الدكتور على حسن
03-30-2025, 06:46 PM
يقول ربنا فى سورة الفجر:
«أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ .إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ..
الَّتِى لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِى الْبِلَادِ ..
وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ»
وفى الآية استفهام تقريرى
للنبى صلى الله عليه وسلم،
مقصوده تثبيت قلب النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وتبشيره بالنصر على كل من كذب
وعاند دعوة الحق، وفيه تعريض
للمعاندين بأن مآلهم لا محالة،
هو مآل المكذبين من قبلهم، ومعنى الآيات:
ألم تعلم أيها النبى ما فعل ربك سبحانه
بقوم عاد، من إهلاك وتدمير جزاء
كفرهم وعنادهم، وكذلك ثمود الذين
أعطاهم الله من قوة الأجسام وعظمة
البنيان حتى جابوا الصخر بالواد،
كيف كانت عاقبتهم .
فالآيات جاءت تطمينا
للنبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وتثبيتا لفؤاده ،
وتخويفا لأهل مكة وغيرهم من سوء
العاقبة إن هم أصروا على كفرهم وتكذيبهم،
قال ابن الجوزى :
خوَّف أهل مكة بإهلاك من كان أشدَّ منهم،
وقال ابن عاشور:
(ألم تر) استفهام تَقْرِيرِيٌّ،
وَالْمُخَاطَبُ بِهِ النَّبِى الكريم تَثْبِيتًا لَهُ
وَوَعْدًا بِالنَّصْر،
وَتَعْرِيضًا لِلْمُعَانِدِينَ بِالْإِنْذَارِ بِمِثْلِهِ.
وربما يفهم البعض – خطأ –
أن المراد بقوله تعالى
(جابوا الصخر بالواد )
أنهم أحضروا وأتوا به،
وذلك لذهاب عقلهم إلى معنى لفظ
(جاب) فى العامية،
وهو أحضر الشيء وأتى به.
والصواب:
أن المراد من قوله تعالى
(جَابُوا الصَّخْرَ بالواد)
أى قطعوا الصخور بجبال واديهم
الذى كانوا يعيشون فيه، شمال
الجزيرة العربية بين المدينة والشام،
فجعلوا منها بيوتا ومساكن لهم ،
وذلك لشدة بنيتهم وقوة أجسامهم ،
كما قال تعالى :
(وَكَانُوا يَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا آمِنِينَ)
وقال أيضا
( وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبالِ بُيُوتاً فارِهِينَ)
فالجوب فى اللغة:القطع،
وفى الحديث:
« كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فِى صَدْرِ النَّهَارِ، فَجَاءَهُ قَوْمٌ حُفَاةٌ
عُرَاةٌ مُجْتَابِى النِّمَارِ»
أى مقطعة نمارهم ( ثيابهم).
هذا ..
وقد مر النبى صلى الله عليه وسلم،
بديار ثمود فى غزوة تبوك فسجّى
ثوبه على وجهه، وأمر أصحابه
أن يمروا بها مسرعين،
وقال:
لا تدخلوا بيوت الذين ظلموا إلا وأنتم باكون،
خوفا أن يصيبكم مثل ما أصابهم.
وعلى أى حال
- وبعدما بينا معنى ما نريد بيان معناه -
فإن الآيات تحمل دعوة للعباد جميعا
بالنظر فى مآلات المكذبين
والمعرضين عن الحق،
وأن يتخذوا من ذلك عظة وعبرة
تكون داعية لهم إلى الإيمان
والاستقامة وفعل الخيرات
وتقوى فى كل فعل وقول
لكم خالص تحياتى وتقديرى
و
رمضــان كريـــم
الدكتــور علـى حســن
«أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ .إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ..
الَّتِى لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِى الْبِلَادِ ..
وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ»
وفى الآية استفهام تقريرى
للنبى صلى الله عليه وسلم،
مقصوده تثبيت قلب النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وتبشيره بالنصر على كل من كذب
وعاند دعوة الحق، وفيه تعريض
للمعاندين بأن مآلهم لا محالة،
هو مآل المكذبين من قبلهم، ومعنى الآيات:
ألم تعلم أيها النبى ما فعل ربك سبحانه
بقوم عاد، من إهلاك وتدمير جزاء
كفرهم وعنادهم، وكذلك ثمود الذين
أعطاهم الله من قوة الأجسام وعظمة
البنيان حتى جابوا الصخر بالواد،
كيف كانت عاقبتهم .
فالآيات جاءت تطمينا
للنبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وتثبيتا لفؤاده ،
وتخويفا لأهل مكة وغيرهم من سوء
العاقبة إن هم أصروا على كفرهم وتكذيبهم،
قال ابن الجوزى :
خوَّف أهل مكة بإهلاك من كان أشدَّ منهم،
وقال ابن عاشور:
(ألم تر) استفهام تَقْرِيرِيٌّ،
وَالْمُخَاطَبُ بِهِ النَّبِى الكريم تَثْبِيتًا لَهُ
وَوَعْدًا بِالنَّصْر،
وَتَعْرِيضًا لِلْمُعَانِدِينَ بِالْإِنْذَارِ بِمِثْلِهِ.
وربما يفهم البعض – خطأ –
أن المراد بقوله تعالى
(جابوا الصخر بالواد )
أنهم أحضروا وأتوا به،
وذلك لذهاب عقلهم إلى معنى لفظ
(جاب) فى العامية،
وهو أحضر الشيء وأتى به.
والصواب:
أن المراد من قوله تعالى
(جَابُوا الصَّخْرَ بالواد)
أى قطعوا الصخور بجبال واديهم
الذى كانوا يعيشون فيه، شمال
الجزيرة العربية بين المدينة والشام،
فجعلوا منها بيوتا ومساكن لهم ،
وذلك لشدة بنيتهم وقوة أجسامهم ،
كما قال تعالى :
(وَكَانُوا يَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا آمِنِينَ)
وقال أيضا
( وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبالِ بُيُوتاً فارِهِينَ)
فالجوب فى اللغة:القطع،
وفى الحديث:
« كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فِى صَدْرِ النَّهَارِ، فَجَاءَهُ قَوْمٌ حُفَاةٌ
عُرَاةٌ مُجْتَابِى النِّمَارِ»
أى مقطعة نمارهم ( ثيابهم).
هذا ..
وقد مر النبى صلى الله عليه وسلم،
بديار ثمود فى غزوة تبوك فسجّى
ثوبه على وجهه، وأمر أصحابه
أن يمروا بها مسرعين،
وقال:
لا تدخلوا بيوت الذين ظلموا إلا وأنتم باكون،
خوفا أن يصيبكم مثل ما أصابهم.
وعلى أى حال
- وبعدما بينا معنى ما نريد بيان معناه -
فإن الآيات تحمل دعوة للعباد جميعا
بالنظر فى مآلات المكذبين
والمعرضين عن الحق،
وأن يتخذوا من ذلك عظة وعبرة
تكون داعية لهم إلى الإيمان
والاستقامة وفعل الخيرات
وتقوى فى كل فعل وقول
لكم خالص تحياتى وتقديرى
و
رمضــان كريـــم
الدكتــور علـى حســن