تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : التواضع أعظم نعمة أنعم الله بها على العبد


شيخة رواية
12-18-2018, 08:22 AM
التواضع أعظم نعمة أنعم الله بها على العبد، وهو خلق يعطيه الله عز وجل من يحبه، ويكرمه، ويقربه، ويتولد خلق التواضع في نفس العبد من علمه بالله سبحانه حق العلم، ومعرفته بأسمائه وصفاته حق المعرفة، وتعظيمه، ومحبته وإجلاله، ومن معرفته بنفسه وتفاصيلها، وعيوب عملها وآفاتها، فتتأسس لديه كل أسباب التواضع، ويبتعد كل البعد عن كل مظاهر التكبر، وقد حث الإسلام على خلق التواضع ورغّب فيه، وأوحى الله تعالى إلى موسى عليه السلام: «إنما أقبل صلاة من تواضع لعظمتي ولم يتعاظم على خلقي وألزم قلبه خوفي وقطع نهاره بذكري وكفَّ نفسه عن الشهوات من أجلي».
التواضع هو انكسار القلب لله، وخفض جناح الذل والرحمة بعباده، فلا يرى له على أحد فضلاً، ولا يرى له عند أحد حقاً، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم مثالاً فريداً في تواضعه، تمثله منهجاً عملياً في حياته، وكان صلى الله عليه وسلم مع علو قدره، ورفعة شأنه بين العباد، وعند رب العباد أشد الناس تواضعاً، وألينهم جانباً، وحسبك أن الله سبحانه وتعالى هو الذي يصفه فيقول: «وإنك لعلى خلق عظيم»، وكان خلقه صلى الله عليه وسلم التواضع التام الذي روحه الإخلاص لله والحنو على عباد الله.
عبد رسول
كان صلى الله عليه وسلم يمنع أصحابه من القيام له، تواضعاً ورحمة منه، ويروى عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: «خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم متكئاً على عصا، فقمنا له، قال: لا تقوموا كما يقوم الأعاجم، يعظم بعضهم بعضاً»، وقال صلى الله عليه وسلم: «من أحب أن يتمثل له الناس قياماً فليتبوأ مقعده من النار»، وهو القائل: «إنما أنا عبد، آكل كما يأكل العبد، وأجلس كما يجلس العبد»، وكان في ركوبه يركب ما يركب عامة الناس، فركب صلى الله عليه وسلم البعير والحمار والبغلة والفرس، قال أنس رضي الله عنه: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعود المريض، ويشهد الجنازة، ويجيب دعوة العبد، وكان يوم بني قريظة على حمار مخطوم بحبل من ليف».
وكان التواضع سمة ملازمة له صلى الله عليه وسلم في حياته كلها، في جلوسه، وفي ركوبه، وفي أكله، وفي شأنه كله، وقد اختار ألا يكون ملكاً نبياً واختار أن يكون عبداً رسولاً، وهو الذي أخبرنا بذلك فقال صلى الله عليه وسلم: «خيرني ربي بين أمرين أن أكون عبداً رسولاً أو ملكاً نبياً، فلم أدر أيهما أختار، وكان صفيي من الملائكة جبريل، فرفعت رأسي إليه، فقال «تواضع لربك، فقلت: «عبداً رسولاً»، وفي «سنن ابن ماجة» عن قيس بن أبي حازم: أن رجلاً أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقام بين يديه، فأخذته رعدة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «هوِّن عليك فإني لست بملك، إنما أنا ابن امرأة من قريش كانت تأكل القديد»، وهذا من تمام تواضعه صلى الله عليه وسلم، فقد آنس الرجل وهوَّن عليه، وبيَّن له أنه ليس بملك، وذكر له أمه وأنها كانت تأكل ما يأكل عامة الناس، لبيان أنه رجل منهم، وليس بمتجبر يخاف منه.
خلق عظيم
وحين سئلت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يصنع في بيته، قالت: «كان يكون في مهنة أهله (تعني خدمة أهله)، فإذا حضرت الصلاة خرج إلى الصلاة»، وكان صلى الله عليه وسلم يقول: «إذا أتى أحدكم خادمه بطعامه، فإن لم يجلسه معه فليناوله لقمة أو لقمتين أو أكلة أو أكلتين، فإنه ولي حره وعلاجه»، (أي عانى مشقة صنع الطعام والقيام على تقديمه).
ويروى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يطعم، فجاء رجل أسود به جدري، قد تقشر، فجعل لا يجلس إلى أحد إلا قام من جنبه، فأجلسه النبي صلى الله عليه وسلم إلى جانبه.
