تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ملامح جمالية في القرآن الكريم


روح انثى
12-02-2018, 04:44 AM
ملامح جمالية في القرآن الكريم .

1- القرآن وطَيُّ اﻷزمنة:
لاحظتُ عند قراءتي لكتاب الله سبحانه أن اﻷزمنة تُطوى، وأن المسافات تقصر، وتبدو اﻷحداث التي تروى بتفاصيلها الدقيقة مُشاهَدةً، كأنك تراها رَأيَ العين، ولا عجب في ذلك؛ فإن المتكلِّم قد أحاط علمُه بكل شيء، قال تعالى:
﴿ وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَأْتِينَا السَّاعَةُ قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ عَالِمِ الْغَيْبِ لَا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَلَا أَصْغَرُ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرُ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ﴾ [سبأ: 3]، وهذا يدل على أن خالق الكون واحد؛ وهو الله سبحانه.

وهذا الطيُّ الزماني والمكاني، والتعبير عن ذلك بأساليب متنوعة: لونٌ من ألوان إعجازه، ومَلْمحٌ من ملامح جماله، وسر تجدد عطائه!

2- أجمل ما في وقت صلاة المغرب أنك تشهدُ فيه لحظة تحوُّل كوني، سماه الله سبحانه ولوجَ الليل في النهار.

وأجمل ما في وقت صلاة الفجر شهودُ ظاهرة ولوج النهار في الليل، ‏وصدق الله القائل:
﴿ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَهُوَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ﴾ [الحديد: 6].
إن ظاهرة الولوج في الصباح والمساء لوحةٌ فنية جميلة، يدعوك الحق تعالى للتمتع بمشاهدتها، ثم السجود لعظمة من أبدعها!

3- كلما طلع النهار بضوئه، وأشرقت الشمس بنورها، أيقنتُ أن ظلمة الشدائد والمحن ستنجلي بإذن الله تعالى، وأن اﻷسى سيزول، وأن الفرَجَ آتٍ ... ولكن بعض الناس لا يرى هذا الجمال، وتَعمى عينُه عن رؤية النور!
إن ظاهرة الليل والنهار تُشبه ظاهرةَ الجدب والغيث، وصدق الله القائل: ﴿ وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ ﴾ [الشورى: 28].

قال الشاعر:
‏إذا أصبَح الصبحُ شاخ الأسى قليلًا، قليلًا، إلى أن يموت

وعمَّت رياضَ الأماني "عسى"
ففاحت بفألٍ يروِّي البيوت




4- قوله تعالى: ﴿ إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ ﴾ [البقرة: 158].
صدق من قال: "ما ألطَفَ اللهَ بنا! جعل شعائره في المكان الذي انكشفت فيه هموم عباده".

قلت: وهذا الحكمُ فيه:
• تذكار ﻷلطافه السابقة.
• ورجاء بألطاف حاضرة ولاحقة.

5- يعلم الحق سبحانه خطَراتِ النفوسِ، وتقلُّبات القلوب، وانبعاثَها، ويكتبها عنده، واقرأ قوله تعالى:
﴿ وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً وَلَكِنْ كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ ﴾ [التوبة: 46].

فحافظ على جمال خواطرك كما تحافظ على جمال أعمالك وأقوالك، وجمال لباسك وبيتِك.

وحذارِ من خواطر السوء؛ فإنها مهلكة، قال الله تعالى: ﴿ وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾ [فصلت: 23].

لقد ظن الكفار أن الله سبحانه لا يعلم كثيرًا مما يعملونه سرًّا، هذا الظنُّ كان سببًا من أسباب عقوبتهم.

﴿ أَرْدَاكُمْ ﴾ أي: أهلككم، ﴿ فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾ لكل شيء في دنياكم وآخرتكم.

6- القرآن وعِلم التوحيد:
في ‏قوله تعالى: ﴿ فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ﴾ [محمد: 19].
أعظم حقيقة في هذا الكون، وأجملها، ومن علِمها وتحقَّقَ بها حالًا، ومقالًا، وشهودًا، وعملًا، وتطبيقًا - كان من الفائزين.

