نور القمر
11-19-2018, 04:07 PM
حــــب الرسول صلى الله عليه وسلم بين الصــدق والكـذب
مما لا شك فيه أن كل إنسان مسلم وكل فرد مؤمن يدعي حب الرسول صلى الله عليه وسلم.. ولكن.. لو طرحنا سؤالا حول هذه المحبة: هل هي محبة صادقة حقيقية؟؟ أم هي محبة كاذبة باطلة؟؟ وهل كل من يقول بأنه يحب الرسول صلى الله عليه وسلم سلمنا له بصحة قوله وصدق حبه؟؟
إخوتاه.. إن الإنسان- كيفما كان- إذا أحب شخصا.. تراه دائم اللصوق به.. تجده متلهفا لتلبية رغباته وطلباته.. يحب كل ما يحبه.. ويكره كل ما يكرهه.. فتراه لا يقدم ولا يؤخر بين يدي محبوبه.. هذا مع إنسان عادي وشخص مثله.. فكيف لو كان هذا المحبوب هو رسول الله صلى الله عليه وسلم.. الذي أمرنا بمحبته وطاعته وجعله فوق جميع المخلوقات في الحب والطاعة.. حتى من آبائنا.. وأبنائنا.. بل وأنفسنا..
قال صلى الله عليه وسلم: ( لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من نفسه وماله وولده والناس أجمعين )..
هل أحببناه حقا وصدقا ؟؟ أم أننا ادعينا محبته وخالفنا أمره ونهيه ؟؟ وكيف تكون محبته وقد مات ولم نلتق به وما عاشرناه ؟؟ هل تكون محبته كما يحبه الصوفيون المتطرفون الذين جعلوه إلها وربا ؟؟ أم تكون محبته كأولئك الذين جردوه من النبوة والرسالة وعاملوه على أنه بشر كسائر البشر ؟؟
الأسئلة كثيرة.. ولكن أقول بإيجاز واختصار:
إن الإدعاء لمحبته صلى الله عليه وسلم فن كل الناس يجيده.. ولا تكاد تجد منهم من يقول بخلاف ذلك.. لكن.. ليس كل من ادعى حبه فهو صادق.. نعم.. فليس من حبه ترك طاعته.. وليس من حبه هجر سنته.. وليس من حبه الابتداع في منهجه..
وفي ذلك (بشيء يسير من التصرف):
تعصي الرسول وتزعم حبه ××× هذا لعمري في القياس شنيع
لو كان حبك صادقا لأطعته ××× إن المحب لمن يحب مطيع
أليس هذا هو الحب الحقيقي الصادق ؛ طاعته في ما أمر.. واجتناب ما نهى عنه وزجر؟!..
فليس من حب الرسول صلى الله عليه وسلم ما يقوم به الصوفية المتنطعون ؛ يخصصون الاحتفالات الباردة.. ويقيمون المهرجانات الباهتة.. في البدع والترهات.. والأباطيل والضلالات.. إنه حب كاذب ما يزعمون.. إن الذي يحب الرسول صلى الله عليه وسلم لا يتهمه بالخيانة.. نعم.. أليسوا يزيدون ويبتدعون في الدين ما ليس منه؟!! فكأنهم بذلك يقولون: يا رسول الله.. إنك لم تكمل لنا ديننا ونقصت منه.. وها نحن نتمه بدلا عنك.. والله تعالى يقول: (( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا )).. وكما قال بعض السلف: من ابتدع في الدين بدعة يراها حسنة فقد زعم أن الرسول صلى الله عليه وسلم خان الرسالة..
وهنا أقول : من أشد الناس حبا لرسول الله صلى الله عليه وسلم؟؟! هل أولئك الذين يتبعون نهجه ويقتفون أثره أم أولائك الذين يخالفون عن نهجه وسنته؟؟!
والله لن يبلغ أحدنا ما بلغ صحابته الكرام من محبته وتوقيره صلى الله عليه وسلم.. ومع ذلك فلم نرهم إلا وهم متهافتون متسابقون لطاعته وإجابة أوامره واجتناب نواهيه..