وعن أبي سلمة المديني عن أبيه عن جده قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم عندنا بقباء، وكان صائماً، فأتيناه عند إفطاره بقدح من لبن، وجعلنا فيه شيئاً من عسل، فلما رفعه وذاقه، وجد حلاوة العسل، فقال، ما هذا؟ قلنا: يا رسول الله جعلنا فيه شيئاً من عسل، فوضعه وقال: «أما إني لا أحرمه، ومن تواضع لله رفعه الله، ومن تكبر وضعه الله، ومن اقتصد أغناه الله، ومن بذر أفقره الله، ومن أكثر ذكر الله أحبه الله».
وكان صلى الله عليه وسلم يدعو فيقول: «طوبى لمن تواضع في غير مسكنة، وأنفق مالاً جمعه في غير معصية، ورحم أهل الذل والمسكنة، وخالط أهل الفقه والحكمة»، وقد قيل: «إن أرفع ما يكون المؤمن عند الله أوضع ما يكون عند نفسه، وأوضع ما يكون عند الله أرفع ما يكون عند نفسه»، وهذا ما أخبرنا عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ما زاد الله عبداً بعفو إلا عزاً، وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله».
صفوة الله
والتواضع خلق من يرضى الله عليهم من عباده الصالحين، فقد روي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا هدى الله عبداً للإسلام، وحسَّن صورته، وجعله في موضع غير شائن له، ورزقه مع ذلك تواضعاً، فذلك من صفوة الله». وقال ابن عباس: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا تواضع العبد رفعه الله إلى السماء السابعة». وقال صلى الله عليه وسلم: «التواضع لا يزيد العبد إلا رفعة فتواضعوا يرحمكم الله».
وكان صلى الله عليه وسلم يذم الكبر وأهله، ويحث على التدريب على دفع الكبر عن النفس، وقال صلى الله عليه وسلم: «إنه ليعجبني أن يحمل الرجل الشيء في يده يكون مهنة لأهله يدفع به الكبر عن نفسه»، وروي عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «بينما رجل يجر إزاره من الخيلاء خسف به، فهو يتجلجل في الأرض إلى يوم القيامة»، وسأل النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه يوماً فقال: «مالي لا أرى عليكم حلاوة العبادة؟» قالوا: «وما حلاوة العبادة؟» قال: «التواضع»، وحثنا على التواضع للمتواضعين والتكبر على المتكبرين، فقال صلى الله عليه وسلم: «إذا رأيتم المتواضعين من أمتي فتواضعوا لهم، وإذا رأيتم المتكبرين فتكبروا عليهم، فإن ذلك مذلة لهم وصغار»، وقال صلى الله عليه وسلم: «الكرم التقوى، والشرف التواضع، واليقين الغنى»، وقال: «إن الله أوحى إليّ أن تواضعوا حتى لا يبغي أحد على أحد ولا يفخر أحد على أحد».
تواضع الصحابة
انتقل خلق التواضع من الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الصحابة رضوان الله عليهم، وقالوا فيه أقوالاً مأثورة، فعن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: «إنكم لتغفلون عن أفضل العبادات التواضع»، وقال جرير بن عبدالله: «انتهيت مرة إلى شجرة تحتها رجل نائم قد استظل بنطع له، وقد جاوزت الشمس النطع، فسويته عليه، ثم إن الرجل استيقظ، فإذا هو سلمان الفارسي، فذكرت له ما صنعت، فقال لي: يا جرير تواضع لله في الدنيا، فإنه من تواضع لله في الدنيا رفعه الله يوم القيامة، يا جرير أتدري ما ظلمة النار يوم القيامة؟ قلت: لا. قال: إنه ظلم الناس بعضهم في الدنيا».
رأس التواضع أن تضع نفسك عند من دونك في نعمة الدنيا، حتى تعلمه أنه ليس لك بدنياك عليه فضل، وأن ترفع نفسك عمن هو فوقك في الدنيا، حتى تعلمه أنه ليس له بدنياه عليك فضل‏، وكان سليمان بن داود عليهما السلام، وهو الذي أوتي ملكاً لا ينبغي لأحد من قبله ولا من بعده، إذا أصبح تصفح وجوه الأغنياء والأشراف حتى يجيء إلى المساكين، فيقعد معهم ويقول: «مسكين مع مساكين».