7- القرآن والسعادة:
علَّمَنا نوح عليه السلام أن الاستغفار سببٌ لنزول اﻷمطار، واﻹمداد باﻷموال والبنين، والتمتُّع بجمال الجنات واﻷنهار، قال تعالى:
﴿ فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا ﴾ [نوح: 10 - 12].

8- جمال اﻹحسان والمحسنين:
دلَّنا القرآن على أعمال توصل إلى مراتبَ عالية، من تلك اﻷعمال: المجاهدة، قال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [العنكبوت: 69].
إن اﻹحسان يجعل الحياة جميلة ذات مغزًى، وإن المحسنين هم جمال هذه اﻷرض، وصدق من قال:

جمالُ ذي اﻷرضِ كانوا في الحياة وهمْ ♦♦♦ بعدَ الممات جمالُ الكُتْبِ والسِّيَرِ



9- في قوله تعالى: ﴿ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ﴾ [آل عمران: 103]:
قاعدة من أهم قواعد اﻹدارة الناجحةِ في جميع شؤون الحياة.
وقد علِمنا بالاستقراء أن التفرُّق والتنازع سببُ كلِّ شرٍّ.

إن جمال الحياة بالألفة، والمحبة، والاجتماع، وقد أكد النبي صلى الله عليه وسلم هذا المعنى في قوله لمعاذ وأبي موسى الأشعري حينما بعثهما إلى اليمن: ((يسِّرا ولا تعسِّرا، وبشِّرا ولا تنفِّرا، وتطاوَعَا ولا تختلفا))؛ متفق عليه.

قال الإمام النووي في شرحه على صحيح مسلم: "غالِب المصالح لا يتمُّ إلا بالاتفاق، ومتى حصل الاختلاف فات".
وصدق الله تعالى القائل: ﴿ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ﴾ [الأنفال: 46].

10- القرآن والطعام:
قوله تعالى: ﴿ فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ إِلَى طَعَامِهِ ﴾ [عبس: 24].
يشير إلى أهمية النظر في أصناف الطعام؛ فإن بديع صنعها، وجمال ألوانها، وأشكالها، وطعومها، وأنواعها - تدل على الخالق العظيم! ومن اﻷهمية بمكان دراستها دراسةً علمية وجمالية؛ للكشف عن هذه الحقائق.
وعليه؛ فإن الكلام عن الطعام بهذا المفهوم الجميل يعد مطلبًا قرآنيًّا، وهو لون من ألوان التفسير.
كما أن تنقل اﻷطعمة لون من ألوان التبادل الثقافي بين اﻷمم، ودراسته من لطائف العلم.
وللمسلمين تاريخ حافلٌ في هذا المجال، يمكن أن يفرد بالدراسةِ، ومن مظانِّ مصادره: كتاب كشف الظنون؛ لحاجي خليفة، فقد أتى بمباحثَ قيِّمةٍ في هذا الباب من العلم النادر.

شيخة رواية
12-02-2018, 04:45 AM
متصفح ا نيق ورآقي بمحتوآه
سلمت يدآك على الانتقآء الممميز
بـ نتظـآر آلمزيد من هذا آلفيـض الراآقي
لك كل الود والاحترام ،

بسمة فجر
12-02-2018, 10:41 AM
بارك الله فيك ع موضوعك المميز
وبانتظار جديدك القادم
ارق التحايا لك

روحي تبيك
12-02-2018, 11:00 AM
جزاك الله خير وجعله في ميزان حسناتك
ولا حرمك الأجر يارب
وأنار الله قلبك بنورالإيمان
أحترآمي لــ/سموك

غـُـلايےّ
12-02-2018, 11:19 AM
طررح يفوق آلجمآل ,
‎كعآدتك إبدآع في صفحآتك ,
‎يعطيك آلعآفيـه يَ رب ,
‎وبِ إنتظآر المزيد من هذآ الفيض ,
‎لقلبك السعآده والفـرح ..
‎ودي

