له قلب أو القى السمع وهو شهيد، قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ فُلانَةَ يُذكَرُ مِن كَثرَةِ صَلاتِهَا وَصِيَامِهَا وَصَدَقَتِهَا غَيرَ أَنَّهَا تُؤذِي جِيرَانَهَا بِلِسَانِهَا، قَالَ: ((هِيَ فِي النَّارِ))، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَإِنَّ فُلانَةَ يُذكَرُ مِن قِلَّةِ صِيَامِهَا وَصَدَقَتِهَا وَصَلاتِهَا وَإِنَّهَا تَصَدَّقُ بِالأَثوَارِ مِنَ الأَقِطِ وَلا تُؤذِي جِيرَانَهَا بِلِسَانِهَا، قَالَ: ((هِيَ فِي الجَنَّةِ)) صححه الألباني.
الله أكبر صائمة النهار وقائمة الليل في النار، نعم إذا طال أذاها الناس، وأما من ابتلي بجار يؤذيه فعليه بالصبر، فعَن أَبِي هُرَيرَةَ -رضي الله عنه- قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ يَشكُو جَارَهُ، فَقَالَ: ((اذهَب فَاصبِر))، فَأَتَاهُ مَرَّتَينِ أَو ثَلاثًا فَقَالَ: ((اذهَب فَاطرَح مَتَاعَكَ فِي الطَّرِيقِ))، فَطَرَحَ مَتَاعَهُ فِي الطَّرِيقِ، فَجَعَلَ النَّاسُ يَسأَلُونَهُ فَيُخبِرُهُم خَبَرَهُ، فَجَعَلَ النَّاسُ يَلعَنُونَهُ: فَعَلَ اللَّهُ بِهِ وَفَعَلَ وَفَعَلَ، فَجَاءَ إِلَيهِ جَارُهُ فَقَالَ لَهُ: ارجِع لا تَرَى مِنِّي شَيئًا تَكرَهُهُ.حسنه الألباني -رحمه الله-.
أما و الله لو علم الجار بفضل جاره عليه ما آذاه أبد الدهر فارعني سمعك لهذا الحديث وافتح لي مغاليق قلبك وانظر قال -صلى الله عليه وسلم- ((مَا مِن عَبدٍ, مُسلِمٍ, يَمُوتُ يَشهَدُ لَهُ ثَلاثَةُ أَبيَاتٍ, مِن جِيرَانِهِ الأَدنَينَ بِخَيرٍ, إِلاّ قَالَ اللَّهُ - عز وجل -: قَد قَبِلتُ شَهَادَةَ عِبَادِي عَلَى مَا عَلِمُوا وَغَفَرتُ لَهُ مَا أَعلَمُ))حسنه الألباني.
وعَن أَبِي هُرَيرَةَ -رضي الله عنه- عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: ((مَن كَانَ يُؤمِنُ بِاللَّهِ وَاليَومِ الآخِرِ فَلا يُؤذِي جَارَهُ)) رواه البخاري،