نفحة عطر
12-18-2018, 08:27 AM
جَزآك رَب ألعِبَآدْ خٍيُرٍ آلجزآء وَثَقلَ بِه مَوَآزينك
و ألٍبًسِك لٍبًآسَ آلتًقُوِىَ وً آلغفرآنَ
وً جَعُلك مِمَنً يٍظَلُهمَ آلله فٍي يٍومَ لآ ظلً إلاٍ ظله
وً عٍمرً آلله قًلٍبًكَ بآلآيمٍآنَ وَ أغمَركْ بِ فَرحةٍ دَآئِمة
علًىَ طرٍحًكْ آلًمَحِمًلٍ ب ِ النُورْ

شيخة رواية
12-18-2018, 08:32 AM
كل الشكر لكـِ ولهذا المرور الجميل

أمير الليل
12-18-2018, 12:57 PM
صلى الله على محمد

صلى الله عليه وسلم

لذة مطر ..!
12-18-2018, 01:23 PM
سلمت يديك ..
مانحرم منك يارب .. :241:

أبو علياء
12-18-2018, 01:39 PM
بارك الله فيكم ،، ونفع بكم
وجعل كل ماتقدموه في موازين حسناتكم
واثابكم الفردوس الاعلى من الجنة
يعطيكم الف عافية
بانتظار الجديد من مواضيعكم المفيده
لروحكم الجوري
دمتم بسعاده

شيخة رواية
12-18-2018, 02:33 PM
شكرا لمرروك الذي عطر المكان
ونشر بشذاه أركان موضوعي

غريم الليل
12-18-2018, 06:32 PM
جزاك الله خير
على الطرح القيم
جعله الله فى ميزان حسناتك

نور القمر
12-18-2018, 09:12 PM
طرح جميل ومميز
سلمت يمناك ع الانتقاء
لاحرمنا الله من عبيرتواجدك
دمت بسعادهـ بحجم السمآء
لقلبك طوق من الياسمين

شيخة رواية
12-19-2018, 05:07 AM
أسعدني كثيرا مروركم وتعطيركم هذه الصفحه

الوسيم
12-19-2018, 08:28 AM
جزاك الله خيراً
على الموضوع الرائع والمميز
دام لنا تميزك وحضورك الرائع
لك مني ارق المنى
وخالص التقدير والاحترام

شيخة رواية
12-19-2018, 10:12 AM
كل الشكر لكـِ ولهذا المرور الجميل

سمارا
12-19-2018, 05:12 PM
بارك الله فيك على الطرح القيم
جزاك ربك خير الجزاء
وجعله في ميزان حسناتك
دمت بحفظ الرحمن

سمأأأأأرا

روح انثى
12-20-2018, 05:31 AM
جزاك الله كل خير
وبارك الله فيك وكتب لك الأجر
وجعله في موازين حسناتك
تقديري

شيخة رواية
12-20-2018, 07:40 PM
كل الشكر لكـِ ولهذا المرور الجميل
:242:

الياقوتة
12-21-2018, 12:01 PM
جزيتي الفردوس
طرح قييم
اثابك المولي
واجزل لك العطاء