فوا عجبا كيف أصبح اليوم أفسق الفساق وأفجر الفجار يدعي حب الرسول صلى الله عليه وسلم.. والله ورسوله منه براء !!
إن محبة الرسول صلى الله عليه وسلم الصادقة توجب على المؤمن الدفاع عن سيرته المرضية والذب عن شخصه الطاهر وأزواجه العفيفات وأصحابه الثقات.. فلقد عشنا وسمعنا من يسبه صلى الله عليه وسلم ويشتم أزواجه وأصحابه من بعده.. بل فوق كل هذا وذاك من يسب الله جهرا وعلنا على رؤوس الأشهاد.. ولا من يحرك ساكنا.. ولا من يجيب داعيا.. فينهى عن هذا المنكر العظيم.. وهذا المرض الجسيم.. والداء السقيم..
.لقد سب دين الإسلام فسكتنا.. وسب نبي الإسلام وصحابته فصمتنا.. أفنسكت ونصمت على سب الله جل وعلا ؟؟! والله هذا لا يقبله الكفار وعباد البقر والأوثان.. وعباد الحجر والشجر.. إذ لو سب طاغوتهم لأخذتهم الحمية والغيرة وهم على الباطل.. أما نحن أصحاب الحق فخامدون باردون.
وفي وسط هذه الأوحال تنطلق أصوات بعض الدعوات لتقول حي على الجهاد.. حي على الجهاد.. فلا من يجيب النداء.. لأن من يسب الله ورسوله ودينه يستحيل أن يجاهد في سبيلهم.. يستحيل أن يناضل تحت راية من يسب ويشتم ويلعن..
فهل هؤلاء يحبون الله عز وجل حتى نقول إنهم يحبون الرسول صلى الله عليه وسلم؟؟ أترك لكم الجواب..
إخوتاه.. يوجد صنف غريب عجيب يدعي حب الرسول صلى الله عليه وسلم ولكنه يتخذ في حياته قدوات أخرى.. فمن جعل قدوته لاعب الكرة المشهور فلان الفلاني.. ومن جعل قدوته المغني أو الممثل أو المطرب المشهور علان العلاني.. وهكذا.. فهل يا ترى حب هذا الصنف صادق أم كاذب ؟؟ هل كان الصحابة رضوان الله عليهم يحبون الرسول صلى الله عليه وسلم ويجعلون قدوتهم ملك الرم أو الفرس ؟؟ أو يجعلون أسوتهم زعيم القبيلة الفلانية أو رئيس المكان الفلاني ؟؟ لا والله.. ما كان قدوتهم وأسوتهم إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم.. قال تعالى: (( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا )).. رسول الله هو القدوة وهو الأسوة وهو المثال.. لا غيره من البلهاء الذين اتخذوا حياتهم لهوا ولعبا وغرتهم الحياة الدنيا..
إخوتاه.. اجعلوا نبيكم قدوتكم.. وضعوه موضعه الذي يليق به.. فلا تُعلوه فوق منزلته.. ولا تغمطوه حقه الذي وهبه الله له.. لا تبالغوا في مدحه.. ولا تقللوا من شأنه.. وإنما وسط واعتدال في كل شيء.. حب صادق لا حب كاذب..
إن أشد الناس حبا للنبي صلى الله عليه وسلم هو من يسارع في طاعته وتلبية أوامره.. هو من يسابق من أجل البعد عن معصيته واجتناب نواهيه.. وإن أكْذب الحب أن يكون باللسان دون الجنان.. وأن يكون بالظاهر دون الباطن.. وأن يكون بالادعاء دون القلب والجوهر..
إن في هذا لذكرى لمن كان في قلبه زيغا أو غفلة.. فالله الله في حب نبيكم صدقا لا كذبا.. وحقا لا ادعاء.. فإنه لا يتم إيمان المرء إلا به.. ولا يكمل إسلام الفرد إلا به..
فاللهم ارزقنا حبك وحب نبيك وحب من يحبك وحب عمل يقربنا إليك.. برحمتك يا أرحم الراحمين..
