شيخة رواية
01-07-2019, 08:49 AM
قرحة العين.. عدوى بكتيرية ورؤية ضبابية
تعتبر القرنية من أهم الأجزاء التي تتكون منها العين، وهي الجزء الشفاف والمحدب والمستدير في مقدمة العين، ووظيفتها الأساسية حماية العين أضرار خارجية كثيرة، منها على سبيل المثال الغبار والجراثيم.
تحمي القرنية العين كذلك، من الميكروبات التي يمتلئ بها الجو المحيط، ولولا ذلك ما استطاع الشخص الحياة أو الراحة النهائية. وتقوم أيضاً بتجميع الضوء ثم تمريره إلى داخل العين، من أجل إتمام عملية الرؤية في وقت قياسي.
وتتعدد الأمراض التي تصيب القرنية، ومنها قرحة العين التي تحدث عن طريق تآكل في الطبقة الخارجية للقرنية، مما ينتج عنه احمرار وألم في العين، يؤثر ـ بدوره ـ في الرؤية، ويستدعي كثرة الإفرازات التي تُنتجها العين بصورة كثيفة، كرد فعل وقائي وتحسسي من هذه القرحة.
وتؤثر القرحة كذلك، في مجال رؤية العين، وتزداد الحساسية من الضوء ويظهر انتفاخ في الجفون، يكون السبب في حدوث قرحة العين والإصابة بالعدوى البكتيرية أو بعض الفيروسات، كما أن هناك بعض الاستخدامات الخاطئة أو المفرطة من بعض الأشخاص تؤدي بهم إلى الإصابة بهذه الحالة.
ولأهمية هذا العضو وحساسيته، لابد من العناية الفائقة به والمعالجة السريعة له. ونتناول في هذا الموضوع مرض قرحة العين بالتفاصيل، مع بيان العوامل والمسببات التي تؤدي إلى حدوثه، وكذلك الأعراض التي تظهر لدى المصاب، مع تقديم طرق الوقاية والعلاج المتبعة والحديثة.
اضطراب في العين
وتؤدي الإصابة بقرحة العين إلى مجموعة من الأعراض يجب الانتباه لها وإدراكها، حتى يوفر المريض على نفسه المضاعفات التي تنتج عن تأخير العلاج.
ويشعر المصاب بقرحة العين بحكة في العين، تستدعي منه وضع يده على عينه بصفة ملحة، وهو الأمر الذي يفاقم الحالة، ويزيد من ظهور بقية الأعراض، حيث ينتج عن ذلك تدمّع العين، ونزول إفرازات منها تشبه الصديد، مع إحساس شديد بالحرقة، أو إحساس بالوخز في العين.
ويلازم العين عند الإصابة بهذه الحالة، الاحمرار أو أخذ اللون الوردي، نتيجة حدوث التهاب العين، وكل ذلك يؤدي إلى الشعور بألم في العين، وزيادة الدموع.
ويجد المصاب بقرحة العين، صعوبة وعدم وضوح في الرؤية، وتتكون بعض البقع البيضاء على القرنية، وتصاب الجفون بحالة من التورم.
ويشعر المصاب كذلك، بإحساس مستمر بأن هناك شيئاً ما في عينه، ويجب عليه إخراجه، ولكن هذا إحساس متولد من قرحة العين، وما تُنتجه من إفرازات تشبه إلى حد كبير الصديد.
العدوى.. عامل أساسي
وترجع الإصابة بقرحة العين، إلى العدوى التي تصيب العين وتؤدي إلى التهابها؛ لهذا نجد أن الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بهذه المشكلة، هم الذين يستخدمون العدسات اللاصقة.
وتعتبر هذه العدوى طبياً، عدوى أميبية، ويمكن أن تعود الإصابة إلى العدوى الفيروسية أيضاً، فمثلاً الإصابة بالتهاب القرنية نتيجة فيروس الهربس البسيط، هو عدوى تؤدي إلى تكرار حدوث القرح في العين.
وينتج عن الإجهاد كذلك، حدوث قرحة العين، وهو السبب الأكثر انتشاراً في جميع الأحوال بين معظم المصابين، وخاصة أولئك الذين يتمحور عملهم على استخدام العين.