ومن صور إيذاء الجار حسده وتمني زوال النعمة عنه، أو السخرية به واحتقاره، أو إشاعة أخباره وأسراره بين الناس، أو الكذب عليه وتنفير الناس منه، أو تتبّع عثراته والفرح بزلاته، أو مضايقته في المسكن أو موقف السيارة، أو إلقاء الأذى عند بابه، أو التطلّع إلى عوراته.
عباد الله: إن المسلم ليتألم عندما يلاحظ في المجتمع الإسلامي كثرة المشاكل والتدهور في العلاقات بين الجيران فتجد جارا يكيد بجاره المكائد والمصائب، وآخر لا يتكلم مع جاره لأيام طويلة، و النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول (من هجر أخاه فوق ثلاث فمات دخل النار) أي ثلاث ليال، وآخر لا يعرف أن جاره يمر بمناسبة سعيدة فيهنيه أو حزينة فيواسيه ويعزيه، وأخطر من ذلك أن تجد جيرانا يعيشون في عمارة واحدة ولا يتعارفون وإن سألت أحدهم عن أقرب الجيران منه لا يعرفه وربما لا يلتقون إلا على باب المبنى فأين هؤلاء من الإقتداء برسول الله -صلى الله عليه وسلم- في معاملته مع جيرانه.
عباد الله: كان للنبي -صلى الله عليه وسلم- بالمدينة جار يهودي يؤذيه وكان -عليه الصلاة والسلام- يصبر ويحتسب فلما مرض اليهودي زاره فدخل الرعب في قلب اليهودي ظنا منه أن محمدا -عليه الصلاة والسلام- جاء لينتقم منه مستغلا مرضه، وإذا به يفاجأ بأن النبي -صلى الله عليه وسلم- جاء ليواسيه ويسأل عن حاله ويقدم له العون إن لزم الأمر،،، عندئذ طأطأ اليهودي رأسه اعترافا له بالجميل وأعلن الشهادة وأصبح من المسلمين.
عباد الله: "لقد أصبح الجار اليوم يبيت بهمه جراء أذية جاره، وأصبح يتهيب مناصحته وتنبيهه خشية ردة فعل تزيد في سوء العلاقة أو تقطعها البته، وخشية أن يكون الجار ممن إذا قيل له إتق الله أخذته العزة بالإثم، فأصبح المرء لا يدري كيف يناصح جاره، وفي أي موضوع يناصحه، وما هي الطريقة في مناصحته، والدين كما تعلمون النصيحة، ففي أي شئ يناصحه، أيناصحه عن حارسه الذي يقف تجاه باب عمارته يترصد له ولعرضه ليلا ونهارا، أم يناصحه عن أكياس القمائم التي يضعها عند بابه كل صباح ومساء، أم يناصحه عن إسرافه في الماء الذي يماطل في المساهمة في شراءه، أم يناصحه في قطع السلام وعدم رده، أم يناصحه عن تركه للصلاة وعكوفه على مشاهدة المحرمات، واستبداله الذي هو أدنى بالذي هو خير، أم يناصحه عن روائح الدخان التي تفوح من بيته، أم يناصحه عن أبنائه التاركين للصلاة والمتخذين من باب المدخل للعمارة مقعدا دائما للقيل والقال والتحملق بأنظارهم إلى عرضه وزواره وضيوفه، أم يناصحه عن أذية أبناءه واللعب حول مركبه وداره ومسكنه، فأين هؤلاء من قول الله -تعالى-{يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس و الحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون} التحريم6.
ماذا دهانا يا أمة الإسلام، ألم يقل الله -تعالى- (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا) كم حرمنا من الخير بالتدابر،، والمتحابون في الله في ظل العرش يوم القيامة، وعلى منابر من نور يوم القيامه فهل زهدنا في هذا الأجر، يقول النبي - صلى الله عليه وسلم-: (يقول الله -عز وجل-: وجبت محبتي للمتحابين فيّ والمتزاورين فيّ والمتجالسين فيّ والمتباذلين فيّ) أخرجه الإمام مالك -رحمه الله- بإسناد صحيح، ويقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله) وذكر منهم: (رجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه) وكذا جاران تحابا في الله إجتمعا عليه وتفرقا عليه، وعن أبي هريرة -رضي الله عنه-، قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: (لا تحاسدوا، ولا تناجشوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، ولا يبع بعضكم على بيع بعض، وكونوا عباد الله إخوانا)، رواه مسلم رقم: 2564 .

