تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : القصص القرآني.. عبرة وتربية


غـرام الشوق
04-29-2025, 08:33 PM
القصص القرآني.. عبرة وتربية



لقد قَصَّ القرآن الكريم علينا أهمَّ أخبار الماضين، وسواء كانت القَصص مفردةً أو مكرَّرة، فهي في السِّياق القرآني أداةُ تربية، ومصدر تَوجيه ووعظٍ يدعم الفردَ والجماعة، وفي القصص القرآني عِبرة وتذكِرة لِمن أراد أن يَعتبر ويتَّعظ، ويقتبس الأخلاقَ الفاضلة، والسلوكَ الحسَن من سيرة الأنبياء والمرسلين.



وفي هذا الموضوع سأستعرض بعضَ النَّماذج مِن القصص القرآني، الطَّافحة بالقِيَم التربوية، والمعاني النبيلة، من ذلك ما يلي:

• قصَّة يوسف عليه السلام:

لقد قَصَّ القرآن الكريم علينا قصَّةَ يوسف، التي تُعتبر من أحسَن القصص؛ لِما تنطوي عليه من فوائدَ جمَّة، وعِبرٍ متعددة، يتعلَّم الشباب مِن هذه القصَّة العفافَ وكيفيَّةَ كبْحِ الشهوات، إنَّه لدرسٌ عظيم في سموِّ النفس عن النزوات والملذَّات العابرة؛ حيث نقتبس دُررًا نفيسة مِن قصَّة يوسف عليه السلام، واستعاذتِه بالله، قال تعالى: ﴿ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ ﴾ [يوسف: 23].



• قصَّة ابنة شعيب عليه السلام:

لقد ضربَت ابنةُ شُعيب أروعَ الأمثلة في الحَياء والثَّبات والوَقار، إنَّ في ذلك لعبرةً بالغة الأهميَّة للفتيات في عصرنا الحالي، قال تعالى: ﴿ فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ ﴾ [القصص: 25].



﴿ تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ ﴾ [القصص: 25]؛ مشية الفَتاة الطَّاهرة الفاضِلة العفيفة النَّظيفة حين تلقى الرجال ﴿ عَلَى اسْتِحْيَاءٍ ﴾ [القصص: 25]، في غير ما تبذُّلٍ ولا تبرُّج، ولا تبجُّحٍ ولا إغواء، جاءتْه لتنهي إليه دعوةً في أقصر لَفظ وأخصره وأدلِّه، يحكيه القرآنُ بقوله: ﴿ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا ﴾ [القصص: 25].



فمع الحياء الإبانةُ والدِّقَّةُ والوضوح، لا التلجْلُج والتعثُّر والربكة؛ فالفتاة القويمة تَستحي بفِطرتها عند لِقاء الرجال والحديث معهم، ولكنَّها لثِقتها بطَهارتها واستقامتِها لا تضطربُ الاضطرابَ الذي يطمع ويُغري ويهيج؛ إنما تتحدَّث في وضوحٍ بالقَدْر المطلوب ولا تزيد.



• قصَّة موسى مع الخضر عليهما السلام:

نقتبس مِن هذه القصَّة العظيمة بعضًا مِن آداب المتعلِّم، ألَا وهو التواضعُ والأدب مع المعلِّم؛ فموسى عليه السلام نبيٌّ مرسَل من عند الله، يتأدَّب مع مَن أعلَمَه الله أنه أعلمُ منه، وهو الخضر عليه السلام؛ ﴿ قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا ﴾ [الكهف: 66].



بهذا الأدَب اللائق بنَبيٍّ يَستفهِم ولا يَجزم، ويطلب العلمَ الراشِد مِن العبد الصالح العالم - الخضر عليه السلام - ولكنَّ عِلم الرجل ليس هو العلمَ البَشري الواضحَ الأسبابِ، القريبَ النتائجِ؛ إنَّما هو جانب مِن العلم اللَّدني بالغيب، الذي وهبه الله للخضر عليه السلام، وأطلعه عليه بالقَدْر الذي أراده.