البيئة المحيطة
ويمكن أن تلعب البيئة المحيطة دوراً كبيراً في الإصابة بقرحة العين؛ حيث لا تكون مهيئة لإراحة العين، أو المتابعة الجيدة لحالة القرنية، وهو ما يسبب الإصابة بقرحة العين، وفي حالة الإهمال يمكن أن يتطور الأمر إلى الإصابة بالعمى.
وتشمل الأسباب المؤدية إلى قرحة العين أو المساعِدة على حدوثها، التعرض لأشعة الشمس بصورة دائمة ومباشرة، والتعرض للحرارة العالية، مثل العاملين في مجالات تعرضهم للنار أو البخار، وأيضاً الأشخاص الذين يستخدمون المواد الكيميائية في أعمالهم، فكل هؤلاء يجب أن يحذروا من تسرب المواد والمركبات التي تعرض العين للخطر. وعموماً فإن أي شيء يُجهد العين أو يُضعف الجهاز المناعي للجسم، يسهم في حدوث الإصابة.
شديدة الخطورة
وتعتبر العين أكثر أعضاء الجسم حساسية وحاجة إلى العناية، وتؤدي قرحة العين الناتجة عن العدوى ـ سواء البكتيرية أو الفيروسية ـ إلى إضعاف الرؤية والألم الشديد في العين.
ويتسبب هذا الألم في حدوث مضاعفات شديدة الخطورة؛ حيث تصاب العين في البداية بالاحمرار، ثم تبدأ آلام القرحة التي تسبب انتفاخاً وتورماً في العين.
ويؤدي هذا ـ بدوره ـ إلى كثرة الدموع، مما يزيد من احتمالية الإصابة بجفاف العين، ويمكن أن يزداد الأمر سوءاً، فيدخل المصاب في مرحلة يحتاج فيها إلى الجراحة وزرع القرنية، كما أن المريض بقرحة العين يتأثر في جميع نواحي حياته.
العدسات اللاصقة
وتزيد من خطر الإصابة بقرحة العين، العدوى البكتيرية أو الفيروسية، التي تعتبر خطراً يتهدد هؤلاء الذين يعتادون ارتداء العدسات اللاصقة.
ويعتبر الأسوأ من هذه الفئة، هؤلاء الذين لا يهتمون بمصدر العدسات ولا نوعيتها، وكذلك من يفرطون في تعقيمها، فكل هذه العوامل تزيد فرص الإصابة بهذه الحالة، ومن المضاعفات التي تترتب عليها.
ويجب الانتباه إلى أهمية سرعة المعالجة ودقتها، والوعى الشديد بمخاطر قرحة العين التي تصل في بعض الأحيان إلى العمى. وفي بعض الأحوال، فإن الآلام تدوم وتتابع دون معرفة المصاب متى تتوقف.
اختبار وحيد
ويُنصح المصابون بقرحة العين بالتوجه مباشرة إلى الطبيب المختص في علاج العيون لإجراء التشخيص، وتحديد العلاج المناسب للحالة؛ حيث إن العين ليست محلاً للتجربة أو أخذ النصيحة من المجربين، أو هواة التشخيص دون علم.
ويقوم الطبيب بتشخيص حالة المصاب من خلال فحص العين المبدئي، الذي يُظهر علامات جلية من أثر القرحة، وهناك اختبارات يقوم بها الطبيب لتحديد مسبب ومدى الإصابة.
ويوجد اختبار مهم ووحيد للتحقق من الإصابة بقرحة العين، وهو صبغ العين الفلوريسينى، وفيه يقوم الطبيب أثناء هذا الاختبار، بوضع قطرة من صبغة ذات لون برتقالي على قطعة رقيقة من الورق الشفاف، ومن ثم ينقل هذه الصبغة بطريقة خاصة.
عينة للتحليل
ويسلط الطبيب الضوء بواسطة مصباح أُعد لهذه الغاية، على سطح العين، ويعلم من خلاله المناطق التالفة بالقرنية، وهذا التحقق الذي يقوم به ليس بهدف اكتشاف الإصابة فقط؛ بل لتحديد السبب وراءها أيضاً.
