الدكتور على حسن
03-25-2025, 01:39 AM
ستظلُّ «الأمُّ» سرَّ الحياةِ، وقلبَ الوجودِ، والكنزَ الإنسانيَّ الذى يحملُ ديمومةَ الحياةِ، إنْ فطنتِ الحياةُ بكلِّ أنساقِها لِبِرِّها الذى أقرَّه وأوصى به إسلامُنا الحنيفُ، بتعاليمِه الساميةِ العادلةِ المُقسطةِ، والتى تُجافى ذلك التقليدَ القاصرَ الذى يقفُ عند يومٍ يتيمٍ واحدٍ فى العامِ كاملًا للاحتفالِ بها فى الحادى والعشرين من شهرِ مارسَ (لتكريمِ الأمِّ) سرِّ الوجودِ البشريِّ، والتغنِّى بـ (آنا جارفيس) الأمريكيةِ التى احتفلتْ لأولِ مرةٍ بعيدِ الأمِّ عامَ 1908م؛ ذكرى رحيلِ والدتِها، وإنْ تغافلتْ محاولاتُ (جوليا وارد) لإنشاءِ عيدِ الأمِّ فى عامِ 1870م.
لكنَّ العاقلَ المُنصفَ يرى أنَّ كلَّ هذه المحاولاتِ الغربيةِ ما هى إلا بضاعتُنا التى أفسدوا وجهَها البهيَّ المشرقَ؛ هذا الوجهَ الرحيمَ الحنونَ المشرقَ الذى خلعتْه حضارةُ (اقرأ) على (الأمِّ) منذُ ما يقربُ من خمسةَ عشرَ قرنًا من الزمانِ، حينما أوصى اللهُ ببرِّها فى قولِه تعالي: «وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِى عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِى وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ» سورة لقمان: (14)، لتكونَ الأمُّ مَحلَّ البِرِّ والإكرامِ، ورَمْزَ التَّضحيةِ والفِداءِ، والطُّهْرِ والنَّقاءِ، بل الأصلَ الَّذى يَشرُفُ به الولَدُ، وأحقَّ الناسِ بصُحبتِه، كما أوصى الحبيبُ المصطفى (صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ) بالأمِّ، وأنها أولى الناسِ بحُسنِ المُعاملةِ وطِيبِ المُعاشَرةِ ما دامتِ الحياةُ، ولعلَّ ذلك لكثرةِ أفضالِها على ولدِها، وكثرةِ ما تحمَّلَتْه من المتاعبِ الجِسميةِ والنَّفسيَّةِ فى أثناءَ حمْلِها به، ووضْعِها وإرضاعِها له، وخِدمتِها وشَفقتِها عليه.
إنها الأمُّ؛ العطاءُ/ التضحيةُ/ الحنانُ/ البذلُ/ أصلُ وجودِنا فى هذه الحياةِ التى يجبُ علينا أنْ نحتفيَ بها طوالَ العمرِ؛ وليس فى يومٍ واحدٍ نتغنَّى فيه بأفضالِها ومكانتِها، وسرعانَ ما نعودُ لننشغلَ بدُنيانا عن جنَّتِها فى بِرِّها المُقدَّمِ على الجِهادِ فى سبيلِ اللهِ، مع ما للجِهادِ فى سبيلِ اللهِ بكلِّ أنواعِه من فضلٍ عظيمٍ، وثوابٍ كبيرٍ، وهذا من عظيمِ حقِّ الأمِّ.
وعليه فلا مانعَ من الاحتفالِ بهذا اليومِ إحياءً ونشرًا وتذكيرًا بقيمةِ البِرِّ بالأمِّ، بل الوالدينِ كليهما، لاسيَّما فى مثلِ هذه الأيامِ التى عزفَ فيها كثيرٌ من الأبناءِ عن صلةِ الأرحامِ، ومعلومٌ أنَّ الوالدينِ يأتيانِ فى مقدمةِ الأرحامِ، وقد جاء الأمرُ قاطعًا بِبرِّهما عقبَ أمرِ عبادِه سبحانَه وتعالى ألَّا يعبدوا إلَّا إيَّاه، «وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا» سورة الإسراء: آية (23). وأمرُ ربِّنا - ألَّا يُعْبدَ غيرُه أوجبُ، وأمرُه بالإحسانِ إلى الوالدينِ أحقُّ وأعدلُ، كلُّ عامٍ وأمهاتُنا ينعمنَ بالبِرِّ والإحسانِ، والعطفِ والإكرامِ.
لكم خالص تحياتى وتقديــرى
و
رمضــان كريـــــم
الدكتور علـى حســن
لكنَّ العاقلَ المُنصفَ يرى أنَّ كلَّ هذه المحاولاتِ الغربيةِ ما هى إلا بضاعتُنا التى أفسدوا وجهَها البهيَّ المشرقَ؛ هذا الوجهَ الرحيمَ الحنونَ المشرقَ الذى خلعتْه حضارةُ (اقرأ) على (الأمِّ) منذُ ما يقربُ من خمسةَ عشرَ قرنًا من الزمانِ، حينما أوصى اللهُ ببرِّها فى قولِه تعالي: «وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِى عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِى وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ» سورة لقمان: (14)، لتكونَ الأمُّ مَحلَّ البِرِّ والإكرامِ، ورَمْزَ التَّضحيةِ والفِداءِ، والطُّهْرِ والنَّقاءِ، بل الأصلَ الَّذى يَشرُفُ به الولَدُ، وأحقَّ الناسِ بصُحبتِه، كما أوصى الحبيبُ المصطفى (صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ) بالأمِّ، وأنها أولى الناسِ بحُسنِ المُعاملةِ وطِيبِ المُعاشَرةِ ما دامتِ الحياةُ، ولعلَّ ذلك لكثرةِ أفضالِها على ولدِها، وكثرةِ ما تحمَّلَتْه من المتاعبِ الجِسميةِ والنَّفسيَّةِ فى أثناءَ حمْلِها به، ووضْعِها وإرضاعِها له، وخِدمتِها وشَفقتِها عليه.
إنها الأمُّ؛ العطاءُ/ التضحيةُ/ الحنانُ/ البذلُ/ أصلُ وجودِنا فى هذه الحياةِ التى يجبُ علينا أنْ نحتفيَ بها طوالَ العمرِ؛ وليس فى يومٍ واحدٍ نتغنَّى فيه بأفضالِها ومكانتِها، وسرعانَ ما نعودُ لننشغلَ بدُنيانا عن جنَّتِها فى بِرِّها المُقدَّمِ على الجِهادِ فى سبيلِ اللهِ، مع ما للجِهادِ فى سبيلِ اللهِ بكلِّ أنواعِه من فضلٍ عظيمٍ، وثوابٍ كبيرٍ، وهذا من عظيمِ حقِّ الأمِّ.
وعليه فلا مانعَ من الاحتفالِ بهذا اليومِ إحياءً ونشرًا وتذكيرًا بقيمةِ البِرِّ بالأمِّ، بل الوالدينِ كليهما، لاسيَّما فى مثلِ هذه الأيامِ التى عزفَ فيها كثيرٌ من الأبناءِ عن صلةِ الأرحامِ، ومعلومٌ أنَّ الوالدينِ يأتيانِ فى مقدمةِ الأرحامِ، وقد جاء الأمرُ قاطعًا بِبرِّهما عقبَ أمرِ عبادِه سبحانَه وتعالى ألَّا يعبدوا إلَّا إيَّاه، «وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا» سورة الإسراء: آية (23). وأمرُ ربِّنا - ألَّا يُعْبدَ غيرُه أوجبُ، وأمرُه بالإحسانِ إلى الوالدينِ أحقُّ وأعدلُ، كلُّ عامٍ وأمهاتُنا ينعمنَ بالبِرِّ والإحسانِ، والعطفِ والإكرامِ.
لكم خالص تحياتى وتقديــرى
و
رمضــان كريـــــم
الدكتور علـى حســن