الدكتور على حسن
04-04-2025, 02:01 AM
فى مواجهة قيام بعض الوالدين بالإفراط فى التدليل أو العقاب، فى تربية أبنائهم، يدعو علماء الدين والنفس، إلى التوازن بين التدليل والحزم، بهدف تنشئة جيل قادر على مواجهة تحديات الحياة، مؤكدين أن «التربية الوسطية» تظل المنهج الأمثل فى التربية والتنشئة الأسرية، باعتبارها صمام أمان للمجتمع.
فى البداية يوضح الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الازهر، أن المنهج الإلهى فى شتى المجالات هو «الوسطية»، مستدلًا بقوله تعالى: «وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا»، فإذا تحدثنا عن الجانب التربوى نجد أن الوسطية الأفضل والأنسب، إذ إن التدليل بقدر، والحسم بقدر، وقد يؤدى الإفراط فى التدليل إلى إخراج جيل هش، يعانى السلبية واللامبالاة وعدم تحمل المسئولية، وكذلك يؤدى التطرف فى استخدام التقويم إلى العنف والفظاظة.
اللين.. والحسم
ويشير د. كريمة إلى أن السيرة النبوية غنية بمواقف عدة فى التربية الرحيمة، التى تجمع بين اللين والحسم، وعلى سبيل المثال رأى الرسول، صلى الله عليه وسلم، سبطه (ابن البنت) الحسن، يتناول تمرة من تمر الصدقة، فأمره أن يخرجها من فمه؛ لأن آل البيت لا يأكلون من الصدقة، فعن أبى هريرة، رضى الله عنه، قال: «أخذ الحسن بن على تمرة من تمر الصدقة فجعلها فى فِيه، فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: «كخ كخ، ارم بها،
أما علمت أنَّا لا نأكل الصدقة».
ويوضح د. كريمة أن موقف النبى، صلى الله عليه وسلم، فى هذا المشهد كان حازمًا؛ ليغرس فى حفيده القيم الشرعية المتعلقة بآل البيت. ويتابع أنه فى موقف آخر تعامل النبى، صلى الله عليه وسلم، مع أحفاده بحنان بالغ، عندما كان يصلى إمامًا، إذ جاء الحسن أو الحسين، فامتطى ظهره الشريف، فأطال النبى السجود حتى لا يوقعه، فلما فرغ من الصلاة سأله الصحابة، رضى الله عنهم، عن سبب إطالته فى السجود؟ فقال: «إن ابنى ارتحلنى،
فكرهت أن أعجله حتى يقضى حاجته».
ويرى الشيخ كمال الدين فهمى، العضو السابق بلجنة الفتوى بالأزهر، أن الأسرة هى الركيزة الأساسية فى التربية، وتشكيل شخصية الأبناء، وأنه برغم أن الكثير من الآباء فى الماضى لم ينالوا الحد الأدنى من التعليم، لكنهم استطاعوا تربية أجيال من العلماء والمثقفين؛ لأنهم كانوا قدوة حسنة لأبنائهم. ويؤكد أن غياب القدوة يؤثر بالسلب على الأبناء، متسائلا: أين القدوة إذن عندما يرى الطفل والده متناقضا، ينهاه عن الكذب، فى حين أنه يكذب، يحذره من التدخين، بينما هو يدخن، يحثه على التعامل برفق، مع أنه يتعامل بقسوة. ويوضح أن التربية السليمة ليس لها علاقة بالدرجة العلمية أو المستوى التعليمى للفرد، فقد يصل بعض الآباء إلى أعلى الدرجات العلمية لكنهم يكونون العنصر الأساسى فى هدم أولادهم بسبب تناقض أفعالهم مع أقوالهم.