ويقوم الطبيب بعد ذلك وأثناء الفحص والتشخيص، بعملية كشط للقرحة بلطف، وذلك للحصول على عينة منها لتحليلها وفحصها، وبعد الاختبار يتحدد ـ للطبيب ـ السبب وراء قرحة العين، وهل هو عدوى بكتيرية أو فيروسية؟، ولا ينسى الطبيب أن يسأل المصاب عن بعض السلوكيات التي تؤدي إلى القرحة داخل العين، مثل طبيعة العمل وغيرها.
مضادات علاجية
وتبدأ مرحلة العلاج بعد عملية التشخيص السليم، وهنا يمكن أن يصف الطبيب العلاج المناسب، الذي يكون في الغالب مضادات للسبب الذي أدى إلى حدوث قرحة العين. فالطبيب له دور فعال في مواجهة ما وصلت إليه الحالة، فإذا كانت هناك تورمات، قام بإعطاء مضادات لها ومسكنات للألم.
ويُنصح المصابون بقرحة العين، بعدة أمور وقائية، للمساعدة على اكتمال الشفاء، مثل تجنب النوم أثناء ارتداء العدسات اللاصقة، والعناية الفائقة بتنظيف هذه العدسات قبل وبعد استخدامها، والمحافظة على غسل العينين بصفة دورية، حرصاً على عدم إصابتها بما يؤذيها من الجو المحيط، وترطيباً لها؛ حيث يساعدها ذلك على العمل بصورة أكثر مرونة.
وتشمل هذه النصائح أيضاً، غسل اليدين، وتجنب وضع مساحيق الوجه ومجملات الرموش والحواجب، خاصة في فترة العلاج حتى لا تؤدي حساسية العين، إلى مزيد من القرح والإضرار بالقرنية.
ويتطلب الأمر في حالات الإصابة الشديدة، التي وصلت إلى مرحلة متأخرة، زرع قرنية؛ حيث يتطلب ذلك تدخلاً جراحياً، وهو أمر له بعض المخاطر؛ ولذلك فالوقاية دائماً خير من العلاج.
خطر محدق
كشفت نتائج دراسة طبية حديثة أن 40% من حالات الإصابة بالالتهابات الميكروبية، تكون بين مستخدمي العدسات اللاصقة، وهو ما يلفت النظر إلى العلاقة الوثيقة بين إساءة استعمال العدسات اللاصقة، والإصابة بالالتهابات التي تهاجم القرنية.
وأظهرت النتائج أن 12% من أسباب الإصابة، تحدث من جفاف العين، وحوالي 10% من إصابات الجفون، و8% من جراء الإصابات الأخرى، و8% بسبب ندبات تعرجات الجفون، و2%بسبب زرع القرنية، و20% بسبب أسباب متفرقة أو غير معروفة.
وبينت دراسة أجريت على عينة من سن 21 أن حوالي 54% من الالتهابات تصيب العين، بسبب جرثومة السودوموناس الخطيرة، وانتهت 92% من مجموع الحالات بندبات مستديمة على القرنية، مما يزيل شفافية القرنية، ويؤدي إلى اضمحلال الإبصار، كما أن 1% من هذه الحالات كانت شديدة للغاية وتم علاجها جراحياً بزرع القرنية.
وأوصت الدراسة بمراجعة الطبيب المختص عند الشعور بالأعراض، وكذلك استخدام العدسات بحسب المدة المحددة، والفحص الدوري كل 12شهراً على الأقل، مع عدم ارتداء العدسات اللاصقة مدة تزيد على 15ساعة في اليوم.
قطرة عين تعالج سرطان الدم
توصل العلماء إلى أن المادة الفعالة الموجودة في قطرة للعين لعلاج أحد أمراضها، تعالج أيضاً سرطان الدم الحاد من خلال استهدافها جيناً أساسياً بالمرض.
ويتطلب علاج سرطان الدم الحاد أشهراً من العلاج الكيماوي المكثف، والبقاء في المستشفى مدة طويلة، وهو تسرطن ينشأ في خلايا النخاع العظمي، ويزداد إلى أن يصبح مهدداً للحياة.
