تهاني
04-27-2025, 07:01 AM
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «من رآني في المنام، فسيراني في اليقظة، ولا يتمثل الشيطان بي».
قال أبو عبدالله: قال ابن سيرين: «إذا رآه في صورته»؛ رواه البخاري برقم (6993)، ومسلم (2266).
معنى قوله صلى الله عليه وسلم: (من رآني في المنام، فسيراني في اليقظة، ولا يتمثل الشيطان بي)؛ قال المناوي: في "فيض القدير" (6 /131): قوله: (من رآني في المنام)؛ أي: في حال النوم؛ أي: رآني بصفتي التي أنا عليها.
قوله: (فقد رآني)؛ أي: فليُبشَّر بأنه رآني حقيقة؛ أي: حقيقتي، كما هي، فلم يتحد الشرط والجزاء، وهو في معنى الإخبار؛ أي: من رآني فأخبره بأن رُؤيته حق، ليست بأضغاث أحلام، ولا تخيُّلات شيطانية، ثم أردف ذلك بما هو تتميم للمعنى، وتعليل للحكم، فقال: (فإن الشيطان لا يتمثَّلُ بي).
وفي رواية لمسلم: (فإن الشيطان لا ينبغي له أن يتشبه بي).
وفي أخرى له: (لا ينبغي أن يتمثل في صورتي).
وفي رواية لغيره: (لا يتكوَّنني)، وذلك لئلا يتدرَّع بالكذب على لسانه، في النوم، وكما استحال تصوُّره بصورته يقظةً؛ إذ لو وقع اشتبه الحق بالباطل.
ومنه أُخِذَ: أن جميع الأنبياء كذلك.
وظاهر الحديث: أن رُؤياه صحيحة، وإن كان على غير صفته المعروفة، وبه صرَّح النووي مضعَّفًا لتقييد الحكيم الترمذي، وعياض وغيرهما: بما إذا رآه على صورته المعروفة في حياته، وتبِعه عليه بعض المحققين.
ثم قال: فإن قيل كيف يُرى على خلاف صورته المعروفة، ويراه شخصان في حالة واحدة، في مكانين والبدن الواحد لا يكون إلا في مكان واحد؟ قلنا: التغيير في صفاته لا في ذاته، فتكون ذاته حيث شاء الله، وصفاته متخَيَّلةٌ في الأذهان والإدراك، لا يشترط فيه تحقق الإبصار، ولا قُرب المسافة، ولا كون المتخَيَّل ظاهرًا على الأرض حيًّا حياةً دُنيَويَّة، وإنما الشرط كونه موجودًا؛ اهـ.
..
قال أبو عبدالله: قال ابن سيرين: «إذا رآه في صورته»؛ رواه البخاري برقم (6993)، ومسلم (2266).
معنى قوله صلى الله عليه وسلم: (من رآني في المنام، فسيراني في اليقظة، ولا يتمثل الشيطان بي)؛ قال المناوي: في "فيض القدير" (6 /131): قوله: (من رآني في المنام)؛ أي: في حال النوم؛ أي: رآني بصفتي التي أنا عليها.
قوله: (فقد رآني)؛ أي: فليُبشَّر بأنه رآني حقيقة؛ أي: حقيقتي، كما هي، فلم يتحد الشرط والجزاء، وهو في معنى الإخبار؛ أي: من رآني فأخبره بأن رُؤيته حق، ليست بأضغاث أحلام، ولا تخيُّلات شيطانية، ثم أردف ذلك بما هو تتميم للمعنى، وتعليل للحكم، فقال: (فإن الشيطان لا يتمثَّلُ بي).
وفي رواية لمسلم: (فإن الشيطان لا ينبغي له أن يتشبه بي).
وفي أخرى له: (لا ينبغي أن يتمثل في صورتي).
وفي رواية لغيره: (لا يتكوَّنني)، وذلك لئلا يتدرَّع بالكذب على لسانه، في النوم، وكما استحال تصوُّره بصورته يقظةً؛ إذ لو وقع اشتبه الحق بالباطل.
ومنه أُخِذَ: أن جميع الأنبياء كذلك.
وظاهر الحديث: أن رُؤياه صحيحة، وإن كان على غير صفته المعروفة، وبه صرَّح النووي مضعَّفًا لتقييد الحكيم الترمذي، وعياض وغيرهما: بما إذا رآه على صورته المعروفة في حياته، وتبِعه عليه بعض المحققين.
ثم قال: فإن قيل كيف يُرى على خلاف صورته المعروفة، ويراه شخصان في حالة واحدة، في مكانين والبدن الواحد لا يكون إلا في مكان واحد؟ قلنا: التغيير في صفاته لا في ذاته، فتكون ذاته حيث شاء الله، وصفاته متخَيَّلةٌ في الأذهان والإدراك، لا يشترط فيه تحقق الإبصار، ولا قُرب المسافة، ولا كون المتخَيَّل ظاهرًا على الأرض حيًّا حياةً دُنيَويَّة، وإنما الشرط كونه موجودًا؛ اهـ.
..