المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ﴿ فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا ﴾ [الجزء الاول )


الدكتور على حسن
06-09-2025, 09:18 PM
من لطف الله ورحمته
أن جعل مع العسر يُسرَيْنِ،
ولم يجعل مع اليسر عُسريْنِ؛
﴿ فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا ﴾
[الشرح: 5، 6]،
قال ابن عباس:
يقول الله - تعالى -:
"خلقتُ عسرًا واحدًا بين يسرين،
فلن يغلبَ عسرٌ يسرينِ".
والمراد من اليُسرينِ: يُسر الدنيا،
وهو ما تيسر من استفتاح البلاد،
ويُسر الآخرة وهو ثواب الجنة؛
لقوله - تعالى -:

﴿ قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلَّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ ﴾
[التوبة: 52]،
وهما حُسن الظَّفَر وحسن الثواب،
فالمراد من قوله:
"لن يغلِبَ عسرٌ يُسرينِ"
هذا؛
وذلك لأن عمر الدنيا بالنسبة
إلى يسر الدنيا،
ويسر الآخرة كالمغمور القليل.
والتنكير في اليُسر يعني التفخيم،
كأنه قيل:
إن مع اليسر يسرًا،
إن مع العسر يسرًا عظيمًا،
وأي يسر.
ومما يليق بهذا الباب من كتاب الله
- عز وجل - قولُه- تعالى-:
﴿ سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا ﴾
[الطلاق: 7]،
وقوله- تعالى-:
﴿ وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ
مَا قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ ﴾
[الشورى: 28]،
وقوله- تعالى-:
﴿ حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا
أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ
مَنْ نَشَاءُ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ ﴾
[يوسف: 110].


وقد اقتضت سنَّةُ الله وحكمته
أن اليسرَ يأتي مع التقوى؛
قال الله - تعالى -:
﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا ﴾
[الطلاق: 2]
وقال - سبحانه -:
﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا ﴾
[الطلاق: 4]
جاء في تفسير الطبري:
﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا ﴾
[الطلاق: 2]
قال:
نزلت في رجل من أشجعَ جاء
إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -
وهو مجهود، فسأله فقال له النبيُّ
- صلى الله عليه وسلم -:
((اتَّقِ اللهَ واصبرْ))،
قال: قد فعلت، فأتى قومه،
فقالوا: ماذا قال لك؟
قال: قال:
((اتَّقِ اللهَ واصبر))
فقلت: قد فعلت حتى قال ذلك ثلاثًا،
فرجع فإذا هو بابنه
كان أسيرًا في بني فلان من العرب
فجاء معه بأعْنُز، فرجع
إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -
فقال: إن ابني كان أسيرًا في بني فلان،
وإنه جاء بأعنز، فطابت لنا؟
قال: ((نعم))،
والعكس هو الصحيح،
فمع الظلم والإثم يأتي التضييق والعسر،
وتأمل قوله - تعالى -:
﴿ فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا
عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ
عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ كَثِيرًا ﴾
[النساء: 160].

وقوله - تعالى -:

﴿ وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى *
وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى *
فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى ﴾
[الليل: 8 - 10]،
قال الزمخشري:
فسنخذله ونمنعه الألطافَ
حتى تكونَ الطاعةُ أعسرَ
شيء عليه وأشدَّ كقوله:
﴿ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا
كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ ﴾
[الأنعام: 125]،
عن أنس: "النصرُ مع الصبر،
والفرج مع الكرب:
وإن مع العسر يسرًا".
نلتقى فى الجزء الثانـى
إن شاء الله
لكم خالص تحياتى وتقديرى
الدكتور علـى

مثلي قليل
06-09-2025, 09:23 PM
جزاك الله خير
بارك الله فيك

ترانيم الشجن
06-09-2025, 11:11 PM
بارك الله فيــــــــــك
أنار الله قلبك ودربك ورزقك برد عفوه وحلاوة حبه ..
ورفع قدرك في أعلى عليين ...
حفظك المولى ورعاك وسدد بالخير خطاك ..
احتــــرامي ...

мя Зάмояч
06-10-2025, 12:02 AM
جزاك الله خيـر
بارك الله في جهودك
وأسال الله لك التوفيق دائما
وأن يجمعنا على الود والإخاء والمحبة
وأن يثبت الله أجرك

Şøķåŕą
06-10-2025, 12:04 AM
شكراً لك
بإنتظار الجديد القادم
دمت بكل خير

غـرام الشوق
06-10-2025, 05:36 AM
شلال ابداعك مازال منهمر...
دمت ودام نبض قلمك الرائع...
وننتظر جديدك بشووق...
مجهود رائع تشكر عليه

زمردة ❥
06-10-2025, 05:40 AM
يعطيك الف الف عافيه
موضوع رااائع
وجهود أروع
ننتظر مزيدكم
بشوووق:ff11:

البرنس مديح آل قطب
06-10-2025, 11:03 AM
https://www.raed.net/img?id=1136445
https://www.raed.net/img?id=1136443
https://www.raed.net/img?id=1136443 https://www.raed.net/img?id=1136443






https://www.3aroussham.com/vb/images/smilies/0 (270).gif
جزاكم الله خير الجزاء ...وبارك فيكم
‏الشكر موصول لكم للطرح المميز
يعطيكم العافية وسلمت الأنامل
دائماً جديدكم يسعدنا
لكم منا
باقات رواندhttps://www.raed.net/img?id=1006690
يسلموااااااااااااااااااا
https://www.raed.net/img?id=405932
القيصرالعاشق
البـــــ مديح آل قطب ـــــــرنس
https://www.raed.net/img?id=1136445

نور القمر
06-10-2025, 12:52 PM
سلمت كفوفك ..
لطيب الجهد وَ تمُيز العطاء
لاحرمنا الله روائِع مجهوداتك
لقلبك الفرح

شوق العتيبي
06-10-2025, 05:41 PM
بآرَكـَ الله فيكـ عَ آلمَوضوعْ
آسْآل الله آنْ يعَطرْ آيآمكـ بآلريآحينْ
دمْت بـِ طآعَة الله:rose:

حاء
06-11-2025, 02:50 AM
_


جزاكّ الله خُير علىّ مُـا قُدمتّ
ورزُقكّ بُكُل حَرف خّطتهَ أناملكّ جُزيل الحُسناتّ :777:..,

نبضها مطيري
06-12-2025, 11:53 AM
جزاك الله خير
طرح جميل

Şøķåŕą
06-13-2025, 12:07 AM
شكراً لك
بإنتظار الجديد القادم
دمت بكل خير

وطن عُمري
06-14-2025, 05:02 AM
كأن الجمال اختار يكتب هنا،
والتميّز سكن فصول الحكاية.
شكرًا لك على هالدهشة

نور القمر
06-15-2025, 10:54 AM
طّلـتِكَ بَهـاءٌ
وَغُيَـثَ آلَعـطُآءِ يِبـَهجُ
لـِ رُوَحــكُ آلـَسِعـآدَهـُ ..https://a-al7b.com/vb/images/smilies/241.gif

تهاني
06-15-2025, 05:33 PM






















جزاك الله خير / وجعله في موازين حسناتك .ض2