وصلي اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين..
مما لا شك فيه أن كل إنسان مسلم وكل فرد مؤمن يدعي حب الرسول صلى الله عليه وسلم.. ولكن.. لو طرحنا سؤالا حول هذه المحبة: هل هي محبة صادقة حقيقية؟؟ أم هي محبة كاذبة باطلة؟؟ وهل كل من يقول بأنه يحب الرسول صلى الله عليه وسلم سلمنا له بصحة قوله وصدق حبه؟؟
إخوتاه.. إن الإنسان- كيفما كان- إذا أحب شخصا.. تراه دائم اللصوق به.. تجده متلهفا لتلبية رغباته وطلباته.. يحب كل ما يحبه.. ويكره كل ما يكرهه.. فتراه لا يقدم ولا يؤخر بين يدي محبوبه.. هذا مع إنسان عادي وشخص مثله.. فكيف لو كان هذا المحبوب هو رسول الله صلى الله عليه وسلم.. الذي أمرنا بمحبته وطاعته وجعله فوق جميع المخلوقات في الحب والطاعة.. حتى من آبائنا.. وأبنائنا.. بل وأنفسنا..
قال صلى الله عليه وسلم: ( لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من نفسه وماله وولده والناس أجمعين )..
هل أحببناه حقا وصدقا ؟؟ أم أننا ادعينا محبته وخالفنا أمره ونهيه ؟؟ وكيف تكون محبته وقد مات ولم نلتق به وما عاشرناه ؟؟ هل تكون محبته كما يحبه الصوفيون المتطرفون الذين جعلوه إلها وربا ؟؟ أم تكون محبته كأولئك الذين جردوه من النبوة والرسالة وعاملوه على أنه بشر كسائر البشر ؟؟
الأسئلة كثيرة.. ولكن أقول بإيجاز واختصار:
إن الإدعاء لمحبته صلى الله عليه وسلم فن كل الناس يجيده.. ولا تكاد تجد منهم من يقول بخلاف ذلك.. لكن.. ليس كل من ادعى حبه فهو صادق.. نعم.. فليس من حبه ترك طاعته.. وليس من حبه هجر سنته.. وليس من حبه الابتداع في منهجه..
وفي ذلك (بشيء يسير من التصرف):
تعصي الرسول وتزعم حبه ××× هذا لعمري في القياس شنيع
لو كان حبك صادقا لأطعته ××× إن المحب لمن يحب مطيع
أليس هذا هو الحب الحقيقي الصادق ؛ طاعته في ما أمر.. واجتناب ما نهى عنه وزجر؟!..
فليس من حب الرسول صلى الله عليه وسلم ما يقوم به الصوفية المتنطعون ؛ يخصصون الاحتفالات الباردة.. ويقيمون المهرجانات الباهتة.. في البدع والترهات.. والأباطيل والضلالات.. إنه حب كاذب ما يزعمون.. إن الذي يحب الرسول صلى الله عليه وسلم لا يتهمه بالخيانة.. نعم.. أليسوا يزيدون ويبتدعون في الدين ما ليس منه؟!! فكأنهم بذلك يقولون: يا رسول الله.. إنك لم تكمل لنا ديننا ونقصت منه.. وها نحن نتمه بدلا عنك.. والله تعالى يقول: (( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا )).. وكما قال بعض السلف: من ابتدع في الدين بدعة يراها حسنة فقد زعم أن الرسول صلى الله عليه وسلم خان الرسالة..
وهنا أقول : من أشد الناس حبا لرسول الله صلى الله عليه وسلم؟؟! هل أولئك الذين يتبعون نهجه ويقتفون أثره أم أولائك الذين يخالفون عن نهجه وسنته؟؟!
والله لن يبلغ أحدنا ما بلغ صحابته الكرام من محبته وتوقيره صلى الله عليه وسلم.. ومع ذلك فلم نرهم إلا وهم متهافتون متسابقون لطاعته وإجابة أوامره واجتناب نواهيه..