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

ريُـ‘ـُآحُـ‘ـُ آلُـ‘ـُشُـ‘ـُۅقُـ‘ـُ
03-11-2019, 09:58 AM
إختيار موفق ..وطرح مميز
لا يليق إلا بمن أتينا لنرى مايقدمه لنا ذوقه الراقي
عافاك الله واجزل لك الأجر

غـُـلايےّ
03-11-2019, 11:34 AM
طررح يفوق آلجمآل ,
‎كعآدتك إبدآع في صفحآتك ,
‎يعطيك آلعآفيـه يَ رب ,
‎وبِ إنتظآر المزيد من هذآ الفيض ,
‎لقلبك السعآده والفـرح ..
‎ودي

خُزامى
03-11-2019, 12:42 PM
جزآك الله كل خير وآلله يجعله بميزآن حسنآتك وأعمالك :eq-32: ~

صاحبة السمو
03-11-2019, 01:13 PM
سلمت يدآك على روعة الطرح
وسلم لنآ ذوقك الراقي على جمال الاختيار
لك ولحضورك الجميل كل الشكر والتقدير
اسأل البآري لك سعآدة دائمة:241:

روحي تبيك
03-11-2019, 05:41 PM
جزاك الله خير وجعله في ميزان حسناتك
ولا حرمك الأجر يارب
وأنار الله قلبك بنورالإيمان
أحترآمي لــ/سموك

نهار
03-11-2019, 06:21 PM
جزاك الله خير الجزاء .. ونفع بك ,, على الطرح القيم
وجعله في ميزان حسناتك
وألبسك لباس التقوى والغفران
وجعلك ممن يظلهم الله في يوم لا ظل الا ظله
وعمر الله قلبك بالأيمان
على طرحك المحمل بنفحات ايمانيه
سررت لتواجدي هنا في موضوعك

الياقوتة
03-11-2019, 07:21 PM
موضوع جميل وراقي
جزاك الله خير
لك خالص الشكر والتقدير
لسخاء عطاؤك
أرق التحايا

شيخة رواية
03-11-2019, 10:37 PM
أثآبك الله وبآرك فيك
وجزآك خير الجزآء
وجعله في ميزآن حسنآتك

أبو علياء
03-11-2019, 11:32 PM
بارك الله فيكم ... ونفع بكم
ورفع الله قدركم فى الدارين
واجزأ لكم العطاء
جعله الله فى موازين حسناتكم
ووفقكم الله لمايحبه ويرضاه
دمتم فى حفظ الرحمن

أمير الليل
03-12-2019, 07:16 AM
جزاك الله خير

و جعله الله في ميزان حسناتك

سمارا
03-12-2019, 10:13 AM
بارك الله فيك على الطرح القيم
جزاك ربك خير الجزاء
وجعله في ميزان حسناتك
دمت بحفظ الرحمن

سمأأأأأرا

خالد الشاعر
03-12-2019, 01:10 PM
جزاك الله خيراً
وجعله فى موازين اعمالك
تحياتى اليك

الوسيم
03-12-2019, 05:36 PM
جزاك الله خيرا وبارك الله فيك
وزادك علما
وان شاء الله فى ميزان حسناتك
خالص ودي وتقديري

sham
03-12-2019, 08:59 PM
احسنت
وجزاك الله خير الجزاء

:114::861:.

ضامية الشوق
03-14-2019, 10:52 AM
سلمت يمناك
طرح جميل جدا

بسمة فجر
03-14-2019, 02:28 PM
بارك الله فيك ع موضوعك القيم والمميز
وبانتظار جديدك القادم
ارق التحايا لك

raneem
03-16-2019, 03:18 AM
بارك الله فيك على الموضوع القيـم والمميــز
جزاك الله خيــر الجـــزاء ..

دلوعة عشق
03-21-2019, 09:04 AM
يعطيك العافيه على الطرح القيم والرائع
جزاك الله كل خير وجعله فى ميزان
حسناتك يوم القيمه تسلم
الايادى وبارك الله فيك
دمت بحفظ الرحمن ....

رمق
04-16-2019, 10:37 PM
،،

جزاك الله خير الجزاء

:91:

Şøķåŕą
08-26-2022, 10:46 AM
_



سلمت الأيادي ..
ويعطيك العافية لـ جمال الآنتقاء
لروحك جنائن الورد .