• قصَّة نبي الله إسماعيل عليه السلام:

لقد أعطى إسماعيل عليه السلام أنموذجًا رائعًا في طاعة الله، والبرِّ بالوالدين؛ حيث استسلَم لله طوعًا ومحبَّة، ممتثلًا لأبيه إبراهيم الخليل، قال تعالى على لسان إسماعيل عليه السلام: ﴿ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ ﴾ [الصافات: 102].



عندما هَمَّ إبراهيم بامتثال أمر الله، وأراد أن يَذبح ابنَه، قام بوضع ابنِه على الأرض حتى التصَق جبينُ إسماعيل بها، وهَمَّ بذَبْحه، ولكنَّ السكِّين لم تقطَعْ وتنحر سيدنا إسماعيل، وحينها جاء الفرَجُ من الله، بنزول الملَك جبريل بكَبْش فداء لإسماعيل، قال تعالى: ﴿ وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ ﴾ [الصافات: 107]، فجاءت سنَّةُ الذَّبح والنَّحر التي أصبحت سنَّةً للمسلمين كافَّة، يؤدُّونها في الحجِّ عند البيت الحرام، وكذلك بقيَّة المسلمين في أيام عيد الأضحى.



• قصَّة مريم عليها السلام:

نَقتبس مِن قصَّة مريم عليها السلام النموذجَ الحسَن للمرأة الطَّاهرة العفيفة، التي رضيَتْ بقضاء الله، واستسلمَتْ لقدَرِه، لقد عانت السيدة مريم مِن آلام الحمل كسائر النِّساء، وأثقَلتْها الهمومُ والأحزان؛ لِما سيتحدَّث عنها الناس من سوء، أحسَّت مريم بآلام المَخاض فلجأت إلى جِذْع نخلة، وآلَمتها وحدتها، قال تعالى: ﴿ فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا ﴾ [مريم: 23]، سمعَتْ مريم أثناء تألُّمها صوتًا يناديها مِن تحتها أنْ لا تخافي ولا تَحزني كما في الآيات التالية: ﴿ فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا ﴾ [مريم: 24].



• قصَّة نوح عليه السلام:

لقد خرَج نوح عليه السلام إلى قومه داعيًا إيَّاهم إلى عِبادة الله سبحانه وتعالى، مبيِّنًا لهم هدفَه ومقصوده مِن الدعوة، قال سبحانه وتعالى: ﴿ وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الشعراء: 109]؛ أي: لا أطلب منكم على تَبليغ الدَّعوة شيئًا من المال؛ إنَّما أطلب أجري مِن الله، فما هو إلا عامِل لله، ومبلِّغ لرسالة ربِّه، غير أنَّ قومه لم يَستجيبوا له، وقد وصفوا ما دَعاهم إليه بالضَّلال، وليس ذلك فحسب؛ بل إنَّهم قد أصرُّوا على عِنادهم، وكفرِهم، وشِركِهم بالله وحده، ونَقتبس من هذه القصَّة العظيمة ما ينبغي أن يكون عليه الدَّاعيةُ المسلِم؛ من سموٍّ في المقصد، والصَّبر الجميل، والتحلِّي بالحكمة والموعظة الحسنة.

حاء
04-30-2025, 03:57 PM
_


جزاك الله خير الجزاء
وشكراً لطرحك الهادف وإختيارك القيّم
رزقك المولى الجنّة ونعيمها :131:..,

نور القمر
04-30-2025, 04:15 PM
سلمت كفوفك ..
لطيب الجهد وَ تمُيز العطاء
لاحرمنا الله روائِع مجهوداتك
لقلبك الفرح.