فوا عجبا كيف أصبح اليوم أفسق الفساق وأفجر الفجار يدعي حب الرسول صلى الله عليه وسلم.. والله ورسوله منه براء !!
إن محبة الرسول صلى الله عليه وسلم الصادقة توجب على المؤمن الدفاع عن سيرته المرضية والذب عن شخصه الطاهر وأزواجه العفيفات وأصحابه الثقات.. فلقد عشنا وسمعنا من يسبه صلى الله عليه وسلم ويشتم أزواجه وأصحابه من بعده.. بل فوق كل هذا وذاك من يسب الله جهرا وعلنا على رؤوس الأشهاد.. ولا من يحرك ساكنا.. ولا من يجيب داعيا.. فينهى عن هذا المنكر العظيم.. وهذا المرض الجسيم.. والداء السقيم..
.لقد سب دين الإسلام فسكتنا.. وسب نبي الإسلام وصحابته فصمتنا.. أفنسكت ونصمت على سب الله جل وعلا ؟؟! والله هذا لا يقبله الكفار وعباد البقر والأوثان.. وعباد الحجر والشجر.. إذ لو سب طاغوتهم لأخذتهم الحمية والغيرة وهم على الباطل.. أما نحن أصحاب الحق فخامدون باردون.
وفي وسط هذه الأوحال تنطلق أصوات بعض الدعوات لتقول حي على الجهاد.. حي على الجهاد.. فلا من يجيب النداء.. لأن من يسب الله ورسوله ودينه يستحيل أن يجاهد في سبيلهم.. يستحيل أن يناضل تحت راية من يسب ويشتم ويلعن..
فهل هؤلاء يحبون الله عز وجل حتى نقول إنهم يحبون الرسول صلى الله عليه وسلم؟؟ أترك لكم الجواب..
إخوتاه.. يوجد صنف غريب عجيب يدعي حب الرسول صلى الله عليه وسلم ولكنه يتخذ في حياته قدوات أخرى.. فمن جعل قدوته لاعب الكرة المشهور فلان الفلاني.. ومن جعل قدوته المغني أو الممثل أو المطرب المشهور علان العلاني.. وهكذا.. فهل يا ترى حب هذا الصنف صادق أم كاذب ؟؟ هل كان الصحابة رضوان الله عليهم يحبون الرسول صلى الله عليه وسلم ويجعلون قدوتهم ملك الرم أو الفرس ؟؟ أو يجعلون أسوتهم زعيم القبيلة الفلانية أو رئيس المكان الفلاني ؟؟ لا والله.. ما كان قدوتهم وأسوتهم إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم.. قال تعالى: (( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا )).. رسول الله هو القدوة وهو الأسوة وهو المثال.. لا غيره من البلهاء الذين اتخذوا حياتهم لهوا ولعبا وغرتهم الحياة الدنيا..
إخوتاه.. اجعلوا نبيكم قدوتكم.. وضعوه موضعه الذي يليق به.. فلا تُعلوه فوق منزلته.. ولا تغمطوه حقه الذي وهبه الله له.. لا تبالغوا في مدحه.. ولا تقللوا من شأنه.. وإنما وسط واعتدال في كل شيء.. حب صادق لا حب كاذب..
إن أشد الناس حبا للنبي صلى الله عليه وسلم هو من يسارع في طاعته وتلبية أوامره.. هو من يسابق من أجل البعد عن معصيته واجتناب نواهيه.. وإن أكْذب الحب أن يكون باللسان دون الجنان.. وأن يكون بالظاهر دون الباطن.. وأن يكون بالادعاء دون القلب والجوهر..
إن في هذا لذكرى لمن كان في قلبه زيغا أو غفلة.. فالله الله في حب نبيكم صدقا لا كذبا.. وحقا لا ادعاء.. فإنه لا يتم إيمان المرء إلا به.. ولا يكمل إسلام الفرد إلا به..
فاللهم ارزقنا حبك وحب نبيك وحب من يحبك وحب عمل يقربنا إليك.. برحمتك يا أرحم الراحمين..
وصلي اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين..