شيخة رواية
01-07-2019, 06:24 AM
التفكير الدكاكيني
السلام عليكم
اسعد الله أوقاتكم بكل خير
عندما يصل "الارتباك" برئيس أكبر دولة في العالم، أي دونالد ترمب، أن يقول: "إنَّ الولايات المتحدة قد خسرت المعركة في سورية منذ وقت طويل.. ولا أعرف لماذا مكثنا هناك طيلة هذه الفترة.. لا نريد أن نبقى في هذا البلد للأبد" فإنه عليه أن يعلن أن أميركا لم تعد دولة عظمى لها مصالح "إستراتيجية" في الكرة الأرضية كلها وإن من حقه ألاّ يخجل من أنْ يعلن :"أن هناك دولاً عديدة قد طلبنا منها أنْ تدفع أموالاً لما نقدمه لها من خدمات"!.
كانت الولايات المتحدة قد دخلت المعترك الدولي لإزاحة الاتحاد السوفياتي بعد الحرب العالمية الثانية وحقيقة أنها تمكنت من هذا وحققت ما تريده خلال فترة زمنية تعد قصيرة جداً وكانت قبل إغراق موسكو السوفياتية في المستنقع الأفغاني قد دمرت اليابان وتخلصت منها مبكراً والمعروف أن أهم انتصاراتها كانت إنهاء الظاهرة الشيوعية في روسيا نفسها وفي كل الدول التي كانت تابعة لها في آسيا وفي أوروبا الشرقية وأيضاً في بعض دول أميركا اللاتينية.
إنه لا إنكار أن الولايات المتحدة قد خسرت بعض معاركها الطاحنة مع الاتحاد السوفياتي وكتلته الشرقية في سنوات النصف الثاني من القرن العشرين كما حدث في فيتنام وكوبا وكوريا الشمالية ودول أخرى لكن بالنتيجة كان هناك الانتصار الساحق لها بانهيار الاتحاد السوفياتي وكتلته الاشتراكية وكل دول العالم الثالث التي كانت متحالفة مع ما كان يسمى الكتلة الشرقية ومن بينها دول عربية اضطرت تحت وطأة تغيُّر المعادلات وتبدلها إلى الخروج من "جلودها" السابقة واستبدالها بجلودٍ جديدة وفقاً للمواصفات الأميركية.
ربما أنَّ هذا لا يعرفه دونالد ترمب ولا يعرف أن صراع القرن العشرين الكوني كان صراع مصالح وأن انتصار الولايات المتحدة فيه هو انتصار لمصالحها وإلاّ لماذا خسرت أميركا كل ما خسرته بشرياً، وهذا هو الأهم، في حربها في فيتنام وفي كوريا وفي أفريقيا وأميركا اللاتينية وحتى في أوروبا الشرقية.. في المجر وألبانيا ويوغسلافيا وفي بعض دول المنطقة العربية!.
ويقيناً أنه عيبٌ على رئيس دولة لها كل هذه المصالح المهمة والإستراتيجية في هذه المنطقة الشرق أوسطية وفي الكون بأسره أن يفكر بهذه الطريقة التجارية الـ "دكاكينية" البائسة فالوجود الأميركي في سورية وفي عدد من الدول العربية الأخرى هو وجود مصالح أصبحت متصادمة مع المصالح الصينية والمصالح الروسية ولعل ما لا يعرفه ترمب أن الصراع المحتدم الآن على امتداد الجغرافيا السورية هو صراع على نفط وغاز الجزء الشمالي من البحر الأبيض المتوسط وهو صراع على ممر رئيسيّ للطاقة في اتجاه أوروبا الغربية والشرقية ولهذا فإنه عندما يعلن أن أميركا قد خسرت المعركة في سورية فإنه في الحقيقة يعترف أنها لم تعد دولة كبرى وأنها تخلي هذه المنطقة الإستراتيجية للصين وروسيا وهذا غير صحيح على الإطلاق وإلاّ لما أبقت واشنطن على كل جيوشها الجرارة في العراق وفي بعض دول الخليج العربي وأيضاً في الأردن ومصر وعددٍ من الدول العربية الأفريقية وفي أوروبا الشرقية كلها.
السلام عليكم
اسعد الله أوقاتكم بكل خير
عندما يصل "الارتباك" برئيس أكبر دولة في العالم، أي دونالد ترمب، أن يقول: "إنَّ الولايات المتحدة قد خسرت المعركة في سورية منذ وقت طويل.. ولا أعرف لماذا مكثنا هناك طيلة هذه الفترة.. لا نريد أن نبقى في هذا البلد للأبد" فإنه عليه أن يعلن أن أميركا لم تعد دولة عظمى لها مصالح "إستراتيجية" في الكرة الأرضية كلها وإن من حقه ألاّ يخجل من أنْ يعلن :"أن هناك دولاً عديدة قد طلبنا منها أنْ تدفع أموالاً لما نقدمه لها من خدمات"!.
كانت الولايات المتحدة قد دخلت المعترك الدولي لإزاحة الاتحاد السوفياتي بعد الحرب العالمية الثانية وحقيقة أنها تمكنت من هذا وحققت ما تريده خلال فترة زمنية تعد قصيرة جداً وكانت قبل إغراق موسكو السوفياتية في المستنقع الأفغاني قد دمرت اليابان وتخلصت منها مبكراً والمعروف أن أهم انتصاراتها كانت إنهاء الظاهرة الشيوعية في روسيا نفسها وفي كل الدول التي كانت تابعة لها في آسيا وفي أوروبا الشرقية وأيضاً في بعض دول أميركا اللاتينية.
إنه لا إنكار أن الولايات المتحدة قد خسرت بعض معاركها الطاحنة مع الاتحاد السوفياتي وكتلته الشرقية في سنوات النصف الثاني من القرن العشرين كما حدث في فيتنام وكوبا وكوريا الشمالية ودول أخرى لكن بالنتيجة كان هناك الانتصار الساحق لها بانهيار الاتحاد السوفياتي وكتلته الاشتراكية وكل دول العالم الثالث التي كانت متحالفة مع ما كان يسمى الكتلة الشرقية ومن بينها دول عربية اضطرت تحت وطأة تغيُّر المعادلات وتبدلها إلى الخروج من "جلودها" السابقة واستبدالها بجلودٍ جديدة وفقاً للمواصفات الأميركية.
ربما أنَّ هذا لا يعرفه دونالد ترمب ولا يعرف أن صراع القرن العشرين الكوني كان صراع مصالح وأن انتصار الولايات المتحدة فيه هو انتصار لمصالحها وإلاّ لماذا خسرت أميركا كل ما خسرته بشرياً، وهذا هو الأهم، في حربها في فيتنام وفي كوريا وفي أفريقيا وأميركا اللاتينية وحتى في أوروبا الشرقية.. في المجر وألبانيا ويوغسلافيا وفي بعض دول المنطقة العربية!.
ويقيناً أنه عيبٌ على رئيس دولة لها كل هذه المصالح المهمة والإستراتيجية في هذه المنطقة الشرق أوسطية وفي الكون بأسره أن يفكر بهذه الطريقة التجارية الـ "دكاكينية" البائسة فالوجود الأميركي في سورية وفي عدد من الدول العربية الأخرى هو وجود مصالح أصبحت متصادمة مع المصالح الصينية والمصالح الروسية ولعل ما لا يعرفه ترمب أن الصراع المحتدم الآن على امتداد الجغرافيا السورية هو صراع على نفط وغاز الجزء الشمالي من البحر الأبيض المتوسط وهو صراع على ممر رئيسيّ للطاقة في اتجاه أوروبا الغربية والشرقية ولهذا فإنه عندما يعلن أن أميركا قد خسرت المعركة في سورية فإنه في الحقيقة يعترف أنها لم تعد دولة كبرى وأنها تخلي هذه المنطقة الإستراتيجية للصين وروسيا وهذا غير صحيح على الإطلاق وإلاّ لما أبقت واشنطن على كل جيوشها الجرارة في العراق وفي بعض دول الخليج العربي وأيضاً في الأردن ومصر وعددٍ من الدول العربية الأفريقية وفي أوروبا الشرقية كلها.