وتوصلت مجموعة من الباحثين من قبل إلى جين معين يعد العامل الأساسي لحدوث المرض، وفي الدراسة الحالية والمنشورة في مجلة «تواصل الطبيعة»، وجد أن تثبيط ذلك الجين يوقف التسرطن بالخلايا المريضة من دون الإضرار بالخلايا السليمة، وأن المادة الفعالة الموجودة في قطرة العين المستخدمة لعلاج «مرض الشبكية الوعائي» تقوم بتثبيط العملية المؤدية للتسرطن، ما يجعل منها علاجاً محتملاً لمرض السرطان.
ويقول الباحثون إن تلك المادة تبشر بالخير كعلاج لسرطان الدم، وبالرغم من أنها تأخذ بعض الوقت، ولكن النتائج مشجعة، وعلى ما يبدو أن إمكانية علاج ذلك المرض تلوح في الأفق.
..و تعالج ندبة العين
طور باحثون تركيبة جديدة في شكل قطرة عين توقف ندبة العين، التي تحدث بالقرنية وتهدد حاسة البصر بدرجة كبيرة، ونشرت التفاصيل بمجلة «الطبيعة للطب التجديدي».
تكون القرنية في الحالة الطبيعية شفافة، ولكن مع تعرضها للخدوش والتقرحات الناجمة عن التهاب العين يتعرض ذلك الجزء المهم إلى الندب، وتصبح ضبابية وفي الحالات الشديدة معتمة. توصل العلماء من خلال بحث حديث إلى تركيبة جديدة لعلاج تلك المشكلة، ووجدوا من خلال الدراسة ما قبل السريرية أن تلك التركيبة والتي تكون في شكل قطرة تعمل بسرعة في العين، وتسرع من شفائها في غضون أيام معدودة، وتقلل التندب، وتحسن شفافية القرنية بدرجة أكبر من العلاجات المستخدمة في الوقت الحالي، والتي تقوم على المضادات الحيوية والكورتيكوسترويدات لتقليل التهابية العين.
يقول الباحثون، إن المادة المكونة للقطرة تم تركيبها بحيث يستعيد سطح العين المادة الطبيعية بالجسم، والمعروفة باسم ديكورين، ولتشكل ضمادة علاجية لتعزيز شفاء العين من غير بقاء ندب بها.
تعتبر القرنية من أهم الأجزاء التي تتكون منها العين، وهي الجزء الشفاف والمحدب والمستدير في مقدمة العين، ووظيفتها الأساسية حماية العين أضرار خارجية كثيرة، منها على سبيل المثال الغبار والجراثيم.
تحمي القرنية العين كذلك، من الميكروبات التي يمتلئ بها الجو المحيط، ولولا ذلك ما استطاع الشخص الحياة أو الراحة النهائية. وتقوم أيضاً بتجميع الضوء ثم تمريره إلى داخل العين، من أجل إتمام عملية الرؤية في وقت قياسي.
وتتعدد الأمراض التي تصيب القرنية، ومنها قرحة العين التي تحدث عن طريق تآكل في الطبقة الخارجية للقرنية، مما ينتج عنه احمرار وألم في العين، يؤثر ـ بدوره ـ في الرؤية، ويستدعي كثرة الإفرازات التي تُنتجها العين بصورة كثيفة، كرد فعل وقائي وتحسسي من هذه القرحة.
وتؤثر القرحة كذلك، في مجال رؤية العين، وتزداد الحساسية من الضوء ويظهر انتفاخ في الجفون، يكون السبب في حدوث قرحة العين والإصابة بالعدوى البكتيرية أو بعض الفيروسات، كما أن هناك بعض الاستخدامات الخاطئة أو المفرطة من بعض الأشخاص تؤدي بهم إلى الإصابة بهذه الحالة.
ولأهمية هذا العضو وحساسيته، لابد من العناية الفائقة به والمعالجة السريعة له. ونتناول في هذا الموضوع مرض قرحة العين بالتفاصيل، مع بيان العوامل والمسببات التي تؤدي إلى حدوثه، وكذلك الأعراض التي تظهر لدى المصاب، مع تقديم طرق الوقاية والعلاج المتبعة والحديثة.
اضطراب في العين
وتؤدي الإصابة بقرحة العين إلى مجموعة من الأعراض يجب الانتباه لها وإدراكها، حتى يوفر المريض على نفسه المضاعفات التي تنتج عن تأخير العلاج.