الياقوتة
12-02-2018, 01:00 PM
بارك الله فيك
وجعله الله في مـــوآزين حسنآتك يوم القيآمه
حفظك الله ورعـــــآك من كل شــــر

لَـحًـــنِ ♫
12-02-2018, 01:26 PM
يععطيـك الـعـافيـهَ ع جمَ ـال طرحـك..||~
د ـام عطـائك ../..وروعـه تم ـيـزك..
(..م ـودتي..)..http://www.h-dfa.com/vb/images/smilies/smiail/smile35.gifhttp://www.h-dfa.com/vb/images/smilies/smiail/hdfa(23).gif

sham
12-02-2018, 02:43 PM
احسنت الإنتقاء
جزاك الله خير الجزاء .

,:241:

شيخة رواية
12-02-2018, 06:32 PM
لا جديد سوى رائحة التميز
تثور من هنا ومن خلال هذا الطرح
الجميل والمتميز ورقي الذائقه
في استقطاب ما هو جميل ومتميز

سرالهوى
12-03-2018, 06:48 AM
طرح رائع
الف شكر لك ع جهودك المميزه
يعطيك العافيه

نفس المشاعر
12-03-2018, 06:52 AM
جزاك الله خير الجزء

انثى برائحة الورد
12-03-2018, 01:43 PM
جهد مميز ورائع
سلمت وبارك الله فيك
دمت بود

أبو علياء
12-03-2018, 08:59 PM
بارك الله فيكم ،، ونفع بكم
وجعل كل ماتقدموه في موازين حسناتكم
واثابكم الفردوس الاعلى من الجنة
يعطيكم الف عافية
بانتظار الجديد من مواضيعكم المفيده
لروحكم الجوري
دمتم بسعاده

نور القمر
12-03-2018, 10:06 PM
جزاك الله خيرا

جعله في ميزان حسناتك

لذة مطر ..!
12-04-2018, 10:21 PM
جزاك الله خير ونفع بك .. :34:

شيخة رواية
12-05-2018, 06:10 AM
...


عطاء مميز وحضور انيق ووفاء لكيان روايه

التمسه في متصفح الوفاء

راقني ماكان هنا وانتظر مزيدك

فكل الشكر والامتنان لهكذا هطل


دمت بكل الخير

الوسيم
12-19-2018, 08:34 AM
جزاك الله خيراً
على الموضوع الرائع والمميز
دام لنا تميزك وحضورك الرائع
لك مني ارق المنى
وخالص التقدير والاحترام

ريُـ‘ـُآحُـ‘ـُ آلُـ‘ـُشُـ‘ـُۅقُـ‘ـُ
01-05-2019, 02:44 PM
إختيار موفق ..وطرح مميز
لا يليق إلا بمن أتينا لنرى مايقدمه لنا ذوقه الراقي
عافاك الله واجزل لك الأجر

روح انثى
01-28-2019, 02:29 AM
شكرن لتواجدكم الراقي
ودي
http://wahjj.com/vb/imgcache/13023.imgcache.gif

دلوعة عشق
05-30-2019, 11:58 AM
جزاك المولى الجنه
وكتب الله لك اجر هذه الحروف
كجبل احد حسنات
وجعله المولى شاهداً لك لا عليك
لاعدمنا روعتك
ولك احترامي وتقديري

Şøķåŕą
09-10-2023, 05:16 PM
_



جزاك الله كل خير ..
وَبارك الله فيك ولا حرمك الأجر
لك من الشكر أجزله.

نور القمر
07-17-2024, 01:54 PM
سلمتِ على هكذا إنفراد وَ تميُز
دام حضورك وَ عطائِك اللا محدود
لروحك آكاليل الورد https://a-al7b.com/vb/images/smilies/241.gif.

Şøķåŕą
09-30-2024, 04:59 PM
شكراً لك
بإنتظار الجديد القادم
دمت بكل خير