خالد
12-22-2018, 11:14 AM
بارك الله فيك على الطرح القيم
جزاك ربك خير الجزاء
وجعله في ميزان حسناتك
دمت بحفظ الرحمن

شيخة رواية
12-22-2018, 02:16 PM
كل الشكر لكـِ ولهذا المرور الجميل

بسمة فجر
12-22-2018, 05:26 PM
بارك الله فيك ع موضوعك القيم والمميز
وبانتظار جديدك القادم
ارق التحايا لك

ريُـ‘ـُآحُـ‘ـُ آلُـ‘ـُشُـ‘ـُۅقُـ‘ـُ
12-22-2018, 05:52 PM
إختيار موفق ..وطرح مميز
لا يليق إلا بمن أتينا لنرى مايقدمه لنا ذوقها الراقي
عافاك الله واجزل لك الأجر

شيخة رواية
12-22-2018, 07:43 PM
كل الشكر لكـِ ولهذا المرور الجميل

امير الشمال
12-24-2018, 07:38 PM
بارك الله فيك على الطرح القييم
وجعلها ماكتبت شاهد لك يارب
تقديري لك

حلوة الروح
12-25-2018, 01:24 AM
https://www.up4.cc/image99105.html
\\
//
\\

شكراً لك على ـآ هذا الموضوع المفيد
وجزآكك الله الف خخير على م تقدمه لنا
من محتوى رائع
مزيد من التقدم والابداع


,,,,,

شيخة رواية
12-25-2018, 03:01 AM
كل الشكر لكـِ ولهذا المرور الجميل

روح انثى
12-25-2018, 12:11 PM
جزاك المولى الجنه
وجعله الله شاهداً لك لا عليك
ولك احترامي وتقديري

إميلي.
12-25-2018, 01:01 PM
_







الله يجزاك عنَّا خير الجزاء
ويقويك ع فعل آلخير
ولايحرمك الأجر يارب , http://www.roh-fa.com/images/smilies/1488905806561.pnghttp://www.roh-fa.com/images/smilies/1488906151511.png

شيخة رواية
12-26-2018, 05:09 AM
كل الشكر لكـِ ولهذا المرور الجميل

البارزه
01-04-2019, 01:29 AM
جَزآك رَب ألعِبَآدْ خٍيُرٍ آلجزآء وَثَقلَ بِه مَوَآزينك
و ألٍبًسِك لٍبًآسَ آلتًقُوِىَ وً آلغفرآنَ
وً جَعُلك مِمَنً يٍظَلُهمَ آلله فٍي يٍومَ لآ ظلً إلاٍ ظله
وً عٍمرً آلله قًلٍبًكَ بآلآيمٍآنَ وَ أغمَركْ بِ فَرحةٍ دَآئِمة
علًىَ طرٍحًكْ آلًمَحِمًلٍ ب ِ النُورْ

روحي تبيك
01-17-2019, 05:22 PM
جزاك الله خير وجعله في ميزان حسناتك
ولا حرمك الأجر يارب
وأنار الله قلبك بنورالإيمان
أحترآمي لــ/سموك

دلوعة عشق
06-03-2019, 10:50 AM
جزاك المولى الجنه
وكتب الله لك اجر هذه الحروف
كجبل احد حسنات
وجعله المولى شاهداً لك لا عليك
لاعدمنا روعتك
ولك احترامي وتقديري

Şøķåŕą
06-02-2022, 06:39 AM
سلمت الأيادي ..
ويعطيك العافية لـ جمال الآنتقاء
لروحك جنائن الورد .

بنت العز
05-27-2024, 08:38 AM
يعطيك العافيه على طرحك
عساك على القوهه ..
ماننحرم

Şøķåŕą
06-03-2024, 06:08 PM
شكراً لك
بإنتظار الجديد القادم
دمت بكل خير

نور القمر
08-13-2024, 03:06 PM
طرح رائع وَ قيم
سلمت يمناك عَ الاختيار المفيد
شكراً جزيلاً لك

Şøķåŕą
08-13-2024, 03:12 PM
شكرا لك
في انتظار الجديد القادم
دمت بكل خير