ويشعر المصاب بقرحة العين بحكة في العين، تستدعي منه وضع يده على عينه بصفة ملحة، وهو الأمر الذي يفاقم الحالة، ويزيد من ظهور بقية الأعراض، حيث ينتج عن ذلك تدمّع العين، ونزول إفرازات منها تشبه الصديد، مع إحساس شديد بالحرقة، أو إحساس بالوخز في العين.
ويلازم العين عند الإصابة بهذه الحالة، الاحمرار أو أخذ اللون الوردي، نتيجة حدوث التهاب العين، وكل ذلك يؤدي إلى الشعور بألم في العين، وزيادة الدموع.
ويجد المصاب بقرحة العين، صعوبة وعدم وضوح في الرؤية، وتتكون بعض البقع البيضاء على القرنية، وتصاب الجفون بحالة من التورم.
ويشعر المصاب كذلك، بإحساس مستمر بأن هناك شيئاً ما في عينه، ويجب عليه إخراجه، ولكن هذا إحساس متولد من قرحة العين، وما تُنتجه من إفرازات تشبه إلى حد كبير الصديد.
العدوى.. عامل أساسي
وترجع الإصابة بقرحة العين، إلى العدوى التي تصيب العين وتؤدي إلى التهابها؛ لهذا نجد أن الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بهذه المشكلة، هم الذين يستخدمون العدسات اللاصقة.
وتعتبر هذه العدوى طبياً، عدوى أميبية، ويمكن أن تعود الإصابة إلى العدوى الفيروسية أيضاً، فمثلاً الإصابة بالتهاب القرنية نتيجة فيروس الهربس البسيط، هو عدوى تؤدي إلى تكرار حدوث القرح في العين.
وينتج عن الإجهاد كذلك، حدوث قرحة العين، وهو السبب الأكثر انتشاراً في جميع الأحوال بين معظم المصابين، وخاصة أولئك الذين يتمحور عملهم على استخدام العين.
البيئة المحيطة
ويمكن أن تلعب البيئة المحيطة دوراً كبيراً في الإصابة بقرحة العين؛ حيث لا تكون مهيئة لإراحة العين، أو المتابعة الجيدة لحالة القرنية، وهو ما يسبب الإصابة بقرحة العين، وفي حالة الإهمال يمكن أن يتطور الأمر إلى الإصابة بالعمى.
وتشمل الأسباب المؤدية إلى قرحة العين أو المساعِدة على حدوثها، التعرض لأشعة الشمس بصورة دائمة ومباشرة، والتعرض للحرارة العالية، مثل العاملين في مجالات تعرضهم للنار أو البخار، وأيضاً الأشخاص الذين يستخدمون المواد الكيميائية في أعمالهم، فكل هؤلاء يجب أن يحذروا من تسرب المواد والمركبات التي تعرض العين للخطر. وعموماً فإن أي شيء يُجهد العين أو يُضعف الجهاز المناعي للجسم، يسهم في حدوث الإصابة.
شديدة الخطورة
وتعتبر العين أكثر أعضاء الجسم حساسية وحاجة إلى العناية، وتؤدي قرحة العين الناتجة عن العدوى ـ سواء البكتيرية أو الفيروسية ـ إلى إضعاف الرؤية والألم الشديد في العين.
ويتسبب هذا الألم في حدوث مضاعفات شديدة الخطورة؛ حيث تصاب العين في البداية بالاحمرار، ثم تبدأ آلام القرحة التي تسبب انتفاخاً وتورماً في العين.
ويؤدي هذا ـ بدوره ـ إلى كثرة الدموع، مما يزيد من احتمالية الإصابة بجفاف العين، ويمكن أن يزداد الأمر سوءاً، فيدخل المصاب في مرحلة يحتاج فيها إلى الجراحة وزرع القرنية، كما أن المريض بقرحة العين يتأثر في جميع نواحي حياته.
العدسات اللاصقة
وتزيد من خطر الإصابة بقرحة العين، العدوى البكتيرية أو الفيروسية، التي تعتبر خطراً يتهدد هؤلاء الذين يعتادون ارتداء العدسات اللاصقة.
ويعتبر الأسوأ من هذه الفئة، هؤلاء الذين لا يهتمون بمصدر العدسات ولا نوعيتها، وكذلك من يفرطون في تعقيمها، فكل هذه العوامل تزيد فرص الإصابة بهذه الحالة، ومن المضاعفات التي تترتب عليها.
ويجب الانتباه إلى أهمية سرعة المعالجة ودقتها، والوعى الشديد بمخاطر قرحة العين التي تصل في بعض الأحيان إلى العمى. وفي بعض الأحوال، فإن الآلام تدوم وتتابع دون معرفة المصاب متى تتوقف.
اختبار وحيد
ويُنصح المصابون بقرحة العين بالتوجه مباشرة إلى الطبيب المختص في علاج العيون لإجراء التشخيص، وتحديد العلاج المناسب للحالة؛ حيث إن العين ليست محلاً للتجربة أو أخذ النصيحة من المجربين، أو هواة التشخيص دون علم.
ويقوم الطبيب بتشخيص حالة المصاب من خلال فحص العين المبدئي، الذي يُظهر علامات جلية من أثر القرحة، وهناك اختبارات يقوم بها الطبيب لتحديد مسبب ومدى الإصابة.
ويوجد اختبار مهم ووحيد للتحقق من الإصابة بقرحة العين، وهو صبغ العين الفلوريسينى، وفيه يقوم الطبيب أثناء هذا الاختبار، بوضع قطرة من صبغة ذات لون برتقالي على قطعة رقيقة من الورق الشفاف، ومن ثم ينقل هذه الصبغة بطريقة خاصة.
عينة للتحليل
ويسلط الطبيب الضوء بواسطة مصباح أُعد لهذه الغاية، على سطح العين، ويعلم من خلاله المناطق التالفة بالقرنية، وهذا التحقق الذي يقوم به ليس بهدف اكتشاف الإصابة فقط؛ بل لتحديد السبب وراءها أيضاً.
ويقوم الطبيب بعد ذلك وأثناء الفحص والتشخيص، بعملية كشط للقرحة بلطف، وذلك للحصول على عينة منها لتحليلها وفحصها، وبعد الاختبار يتحدد ـ للطبيب ـ السبب وراء قرحة العين، وهل هو عدوى بكتيرية أو فيروسية؟، ولا ينسى الطبيب أن يسأل المصاب عن بعض السلوكيات التي تؤدي إلى القرحة داخل العين، مثل طبيعة العمل وغيرها.
مضادات علاجية
وتبدأ مرحلة العلاج بعد عملية التشخيص السليم، وهنا يمكن أن يصف الطبيب العلاج المناسب، الذي يكون في الغالب مضادات للسبب الذي أدى إلى حدوث قرحة العين. فالطبيب له دور فعال في مواجهة ما وصلت إليه الحالة، فإذا كانت هناك تورمات، قام بإعطاء مضادات لها ومسكنات للألم.
ويُنصح المصابون بقرحة العين، بعدة أمور وقائية، للمساعدة على اكتمال الشفاء، مثل تجنب النوم أثناء ارتداء العدسات اللاصقة، والعناية الفائقة بتنظيف هذه العدسات قبل وبعد استخدامها، والمحافظة على غسل العينين بصفة دورية، حرصاً على عدم إصابتها بما يؤذيها من الجو المحيط، وترطيباً لها؛ حيث يساعدها ذلك على العمل بصورة أكثر مرونة.
وتشمل هذه النصائح أيضاً، غسل اليدين، وتجنب وضع مساحيق الوجه ومجملات الرموش والحواجب، خاصة في فترة العلاج حتى لا تؤدي حساسية العين، إلى مزيد من القرح والإضرار بالقرنية.
ويتطلب الأمر في حالات الإصابة الشديدة، التي وصلت إلى مرحلة متأخرة، زرع قرنية؛ حيث يتطلب ذلك تدخلاً جراحياً، وهو أمر له بعض المخاطر؛ ولذلك فالوقاية دائماً خير من العلاج.
خطر محدق
كشفت نتائج دراسة طبية حديثة أن 40% من حالات الإصابة بالالتهابات الميكروبية، تكون بين مستخدمي العدسات اللاصقة، وهو ما يلفت النظر إلى العلاقة الوثيقة بين إساءة استعمال العدسات اللاصقة، والإصابة بالالتهابات التي تهاجم القرنية.
وأظهرت النتائج أن 12% من أسباب الإصابة، تحدث من جفاف العين، وحوالي 10% من إصابات الجفون، و8% من جراء الإصابات الأخرى، و8% بسبب ندبات تعرجات الجفون، و2%بسبب زرع القرنية، و20% بسبب أسباب متفرقة أو غير معروفة.
وبينت دراسة أجريت على عينة من سن 21 أن حوالي 54% من الالتهابات تصيب العين، بسبب جرثومة السودوموناس الخطيرة، وانتهت 92% من مجموع الحالات بندبات مستديمة على القرنية، مما يزيل شفافية القرنية، ويؤدي إلى اضمحلال الإبصار، كما أن 1% من هذه الحالات كانت شديدة للغاية وتم علاجها جراحياً بزرع القرنية.
وأوصت الدراسة بمراجعة الطبيب المختص عند الشعور بالأعراض، وكذلك استخدام العدسات بحسب المدة المحددة، والفحص الدوري كل 12شهراً على الأقل، مع عدم ارتداء العدسات اللاصقة مدة تزيد على 15ساعة في اليوم.
قطرة عين تعالج سرطان الدم
توصل العلماء إلى أن المادة الفعالة الموجودة في قطرة للعين لعلاج أحد أمراضها، تعالج أيضاً سرطان الدم الحاد من خلال استهدافها جيناً أساسياً بالمرض.
ويتطلب علاج سرطان الدم الحاد أشهراً من العلاج الكيماوي المكثف، والبقاء في المستشفى مدة طويلة، وهو تسرطن ينشأ في خلايا النخاع العظمي، ويزداد إلى أن يصبح مهدداً للحياة.
وتوصلت مجموعة من الباحثين من قبل إلى جين معين يعد العامل الأساسي لحدوث المرض، وفي الدراسة الحالية والمنشورة في مجلة «تواصل الطبيعة»، وجد أن تثبيط ذلك الجين يوقف التسرطن بالخلايا المريضة من دون الإضرار بالخلايا السليمة، وأن المادة الفعالة الموجودة في قطرة العين المستخدمة لعلاج «مرض الشبكية الوعائي» تقوم بتثبيط العملية المؤدية للتسرطن، ما يجعل منها علاجاً محتملاً لمرض السرطان.
ويقول الباحثون إن تلك المادة تبشر بالخير كعلاج لسرطان الدم، وبالرغم من أنها تأخذ بعض الوقت، ولكن النتائج مشجعة، وعلى ما يبدو أن إمكانية علاج ذلك المرض تلوح في الأفق.
..و تعالج ندبة العين
طور باحثون تركيبة جديدة في شكل قطرة عين توقف ندبة العين، التي تحدث بالقرنية وتهدد حاسة البصر بدرجة كبيرة، ونشرت التفاصيل بمجلة «الطبيعة للطب التجديدي».
تكون القرنية في الحالة الطبيعية شفافة، ولكن مع تعرضها للخدوش والتقرحات الناجمة عن التهاب العين يتعرض ذلك الجزء المهم إلى الندب، وتصبح ضبابية وفي الحالات الشديدة معتمة. توصل العلماء من خلال بحث حديث إلى تركيبة جديدة لعلاج تلك المشكلة، ووجدوا من خلال الدراسة ما قبل السريرية أن تلك التركيبة والتي تكون في شكل قطرة تعمل بسرعة في العين، وتسرع من شفائها في غضون أيام معدودة، وتقلل التندب، وتحسن شفافية القرنية بدرجة أكبر من العلاجات المستخدمة في الوقت الحالي، والتي تقوم على المضادات الحيوية والكورتيكوسترويدات لتقليل التهابية العين.
يقول الباحثون، إن المادة المكونة للقطرة تم تركيبها بحيث يستعيد سطح العين المادة الطبيعية بالجسم، والمعروفة باسم ديكورين، ولتشكل ضمادة علاجية لتعزيز شفاء العين من غير بقاء ندب بها.