مثلي قليل
05-01-2025, 02:26 AM
جزاك الله خير
بارك الله فيك

البرنس مديح آل قطب
05-01-2025, 12:24 PM
https://www.raed.net/img?id=1136445
https://www.raed.net/img?id=1136443
https://www.raed.net/img?id=1136443 https://www.raed.net/img?id=1136443







‏الشكر موصول لكم للموضوع المميز
يعطيكِم العافية وسلمت الأنامل
جزاكم الله خير الجزاء .. وبارك فيكم
لكم منا
باقات جاسمين
يسلمواااااااااا
https://www.raed.net/img?id=405932
القيصرالعاشق
البـــــ مديح آل قطب ـــــــرنس
https://www.raed.net/img?id=1136445
https://www.raed.net/img?id=999650

мя Зάмояч
05-01-2025, 12:53 PM
جزاك الله خيـر
بارك الله في جهودك
وأسال الله لك التوفيق دائما
وأن يجمعنا على الود والإخاء والمحبة
وأن يثبت الله أجرك

بنت العز
05-01-2025, 04:09 PM
جزاك الله خير
بارك الله فيك

الدكتور على حسن
05-01-2025, 11:45 PM
https://img-fotki.yandex.ru/get/63971/102699435.c55/0_11029c_6df3ee1b_S.png (https://www.3aroussham.com/vb/showthread.php?t=85397)
كل الشكر وكل التقدير
لحضرتك
على روعة ما قدمت لنـــا
من موضوع اكثر من رائع
ومفيـد جدا بما يحوى ن معلومات قيمة
واكثر من رائعة
ربنا يبارك فيك ويسعدك
ويحقق كل امانيك وامنياتك
يااااااااااااااااااااااااااااااااااارب
لك كل تحياتى وتقديرى
الدكتور علـى حسـن
https://img-fotki.yandex.ru/get/6501/102699435.c55/0_110298_31e9e8e4_S.png (https://www.3aroussham.com/vb/showthread.php?t=85397)https://img-fotki.yandex.ru/get/6501/102699435.c55/0_110298_31e9e8e4_S.png (https://www.3aroussham.com/vb/showthread.php?t=85397)

Şøķåŕą
05-02-2025, 12:05 AM
شكراً لك
بإنتظار الجديد القادم
دمت بكل خير

نبضها مطيري
05-02-2025, 03:40 AM
طرح جميل
يعطيك العافيه

زمردة ❥
05-02-2025, 06:53 AM
جزاك الله خير

ترانيم الشجن
05-03-2025, 07:11 PM
بارك الله فيــــــــــك
أنار الله قلبك ودربك ورزقك برد عفوه وحلاوة حبه ..
ورفع قدرك في أعلى عليين ...
حفظك المولى ورعاك وسدد بالخير خطاك ..
احتــــرامي ...

تهاني
05-03-2025, 08:52 PM






















جزاك الله خير / وجعله في موازين حسناتك .:241:

وطن عُمري
05-03-2025, 09:30 PM
دمتِ نبراساً لا يخفت،
وحضوراً يُزهرُ بهِ المعنى

عبد الحليم
05-04-2025, 01:19 PM
ما شاء الله
دوم التميز في مواضيعك
سلمت يدآك على
روعة الطرح
وسلم لنآ ذوقك الراقي
على جمال الاختيار ..
لك ولحضورك الجميل
كل الشكر والتقدير ..
اسأل البآري لك
سعآدة دائمة ..
ودي وتقديري لسموك

غـرام الشوق
05-04-2025, 11:08 PM
اسعدني حضوركم
شكراً ولاتكفي
تحياتي

زمردة ❥
05-06-2025, 05:05 AM
جزاك الله خير /

غـرام الشوق
05-06-2025, 11:10 PM
اسعدني حضوركم
شكراً ولاتكفي
تحياتي

رحيل
05-15-2025, 01:07 PM
جزاك الله خير الجزاء
وبارك الله فيك وفي طرحك

نور القمر
05-16-2025, 10:42 AM
سلمت كفوفك ..
لطيب الجهد وَ تمُيز العطاء
لاحرمنا الله روائِع مجهوداتك
لقلبك الفرح.

شوق العتيبي
05-20-2025, 09:36 PM
بــارك الله فيــك على الموضـــوع ..
وأنار قلبك وعقلك بنور الإيمان
آحتـرآمي لك:rose:

غـرام الشوق
05-20-2025, 09:56 PM
اسعدني حضوركم
شكراً ولاتكفي
تحياتي