الشخصية «المستقلة»
ويرى الدكتور أشرف جودة السعيد، استشارى العلوم السلوكية والعلاقات الأسرية، أن مردود التربية الإيجابية من المفترض أن ينعكس إيجابيًا على سلوك الأبناء، وبالتالى على المجتمع ككل، كما يؤكد أهمية تحديد ما يريده الآباء لأبنائهم، فهل يسعون إلى فرض سيطرتهم ليكونوا مجرد نسخة طبق الأصل منهم، وتطبيق نفس ظروف الحياة التى مروا بها فى حياتهم الماضية، أم يطمحون إلى أن يكون لأبنائهم شخصيات مستقلة؟ ويرى أن من الافضل أن يمتلك الأبناء شخصياتهم المستقلة، فمن الطبيعى أن يكونوا مختلفين عن آبائهم، ويجب على الوالدين التعرف على نقاط القوة والضعف عندهم، والعمل على تنمية الجوانب الإيجابية، وتقويم ومعالجة السلبيات، فصداقة الآباء للأبناء سر نجاح التربية، إذ تساعد على إيجاد نقاط تلاقٍ بينهم. ويوضح أن القدوة الصالحة من أهم عوامل نجاح التربية، بينما يعانى الجيل الحالى من افتقاده للقدوة، لذلك يجب على الآباء أن يكونوا قدوة صالحة لابنائهم. ويرى أن الاعتدال هو الأسلوب الأمثل فى التربية، منتقدًا الأسر التى تستخدم أسلوب الترهيب، لأنه قد يؤدى إلى نتائج عكسية، وقد يدفعهم إلى ارتكاب أخطاء كارثية. ويشدد د. جودة على أن الحل يكمن فى مصادقة الأب لأبنائه، فبدلاً من غرس الخوف فى نفوسهم، يجب تعزيزمشاعر الاحترام، والحب، وفى الوقت نفسه يحذر من الإفراط فى التدليل، إذ يؤدى إلى ضعف شخصية الطفل، وعدم تحمله المسئولية، وقد يؤدى فى بعض الأحيان إلى الانفلات الأخلاقى، واكتساب سلوك غير مناسب لمجتمعنا الشرقى. ويختم حديثه بتأكيد أن الأسرة هى الأساس فى وضع النواة الأولى للتربية الإيجابية، لكنها لا تستطيع القيام بهذه المهمة بمفردها، إذ لا بد من أن يكون هناك تكاتف بين دور العبادة والوزارات المعنية،
من أجل تنشئة أجيال سوية.
لكم خالص تحياتى وتقديرى
الدكتــور علـى حســن
فى البداية يوضح الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الازهر، أن المنهج الإلهى فى شتى المجالات هو «الوسطية»، مستدلًا بقوله تعالى: «وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا»، فإذا تحدثنا عن الجانب التربوى نجد أن الوسطية الأفضل والأنسب، إذ إن التدليل بقدر، والحسم بقدر، وقد يؤدى الإفراط فى التدليل إلى إخراج جيل هش، يعانى السلبية واللامبالاة وعدم تحمل المسئولية، وكذلك يؤدى التطرف فى استخدام التقويم إلى العنف والفظاظة.
اللين.. والحسم
ويشير د. كريمة إلى أن السيرة النبوية غنية بمواقف عدة فى التربية الرحيمة، التى تجمع بين اللين والحسم، وعلى سبيل المثال رأى الرسول، صلى الله عليه وسلم، سبطه (ابن البنت) الحسن، يتناول تمرة من تمر الصدقة، فأمره أن يخرجها من فمه؛ لأن آل البيت لا يأكلون من الصدقة، فعن أبى هريرة، رضى الله عنه، قال: «أخذ الحسن بن على تمرة من تمر الصدقة فجعلها فى فِيه، فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: «كخ كخ، ارم بها،
أما علمت أنَّا لا نأكل الصدقة».
ويوضح د. كريمة أن موقف النبى، صلى الله عليه وسلم، فى هذا المشهد كان حازمًا؛ ليغرس فى حفيده القيم الشرعية المتعلقة بآل البيت. ويتابع أنه فى موقف آخر تعامل النبى، صلى الله عليه وسلم، مع أحفاده بحنان بالغ، عندما كان يصلى إمامًا، إذ جاء الحسن أو الحسين، فامتطى ظهره الشريف، فأطال النبى السجود حتى لا يوقعه، فلما فرغ من الصلاة سأله الصحابة، رضى الله عنهم، عن سبب إطالته فى السجود؟ فقال: «إن ابنى ارتحلنى،
فكرهت أن أعجله حتى يقضى حاجته».
