الدكتور على حسن
06-29-2025, 08:56 PM
المتأمل في أحداث الهجرة النبوية
يجد العديد من الدروس
والعبر التي ينبغي استلهامها
والتوقف عندها والأخذ من معينها،
ومن هذه الدروس والعبر:
التخطيط الجيد والأخذ بالأسباب:
إنك ترى رسول الله صلى الله عليه وسلم
يعد للأمر عدته،
فيختار التوقيت المناسب،
ويختار الصديق المناسب،
والمكان الأمثل،
ويوظف الطاقات المتاحة أفضل
توظيف ممكن.
فصاحبه في الهجرة أبو بكر
رضي الله عنه الذي كان أول من أسلم،
والذي سخر كل إمكاناته منذ اليوم
الأول لخدمة هذا الدين
وهذه الدعوة المباركة،
والذي فرح باختيار النبي
صلى الله عليه وسلم له ليكون
صاحبه في الهجرة حتى سالت
دموع الفرح على خديه رضي الله عنه،
وهو الذي تولى إعداد الراحلتين
اللتين سيهاجران عليهما.
أما عن التوقيت
فقد جاء صلى الله عليه وسلم
إلى بيت أبي بكر في وقتٍ شديد الحر،
وهو الوقت الذي لا يكاد يخرج فيه أحد،
ولم يكن من عادته صلى الله عليه وسلم
الخروج فيه،
وإنما فعل ذلك حتى لا يراه
أحد من المشركين.
وكان الخروج للهجرة ليلًا،
ومن باب خلفيٍّ في بيت أبي بكر.
ونلمح في ثنايا ذلك حرصا شديدا
على السرية وضمان كتمان الأمر
حتى عن أقرب الناس، فقد أخفى
شخصيته صلى الله عليه وسلم
أثناء مجيئه للصدِّيق، وجاء متلثمًا،
وأمر صلى الله عليه وسلم أبا بكر
أن يُخرِجَ مَنْ عنده،
ولَمَّا تكلم لم يبيِّن إلا الأمر بالهجرة
دون تحديد الاتجاه.
أما عن اختيار المكان والطريق
المناسب فيتجلى ذلك في اخياره
صلى الله عليه وسلم طريقا
غير مألوفة للناس؛ حيث كان
النبي صلى الله عليه وسلم يعلم
أن قريشًا سَتَجِدُّ في الطلب،
وأن الطريق الذي ستتجه إليه الأنظارُ
لأول وهلة هو طريق المدينة
الرئيسي المتجه شمالًا؛
فسلك الطريق الذي يضادُّه تمامًا،
وهو الطريق الواقع جنوب مكة،
والمتجه نحو اليمن،
سلك هذا الطريق نحو خمسة أميال
حتى بلغ جبلًا يُعرَف بجبل ثَوْر،
وهذا جبل شامخ، وَعِر الطريق،
صعب المرتقى، ذو أحجار كثيرة،
فحفيت قَدَمَا رسولِ الله صلى الله عليه وسلم.
ثم هو يختار غار ثور للاختباء
فيه حتى يخف الطلب،
وهو مكان لا يتوقع أحد من المشركين
أن يصل إليه
رسول الله صلى الله عليه وسلم
بسبب المواصفات التي ذكرت سابقا.
نلتقى فى الجزء الرابــع
إن شاء الله
لكم خالص تحياتى وتقديرى
الدكتور علــى
يجد العديد من الدروس
والعبر التي ينبغي استلهامها
والتوقف عندها والأخذ من معينها،
ومن هذه الدروس والعبر:
التخطيط الجيد والأخذ بالأسباب:
إنك ترى رسول الله صلى الله عليه وسلم
يعد للأمر عدته،
فيختار التوقيت المناسب،
ويختار الصديق المناسب،
والمكان الأمثل،
ويوظف الطاقات المتاحة أفضل
توظيف ممكن.
فصاحبه في الهجرة أبو بكر
رضي الله عنه الذي كان أول من أسلم،
والذي سخر كل إمكاناته منذ اليوم
الأول لخدمة هذا الدين
وهذه الدعوة المباركة،
والذي فرح باختيار النبي
صلى الله عليه وسلم له ليكون
صاحبه في الهجرة حتى سالت
دموع الفرح على خديه رضي الله عنه،
وهو الذي تولى إعداد الراحلتين
اللتين سيهاجران عليهما.
أما عن التوقيت
فقد جاء صلى الله عليه وسلم
إلى بيت أبي بكر في وقتٍ شديد الحر،
وهو الوقت الذي لا يكاد يخرج فيه أحد،
ولم يكن من عادته صلى الله عليه وسلم
الخروج فيه،
وإنما فعل ذلك حتى لا يراه
أحد من المشركين.
وكان الخروج للهجرة ليلًا،
ومن باب خلفيٍّ في بيت أبي بكر.
ونلمح في ثنايا ذلك حرصا شديدا
على السرية وضمان كتمان الأمر
حتى عن أقرب الناس، فقد أخفى
شخصيته صلى الله عليه وسلم
أثناء مجيئه للصدِّيق، وجاء متلثمًا،
وأمر صلى الله عليه وسلم أبا بكر
أن يُخرِجَ مَنْ عنده،
ولَمَّا تكلم لم يبيِّن إلا الأمر بالهجرة
دون تحديد الاتجاه.
أما عن اختيار المكان والطريق
المناسب فيتجلى ذلك في اخياره
صلى الله عليه وسلم طريقا
غير مألوفة للناس؛ حيث كان
النبي صلى الله عليه وسلم يعلم
أن قريشًا سَتَجِدُّ في الطلب،
وأن الطريق الذي ستتجه إليه الأنظارُ
لأول وهلة هو طريق المدينة
الرئيسي المتجه شمالًا؛
فسلك الطريق الذي يضادُّه تمامًا،
وهو الطريق الواقع جنوب مكة،
والمتجه نحو اليمن،
سلك هذا الطريق نحو خمسة أميال
حتى بلغ جبلًا يُعرَف بجبل ثَوْر،
وهذا جبل شامخ، وَعِر الطريق،
صعب المرتقى، ذو أحجار كثيرة،
فحفيت قَدَمَا رسولِ الله صلى الله عليه وسلم.
ثم هو يختار غار ثور للاختباء
فيه حتى يخف الطلب،
وهو مكان لا يتوقع أحد من المشركين
أن يصل إليه
رسول الله صلى الله عليه وسلم
بسبب المواصفات التي ذكرت سابقا.
نلتقى فى الجزء الرابــع
إن شاء الله
لكم خالص تحياتى وتقديرى
الدكتور علــى