ويرى الشيخ كمال الدين فهمى، العضو السابق بلجنة الفتوى بالأزهر، أن الأسرة هى الركيزة الأساسية فى التربية، وتشكيل شخصية الأبناء، وأنه برغم أن الكثير من الآباء فى الماضى لم ينالوا الحد الأدنى من التعليم، لكنهم استطاعوا تربية أجيال من العلماء والمثقفين؛ لأنهم كانوا قدوة حسنة لأبنائهم. ويؤكد أن غياب القدوة يؤثر بالسلب على الأبناء، متسائلا: أين القدوة إذن عندما يرى الطفل والده متناقضا، ينهاه عن الكذب، فى حين أنه يكذب، يحذره من التدخين، بينما هو يدخن، يحثه على التعامل برفق، مع أنه يتعامل بقسوة. ويوضح أن التربية السليمة ليس لها علاقة بالدرجة العلمية أو المستوى التعليمى للفرد، فقد يصل بعض الآباء إلى أعلى الدرجات العلمية لكنهم يكونون العنصر الأساسى فى هدم أولادهم بسبب تناقض أفعالهم مع أقوالهم.
الشخصية «المستقلة»
ويرى الدكتور أشرف جودة السعيد، استشارى العلوم السلوكية والعلاقات الأسرية، أن مردود التربية الإيجابية من المفترض أن ينعكس إيجابيًا على سلوك الأبناء، وبالتالى على المجتمع ككل، كما يؤكد أهمية تحديد ما يريده الآباء لأبنائهم، فهل يسعون إلى فرض سيطرتهم ليكونوا مجرد نسخة طبق الأصل منهم، وتطبيق نفس ظروف الحياة التى مروا بها فى حياتهم الماضية، أم يطمحون إلى أن يكون لأبنائهم شخصيات مستقلة؟ ويرى أن من الافضل أن يمتلك الأبناء شخصياتهم المستقلة، فمن الطبيعى أن يكونوا مختلفين عن آبائهم، ويجب على الوالدين التعرف على نقاط القوة والضعف عندهم، والعمل على تنمية الجوانب الإيجابية، وتقويم ومعالجة السلبيات، فصداقة الآباء للأبناء سر نجاح التربية، إذ تساعد على إيجاد نقاط تلاقٍ بينهم. ويوضح أن القدوة الصالحة من أهم عوامل نجاح التربية، بينما يعانى الجيل الحالى من افتقاده للقدوة، لذلك يجب على الآباء أن يكونوا قدوة صالحة لابنائهم. ويرى أن الاعتدال هو الأسلوب الأمثل فى التربية، منتقدًا الأسر التى تستخدم أسلوب الترهيب، لأنه قد يؤدى إلى نتائج عكسية، وقد يدفعهم إلى ارتكاب أخطاء كارثية. ويشدد د. جودة على أن الحل يكمن فى مصادقة الأب لأبنائه، فبدلاً من غرس الخوف فى نفوسهم، يجب تعزيزمشاعر الاحترام، والحب، وفى الوقت نفسه يحذر من الإفراط فى التدليل، إذ يؤدى إلى ضعف شخصية الطفل، وعدم تحمله المسئولية، وقد يؤدى فى بعض الأحيان إلى الانفلات الأخلاقى، واكتساب سلوك غير مناسب لمجتمعنا الشرقى. ويختم حديثه بتأكيد أن الأسرة هى الأساس فى وضع النواة الأولى للتربية الإيجابية، لكنها لا تستطيع القيام بهذه المهمة بمفردها، إذ لا بد من أن يكون هناك تكاتف بين دور العبادة والوزارات المعنية،
من أجل تنشئة أجيال سوية.
لكم خالص تحياتى وتقديرى
الدكتــور علـى حســن